وزيرُ الخارجية العُماني يدعو المجتمع الدولي إلى وقف الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- دعا وزير الخارجية العماني، بدر بن حمد البوسعيدي، الثلاثاء، إلى ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف الحرب بين الفلسطينيين والإسرائيليين في قطاع غزة، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء العمانية.
وأكد البوسعيدي في تصريحات للوكالة، نشرتها، الثلاثاء، على "ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف الحرب في غزة، وردع إسرائيل لانتهاكها القانون الدولي، واستمرار عملياتها العسكرية في قتل المدنيين داخل القطاع، وهدم المنشآت والمباني والأحياء المدنية في جميع الأراضي الفلسطينية"، حسب قوله.
كما دعا الوزير " المجتمع الدولي إلى جراء تحقيق مستقلّ حول ما أسماه (العدوان الإسرائيلي)، ومحاكمته على تعمد استهدافه للمدنيين في القطاع"، حسب قوله، وطبقا لما نقلت عنه الوكالة العمانية.
وقال وزير خارجية سلطنة عمان: "اعتقادي الأكيد هو أن العنف ليس حلًّا، وهو ما ندينه بشدّة لأن الضحايا غالبا ما يكونون من الأطفال والمدنيين. وإذا تذكرنا التجارب التاريخية السابقة نرى وبكل تأكيد استحالة تحقيق حل عسكري للقضية الفلسطينية، أو للصراع العربي -الإسرائيلي. وهناك حركات موجودة أو منظمات لمقاومة الاحتلال وهذا حق مشروع لها، ولكن إذا أردنا حلا نهائيا عادلًا فهذا لا يكون عسكريا، وإنما يكون عبر السبل السلمية"، بحسب الوكالة العمانية.
واعتبر البوسعيدي أن "العمل العسكري الإسرائيلي لا يعد إجراءً ضروريا للدفاع عن النفس، فجميع الدول تُدين وتستنكر استهداف المدنيين"، مؤكدا أن "الرد الإسرائيلي مفرط للغاية ومبالغ فيه بشكل صارخ، وخاصة استهداف المدنيين. وهنا يجب ألا ننسى أيضا أن الشعب الفلسطيني لديه الحق كذلك في الدفاع عن نفسه"، كما نقلت عنه الوكالة.
وأشار وزير الخارجية العماني إلى أن "التهجير القسري للمدنيين في شمال قطاع غزّة، ودفعهم للانتقال جنوبًا، يُعتبر على نطاق واسع تمهيدًا للإبادة الجماعية، وفقًا للمادة الثانية من اتفاقية عام 1948 بشأن منع ومعاقبة الإبادة الجماعية"، حسب قوله.
وأردف قائلا إن "حصار غزة الذي يمنع المدنيين من الحصول على المياه والكهرباء والطعام والوقود فعل غير قانوني، ويمكن أن يعد من جرائم الحرب، كما أن منع وصول المساعدات الإنسانية للسكان جريمة بموجب القانون الدولي"، بحسب ما نقلت عنه الوكالة العمانية.
ودعا البوسعيدي إلى "وقف فوري لإطلاق النار، وتثبيت هدنة تتم مراقبتها من قبل مراقبين مستقلين من الأمم المتحدة، وضرورة وضع خطط عاجلة لتقديم المساعدات والاحتياجات الإنسانية المطلوبة بشكل فوري لقطاع غزة".
وناشد وزير خارجية سلطنة عمان "المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات قوية ورادعة وعقابية أمام التصريحات الوحشية والتهديدات الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين، مثل ما أدلى به وزير المالية الإسرائيلي الحالي، بقوله: (هناك الآن 3 خيارات أمام الفلسطينيين: إما الاستعباد، أو الهجرة، أو الموت)"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العمانية نقلا عن الوزير.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي حركة حماس قطاع غزة المجتمع الدولی
إقرأ أيضاً:
السيد بدر: الحوار نهج دبلوماسي تقوم عليه السياسة الخارجية العمانية
العمانية: أكد معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية على أن الحوار نهج دبلوماسي وهو الأساس الراسخ الذي تقوم عليه السياسة الخارجية العمانية، والمتجذر في التاريخ العماني وقيمه.
جاء ذلك في كلمة معاليه خلال الجلسة الافتتاحية لملتقى منظمة الرؤساء الشباب 2025 في المتحف الوطني بمسقط بمشاركة وفد من الرؤساء التنفيذيين الشباب بالمنظمة في إطار زيارتهم الحالية لسلطنة عُمان ضمن جولة تستهدف تعزيز الحوار وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية.
وقال معاليه: إن سلطنة عمان تؤمن بمساحات للحوار، حيث يمكن حل النزاعات بواقعية، وتعمل المصالح المشتركة على توحيد وجهات النظر المختلفة، بدلا من أن تُستخدم كأداة للفرقة والعداء.
