من الشيخ إلى المعمدانى.. المذابح الإسرائيلية ضد العرب سلسلة لا تنتهى
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
ارتبط القتل والدمار بهجرة اليهود إلى فلسطين، حيث اتخذوه مسلكا لترهيب العرب وإجبارهم على النزوح والهروب بعيدا عن أراضيهم، وكانت المذابح اليهودية ضد العرب فى فلسطين بمثابة التحضير ليوم إعلان الكيان حيث سبق مايو 1948 ارتكاب أكثر من مجزرة ولم يتوقف الأمر بالطبع بعد النكبة.
بلدة الشيخ
قبل حوالى ١٥٠ يوما على النكبة الفلسطينية، ارتكبت العصابات الصهيونية مجزرة فى بلدة الشيخ فى ٣١ ديسمبر ١٩٤٧ حيث اقتحمت عصابات الهاجاناه، قرية بلدة الشيخ المسماه حاليا بـ"تل جنان" واستشهد ٦٠٠ إنسان.
دير ياسين
تعد مذبحة دير ياسين أشهر المذابح فى تاريخ فلسطين، وارتكبت قبل أسابيع قليلة من إعلان إسرائيل فى التاسع من أبريل ١٩٤٨ ونفذتها عصابات الأرجون وشتيرن، واستشهد ما بين ٢٥٠ و٣٦٠ فلسطينيا.
الطنطورة
ولم يمر شهر على إعلان الكيان حتى ارتكبت مذبحة جديدة في٢٣ مايو ١٩٤٨ والمعروفة بـ"مذبحة الطنطورة" حيث هاجمت كتيبة ٣٣ التابعة للواء الكسندروني، واستشهد ٩٠ فلسطينيا دفنوا فى حفرة كبيرة.
اللد
وفى ١١ يوليو من عام ١٩٤٨ ارتكبت العصابات الصهيونية مذبحة اللد، حيث اقتحمت المدينة وحدة كوماندوز صهيونية بقيادة "موشيه ديان" وقت المساء تحت وابل من القذائف المدفعية واستشهد ٤٢٦ فلسطينيا فى مدينة اللد التى احتلتها مع مدينة الرملة.
قبية
مذبحة قبية فى ١٤ أكتوبر ١٩٥٣ ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بتطويق قرية قبية (كان عدد سكانها يوم المذبحة حوالى ٢٠٠ شخص) بقوة قوامها حوالى ٦٠٠ جندي، واستشهد فيها ٦٧ شهيدًا.
خان يونس
ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلية مذبحة خان يونس فى ٣ نوفمبر ١٩٥٦ ضد اللاجئين الفلسطينيين، واستشهد فيها أكثر من ٢٥٠ فلسطينيا.
وفى نفس المخيم وبعد تسعة أيام من المجزرة الأولى فى ١٢ نوفمبر، نفذ جيش الاحتلال مجزرة أخرى استشهد فيها نحو ٢٧٥ شهيدًا من المدنيين فى نفس المخيم، كما استشهد أكثر من مائة فلسطينى آخر من سكان مخيم رفح للاجئين فى نفس اليوم.
كفر قاسم
عشية العدوان الثلاثى على مصر، ارتكب الجيش الإسرائيلى مذبحة كفر قاسم فى ٢٩ أكتوبر ١٩٥٦ حيث قام جنود الاحتلال بجمع عمال القرية العائدين من مزارعهم وأماكن عملهم فى الخامسة من مساء ذلك اليوم، وقاموا بإعدامهم بدم بارد، فكانت النتيجة ٤٩ شهيدا.
القدس
فى يونيو ١٩٦٧ أمطرت قوات الاحتلال الإسرائيلية مدينة القدس بالقنابل المحرقة، مما أدى إلى استشهاد حوالى ٣٠٠ من المدنيين.
مصنع أبوزعبل
بعد نكسة يونيو ١٩٦٧ دأب العدو الإسرائيلى على شن غارات جوية على المنشآت المدنية، وكان أبرزها قصف قرية أبوزعبل فى محافظة القليوبية فى ١٢ فبراير ١٩٧٠. واستهدف مصنعا استشهد فيه ٧٠ عاملا مصريا وجرح أكثر من ٦٩ آخرين كما دُمّر المصنع عن آخره.
بحر البقر
فى أبريل ١٩٧٠ ارتكب الاحتلال الإسرائيلى مذبحة مروعة ضد الأطفال فى مدرسة بحر البقر بالشرقية وأسفر عن استشهاد ٣٠ تلميذا، حيث أغارت عليها الطائرات الحربية الإسرائيلية، وأمطرتها بوابل من الصواريخ التى أحالتها فى ثوان معدودات إلى كومة من الأنقاض المشتعلة، والعظام المحترقة، وخليط من الدماء والكتب المدرسية والأقلام وملابس الأطفال، والدخان المنبعث من المكان.
