لازالت ظاهرة السحابة السوداء كابوسا يطارد المسئولين والأهالى  على السواء فى مثل هذا الوقت كل عام، فمع انتهاء موسم حصاد الأرز تتحول حقول الأرز إلى كرة ملتهبة من النار بعد أن قام المزارعون بسكب البنزين على القش وإشعال النيران فيه للتخلص منه، مما يعد جريمة بيئية خطيرة تتسبب فى وفاة كثير من الأطفال وكبار السن من أصحاب الأمراض المزمنة.

منعت هذه الممارسة تماشيا مع قانون صدر عام 1994 وفرض غرامة قدرها 2000 جنيها، القانون الذي عدل مرة أخرى فرض التخلص من هذه المخلفات بإعادة تدويرها عن طريق تجميعها في المكابس لتحويلها إلى علف للحيوان أو استخدامها كمخصب للتربة. لكن المزارعين يتهربون من ذلك بسبب الخوف من الغرامات بالحرق ليلا.

وأعرب سمير سليمان أحد المواطنين بمدينة المحلة الكبرى، عن غضبه من ظاهرة حرق قش الأرز، مؤكدًا أن والدته تضع جهاز الاستنشاق يوميا بسبب عدم قدرتها على التنفس، كما تتعرض لأكثر من أزمة ضيق تنفس كل يوم بسبب الدخان الذى يملأ الأجواء. 


وتقول هبه محمد ربة منزل، تتحول حياتنا للجحيم طوال موسم حصاد الأرز،لا نستطيع أن نتنفس خاصة وانها مريضة صدر ، وأطفالها يعانون من حساسية صدر مزمنة، قائلة :"نريد حل رادع  لظاهرة حرق قش الأرز، الوضع لدينا في  قرية نواج   ،يشبه كمن يعيش في فقاعة هواء مليئة بالدخان ،ولا يوجد أي خيار لدينا، إذا فتحنا البلكونات والشبابيك زادت الشقه دخانا وإذا أغلقناها زادت خنقتنا".
وعبرت عن حزنها من إنتشار ظاهرة حرق قش الأرز قائلة :أقضي طوال موسم حصاد الأرز أنا وأبنائي أغلب وقتنا لدي أطباء ومستشفيات للصدر والأدوية لا تجدي نفعا مهما كانت طالما ظل الجو ملئء بالأدخنة.

من جانبه أكد  الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية أنه  عقد  اجتماعا بمديري مديريات الزراعة والبيئة لمتابعة أعمال التصدي لظاهرة السحابة السوداء وحرق قش الأرز بالمحافظة.

الغربية تسعى لموادهة ظاهرة السحابة السوداء 

وخلال الاجتماع أكد المحافظ على ضرورة التصدي لظاهرة السحابة السوداء الناتجة عن حرق المخلفات الزراعية وقش الأرز، مشددا على ضرورة تكثيف المرور اليومي على الأراضي الزراعية للتصدي لحرق قش الأرز وتحرير محاضر للمخالفين واتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيالهم حرصا على صحة وسلامة المواطنين.

كما وجه رحمي مدير مديرية الزراعة بالغربية بعقد ندوات لتوعية المزارعين بأساليب تعظيم الاستفادة الاقتصادية من المخلفات الزراعية وإتخاذ كافة الإجراءات الحاسمة تجاه من يقوم بحرق قش الأرز.

وعلي نفس الصعيد وجه ناصر حسن،وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية،بعمل ندوات توعوية داخل المدارس بخطورة حرق قش الأرز التى تصل إلى حد الوفاة بين أصحاب الأمراض المزمنة وكذلك التوعية بخطورتها فى القضاء على  محاصيل الخضر القائمة وكذلك أشجار الفاكهة المستديمة، بالحقول المجاورة، وتلوث الهواء الجوي بالغازات، مثل ثاني أكسيد الكربون والكبريت والنيتروجين وغيرها، والقضاء على الطيور، وموت جميع الكائنات الحية المفيدة للتربة الزراعية والتي تزيد من خصوبتها، وحرق المادة العضوية بالطبقة السطحية من التربة الزراعية، وانخفاض خصوبة الأراضي الزراعية.

وطالب أهالي محافظة الغربية بتشديد العقوبات على المزارعين الذين يقومون بحرق قش الأرز منعا لتكرار تلك الظاهرة العام القادم .
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خطورة بإعادة اتخاذ وقتنا السطح تخلص مخالفين محاضر للمخالفين حرق المخلفات الزراعية ظاهرة السحابة السوداء ظاهرة السحابة السوداء حرق قش الأرز

إقرأ أيضاً:

الأطباء وملائكة الرحمة في غزة تحت جحيم العدوان الإسرائيلي

نقدم في "الجزيرة صحة" تغطية معمقة حول الواقع الصحي في قطاع غزة تحت العدوان الإسرائيلي والاستهداف للمؤسسات الصحية والعاملين الصحيين.