واستعرض معاليه الرؤية والمبادئ التي تقوم عليها السياسة الخارجية العُمانية المرتكزة على الانفتاح، والحياد، والاحترام المتبادل، مبيّنا أن هذه القيم أساسية لضمان تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وأكد معاليه أن الدبلوماسية العمانية ليست مجرد أداة للسياسة الخارجية، بل هي انعكاس لهُوية سلطنة عمان ونهجها الراسخ في التعامل مع العالم، وعلى مر التاريخ، كانت ولا تزال حلقة وصل بين القارات والثقافات والأفكار، حيث استقبلت شواطئها المستكشفين والتجار والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، مما أسهم في تشكيل هُويتها الوطنية ونهجها القائم على الحوار والانفتاح.
وأشار معاليه إلى أن الضيافة في سلطنة عُمان ليست مجرد عمل من أعمال الكرم، بل هي أسلوب حياة يعكس رؤيتنا للعلاقات الدولية، فأن نرحّب بشخص ما في منازلنا ومجتمعاتنا ووطننا يعني أننا نؤمن بقدرتنا على إثراء حياة بعضنا البعض وبهذا المعنى، فإن الضيافة هي دبلوماسية عملية، وهي الخطوة الأولى نحو بناء علاقات قائمة على التفاهم والانفتاح.
وقال معاليه: إن الدبلوماسية، في جوهرها، هي "فن التوازن"، مشيرا إلى أن سلطنة عُمان لطالما قامت بدور محوري في تعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المختلفة، كما أن الدبلوماسية في سلطنة عُمان ليست مجرد ممارسة سياسية، بل هي انعكاس لقيمها المتجذرة في تاريخها وثقافتها، وهي بالنسبة لنا ليست مجرد أداة للسياسة الخارجية، بل هي جزء من نسيج هويتنا.
وأكد معالي السيد وزير الخارجية، أن الخطط الدولية المتعلقة بمستقبل فلسطين غالبا ما تُبنى على أسس غير عادلة وغير مستدامة، مشيرا إلى أن هذه الخطط تستند في كثير من الأحيان إلى سياسات قائمة على العداء، مما يحرم الشعب الفلسطيني من حقه في اختيار قيادته وتقرير مصيره.
وأعرب معاليه عن قلقه المتزايد إزاء تصاعد العداء في المشهد العالمي، مؤكدا أن هذه الظاهرة لا تشكّل مصدر قلق فحسب، بل إنها أيضا غير مجدية، وتسهم في إطالة أمد النزاعات وتعقيد مسارات الحلول السّلمية.
وقال معاليه: إن الخطط الخارجية الخاصة بمستقبل الحكم في فلسطين غالبا ما تستند إلى العداء، وهذا ما يجعلها غير مستدامة وغير عادلة، لأنها تُحرم الفلسطينيين من حقّهم الأساسي في اختيار قياداتهم وتقرير مستقبلهم.
وعن تأثير السياسات القائمة على العداء في حل النزاعات، أشار معاليه إلى أن العديد من الجهات الدولية ترفض الانخراط في الحوار مع خصومها، مما يؤدي إلى تعميق الخلافات وتأجيج النزاعات بدلا من حلها.
وقال معاليه: الكثيرون يصرّون على عدم التحدث إلى خصومهم كمسألة مبدأ، ويرون في الحوار مكافأة يجب حجبُها عن الأطراف التي يختلفون معها، لكن في الواقع، هذا النهج لا يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلات ويجعل الحلول السلمية أكثر صعوبة.
وفي سياق حديثه عن القضية الفلسطينية، أوضح معاليه أن العديد من الحكومات ترى أن تحقيق السلام في فلسطين يجب أن يتم عبر حل الدولتين، لكنها في الوقت ذاته تمتنع عن الاعتراف بدولة فلسطين بسبب موقفها من بعض الفصائل السياسية، مثل حركة حماس، وأكد معاليه أن هذا الموقف يعمي هذه الجهات عن إدراك المطالب المشروعة لتلك الفصائل التي تتقاطع في كثير من الأحيان مع تطلعات الشعب الفلسطيني في تحقيق الأمن والاستقلال، وهي حقوق مكفولة بموجب القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وأضاف معاليه: إذا كنا نسعى لإيجاد حلول دائمة، فعلينا أن نكون مستعدين للحوار مع من نختلف معهم، والأهم من ذلك، أن نصغي إليهم ونحاول فهم وجهات نظرهم.
يُذكر أن منظمة الرؤساء الشباب (YPO) هي مجتمع عالمي يضم أكثر من 35 ألفا من كبار الرؤساء التنفيذيين في مختلف القطاعات من 142 دولة.