هل يستحق الفلسطينيون أن يكونوا أحرارا؟ بماذا أجاب الذكاء الاصطناعي؟
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
في ظل تصاعد المنافسة بين الشركات التكنولوجية حول أدوات الذكاء الاصطناعي وما يعتبره الكثيرون ثورة جديدة في عالم تكنولوجيا المعلومات، فإنها تدور أسئلة حول كيفة تعامل هذه الأدوات مع قضايا معاصرة مختلفة تتعلّق بالاحتلال والتحرر والتحيّزات والمواقف المختلفة منها.
وعبر المحلل البريطاني جيمس شنايدر في لقاء تلفزيوني عن قلقه من كون أدوات الذكاء الاصطناعي متحيّزة، واعتبر أن كثيراً منها لا هو ذكي ولا هو اصطناعي" في الإجابات عن هذه القضايا.
ويرى مختصون أنه لا يكفي أن يستقي الذكاء الاصطناعي معلوماته من تدفق البيانات بحسب الحجم، وهو ما يجعل منه مصمماً على التحيّز للدول الكبرى والكيانات القادرة على بث معلومات أكثر بفعل آلتها الإعلامية الضخمة.
وهو ما قد ينفي الحقوق للدول التي تقبع تحت الاحتلال كما هو الحال في فلسطين ويتحيّز للكيانات المدعومة عالمياً على المستويين الإعلامي والسياسي، ما يجعل من هذه الأدوات "أبواقا" تردد المحتوى الموجود دون أي معالجات تاريخية ومنطقية تتحرى الحقائق.
وقد قمنا في "عربي21" بإجراء اختبارين، بسؤال كل من "ChatGPT" و"Google Bard" السؤال المزدوج الآتي: "هل يستحق الفلسطينيون أن يعيشوا أحراراً؟" و"هل يستحق الإسرائيليون أن يكونوا أحراراً؟".
وأجاب "ChatGPT" عن "هل يستحق الفلسطينيون أن يعيشوا أحراراً" بأنها "مسألة تثير الكثير من الآراء المتباينة والمعقدة. تعتمد وجهة نظر الأفراد حول هذا الموضوع على عوامل متعددة بما في ذلك الخلفية الثقافية والسياسية والاجتماعية والتاريخية".
وأضاف: "تاريخ النزاع الإسرائيلي الفلسطيني معقد وطويل الأمد، ويشمل مسائل مثل الحدود واللاجئين والسيادة والتمويل والأمان. هناك دعوات عالمية لحل النزاع بشكل سلمي من خلال عملية سياسية تتيح للفلسطينيين تحقيق حقوقهم وإقامة دولتهم المستقلة"
فيما أجاب عن سؤال "هل يستحق الإسرائيليون أن يكونوا أحرارا؟" بـ "نعم، الإسرائيليون كغيرهم من الشعوب يستحقون أن يعيشوا في حرية وكرامة، وهذا هو حق أساسي لجميع البشر".
وحين قمنا بسؤال "Google Bard" أجاب على "هل يستحق الفلسطينيون أن يكونوا أحرارا؟" بـ"نعم، يستحق الفلسطينيون أن يكونوا أحراراً. الحرية هي حق أساسي لجميع البشر، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنسية. الفلسطينيون، مثلهم مثل أي مجموعة من الناس، يستحقون أن يعيشوا في سلام وأمان وكرامة".
وأضاف: "يعيش الفلسطينيون في ظل الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 70 عاماً. خلال هذه الفترة، تعرضوا للاضطهاد والظلم على يد السلطات الإسرائيلية. لقد تم حرمانهم من حقوقهم الأساسية، بما في ذلك حقهم في تقرير المصير وحرية الحركة والتعليم والرعاية الصحية".
وكان جوابه على "هل يستحق الإسرائيليون أن يكونوا أحراراً؟"، هو "نعم، يستحق الإسرائيليون أن يكونوا أحراراً. الحرية هي حق أساسي لجميع البشر، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنسية. الإسرائيليون، مثلهم مثل أي مجموعة من الناس، يستحقون أن يعيشوا في سلام وأمان وكرامة".
