عِنْدَمَا تَنبأَ ‘‘باكثيرُ’’ بقيامِ إسرائيلَ وَسُقُوطِها (شايلوك الجديد)
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
الحِسّ الفنيُّ عندَ بعض الأساطين الأدبيّة مساوٍ للتاريخ وحقائقه في رأينا، بل إن باكثير يضع آليةً لسقوط إسرائيل راسمًا الخِطّة، لكن ليت قومي يقرأون بل يعقلون.
في عامِ (1945) يتنبأُ الأديبُ اليمنيّ عليُّ أحمدَ باكثير بقيامِ دولةِ الكيانِ الصهيوني (1948)... وبسقوطها لأنّها لا تستطع الاستمرار كما نقرأُ في نهاية مسرحيته الفريدة التي أعدها حينئذٍ بعنوان (شايلوك الجديد) .
.
يصفُ باكثيرُ شخصية شايلوك التي اقتبسها من مسرحيةِ (تاجر البندقية) الشهيرة لويليام شكسبير فيقول:" ... شايلوك رجل نحو الستين من العمر قصير القامة، كبير الرأس قد أكل الصلع وسطه من مقدمه إلى مؤخره فتركه أملسًا (ناعمًا) لامعًا، وله عينان كبيرتان يسطع منهما بريق عجيب كبريق البومة ..."
و(شايلوك) رمزٌ للاستيطان اليهودي؛ يقومُ بالاستيلاء على الأراضي والممتلكات للشعب الفلسطيني بشتى الطرق والوسائل الخبيثة، ولا يتورّع عن سفك الدماء والقتل والمكر والحيلة وإغواء العرب بالنساء والملذّات؛ كي يسهلَ السيطرة عليهم وسلبهم كرامتهم وأرضهم ومقدساتهم.
قبل أن نخوض في تقديم قراءة مقارنة للمسرحيتين كان من المفيد الوقوف على سياق إنتاج المسرحيتين التاريخي في عصري شكسبير وباكثير.
أولا : شكسبير" تاجر البندقية"
ما بين عامي 1596 و1598م كتب ويليام شكسبير مسرحيته الشهيرة (تاجر البندقية) في عهد الملكة إليزابيث آخر ملوك إنجلترا من آل تيودور، وفي تلك الفترة كانت مشاكل اليهود في مختلف بلدان أوروبا تتفاقم وتمّ إجلاؤهم من أغلب بلدان أوروبا، لما أحدثوه من مشاكل اقتصادية واجتماعية، الأمر عينه في بريطانيا؛ إذ تمّ تحديد أماكن خاصة وتجمعات لليهود أشبه بالمخيمات، وأن يضعوا قبّٕعات على رؤوسهم حمراء في حال خروجهم من أماكنهم حتى يتم تمييزهم كيهود، بل كانوا يدفعون وهم صاغرون لمن يقوم بحراستهم.
في هذه الفترة كانت البندقية في أوج ازدهارها التجاري، لذا اهتمت بالاستثمار الأجنبي في أراضيها، متغاضيَة عن جنسية المستثمرين أو دياناتهم، وممارساتهم اللاأخلاقية أحيانا أُخرى، وهكذا أقرّت السلطات في هذه المدينة التعامل بالرّبا كي تنعش اقتصادها رغم تحريم الاستغلال في المسيحية، وهذا يؤهلها لأن تكون قبلة لعديد اليهود المستثمرين.
وفي تلك المرحلة حدثت الحادثة التاريخية الشهيرة التي قلبت الرأي العام في إنجلترا وأوروبا وصعّدت من كراهية اليهود أكثر كانت هذه الحادثة هي محاكمة (رودريجو لوبيز) وهو طبيب الملكة اليزابيث، وهو يهودي الأصل تظاهر بالنصرانية ، حيث اُتهم بتهمة الخيانة العظمى ودسِّ السُم في طعام الملكة إليزابيت ، ليتم إعدامه وذلك في عام 1594 ، مما جعلها قضية رأي عام، ليستلهم الشعراء والأدباء من شخصية (لوبيز) اليهودي أنموذجًا للشرّ، وهي صورة نمطية سوداوية كما فعل كريستوفر مارلو الذي كتب (يهودي مالطا) ويؤلف شكسبير (يهودي البندقية) او (تاجر البندقية). ويبدع في رسم ملامح شخصية اليهودي المُرابي اللئيم (شايلوك).
