الحِسّ الفنيُّ عندَ بعض الأساطين الأدبيّة مساوٍ للتاريخ وحقائقه في رأينا، بل إن باكثير يضع آليةً لسقوط إسرائيل راسمًا الخِطّة، لكن ليت قومي يقرأون بل يعقلون.


في عامِ (1945) يتنبأُ الأديبُ اليمنيّ عليُّ أحمدَ باكثير بقيامِ دولةِ الكيانِ الصهيوني (1948)... وبسقوطها لأنّها لا تستطع الاستمرار كما نقرأُ في نهاية مسرحيته الفريدة التي أعدها حينئذٍ بعنوان (شايلوك الجديد) .

.. وهي بإذن الله ساقطة إلى الزوال، وما طوفان الأقصى إلا بداية النهاية.

.

يصفُ باكثيرُ شخصية شايلوك التي اقتبسها من مسرحيةِ (تاجر البندقية) الشهيرة لويليام شكسبير فيقول:" ... شايلوك رجل نحو الستين من العمر قصير القامة، كبير الرأس قد أكل الصلع وسطه من مقدمه إلى مؤخره فتركه أملسًا (ناعمًا) لامعًا، وله عينان كبيرتان يسطع منهما بريق عجيب كبريق البومة ..."

و(شايلوك) رمزٌ للاستيطان اليهودي؛ يقومُ بالاستيلاء على الأراضي والممتلكات للشعب الفلسطيني بشتى الطرق والوسائل الخبيثة، ولا يتورّع عن سفك الدماء والقتل والمكر والحيلة وإغواء العرب بالنساء والملذّات؛ كي يسهلَ السيطرة عليهم وسلبهم كرامتهم وأرضهم ومقدساتهم.

قبل أن نخوض في تقديم قراءة مقارنة للمسرحيتين كان من المفيد الوقوف على سياق إنتاج المسرحيتين التاريخي في عصري شكسبير وباكثير.

أولا : شكسبير" تاجر البندقية"

ما بين عامي 1596 و1598م كتب ويليام شكسبير مسرحيته الشهيرة (تاجر البندقية) في عهد الملكة إليزابيث آخر ملوك إنجلترا من آل تيودور، وفي تلك الفترة كانت مشاكل اليهود في مختلف بلدان أوروبا تتفاقم وتمّ إجلاؤهم من أغلب بلدان أوروبا، لما أحدثوه من مشاكل اقتصادية واجتماعية، الأمر عينه في بريطانيا؛ إذ تمّ تحديد أماكن خاصة وتجمعات لليهود أشبه بالمخيمات، وأن يضعوا قبّٕعات على رؤوسهم حمراء في حال خروجهم من أماكنهم حتى يتم تمييزهم كيهود، بل كانوا يدفعون وهم صاغرون لمن يقوم بحراستهم.

في هذه الفترة كانت البندقية في أوج ازدهارها التجاري، لذا اهتمت بالاستثمار الأجنبي في أراضيها، متغاضيَة عن جنسية المستثمرين أو دياناتهم، وممارساتهم اللاأخلاقية أحيانا أُخرى، وهكذا أقرّت السلطات في هذه المدينة التعامل بالرّبا كي تنعش اقتصادها رغم تحريم الاستغلال في المسيحية، وهذا يؤهلها لأن تكون قبلة لعديد اليهود المستثمرين.

وفي تلك المرحلة حدثت الحادثة التاريخية الشهيرة التي قلبت الرأي العام في إنجلترا وأوروبا وصعّدت من كراهية اليهود أكثر كانت هذه الحادثة هي محاكمة (رودريجو لوبيز) وهو طبيب الملكة اليزابيث، وهو يهودي الأصل تظاهر بالنصرانية ، حيث اُتهم بتهمة الخيانة العظمى ودسِّ السُم في طعام الملكة إليزابيت ، ليتم إعدامه وذلك في عام 1594 ، مما جعلها قضية رأي عام، ليستلهم الشعراء والأدباء من شخصية (لوبيز) اليهودي أنموذجًا للشرّ، وهي صورة نمطية سوداوية كما فعل كريستوفر مارلو الذي كتب (يهودي مالطا) ويؤلف شكسبير (يهودي البندقية) او (تاجر البندقية). ويبدع في رسم ملامح شخصية اليهودي المُرابي اللئيم (شايلوك).