كررنا الأسئلة باللغة الإنجليزية؛ فحصلنا على نفس الإجابات في "ChatGPT" بينما حصلنا على نفس الإجابة في السؤال المتعلق بالفلسطينيين في "Google Bard" بينما حصلنا على جواب مفاجئ حول ما إذا كان الإسرائيليون يستحقون أن يكونوا أحراراً .
كان جواب "Google Bard" على هذا السؤال هو: "إنّ ’ما إذا كان الإسرائيليون يستحقون أن يكونوا أحراراً أم لا’ هو سؤال معقد وليس له إجابة سهلة. هناك العديد من العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار، بما في ذلك تاريخ الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والوضع الحالي في المنطقة، وحقوق الإنسان الأساسية لجميع الناس".
وأضاف: "فمن ناحية، واجه الإسرائيليون العديد من التحديات في تاريخهم، بما في ذلك الاضطهاد والتمييز. وكانوا أيضًا هدفًا لهجمات من الجماعات الفلسطينية. ونتيجة لذلك، يشعر العديد من الإسرائيليين بأن لهم الحق في العيش بأمان وحرية".
ويرى من ناحية أخرى أنه "ظل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية مصدرا لصعوبات ومعاناة كبيرة للفلسطينيين. لقد تم تهجير العديد من الفلسطينيين من منازلهم وحرمانهم من حقوقهم الأساسية مثل حرية التنقل والحصول على التعليم والرعاية الصحية".
وفي وقت لاحق لاحظنا تعديل "ChatGPT" إجابته عن السؤال ليصبح واحداً في رده على السؤالين.
المحلل البريطاني جايمز شنايدر: "إذا قمت في chatGPT بإدخال سؤال: "هل يستحق الفلسطينيون أن يكونوا أحرارا؟"، الإجابة: "الموضوع معقد وحساس"؛ وإذا كتبت: هل "يستحق الإسرائيليون أن يكونوا أحرارا؟" يقول: "نعم مثل كل البشر!"#غزة_الان #غزة_تنتصر pic.twitter.com/tBiuK1on9j — مجلة ميم.. مِرآتنا (@Meemmag) October 30, 2023
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي فلسطين فلسطين غزة ذكاء اصطناعي بارد علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا سياسة سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی یستحقون أن بما فی ذلک العدید من Google Bard
إقرأ أيضاً:
هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكون طوق النجاة للمحتاجين؟
نشرت مجلة نيتشر العلمية تقريراً حديثاً يستعرض كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة فعالة في مكافحة الفقر حول العالم، وذلك من خلال تحليل البيانات وتحديد المستحقين للمساعدات بطرق أكثر دقة وسرعة من الأساليب التقليدية.
في أواخر عام 2020، خلال جائحة كوفيد-19، تلقى عشرات الآلاف من القرويين الفقراء في توغو مساعدات مالية مباشرة عبر هواتفهم المحمولة، بفضل نظام ذكاء اصطناعي مبتكر. تم تحويل حوالي 10 دولارات كل أسبوعين إلى حساباتهم الرقمية، وهي مبالغ قد تبدو صغيرة، لكنها ساعدت العديد منهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية وتجنب الجوع.
اقرأ أيضاً.. هل يشيخ الذكاء الاصطناعي كالبشر؟ خفايا التقادم الرقمي
كيف يعمل الذكاء الاصطناعي في تحديد الفقراء؟
اعتمدت حكومة توغو، بالتعاون مع علماء من جامعة كاليفورنيا في بيركلي ومنظمة GiveDirectly غير الربحية، على الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الأقمار الصناعية وبيانات شبكات الهواتف المحمولة لتقدير مستوى الدخل والفقر في مناطق مختلفة. وبدلاً من استخدام المسوحات الميدانية التقليدية التي تستغرق وقتاً طويلاً وتحتاج إلى موارد ضخمة، استطاع النظام الجديد تحديد الأشخاص الأكثر حاجة بسرعة ودقة أكبر.
وفقاً للمجلة، فإن هذا النهج ساعد في التغلب على تحديات مثل عدم توفر بيانات دقيقة عن الفقراء، وهي مشكلة تواجه الحكومات والمنظمات الإنسانية عند توزيع المساعدات.
