طالب مجموعة من الباحثين الغربيين في مجال دراسة الطفولة، بوقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق أطفال قطاع غزة.

وقال الباحثون في تقرير لموقع موندويسن إنه لا "مبرر أخلاقي على الإطلاق، لمواصلة هذه الوحشية التي ستؤدي إلى إعاقة وجرح وموت الآلاف من الأطفال الآخرين".

وأوضح الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي 21"، رسالة من أكاديميين وطلاب متخصصين في مجال دراسة الطفولة، حيث تتضمن هذه الرسالة دعوة إلى وقف فوري للإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة التي يدعمها الغرب و الانتهاك الفاضح لحقوق الأطفال الفلسطينيين.



وقال الباحثون: "'بالنسبة للكثير منا، كان الدخول إلى هذا المجال من الدراسة مدفوعا بالرغبة في تحسين الظروف المادية والاجتماعية والسياسية للأطفال على مستوى العالم.  لذلك، لا يمكننا، الجلوس مكتوفي الأيدي بينما يستمر الوضع في غزة في التدهور بسبب القصف الإسرائيلي بالأسلحة التي يقدمها الغرب؛ والإخلاء القسري لأكثر من مليون شخص على يد قوات الدفاع الإسرائيلية؛ ورفض تقديم الطعام والمياه والوقود من قبل الدولة الإسرائيلية".

وأشاروا إلى أن هذا يعزز ما مضى منه 75 عاما من الاحتلال المستعمر في فلسطين و17 عاما حيث كانت غزة لا تعد ولا تحتسب سوى سجنا تحت السماء. وقد نتج عن ذلك بعض الظروف التي تعتبرمن أكثر الظروف المعيشية الفظيعة التي يمكن تصورها للسكان المدنيين في غزة، ونصفهم تقريبا من الأطفال.



وقال الباحثون إن الأطفال يفقدون حياتهم، ومستقبلهم، وقدرتهم على التنفس، وأثناء كتابتنا لهذه الرسالة، قتل أكثر من 8 آلاف شخص في غزة، منهم نحو 3000 طفل، وأصيب أكثر من 16000 منذ بدء إسرائيل هجومها على القطاع المحاصر في 7 أكتوبر/تشرِين الأول.

ووفقا لمنظمة الدفاع عن الطفل الدولية، يتم قتل أكثر من 100 طفل يوميا. العديد من الأطفال الآخرين هم من بين المصابين والأيتام. وحسب ما أشار إليه الجراح البريطاني الفلسطيني ''غسان أبو ستة''، اضطر مستشفى الشفاء إلى إنشاء فئة للطفل المصاب الذي ليس لديه عائلة على قيد الحياة، كما أوضح أيضا أن الأطفال يخضعون لعمليات جراحية بدون تخدير، مما يتركهم في حالة من الدهشة والخوف. الأطفال في غزة يكتبون أسماءهم على أذرعهم حتى يمكن التعرف على جثثهم في حالة مقتلهم.



ووفقا للموقع كذلك تضمنت هذه الرسالة بعض الأبحاث التي قام بها الأكاديميون في مجال دراسة الأطفال، والتي أظهرت أن الاحتلال الاستعماري، والعنف الدولي، والإرهاب يمثلون تهديدًا حقيقيًا للتواصل البدني والنفسي للأطفال.

وقالوا إنه "لا يوجد أي مبرر أخلاقي على الإطلاق لاستمرار هذه الوحشية التي ستؤدي إلى ضعف وإصابة وموت الآلاف من الأطفال. تعتبر هذه الإصابات والوفيات قابلة للوقاية لأنها خيار". ودعا الباحثون جميع الذين لديهم السلطة ويمكنهم العمل لإنقاذ حياة هؤلاء الأطفال إلى القيام بذلك وإيقاف الحرب الإبادية يعتبر أمر أساسي من أجل بقاء الأطفال على قيد الحياة".