ثانياً: علي أحمد باكثير ( شايلوك الجديد)

أما عن سياق كتابة مسرحية (شايلوك الجديد) لعلي أحمد باكثير فهو يمهّد السّياق فيقول في كتابه فن المسرحية من خلال تجاربي الشخصية إنه قبل أن يكتب مسرحية شايلوك الجديد كان يتابع باهتمام ما يكتب عن فلسطين في الصحف والكتب العالمية سنة 1945م؛ وما يُقال عنها في إذاعات وتصريحات زعماء الغرب إلى أن حدث ذات يوم أن وقعت عيناه على خبر يفيد أن الزعيم الصهيوني (جابوتنسكي) خطب مرة في مجلس العموم البريطاني فضرب المنضدة بيده وهو يقول:" أعطونا رطل اللحم لن ننزل أبدًا عن رطل اللحم مشيرًا بذلك إلى الوطن القومي لليهود الذي تضمنه وعد بلفور، ووجد باكثير في هذه العبارة ضالّته المنشودة، وقال لنفسه في ذلك الحين هذه الكلمة حجّة على الصهيونية لا لها، وسأتخذها كفكرة أساسية لمسرحيتي، وبالفعل وجد في مسرحية شكسبير (تاجر البندقية )الهيكل الذي يمكن أن يكسوه لحمًا عربيًا، فإذا به ينطق بالنبوءة ويصرخ بالحقيقة قبل وقوعها.

نتابع في قادم الأيام .. لماذا رفض عبدالله فيلبي طباعة المسرحية بالانكليزية ودور النشر ؟... ما الخطة التي رسمها باكثير لسقوط إسرائيل... ؟ وما النقد الذي وجه لباكثير ومسرحيته (شايلوك الجديد).

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

ضبط تاجر مخدرات بحوزته 27 قطعة حشيش في الفيوم

نجحت الأجهزة الأمنية بمحافظة الفيوم في الإيقاع بأحد تجار المخدرات، الذي اعتاد التردد على إحدى قرى مركز طامية لترويج تجارته غير المشروعة، حيث تم ضبطه متلبسًا وبحوزته كمية كبيرة من مخدر الحشيش، بالإضافة إلى السيارة التي كان يستخدمها في التنقل.

تفاصيل الضبطية
وردت معلومات إلى وحدة البحث الجنائي بمركز طامية، تفيد بقيام أحد الأشخاص، المقيم بمركز الصف بمحافظة الجيزة، بالتردد على قرية منشأة الجمال التابعة لدائرة المركز لترويج المواد المخدرة. وبعد إجراء التحريات اللازمة، تأكدت صحة المعلومات، وتم إخطار اللواء أحمد عزت، مدير أمن الفيوم، الذي وجه باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة واستصدار إذن من النيابة العامة لتفتيش المتهم أثناء تواجده في المنطقة.

استعدادات مكثفة بمدارس الفيوم لاستقبال الفصل الدراسي الثاني موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 في الفيوم

الكمين الأمني والضبط
عقب استصدار إذن النيابة، شُكّلت مأمورية أمنية بقيادة النقيب محمد البوشي، حيث تم إعداد أكمنة ثابتة ومتحركة في موقع تردد المتهم. وبمجرد ظهور المتهم ويدعى "م. أ. م. م"، البالغ من العمر 37 عامًا، والمقيم بعرب العبابدة بمركز الصف، أثناء استقلاله سيارة تحمل لوحات (ط ن 7473)، تم إيقافه وإبلاغه بهوية القوة الأمنية وإذن النيابة بالتفتيش.

المضبوطات والاعترافات
وخلال تفتيش السيارة، تم العثور بداخلها على كرتونة تحوي كيسًا أسود يحتوي على خمس علب، بكل منها خمس قطع بنية اللون يشتبه في كونها جوهر الحشيش المخدر، بالإضافة إلى كيس آخر به قطعتان إضافيتان من المادة نفسها، ليصل إجمالي المضبوطات إلى 27 قطعة. كما تم العثور بحوزته على مبلغ مالي قدره 700 جنيه، وهاتف محمول، بالإضافة إلى رخصة تسيير السيارة ورخصة قيادة درجة ثالثة تخص المتهم.

وبمواجهته، أقر المتهم بحيازته المواد المخدرة بغرض الترويج، مشيرًا إلى أن المبلغ المالي المضبوط بحوزته هو حصيلة تجارته غير المشروعة، وأن السيارة والهاتف المحمول يُستخدمان في عمليات التنقل والتواصل مع عملائه.

إحالة المتهم للنيابة
تم تحرير المحضر اللازم بمركز شرطة طامية، وعرض المتهم والمضبوطات على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.

مقالات مشابهة

  • جناح الإمارات في بينالي البندقية 2025 ينظم معرض “على نار هادئة”
  • ضبط تاجر مخدرات بحوزته 27 قطعة حشيش في الفيوم
  • ترامب تاجر وتهديداته تعكس ضعفه
  • “تاجر أسلحة” يسقط في قبضة أمن مراكش
  • القبض على 23 تاجر مخدرات في الأردن / صور
  • توقيف 67 تاجر مخدرات وحجز 257 ألف قرص مهلوس
  • القبض على 341 تاجر مخدرات خلال يوم
  • ضبط تاجر أقراص مخدرة ومتهم بالسكر في بنغازي
  • إسرائيل تتحدث عن التسوية التي أدت إلى الإفراج المبكر عن ثلاثة أسرى
  • ساحرات البندقية ... بين فيض السحر وفلسفة الخراب