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل الطرق التقليدية؟
حالياً، يعيش نحو 700 مليون شخص حول العالم في فقر مدقع، حيث يحصلون على أقل من 2.15 دولار يومياً وفقاً للبنك الدولي. ومع ذلك، يواجه قياس الفقر وتوزيع المساعدات مشكلات عديدة، منها التكاليف العالية لجمع البيانات وعدم شمول بعض الفئات مثل المشردين أو الأشخاص الذين لا يملكون هواتف محمولة.
يقول الباحث جوشوا بلومنستوك، المتخصص في علوم الكمبيوتر بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في التغلب على هذه المشكلات عبر تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة فائقة، مما يجعل عملية تحديد المستفيدين من المساعدات أكثر كفاءة.
من جهة أخرى، يُحذر خبراء مثل أولا هال، الباحث في جامعة لوند في السويد، من أن الذكاء الاصطناعي ليس مثالياً، فقد تعاني بعض النماذج من التحيز أو عدم الدقة، مما قد يؤدي إلى استبعاد بعض الأشخاص المستحقين للمساعدة.
كيف تطور قياس الفقر عبر الزمن؟
تاريخياً، حاول الباحثون تطوير معايير لقياس الفقر منذ أواخر القرن التاسع عشر. على سبيل المثال، في عام 1901، أجرى عالم الاجتماع البريطاني سيبوم راونتري دراسة ميدانية حول الفقر في مدينة يورك بالمملكة المتحدة، حيث تم تحديد الفقر بناءً على قدرة الأسر على تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية.
لاحقاً، في عام 1964، اعتمدت الولايات المتحدة مقياس الفقر الرسمي الذي حدد الحد الأدنى من الدخل اللازم لتغطية الطعام والمسكن والنفقات الأساسية، وهو ما تبنته أيضاً دول مثل الهند.
لكن هذه المقاييس لم تعكس الواقع المعقد للفقر، حيث إن امتلاك دخل معين لا يعني بالضرورة القدرة على تأمين الصحة، التعليم، أو المياه النظيفة. ولهذا السبب، طورت الباحثة سابينا ألكاير بالتعاون مع جيمس فوستر ما يُعرف بمؤشر الفقر متعدد الأبعاد MPI عام 2008، والذي يقيس الفقر بناءً على عشرة عوامل مختلفة، مثل التغذية، التعليم، وسهولة الوصول إلى مياه الشرب.
اقرأ أيضاً.. عندما تتحدث الأرض.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بالزلازل؟
هل الذكاء الاصطناعي هو الحل؟
مع التقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي، بدأ الباحثون في استخدام صور الأقمار الصناعية وتحليل البيانات الرقمية لتحديد الفقر بشكل أكثر دقة. على سبيل المثال، أظهرت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد عام 2016 أن الذكاء الاصطناعي يمكنه التنبؤ بمعدلات الفقر بدقة مماثلة للمسوحات الميدانية التقليدية، ولكن بتكلفة أقل وبسرعة أكبر.
تتوسع هذه التجارب حالياً، حيث يتم تحليل بيانات الهاتف المحمول، حركة المرور، والإضاءة الليلية لتحديد المناطق الأكثر فقراً، ما يسمح للحكومات والمنظمات الإنسانية بتوجيه المساعدات بشكل أكثر كفاءة.
هل نحن مستعدون للاعتماد على الذكاء الاصطناعي بالكامل؟
رغم الإمكانات الكبيرة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في مكافحة الفقر، إلا أن هناك تحديات يجب معالجتها، مثل ضمان العدالة في توزيع المساعدات، حماية البيانات الشخصية، وتجنب التحيزات الخوارزمية التي قد تؤثر على دقة التحديد.
في نهاية التقرير، تشير مجلة نيتشر إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في مكافحة الفقر لا يزال في مراحله الأولى، لكن التجارب مثل مشروع توغو تثبت أنه يمكن أن يكون أداة قوية وفعالة إذا تم استخدامه بطريقة مدروسة ومنصفة.
إسلام العبادي(أبوظبي)