صبرا وشاتيلا
ومن مصر وفلسطين إلى لبنان، حيث ارتكبت إسرائيل مذبحة صبرا وشاتيلا فى ١٦- ١٨ سبتمبر ١٩٨٢ ضد اللاجئين الفلسطينيين وراح ضحيتها ١٥٠٠ شهيد من الفلسطينيين واللبنانيين العزل.
الحرم الإبراهيمى
فى ٢٥ فبراير ١٩٩٤ أطلق النار على المصلين فى المسجد الإبراهيمى أثناء أدائهم صلاة فجر يوم جمعة فى شهر رمضان، واستشهد ٢٩ مصليًا وجرح ١٥٠ آخرون.
فى أغسطس ٢٠٢٢ شن الاحتلال عدوان على قطاع غزة، استمر ثلاثة أيام وأسفر عن استشهاد ما لا يقل عن ٤٤ شخصا، بينهم ١٥ طفلا.
وزعمت إسرائيل أن الضربات كانت عملية استباقية ضد هجوم وشيك للمقاومة الفلسطينية استهدفت قادة ومخازن أسلحة، وردا على ذلك، أطلقت حركة الجهاد الإسلامى أكثر من ألف صاروخ باتجاه إسرائيل.
قانا الأولى
وقعت فى قرية قانا فى جنوب لبنان وتتبع لقضاء صور فى ١٨ أبريل ١٩٩٦ فى مركز تابع لقرات الأمم المتحدة والذى كان يأوى نازحين احتموا به هربا من القصف الإسرائيلي. واستهدفت المدفعيات الإسرائيلية المكان الكتيبة الفيجية واستشهد ١٠٦ لبنانيين وأصيب ١٥٠ آخرون بجروح وإصابات مختلفة.
جنين 2002
شهدت قرية جنين مذبحة مروعة استمرت عشرة أيام، بدأت فى ١ أبريل ٢٠٠٢ واستشهد خلالها ٥٨ فلسطينيا.
قانا الثانية
فى يوليو ٢٠٠٦ وقعت مجزرة قانا الثانية، واستشهد خلالها ٥٥ شخصا معظمهم من الأطفال الذين كانوا فى مبنى مكون من ثلاث طبقات فى بلدة قانا حيث انتشلت جثة ٢٧ طفلًا من بين الضحايا الذين نزحوا من قرى مجاورة تتعرض للقصف بالإضافة إلى سكان المبنى. وقد قصف الاحتلال المدينة للمرة الثانية بحجة أنها كانت منصة لاستخدام الصواريخ التى كانت تطلق على إسرائيل من حزب الله خلال عملية الصيف الساخن فى لبنان.
عمود السحاب نوفمبر 2012
فى شهر نوفمبر ٢٠١٢ أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلى عملية عسكرية على قطاع غزة، استمرت لمدة ٨ أيام، استشهد فى هذا العدوان نحو ١٨٠ فلسطينيا، بينهم ٤٢ طفلا و١١ امرأة، وجرح نحو ١٣٠٠ آخرين. وفى يوليو أغسطس ٢٠١٤ شن الاحتلال عدوانا غاشما على قطاع غزة، استمر سبعة أسابيع وأسفر، عن استشهاد أكثر من ٢١٠٠ فلسطينى فى القطاع.
احتجاجات مارس 2018
وفى مارس ٢٠١٨ بدأت الاحتجاجات الفلسطينية عند حدود قطاع غزة مع المستوطنات الإسرائيلية وفتحت قوات الاحتلال النار لإبعاد المحتجين، ليستشهد ١٧٠ فلسطينيا فى الاحتجاجات، التى استمرت عدة أشهر، وأدت أيضا إلى اندلاع قتال بين حماس والقوات الإسرائيلية.
مذبحة مستشفى المعمدانى
فى أكتوبر ٢٠٢٣ ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلية مذبحة ضد مستشفى المعمدانى فى قطاع غزة، ضمن عدوانها الذى بدأ فى ٧ أكتوبر.