ثانياً: علي أحمد باكثير ( شايلوك الجديد)
أما عن سياق كتابة مسرحية (شايلوك الجديد) لعلي أحمد باكثير فهو يمهّد السّياق فيقول في كتابه فن المسرحية من خلال تجاربي الشخصية إنه قبل أن يكتب مسرحية شايلوك الجديد كان يتابع باهتمام ما يكتب عن فلسطين في الصحف والكتب العالمية سنة 1945م؛ وما يُقال عنها في إذاعات وتصريحات زعماء الغرب إلى أن حدث ذات يوم أن وقعت عيناه على خبر يفيد أن الزعيم الصهيوني (جابوتنسكي) خطب مرة في مجلس العموم البريطاني فضرب المنضدة بيده وهو يقول:" أعطونا رطل اللحم لن ننزل أبدًا عن رطل اللحم مشيرًا بذلك إلى الوطن القومي لليهود الذي تضمنه وعد بلفور، ووجد باكثير في هذه العبارة ضالّته المنشودة، وقال لنفسه في ذلك الحين هذه الكلمة حجّة على الصهيونية لا لها، وسأتخذها كفكرة أساسية لمسرحيتي، وبالفعل وجد في مسرحية شكسبير (تاجر البندقية )الهيكل الذي يمكن أن يكسوه لحمًا عربيًا، فإذا به ينطق بالنبوءة ويصرخ بالحقيقة قبل وقوعها.
نتابع في قادم الأيام .. لماذا رفض عبدالله فيلبي طباعة المسرحية بالانكليزية ودور النشر ؟... ما الخطة التي رسمها باكثير لسقوط إسرائيل... ؟ وما النقد الذي وجه لباكثير ومسرحيته (شايلوك الجديد).
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
أنهى حياة عامل بمبيد زراعي.. عقوبات رادعة تنتظر تاجر الإسماعلية
قررت محكمة جنايات الإسكندرية، بتأجيل محاكمة المتهم م.م.ع تاجر خضروات لجلسة غدا لاستكمال المرافعة، لاتهامه في قتل المجني عليه ح.ع.س.
تبين من التحقيقات، قيام المتهم " م.م.ع " تاجر خضروات ، بأن عقد العزم وبيت النية علي قتل المجني عليه " ح.ع.س" بعد أن استدراجه إلى مكان مظلم بعيد عن أعين الرقباء بالطريق العام ،معدا لذلك مادة سامة جلبها من محل لبيع المبيدات الزراعية ،وما أن ارتاي جاهزيته لتنفيذ مخططه حتي تقابل مع المجني عليه واوهمه بعثورة علي فرصة عمل له بنقل بعض الأغراض محددا له زمان ومكان التقابل فاستجاب له المجني عليه وتوجه المتهم لشراء طعام له وللمجني عليه.
التحقيقات تكشف تفاصيل القضيةوقام خلسة بدس السم في وعاء الطعام وقدمه للمجني عليه لتناوله عبارة عن علبة كشري ،واستقل رفقته الدراجة البخارية تروسيكل ملك المجني عليه ،وبعد أن تناول المجني عليه الطعام المسموم ظهرت عليه علامات الوفاه حتي قصد به أحد الأماكن النائية بالطريق ، وما أن تيقن المتهم أن المجني عليه انعدام المقاومة وأحضر حبل وأخذ يطبق علي رقبته ورأسه حتي أيقن مفارقته الحياة ، حمل جثته وارقده الي ارض بها حشائش ،وقد ارتكب تلك الجناية بقصد سرقة التروسيكل ملك المجني عليه وتركه وفر هاربا.
تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبطه وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق التي قررت إحالته إلى محكمة جنايات الإسكندرية التي أصدرت حكمها.
عقوبات القتل العمدوضع القانون عقوبات جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار حيث نص قانون العقوبات فى المادة 230 منه، على أن: "كل من قتل نفسا عمدا مع سبق الإصرار على ذلك أو الترصد يعاقب بالإعدام.
ونص القانون فى المادة 234 منه على أن:" من قتل نفسا عمداً من غير سبق إصرار ولا ترصد يعاقب بالسجن المؤبد أو المشدد".
وأوضح المشرع المصري مفهوم “ الإصرار” : هو القصد المصمم عليه قبل الفعل لارتكاب جنحة أو جناية يكون غرض المُصِرّ منها إيذاء شخص معين أو أي شخص غير معين وجده أو صادفه سواء كان ذلك القصد معلقًا على حدوث أمر أو موقوفا على شرط.
أما الترصد فيقصد به تربص الإنسان لشخص فى جهة أو جهات كثيرة مدة من الزمن طويلة كانت أو قصيرة ليتوصل إلى قتل ذلك الشخص أو إلى إيذائه بالضرب ونحوه.
وطبقا للقانون، يعاقب بالإعدام كل من قتل أحدًا عمدًا بجواهر يتسبب عنها الموت عاجلاً أو آجلا يعد قاتلا بالسم أيا كانت كيفية استعمال تلك الجواهر.
و يعاقب بالسجن المؤبد أو المشدد كل من قتل نفسا عمدا من غير سبق إصرار أو ترصد .. ومع ذلك يحكم على فاعل هذه الجناية بالإعدام إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى، وأما إذا كان القصد منها التأهب لفعل جنحة أو تسهيلها أو ارتكابها بالفعل أو مساعدة مرتكبيها أو شركائهم على الهرب أو التخلص من العقوبة فيحكم بالإعدام أو بالسجن المؤبد ، وتكون العقوبة الإعدام إذا ارتكبت الجريمة تنفيذًا لغرض إرهابي.