الجزيرة:
2025-04-17@09:35:14 GMT

لماذا تغرق غزة في الظلام بينما تزخر سواحلها بالغاز؟

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

لماذا تغرق غزة في الظلام بينما تزخر سواحلها بالغاز؟

بعد إطلاق عملية "طوفان الأقصى" التي فجرتها المقاومة الفلسطينية بقياد  كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 عمد الاحتلال الإسرائيلي إلى قطع الكهرباء والوقود والطعام وفرض حصار مطبق على قطاع غزة، وهو ما يصُنف جريمة حرب وفقا للقانون الدولي.

ويعتمد قطاع غزة بشكل كبير على استيراد الكهرباء والوقود من خارجه إلى جانب العديد من السلع والاحتياجات نتيجة مساحة القطاع المحدودة وكثافة سكانه، وزاد الطين بلة خضوع القطاع لحصار كامل من قبل إسرائيل التي تحيط بالقطاع من جميع الجهات عدا جهة واحدة في الجنوب تصله بمصر عبر معبر رفح، الذي يخضع لإدارة دولية ومراقبة إسرائيلية وفقا لاتفاقات دولية.

محطة كهرباء فلسطينية

وفي محاولة من الفلسطينيين في غزة للاعتماد على أنفسهم في توليد الكهرباء، فقد عمدوا ومنذ مطلع الألفية الحالية إلى إنشاء محطة للكهرباء.

ففي عام 1999 دخل الملياردير الفلسطيني رئيس شركة اتحاد المقاولين سعيد خوري، في شراكة مع شركة الطاقة الأميركية "إنرون" لإنشاء أول محطة لتوليد الكهرباء في غزة بطاقة قدرتها 136 ميغاوات.

بيد أن "إنرون" أعلنت إفلاسها في نهاية 2001، مما دفع شركة اتحاد المقاولين لشراء حصة "إنرون"، والاستمرار بالعمل لإنشاء محطة غزة، التي بدأ تشغيلها عام 2003 أي بعد سنة ونصف من الموعد المفترض.

وكانت الخطة أن تعمل المحطة في البداية بالوقود، ثم يتم بعد ذلك تطويرها لتتحول للعمل بالغاز الطبيعي. على اعتبار أن الغاز الطبيعي أكثر كفاءة وأقل تلويثا، وأرخص ثمنا من الذي كانت تستورده المحطة من شركة "أور ألون" الإسرائيلية التي تورده للأراضي الفلسطينية بأسعار مرتفعة جدا اعتبارا من عام 1994.

ومن بداية مشروع المحطة تواصلت شركة اتحاد المقاولين مع شركة "بريتش غاز" البريطانية التي كانت تعمل في شبه جزيرة سيناء المصرية المجاورة، لشراء الغاز المصري لتشغيل المحطة.

وعندها أبلغت الشركة البريطانية الفلسطينيين أن حسب دراساتها، فإن شواطئ غزة غنية بالغاز الطبيعي. فعقدت السلطة الفلسطينية في نوفمبر/تشرين الثاني 1999 عقدا للتنقيب على الغاز مع الشركة البريطانية مدته 25 عاما.

ويقضي الاتفاق بأن تقوم الشركة البريطانية بالتنقيب على الغاز أمام سواحل غزة في حدود 20 ميلا من الساحل، فحسب اتفاقية أوسلو التي أبرمتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل، فقد أُعطي الفلسطينيون ولاية على هذا البعد من المساحة البحرية.


تعطيل إسرائيلي

حاولت إسرائيل من جانبها تعطيل عملية التنقيب، وقدم تحالف يام ثيتيس الإسرائيلي (المكون من شركتي نوبل إنيرجي وديليك غروب) عام 2000 التماسا إلى محكمة العدل العليا الإسرائيلية يطالب فيه بمنع شركة "بريتش غاز" من التنقيب قبالة سواحل غزة، بحجة أن السلطة الفلسطينية ليست حكومة ذات سيادة، وليس لها الحق التعاقد مع الشركة البريطانية، إلا أن المحكمة رفضت الالتماس.

وفي سبتمبر/أيلول 2000 توصلت "بريتيش غاز" إلى بئر استكشافي سموه "غزة مارين 1" على عمق 603 أمتار تحت الماء، وعلى بعد 36 كيلومترا غرب مدينة غزة.

ثم وجدوا بئرا استكشافيا آخر سموه "غزة مارين 2″، الواقعة على بعد نحو 5 كيلومترات غرب "غزة مارين 1" على عمق 535 مترا.

