قال وزير الخارجية العماني "إن الرد الإسرائيلي مبالغ فيه بشكل صارخ وخاصة استهداف المدنيين، والشعب الفلسطيني لديه الحق كذلك بالدفاع عن نفسه" داعيا المجتمع الدولي للتدخل لوقف الحرب.

وأضاف الوزير بدر بن حمد البوسعيدي في تصريح خاص لوكالة الأنباء العمانية: "سلطنة عُمان ملتزمة بالحلول السياسية المستندة إلى الحوار وسيادة القانون الدولي وضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف الحرب على غزة وردع إسرائيل لانتهاكها القانون الدولي واستمرار عملياتها العسكرية في قتل المدنيين داخل القطاع وهدم المنشآت والمباني والأحياء المدنية في جميع الأراضي الفلسطيني".

إقرأ المزيد شركة طيران "العال" الإسرائيلية توقف التحليق في أجواء سلطنة عمان في طريقها إلى بانكوك

وشدّد على دور والتزام المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة، ومجلس الأمن التابع لها ولذلك فإن الإمكانات الهائلة للأطُر العالمية كفيلة بتهيئة الظروف اللازمة لوقف الصراع وتبنّي الحلول السلمية له.

واعتبر أن "العمل العسكري الحالي لإسرائيل لا يعد إجراء ضروريا للدفاع عن النفس، فجميع الدول تُدين وتستنكر استهداف المدنيين مهما كانت جنسيات ساكنيها، لأن ذلك يتعارض مع سائر القيم التي نؤمن بها".

وأضاف أن" التهجير القسري للمدنيين في شمال قطاع غزّة ودفعهم للانتقال جنوبا، يُعتبر على نطاق واسع تمهيدا للإبادة الجماعية وفقا للمادة الثانية من اتفاقية عام 1948 بشأن منع ومعاقبة الإبادة الجماعية.

وشدد على أن "حصار غزة الذي يمنع المدنيين من الحصول على المياه والكهرباء والطعام والوقود فعلٌ غير قانوني ويمكن أن يعدّ من جرائم الحرب، وأن هذه التدابير الجماعية محظورة بموجب المادة 33 من اتفاقية جنيف". لافتا إلى أن "التاريخ علّمنا أن الدفاع عن النفس لا يمكن أن يبرّر الإبادة الجماعية أو العقاب الجماعي واستهداف الأبرياء من المدنيين، كما أن منع وصول المساعدات الإنسانية للسكان جريمة بموجب القانون الدولي".

وقال: "على إسرائيل وحلفائها أن يواجهوا الواقع الذي لا يمكن أن يتغير دون الانخراط في حوار مع جميع الأطراف بما فيها حركة حماس، ولا يمكن أن يكون هناك سلام حقيقي فلسطيني إسرائيلي دون أن يشمل الحوار جميع الأطراف الأساسية. ونعتقد بأن هناك إجماعًا دوليًّا على ضرورة تحقيق السلام الشامل على أساس مفهوم حلّ الدولتين، وبالاستناد إلى القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن المعروفة والمتصلة بالقضية الفلسطينية".

المصدر: وكالة الأنباء العمانية

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الجيش الإسرائيلي طوفان الأقصى مجلس الأمن الدولي القانون الدولی

إقرأ أيضاً:

حميدتي.. تاجر ذهب وزعيم مليشيا اتهمته واشنطن بـالإبادة الجماعية

قاد قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات أمس الثلاثاء، قوات الجنجويد التي نشرت الرعب في إقليم دارفور قبل أن يصبح شريكا في حكم السودان ثم طرفا في الحرب الأهلية الدامية.

واتهمت واشنطن قوات الدعم السريع، التي شكلت الجنجويد نواتها، بارتكاب "إبادة جماعية" في دارفور منذ اندلاع النزاع الراهن مع الجيش السوداني في أبريل/نيسان 2023.

وأعلنت فرض عقوبات على حميدتي "لدوره في الفظائع الممنهجة بحق الشعب السوداني".

مطلع الألفية، لم يكن حميدتي بلغ الثلاثين من عمره، وكان مجرد زعيم مليشيا صغيرة في غربي السودان الحدودي مع تشاد.

لكنه تحوّل إلى زعيم حرب معروف بعد سنوات طويلة من النزاع في دارفور ارتُكبت خلالها فظاعات لقمع تمرد قبائل غير عربية في الإقليم، وكلّفت الرئيس السابق عمر البشير مذكرتي توقيف صدرتا عن المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" و"إبادة جماعية". وتمكن حميدتي من تسلق السلطة.

على رأس الجنجويد، مارس الرجل الطويل القامة، بأوامر من البشير سياسة الأرض المحروقة في دارفور حيث قُتل أكثر من 300 ألف شخص ونزح ما يزيد على 2.5 مليون آخرين خلال الحرب.

إعلان

مدّ حميدتي دائرة نفوذه من دارفور إلى الخرطوم وأروقة السلطة فيها، وباتت لديه صلات بالدوائر الدبلوماسية، واستطاع أن يعقد اتفاقات تجارية سرية إلى حد ما.