وشددوا على أن الإغفال المستمر عن المعاناة الرهيبة التي يواجهها الأطفال الفلسطينيين يزيد من إعاقتهم وإصابتهم بالصدمات، ويواصل المشاركة في تجريدهم من إنسانيتهم، مصغرا آلامهم وموتهم. للأطفال الفلسطينيين أسماء، وعائلات، وقصص، وأحلام، ومع ذلك، يواجهون وحشية عالمية ومحلية تقلل منهم إلى أرقام مجهولة. بصفتهم باحثون وطلاب في مجال الطفولة، يؤكدون  أنه لا ينبغي أن يتعرض أي طفل للموت العنيف، أو الإصابة، أو الجوع، بغض النظر عن مكانهم ، لأن حياة الأطفال الفلسطينيين ثمينة.

وفقا للموقع و حسب ما جاء في الرسالة لا تؤثر العواقب التي لا تطاق للإبادة الجماعية في غزة على الأطفال فحسب، بل تؤثر على آبائهم أجدادهم، أقاربهم، وجيرانهم البالغين. و حماية الأطفال يعني أيضًا حماية البالغين في حياتهم إن توفرت الموارد العاطفية للأطفال  بما في ذلك العائلة، الأصدقاء، والجيران يمكن أن يخفف من الجروح الداخلية لهم.

وشددوا على ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري، لإنهاء معاناة الأطفال والجرائم التي ترتكب بحقهم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال أطفال غزة غزة الاحتلال أطفال شهداء صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من الأطفال أکثر من فی مجال فی غزة

إقرأ أيضاً:

أطفال الإمارات.. حماة التراث

خولة علي (أبوظبي)
في يوم الطفل الإماراتي، الذي يقام هذا العام تحت شعار «الحق في الهوية والثقافة الوطنية»، تتجلى أهمية غرس هذه القيم في نفوس الأطفال، فهم سفراء المستقبل وحماة التراث. ومن خلال مشاركتهم الفاعلة في الفعاليات التراثية وتعلمهم للعادات والتقاليد، يصبحون حلقة وصل بين الماضي المجيد والحاضر الزاهر، ليظل الإرث الإماراتي حاضراً في تفاصيل حياتهم اليومية. ولقد أخذ الكثير من الأطفال واليافعين على عاتقهم مسؤولية النهوض بالتراث والحفاظ عليه من خلال تعلمه وممارسته. 

مسؤولية وطنية
من بين الأطفال واليافعين الذين وجدوا متعتهم في صون التراث ونشره، أمل العبدولي، وهي شخصية تحمل في قلبها شغفاً لا حدود له بتراث الإمارات الأصيل، مؤمنة بأن الماضي هو الجذور التي تمنح القوة في الحاضر والمستقبل. والتراث بالنسبة لها ليس فقط قصصاً تروى، بل تجربة حية تسعى لنقلها إلى الأجيال بكل فخر واعتزاز. وقد شاركت العبدولي في العديد من الفعاليات الوطنية والمجتمعية، حيث قدمت ورشاً تفاعلية لتعريف الناس بالأدوات التراثية القديمة، وشرحت كيفية استخدام الرحى لطحن الحبوب، والسقاية لجلب الماء، والمكحلة والدخون التي كانت جزءاً أساسياً من زينة المرأة الإماراتية. ولم تكتفِ بالشرح النظري، بل حرصت على أن يعيش الأطفال والشباب هذه التجربة بأنفسهم، ويتلمسون الأدوات ويشعرون بعبق الماضي الذي شكل الهوية الإماراتية. وتؤمن العبدولي بأن ترسيخ التراث في قلوب الأجيال مسؤولية وطنية، لذا تحرص على تنظيم مسابقات ثقافية وتراثية في كل مناسبة. وخلال هذه المسابقات، تطرح أسئلة حول العادات والتقاليد الإماراتية، وتختبر معلومات المشاركين حول الأدوات التراثية ومفردات اللهجة الإماراتية، لتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على هذا الإرث الغني.

لقاء كبار السن
ويرى علي اللوغاني أن يوم الطفل الإماراتي مناسبة وطنية تحمل في طياتها معاني كبيرة، حيث تعكس التزام دولة الإمارات برعاية الأطفال وضمان حقوقهم الأساسية، مثل الحق في التعليم، الابتكار، والصحة، إلى جانب تمكينهم ليكونوا قادة المستقبل ومساهمين في بناء المجتمع. ويشعر اللوغاني بأهمية هذا اليوم لأنه أتاح له الفرصة للمشاركة في الورش التراثية والثقافية، التي تلعب دوراً أساسياً في حفظ الموروث الشعبي ونقله للأجيال. ومن أبرز ما أثر فيه خلال هذه التجربة، كان لقاء كبار السن والاستماع إلى قصصهم وتجاربهم، حيث منحته هذه اللقاءات نظرة أعمق على تراث الإمارات العريق، وأسهمت في غرس القيم الأصيلة التي تعزز شخصيته وتزيد من ارتباطه بهويته الوطنية.

