السومرية نيوز – دوليات

تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي، فيديو يُظهر دبابة إسرائيلية قيل إنها بالقرب من مفترق "نتسرايم- شارع صلاح الدين" شرق قطاع غزة؛ حيث يوثق الفيديو جريمة قصف الدبابة سيارة مدنية كانت تحمل عائلة فلسطينية، بحسب الصحفي الذي صور الفيديو يوسف الصيفي.
ويروّج الاحتلال الإسرائيلي أنه نجح بالوصول إلى وسط قطاع غزة تمهيداً لفصل شمال القطاع عن المناطق الوسطى والجنوبية منه؛ حيث قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، ظهر الأحد، إن قوات المشاة الإسرائيلية تقاتل حماس وجهاً لوجه شمال ووسط قطاع غزة وتضرب المباني التي يتحصّن بها مقاتلو حماس.

لكن ما حقيقة ذلك؟

תיעוד מעזה: טנקים של צה״ל כבר הגיעו לרחוב סלאח א-דין, הציר המרכזי שחוצה את רצועת עזה - ותקפו שם רכב חשוד.
עוד ועוד סימנים מעידים על עומק ההתקדמות של כוחות היבשה של צה״ל בתוך הרצועה - בין היתר התקיפה הלילה של עמדת נ״ט של מחבלי חמאס באזור אוניברסיטת אל-אזהר שנמצאת בלב העיר עזה pic.twitter.com/FRm7EDQDLG

— דורון קדוש | Doron Kadosh (@Doron_Kadosh) October 30, 2023

ما حقيقة التوغل البري الإسرائيلي في وسط غزة؟
بالتحقق من الفيديو الذي نشره الصحفي الفلسطيني يوسف الصيفي للدبابة الإسرائيلية التي قصفت سيارة مدنية فلسطينية، استطعنا تحديد منطقة استهداف السيارة على الخريطة، تقع المنطقة بالقرب من جحر الديك، على شارع صلاح الدين.
تبعد المنطقة عن الحدود الشرقية لقطاع غزة مع الأراضي المحتلة نحو 2.8 كيلومتر، وشرق المنطقة التي وصلتها الدبابة هي أراضٍ مفتوحة مليئة بالأراضي الزراعية، وبعيدة عن أماكن كثافة الأبنية السكانية.
تظهر الدبابة بالقرب منطقة جحر الديك، شرق محور شارع صلاح الدين، التي سبق أن وصلتها دبابات الجيش الإسرائيلي في حروب سابقة؛ مثل 2008-2009 و2014 لسهولة دخولها باعتبارها مناطق زراعية مفتوحة ومنبسطة وساقطة عسكرياً، وذلك بعد قصف محيط هذه المناطق بشكل كثيف خلال الأيام الماضية. وتقول وسائل إعلام فلسطينية ومصادر محلية من داخل القطاع، إنه لا يوجد أي تقدم بري داخل الأحياء السكنية في قطاع غزة بشكل قاطع. حيث تحاول بضع دبابات لجيش الاحتلال وجرافة الوصول لمحور شارع صلاح الدين انطلاقاً من الحدود بمنطقة جحر الديك بعمق 3 كيلومترات.
وأكد مراسل الجزيرة وائل الدحدوح أن عناصر المقاومة الفلسطينية يستهدفون دبابات توغلت بشارع صلاح الدين وسط اشتباكات عنيفة في المكان، مما يؤكد على جهوزية المقاومة المسبقة لهذا التقدم المتوقع.

فيما أعلنت حكومة غزة في بيان رسمي انسحاب الآليات العسكرية الإسرائيلية من منطقة التوغل بشارع "صلاح الدين" شرق غزة وعودة حركة المواطنين لطبيعتها، تحت ضربات المقاومة، وأضافت: "الاحتلال يحاول رسم صورة غير حقيقية لتواجد جنوده بمناطق داخل القطاع ولا يستطيع ذلك تحت ضربات المقاومة".