واستشهد فى هذه المذبحة ما يقرب من ٥٠٠ فلسطيني، نزحوا إلى المستشفى بعدما دمر الاحتلال منازلهم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: بحر البقر المذابح الاسرائيلية قوات الاحتلال قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
مقترح بلا ضمانات… لماذا ترفض المقاومة الفلسطينية المقترحات “الإسرائيلية”؟
في الوقت الذي تتصاعد فيه الدعوات الدولية لاستئناف الهدنة في قطاع غزة، تبدو الفجوة بين طروحات الاحتلال الإسرائيلي ومطالب المقاومة الفلسطينية أوسع من أي وقت مضى، فالمقترح الإسرائيلي الأخير، الذي رُوّج له إعلاميًا باعتباره خطوة نحو التهدئة، لا يحمل في طياته سوى شروط تعكس أهدافًا استراتيجية تسعى لتفكيك قوة حماس وسحب أوراقها التفاوضية، في مقابل تقديم تنازلات شكلية لا تلبّي الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية.
هدنة مؤقتة لا تلبي الشروط الأساسية
الموقف الفلسطيني الرافض لمقترح الاحتلال لم يكن وليد رغبة في التصعيد، بل جاء كرد طبيعي على بنود تحمل نوايا خفية أكثر من كونها مبادرات سياسية، فحسب مصدر بارز في المقاومة، فإن جوهر الطرح الإسرائيلي لا يستجيب للمطالب الجوهرية المعلنة، وعلى رأسها وقف شامل ودائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل لقوات الاحتلال من القطاع، وبدلًا من ذلك، يقترح الاحتلال “هدنة مؤقتة” مدتها 45 يومًا، يُسمح خلالها بمرور المساعدات الإنسانية عبر المعابر، ولكن بشروط يحددها الجانب الإسرائيلي، ما يُبقي قبضة الحصار مفروضة ولو بصيغة جديدة.
الهدف غير المعلن: نزع أوراق القوة من يد حماس
القراءة التحليلية لبنود المقترح تشير إلى أنه لا يُراد له أن يكون اتفاقًا لإنهاء الحرب، بل أداةً لفرض وقائع سياسية جديدة، فتركيز المقترح على استعادة تسعة أسرى إسرائيليين، بينهم جندي يحمل الجنسية الأمريكية، يعكس رغبة الاحتلال في استعادة “ورقة الأسرى” كأولوية تفوق أي اعتبار إنساني يتعلق بأهالي غزة، بل إن المصدر ذاته يؤكد أن الطرح يهدف إلى سحب هذه الورقة تدريجيًا من يد حماس، باعتبارها أحد أهم عناصر الضغط التي تملكها الحركة.
ويُضاف إلى ذلك، تضمّن المقترح بندًا ينص على إعادة تموضع الجيش الإسرائيلي في غزة على نحو ما كان عليه قبل الثاني من مارس، وهي صيغة تعني استمرار الاحتلال الفعلي، سواء عبر التمركز العسكري المباشر أو السيطرة على المجالين الجوي والبحري، بما يفرغ أي حديث عن “التهدئة” من مضمونه الحقيقي.
استراتيجية “التهدئة المشروطة”.. إعادة إنتاج الحصار
من الناحية السياسية، يبدو أن “إسرائيل” تسعى لإعادة صياغة مفهوم الحصار عبر أدوات جديدة، فبدلًا من الحصار العسكري الصريح، يُطرح الآن “فتح مشروط للمعابر” لفترة مؤقتة، بما يُبقي مصير غزة بيد الاحتلال، وهذه الاستراتيجية تُعيد إلى الأذهان سيناريوهات التهدئة السابقة التي فشلت لأنها لم ترتكز على ضمانات دولية ملزمة، ولم تُحقق أي تغيير جوهري في حياة الفلسطينيين، بل إن هذا النوع من التهدئة المشروطة يُستخدم عادة لكسب الوقت، وإعادة التموضع، وتفكيك المقاومة من الداخل عبر خلق حالة إنهاك وإرباك سياسي وأمني.
إعادة التمركز لا تعني الانسحاب
البند المتعلق بـ”التمركز العسكري قبل الثاني من مارس” لا يمثل سوى عودة إلى مرحلة تصعيدية سابقة، فهذا التاريخ يُمثل ذروة العمليات البرية التي شنّها جيش الاحتلال داخل القطاع، وبالتالي فإن العودة إلى تلك الوضعية تُعدّ بمثابة تثبيت لواقع الاحتلال وليس العكس، كما أن المقترح لا يشير إلى أي نية للانسحاب الكامل من غزة، وهو مطلب جوهري لدى المقاومة، ما يُفقد المقترح أي جدية في تحقيق تهدئة حقيقية.