وقدرت الاحتياطات بما يزيد على تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي عالي الجودة.

وأكدت "بريتش غاز" أن نوعية الغاز جيدة (98 إلى 99% من الميثان النقي) وبكمية كافية لتلبية الطلب الفلسطيني وتوفير كميات أخرى للتصدير.

ووفقا للتقديرات المتحفظة حينها، فإن "غزة مارين 1" من شأنه أن يلبي احتياجات الفلسطينيين المتوقعة من الطاقة الكهربائية لـ20 عاما.

وفي 28 سبتمبر/أيلول 2000 اشتعلت انتفاضة الأقصى، مما عطل المشروع حتى 2005.

وكانت "بريتش غاز" تواجه إشكالية أنه رغم أن حقول الغاز المكتشفة قبالة غزة لها جدوى اقتصادية، فإنها كانت تواجه مشكلة تسويقه، حيث إن السوق الفلسطينية محدود وحاجته قليلة للغاز، فكان هناك حاجة إلى مشتر آخر، وكان أفضل الخيارات بيعه لإسرائيل، بسبب قربهم وقلة تكاليف النقل، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها أرئيل شارون في 2001 رفض أي شراء للغاز الفلسطيني، لحرمانهم من الغاز وعدم رغبته في دفع أموال شراء الغاز للفلسطينيين.

الرئيس الراحل ياسر عرفات في زيارة لحقل غاز "غزة مارين 1" سنة 2000 (مواقع التواصل)

وفي مايو 2002 وتحت ضغوط من رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، عاد شارون للتفاوض مع "بريتش غاز"، إلا أنه عاد في 2003 ورفض المفاوضات بحجة أن أموال بيع الغاز، التي ستدفعها إسرائيل يمكن أن تذهب لأنشطة إرهابية، رغم أن الأموال يفترض أن توضع في حساب خاص تحت مراقبة دولية لاستخدامه في الحاجات الأساسية.

وفي ظل التعنت الإسرائيلي حاولت "برتيش غاز" التفاوض مع مصر لبيع الغاز لها، لكن المفاوضات لم تنجح.

وفي أبريل/نيسان 2007 استأنف رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت قرر استئناف المفاوضات مع الشركة البريطانية تقوم على شراء إسرائيل 50 مليار متر مكعب من الغاز مقابل 4 مليارات دولار سنويا اعتبارا من 2009، المكسب المتوقع للعقد 2 مليار، منها مليار سيذهب للخزينة الفلسطينية.

وحسب المشروع من المقرر أن يتم ضخ الغاز عبر خط أنابيب من سواحل غزة إلى عسقلان تحت البحر، وبعد أن تأخذ إسرائيل نصيبها تعيد إرسال المتبقي إلى غزة بالإضافة لثمن الغاز.
لكن المفاوضات انهارت بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في يونيو/حزيران 2007.

في ظل هذه الظروف والعراقيل قررت "برتيش غاز" الانسحاب من المفاوضات.


مصادر كهرباء غزة

وقبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 كانت الكهرباء تأتي لغزة من مصدرين، الأول محطة غزة التي بقيت تعتمد على الوقود، وتراجعت قدرتها لتصل إلى ما بين 65 إلى 70 ميغاوات.

المصدر الثاني، ويمثل 10 خطوط كهرباء قادمة من إسرائيل بطاقة 120 ميغاوات، وهناك مصادر للطاقة البديلة وغالبها من الطاقة الشمسية، فتنتج بين 15 إلى 20 ميغاوات.

ومجموع القدرة الكهربائية المتوفرة في غزة كانت نحو 200 ميغاوات وهي أقل من نصف حاجة القطاع للكهرباء، والتي تقدر بنحو 500 ميغاوات، فكانت شركة توزيع كهرباء غزة تعمد للعمل وفق برنامج طوارئ لتوزيعها على المدن والمناطق، مع منح أولوية للمستشفيات وآبار المياه، ومحطات معالجة المياه العادمة، وغيرها من المنشآت الحيوية، مع وصول التيار الكهربائي للمنازل من 4 إلى 6 ساعات يوميا فقط.

وعندما بدأت الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الحالي أوقفت إسرائيل الكهرباء باتجاه غزة، وفي اليوم نفسه أعلنت شركة كهرباء غزة أن الشركة تعتمد فقط على محطة غزة، وأن نسبة العجز الكهربائي في القطاع تصل لنحو 80% وأن إمدادات الكهرباء تراجعت بشكل كبير.