وشارع صلاح الدين هو منطقة حدودية تبعد 3 كيلومترات تقريباً عن الحدود، ولا توجد فيه بنايات سكنية أو بيوت، بل هو عبارة عن أراضٍ فارغة أو زراعية غير مأهولة، والمكان الذي ظهرت فيه الدبابة الإسرائيلية يعتبر خاصرة ضعيفة جداً بالمفهوم العسكري والأمني.

لذلك فإن ما يجري حتى اللحظة هو محاولة إسرائيلية جديدة لاقتحام قريب من الحدود، وسبق أن وصلت قوات الاحتلال إلى نفس المكان في حرب عام 2014 لكنه فشل بالعملية البرية في ذلك الوقت وتكبد خسائر فادحة على يد المقاومة.
وتعتبر منطقة "نتساريم" المحررة خاصرة رخوة ومكشوفة عسكرياً، حيث شهدت المنطقة محاولات توغل بري في حرب عام 2008-2009، وحرب 2014؛ لذلك يُعد وصول قوات الاحتلال لمفترق شارع صلاح الدين سبق حدوثه وهو متوقع بالنسبة للمقاومة الفلسطينية التي كانت تشن معارك استنزاف للقوات المتوغلة.

الاحتلال يحاول التقدم في الاجتياح من خلال المناطق المفتوحة المعتادة
تعد محاولات قوات الاحتلال العبور للمنطقة الزراعية المفتوحة في جحر الديك بعد قصفها بمئات القنابل طوال الأسابيع الماضية، أمراً معروفاً مسبقاً للمقاومة، وسبق أن توغل فيها الاحتلال خلال الحروب الماضية.

وليس هذه المنطقة فحسب، بل هناك طرق أخرى تسلكها الدبابات بالعادة في مناطق مثل عبسان وبني سهيلا في خانيونس، والبريج والمغازي وجحر الديك في المنطقة الوسطى، والشجاعيّة في غزّة، وبيت حانون وبيت لاهيا شمال غزّة.

وجغرافياً، تعد هذه المناطق محدودة المداخل، وهذا يفيد المقاومة التي لا شك أنها وضعت خطّة مبكرة للتصدّي للتوغّل البريّ، عبر تفخيخ المداخل وزرع العبوات الناسفة ونشر مقاومين يحملون "الآر بي جي" وحصر دبابات الاحتلال داخل مصيدة العبوات الناسفة، كما حدث في حرب 2014، ناهيك عن مفاجآت الأنفاق.

كيف تتصدى المقاومة لمحاولات الاجتياح الإسرائيلية؟
من خلال فهمنا لما حصل في الحروب السابقة، يعتمد صد المقاومة الفلسطينية لمحاولات التوغل البري الإسرائيلي داخل قطاع غزة على نصب الكمائن للجيش، من خلال فتح ثغرات في البيوت الموجودة على مشارف غزّة الحدوديّة، حيث يكمن المقاتلون لجنود الاحتلال داخل الأنفاق والبيوت، كي يفاجئوهم. وهناك طريقة مبتكرة تتمثّل في تفخيخ مواسير وصنابير المياه، حيث يتمّ تفجيرها في حشود قوات الاحتلال.

وخلال الحروب السابقة، اعترف جيش الاحتلال بوجود مقاومة عنيفة من مقاتلي كتائب القسام المتحصّنين في مواقع حدوديّة محددة سلفاً؛ حيث وضعت المقاومة خططاً مبكرة ترمي إلى مباغتة جيش الاحتلال في عمليات دفاعية وهجومية لإنزال الخسائر فيهم، في حرب استنزاف يصعُب على الرأي العام الإسرائيلي تحملها.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: شارع صلاح الدین قوات الاحتلال قطاع غزة فی حرب

إقرأ أيضاً:

تقرير: "الأنفاق والأسلحة" هدفا التوغل البري في لبنان

أفادت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين إسرائيليين بأن هدف التوغل الإسرائيلي في لبنان هو تدمير الأنفاق والأسلحة التي أعدها حزب الله بالقرب من الحدود بين البلدين.