الرهان على الزمن.. تكتيك إسرائيلي مألوف
ما تقوم به “إسرائيل” ليس جديدًا؛ فالرهان على عامل الزمن، عبر مقترحات مؤقتة، هو جزء من تكتيكها المعروف لإدارة الصراع وليس حله، وقد استخدمت هذه الاستراتيجية في جولات سابقة من المواجهة، حيث تسعى لتجميد الوضع الميداني لفترة محددة، تسمح لها بإعادة ترتيب أوراقها العسكرية والسياسية، دون أن تُقدّم أي التزامات حقيقية للفلسطينيين، وفي هذا السياق، فإن ما يُطرح اليوم لا يختلف في جوهره عن مبادرات سابقة فشلت لأنها لم تكن سوى محاولات لفرض الاستسلام بغطاء دبلوماسي.
حماس بين الضغط والتريث
المعطى الجديد في المشهد هو موقف حماس، التي لم تُعلن رفضها الرسمي للمقترح لكنها لم تُقدّم ردًا نهائيًا أيضًا، ما يدل على أن الحركة تدير الموقف بتأنٍ شديد، في ظل توازن معقد بين الضغوط العسكرية والسياسية والإنسانية، فالحركة تدرك أن أي خطوة نحو قبول مقترح هشّ قد يُفقدها دعمًا شعبيًا واسعًا، وخاصة في ظل تصاعد الغضب الفلسطيني والعربي نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي، وفي الوقت ذاته، فإن التريث يسمح لحماس بقراءة المشهد الإقليمي والدولي، وخاصةً في ظل تنامي الأصوات المطالبة بوقف فوري للحرب، وارتفاع منسوب الإدانة للجرائم الإسرائيلية.
غياب الضمانات الدولية.. مأزق أي اتفاق محتمل
ما يفاقم هشاشة المقترح الإسرائيلي هو غياب أي آلية دولية تضمن تنفيذ بنوده. فحتى في حال قبول حماس بوقف مؤقت لإطلاق النار، فإن التجربة السابقة تُظهر أن الاحتلال لا يلتزم بأي تفاهمات ما لم تُقيدها قوة دولية قادرة على المحاسبة، وفي ظل تواطؤ بعض القوى الكبرى مع الرؤية الإسرائيلية، وتراجع فعالية المؤسسات الدولية، تبدو أي ضمانات مجرد وعود شفوية لا تلبث أن تنهار تحت ضغط التغيرات الميدانية.
الخشية من فخ النزع التدريجي للسلاح
أخطر ما في الطرح الإسرائيلي هو ما بين السطور.. فتح الطريق أمام مرحلة جديدة من الضغط السياسي والعسكري لنزع سلاح المقاومة، دون خوض معركة مباشرة، فالمقترح يُمهّد لحالة من التفكيك التدريجي لقدرات حماس، عبر إدخالها في مسارات تفاوض طويلة، تُستنزف خلالها سياسيًا وعسكريًا، ويُعاد فيها تشكيل البيئة الأمنية في غزة وفقًا للرؤية الإسرائيلية، وهذا ما يُفسر إصرار المقاومة على التمسك بشروطها الأساسية، ورفضها لأي صيغة تُعيد إنتاج الاحتلال أو تُفرّغ انتصاراتها الميدانية من مضمونها.
في النهاية، في ضوء ما تقدّمه “إسرائيل” من مقترحات ظاهرها التهدئة وباطنها الهيمنة، تبرز معادلة جديدة تُختبر فيها صلابة الموقف الفلسطيني وقدرته على الصمود السياسي بعد الصمود الميداني، فالعرض الإسرائيلي الأخير ليس سوى حلقة في سلسلة طويلة من المحاولات التي يسعى من خلالها الاحتلال لتفكيك بنية المقاومة، ليس عبر الحرب المفتوحة فقط، بل من خلال ما يُروّج له كمساعٍ دبلوماسية وإنسانية.
تركيز الاحتلال على استعادة الأسرى، وإصراره على فتح المعابر بشروطه، وتحديده لفترة تهدئة مؤقتة، ثم الإبقاء على وجوده العسكري بطريقة أو بأخرى، كلها مؤشرات على أن المقترح يفتقر لأي نية حقيقية لإنهاء العدوان، بل يُراد له أن يكون وسيلة ضغط مركبة: استنزاف سياسي لحماس، وإنهاك مجتمعي لسكان غزة، وتلميع لصورة “إسرائيل” دوليًا على أنها تسعى لـ”السلام”، لكن ما يغفله الاحتلال أن المقاومة الفلسطينية، وبعد سنوات من المواجهة والخبرة، لم تعد أسيرة الأوهام الدبلوماسية، فقراءة الحركة للمقترح تعكس نضجًا في فهم أبعاد الصراع، وتؤكد أن الميدان ليس وحده من يحسم المعركة، بل الوعي بطبيعة الخصم وأدواته السياسية.