بعد ذلك، ساء الوضع تماما بعد نفاذ مخزون الوقود التي تشغل المحطة، ومنع إسرائيل مرور شحنات الوقود التي كانت تمر عبر معبر كرم أبو سالم، مما أدى إلى انقطاع تام للكهرباء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الشرکة البریطانیة الغاز الطبیعی من الغاز

إقرأ أيضاً:

لماذا أجّلت إسرائيل تسليم طابا لمصر 6 أشهر؟.. مفيد شهاب يوضح

كتب- عمر صبري:

قال الدكتور مفيد شهاب، وزير التعليم العالي الأسبق، إن إسرائيل أجلت تنفيذ قرار محكمة دولية التي حكمت بأحقية طابا لصالح مصر لمدة 6 أشهر.

وأضاف شهاب، خلال ندوة "ملحمة استرداد طابا" بجامعة القاهرة، أنه ومع بدء مفاوضات استرداد سيناء كانت إسرائيل قد انتهت من بناء 4 أدوار من فندق سونستا داخل طابا ولم تنتظر نتيجة التحكيم واستكملت بناء 12 دورل.

وتابع: مع إعلان نتيجة التحكيم وأحقية مصر في طابا طالبت إسرائيل بدفع مصر تكلفة فندق سونستا بالكامل ولكن مصر رفضت وأصرت على دفع 32 مليون دولار تعويضا مقابل 4 أدوار فقط وليس نظير 12 دور فقط، وهو ما كان سببا في تأجيل التسليم.

اقرأ أيضا:

ارتفاع الحرارة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس حتى شم النسيم

وظائف قيادة شاغرة بوزارة الصحة.. تعرف على الشروط والأوراق المطلوبة

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الدكتور مفيد شهاب إسرائيل طابا العلامة الحدودية 91 في طابا ندوة ملحمة استرداد طابا سيناء

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الخبر التالى: الحرارة تصل لـ36.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الخميس الأخبار المتعلقة هسميك "مُضر".. ماذا قال السفير الإسرائيلي لمفيد شهاب خلال مفاوضات طابا؟ أخبار خاص| هل أحداث غزة بداية النهاية لإسرائيل؟.. د. على جمعة يكشف الحقيقة أخبار مصطفى بكري يتقدم بطلب إحاطة بشأن مخالفة إسرائيل لاتفاقية السلام مع مصر أخبار كامل الوزير: القوات المسلحة لم تكن صانعة ثورات بل حارس لإرادة الشعب أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

لماذا أجّلت إسرائيل تسليم طابا لمصر 6 أشهر؟.. مفيد شهاب يوضح

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

الأهلي يزف بشرى سارة للجماهير قبل مواجهة صنداونز لماذا قفز سعر الذهب إلى مستوى قياسي خلال تعاملات اليوم؟ قائمة أرخص 5 سيارات ملاكي جديدة بمصر 2025 16 صورة.. بدء تدريب سائقي الأتوبيس الترددي على الدائري مصر تدين المخططات الإرهابية التي تستهدف أمن الأردن برودة ونشاط رياح.. الأرصاد تُعلن طقس الساعات المقبلة 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • الغاز النيابية تؤكد على استمرار العراق في استيراد الغاز الإيراني ” المقدس”!
  • لماذا أجّلت إسرائيل تسليم طابا لمصر 6 أشهر؟.. مفيد شهاب يوضح
  • «موانئ أبوظبي» تنجز أول عملية تزويد للسفن بالغاز الطبيعي المسال بميناء خليفة
  • التحديات التي تواجه الشراكة بين روسيا وإيران في مجال الطاقة
  • “إسرائيل” تغرق برسائل الجيش لإيقاف حرب غزة
  • إسرائيل تدق ناقوس الخطر.. الغاز القطري في طريقه إلى أوروبا عبر تركيا!
  • وزارة الكهرباء تدعو المواطنين إلى “الترشيد واستخدام الأجهزة الموفرة للطاقة”!
  • شركة إنرجيان البريطانية توقع عقدا جديدا لتوريد الغاز إلى إسرائيل
  • الكهرباء: إنتاج الطاقة في الجنوب يشكل 25% من إجمالي إنتاج العراق
  • رئيس تجمّع الأحزاب الليبية لـ«عين ليبيا»: البعثة الأممية تدخلّت بكل شيء من المصرف المركزي حتى شركة الكهرباء