ووفق المصادر، فإن الجيش الإٍسرائيلي لم ينوي أن يتحول التوغل إلى حرب برية واسعة النطاق في لبنان. وذلك في وقت اعترف أحد المسؤولين الإسرائيليين، بأن الأحداث الجارية يمكن أن تتطور ديناميكيتها الخاصة: "هذا ليس في أذهاننا، ولكن بالطبع يمكن جرنا إلى مثل هذا السيناريو".

كان من المفترض أن يكون أكبر اجتياح إسرائيلي للبنان في عام 1982 محدود النطاق أيضًا. لكن القوات الإسرائيلية انتهت إلى محاصرة بيروت، بينما كانت تطارد منظمة التحرير الفلسطينية، في عمق لبنان. وفي النهاية انسحبت القوات الإسرائيلية إلى منطقة عازلة في جنوب لبنان، حيث خاض حزب الله حرب عصابات طويلة ضدها حتى انسحبت إسرائيل من لبنان في عام 2000.

 وألحق اجتياح إسرائيل لبنان في عامي 1978 و2006، أضرارًا جسيمة بلبنان، ولكنها لم تحقق مكاسب أمنية دائمة لإسرائيل.

وبدلاً من تكرار تلك التجارب، من المرجح أن تشبه حرب إسرائيل الأخيرة في لبنان حملتها ضد حماس في غزة، كما نقلت "وول ستريت جورنال عن سنام فاكيل، رئيسة برنامج الشرق الأوسط في مركز شاتام هاوس للأبحاث ومقره لندن.

وأضافت "في غزة، استخدم الجيش الإسرائيلي الغارات والغارات الجوية لتدمير أكبر قدر ممكن من قوة حماس القتالية وأسلحتها ونظام الأنفاق، في حين احتفظ بممرين عبر القطاع.

وأردفت فاكيل "كما حدث في غزة، أتوقع أنهم سوف يستخدمون التهديد بالتواجد الطويل الأمد كأداة مساومة في المفاوضات".

وختمت حديثها بالقول إن التوغل سوف يتحول بسهولة إلى احتلال ممتد لمنطقة عازلة، وهو ما من شأنه أن يساعد حزب الله على حشد صفوفه.

ورغم أن إسرائيل قتلت معظم كبار قادة حزب الله ودمرت جزءًا كبيرًا من مخزونه من الصواريخ، فإن الميليشيا الشيعية اللبنانية لا تزال تمتلك ترسانة كبيرة وعشرات الآلاف من المقاتلين المدربين.  وتواصل إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل وترفض التفكير في وقف إطلاق النار حتى تنهي إسرائيل حربها في غزة.

مقالات مشابهة

  • رئيس الكتائب: الأولوية اليوم هي لوقف إطلاق النار ووقف التوغل البري الإسرائيلي
  • تقرير: "الأنفاق والأسلحة" هدفا التوغل البري في لبنان
  • آخر خبر عن التوغل البريّ في لبنان... ماذا أعلن مسؤولون إسرائيليّون؟
  • ذاقت الضربة الأولى في التوغل البري بلبنان.. ما هي وحدة “إيغوز”؟
  • ذاقت الضربة الأولى في التوغل البري بلبنان.. ما هي وحدة “إيجوز”؟
  • ألوية الناصر صلاح الدين: السيطرة على طائرة صهيونية "إيفو ماكس" في غزة
  • لعنة تصيب جيش الاحتلال خلال يومين فقط من التوغل البري في لبنان.. ماذا حدث؟
  • «القاهرة الإخبارية»: التوغل البري «أفقد» إسرائيل 3 دبابات وعدد من الجنود
  • تركيا بعد فلسطين ولبنان.. «أردوغان» يحذر الكيان الصهيوني من عواقب التوغل البري (تفاصيل)
  • الجيش الإسرائيلي يعلن انضمام وحدات مشاة ومدرعات إلى التوغل البري في لبنان