وتحوّلت قوات التدخل السريع التي أنشئت في 2013، إلى قوة رديفة للجيش تضم آلاف العناصر الساعين حاليا إلى السيطرة على السلطة.

ومنذ الثورة الشعبية التي أطاحت بعمر البشير في 2019، عمل على تحسين صورته وكسب حلفاء جدد.

خلال الثورة، وُجهت اتهامات إلى قوات الدعم السريع بتفريق اعتصام سلمي مطالب بالديمقراطية بالقوة في الخرطوم، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى، وفق أرقام رسمية.

وعيّن حميدتي في 2019 عضوا بمجلس السيادة الانتقالي الذي تأسس لحكم البلاد بالشراكة بين العسكريين والمدنيين.

في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، دعم حميدتي رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في انقلابه الذي أطاح بالشركاء المدنيين من السلطة، وصار نائبا للبرهان في رئاسة المجلس.

لكن مع مرور الوقت ووسط خلافات بشأن شروط دمج قواته في الجيش، بدأ ينتقد الجيش ووصف البرهان بـ"المجرم" الذي "دمّر البلاد" و"يتشبّث بالسلطة". وبات يقدّم نفسه مدافعا عن الدولة المدنية وخصما لدودا للإسلام السياسي الداعم إجمالا للبرهان. وانضم إلى المدنيين في إدانة الجيش، مشيرا إلى أنه يدافع عن "مكتسبات ثورة" 2019.

وقبل اندلاع الحرب في 2023، عزّز حميدتي حضوره على مواقع التواصل الاجتماعي عبر حسابات يخاطب من خلالها الشباب في بلد ثلثا سكانه تقل أعمارهم عن 30 عاما.

يقول مسؤول منطقة القرن الأفريقي في مجموعات الأزمات الدولية ألان بوزويل إن "الحرس القديم الذي تهيمن عليه النخبة القديمة حول الخرطوم، نظر إلى حميدتي على أنه بلطجي أمّي، قاموا بداية بتسليحه ليقوم بأعمالهم القذرة في الحرب بدارفور".

إعلان زي عسكري وبزة أنيقة

ولد حميدتي في العام 1975 في قبيلة من العرب الرحّل على الحدود بين السودان وتشاد. ويحتفظ بلكنة أهل الغرب بشكل واضح عندما يتكلم.

كان محمد حمدان دقلو معتادا على المجالس القبلية وشغوفا بالزيارات إلى القوات أو إلى القرى. وقد جاب البلاد مرارا لمقابلة الزعماء المحليين الذين كانوا يشكلون أعمدة أساسية لنظام البشير.

ويظهر تارة بالزي العسكري الذي ارتداه للمرة الأولى مطلع الألفية، وتارة أخرى ببزات أنيقة يخصصها لحضور الاجتماعات السياسية باعتباره الرجل الثاني في السلطة التي باتت حكرا على العسكر منذ الانقلاب في أكتوبر/تشرين الأول 2021 والذي أطاح بالمدنيين من الحكم، بعد فترة وجيزة تقاسموا خلالها السلطة مع الجيش.

بإرساله رجالا للقتال إلى جانب التحالف العسكري الذي قادته الرياض في اليمن عام 2015، اكتسب حلفاء سياسيين في السعودية والإمارات.

يضع حميدتي الذي خطّ الشيب شعره الأسود، عادةً خاتما من الذهب في كل يد، ويملك ورقة اقتصادية قوية، إذ تدير قوات الدعم السريع العديد من مناجم الذهب، بحسب مركز أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.

وخلال الحرب المدمّرة التي تسببت في مقتل عشرات الآلاف وفرار الملايين وأزمة إنسانية تعد من الأسوأ في التاريخ الحديث، كرر حميدتي التأكيد على مواجهة "الإسلاميين" من النظام القديم الذين يرى أنهم صاروا داعمين لعبد الفتاح البرهان.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية التركي يطالب بخطوة مستعجلة لإيقاف الحرب المدمرة في السودان
  • أستاذ قانون دولي: الكونجرس يخالف 7 مواد في القانون الدولي لحماية مجرمي الحرب
  • الدولية لدعم فلسطين: إسرائيل ترفض إيقاف جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني
  • وزير الخارجية والهجرة: مصر تواصل تقديم جميع أشكال الدعم للبنان
  • الدعم السريع: الخارجية الأمريكية لم تحدد ضد من ارتكبنا جرائم الإبادة الجماعية
  • حميدتي.. تاجر ذهب وزعيم مليشيا اتهمته واشنطن بـالإبادة الجماعية
  • الخارجية الفلسطينية: لا يمكن تبرير الفشل الدولي في وقف الإبادة وحماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم
  • وزير الخارجية العماني: العلاقات مع مصر تاريخية وراسخة
  • الخارجية القطرية تؤكد استمرار الوساطة لوقف الحرب على غزة
  • وزير الخارجية أنتوني بلينكن: تجاهل حميدتي بشكل متعمد الالتزامات المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني وقواته ارتكبت جرائم حرب مثل العنف الجنسي