أخبار ذات صلة مركز محمد بن راشد للفضاء يُعلن نجاح إطلاق القمر الاصطناعي «اتحاد سات» في يوم الطفل الإماراتي.. الدولة تواصل جهودها لتوفير بيئة صحية متكاملة لأطفالها

مشاركات تراثية
وتؤمن عليا خميس الكندي بأن التراث الشعبي الإماراتي يشكل جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية، وترى أنه من الضروري الحفاظ عليه ونقله للأجيال. وتحرص الكندي على المشاركة في المهرجانات التراثية والاحتفالات الوطنية والمسابقات المدرسية التي تعكس فخرها بوطنها. وتحب ممارسة الألعاب التراثية مع صديقاتها وإخوتها، لإبقاء هذه العادات حية ومتوارثة عبر الزمن. وإيماناً منها بأهمية نقل الحكايات التراثية والأمثال الشعبية، تحرص على مشاركتها مع الأصدقاء من خلال الأنشطة المدرسية والبرامج الإذاعية، مستلهمةً في ذلك القصص التي كانت ترويها لها جدتها.
وتعتبر مريم اللوغاني أن يوم الطفل الإماراتي مناسبة عزيزة على قلبها، لأنه يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارات للأطفال. وتشعر بالفخر والامتنان لقيادة الدولة التي تحرص على توفير بيئة داعمة مليئة بالفرص التي تساعد الأطفال على النمو والتطور، مما يجعلها أكثر اعتزازاً بهويتها الإماراتية. وتفخر اللوغاني عندما ترتدي اللباس الإماراتي التقليدي وتتحدث باللهجة الإماراتية الأصيلة، لأن ذلك يجعلها أكثر ارتباطاً بتراثها وجذورها، كما تؤمن بأن تعلم القيم التي ورثها الإماراتيون عن أجدادهم، مثل الكرم والاحترام والشجاعة، مسؤولية مهمة.

حكواتي
وبكل فرح وامتنان يقول عيسى المازمي إن يوم الطفل الإماراتي مناسبة مميزة يحمل معاني عميقة، لأنه يذكر الأطفال بحقوقهم، ويعزز فيهم الاعتزاز بهويتهم وثقافتهم الوطنية. وبصفته حكواتياً، يرى بأن لديه دوراً مهماً في حفظ الموروث الشعبي ونقله للأجيال الجديدة. فعندما يروي القصص القديمة عن الأجداد وعاداتهم وحكاياتهم الجميلة، يشعر أنه يسهم في إبقاء التراث الإماراتي حياً ومتجدداً في أذهان الأطفال. فالقصص بالنسبة له ليست مجرد كلمات تقال، بل جسر يربط الماضي بالحاضر، ويعزز الفخر بالهوية الإماراتية. وهو يسعد عندما يرى الأطفال يستمعون إليه بحماس وشغف، ويتعلمون من قصصه قيم الشجاعة والكرم والانتماء.

مقالات مشابهة

  • جُلّهم من الأطفال والنساء.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين بقطاع غزة إلى 48.572 شهيدًا
  • تحذير جديد من يونيسف: أطفال السودان يواجهون كارثة إنسانية غير مسبوقة 
  • أطفال الإمارات.. حماة التراث
  • مقتل 4 أطفال بقصف إسرائيلي في غزة
  • ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 206 منذ بدء حرب الإبادة
  • مهندسة باكستانية ترفض جائزة إسرائيلية احتجاجا على الإبادة في غزة
  • استشهاد 4 أطفال فلسطينيين في جنوب غزة بقصف إسرائيلي
  • استشهاد 4 أطفال بقصف للاحتلال جنوبي غزة.. كانوا يجمعون الحطب
  • مركز دولي مقره الداخلة يطلق نداء من جنيف لإنهاء تجنيد الأطفال
  • صحة غزة: انخفاض عدد المواليد الجدد من 50 ألفا إلى 36 ألفا سنويا