وقد عمل على التغطية شبكة مراسلينا في غزة، وفريق "غرفة أخبار الصحة" في الدوحة، وشملت تقارير ميدانية ومقالات ومقابلات مع مسؤولين وضحايا.

وتظهر التغطية -بشكل ليس فيه أي شك- استهداف الجيش الإسرائيلي للمستشفيات والمراكز الصحية بصورة ممنهجة.

وكانت منظمة الصحة العالمية قالت إن القوات الإسرائيلية كانت تقوم بـ"تفكيك منهجي للنظام الصحي" شمالي غزة. ووصف مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان "نمطا من الهجمات" بأنه "يبدأ بغارات جوية إسرائيلية وتتبعها غارات برية واحتجاز المرضى والموظفين" ويترك المستشفيات غير صالحة للعمل.

وحتى قبل العدوان الإسرائيلي الحالي، عانى النظام الصحي في غزة عددا من الصعوبات الناجمة عن الحصار الذي استمر لأكثر من 16 عاما منذ عام 2007، مما ترك البنية التحتية والخدمات الصحية تواجه صعوبات كبرى، مع ندرة الخدمات الطبية والتكنولوجيا الفرعية المتخصصة، وأصبح استيراد المعدات والإمدادات الطبية اللازمة أكثر صعوبة بسبب الحصار.

وخلال هذ العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلنت الحكومة الإسرائيلية حصارا كاملا على غزة. وكانت النتيجة انهيار نظام الرعاية الصحية، وتدمير عديد من المستشفيات بسبب الغارات الجوية والقصف. وأصبحت مستشفيات أخرى ملاذا للسكان النازحين الباحثين عن الأمان، بالإضافة إلى نقص أعداد الطاقم الطبي الذي استشهد أو جُرح خارج المستشفى.

إعلان

وأظهر العاملون في مجال الرعاية الصحية الفلسطينيون قدرا كبيرا من الصمود والتفاني، رغم هذه الظروف الكارثية.

وتشير الأرقام إلى أنه يوجد نحو 350 ألف مريض يعانون من حالات مزمنة في غزة، ومن ذلك السرطان والسكري والفشل الكلوي المزمن وفشل القلب، وأدى العدوان الإسرائيلي إلى منع أصحاب هذه الحالات من الحصول على الرعاية الصحية. وثقنا في تغطيتنا قصصا لبعض مصابي الأمراض المزمنة في غزة.

ونضع هذه التغطية المعمقة بين يدي القراء:

العدوان الإسرائيلي يفكك النظام الصحي بغزة ويحوله لحطام

خبير: إزالة ركام بيوت غزة سيطلق 630 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون

واقع مأساوي لأصحاب الأمراض المزمنة في غزة

هكذا وضعت إسرائيل مستشفيات غزة في بؤرة الاستهداف

دراسة طبية: حصيلة شهداء غزة أعلى من أرقام وزارة الصحة بنحو 40%

مسؤول صحي بغزة: سجلنا 4500 حالة بتر منذ بدء الإبادة الإسرائيلية

مدير مستشفى العودة يحذر من تعريض إسرائيل حياة المرضى للخطر

طبيب أطفال فلسطيني بُترت ساقه يصرّ على مواصلة عمله في غزة

وزارة الصحة الفلسطينية: نواجه نقصا في الأدوية والمستلزمات الطبية

الأمم المتحدة: نظام غزة الصحي على شفير الانهيار التام

في قطاع غزة.. الموت من البرد أيضا وفق الأطباء

أطفال غزة يعانون أزمات نفسية حادة

المجاعة تلتهم أجساد الغزيين

مقالات مشابهة

  • الطلاق الرمادي.. مفهوم جديد لظاهرة قديمة
  • مصر لمن يبنيها.. «حياة كريمة» تحول أحلام الملايين إلى حقيقة في الريف المصري
  • الأطباء وملائكة الرحمة في غزة تحت جحيم العدوان الإسرائيلي
  • بسبب 110 جنية.. تفاصيل مقتل جزار على يد جارة فى الغربية
  • شاب ينهي حياة زميله بطعنات غادرة بسلاح أبيض لخلاف بسبب المخدرات بالغربية
  • مقطع يُظهر لحظة وصول سحابة كارثة سيول جدة الأولى قبل 16 عام .. فيديو
  • تجديد حبس شاب أنهي حياة صديقه بسبب مبلغ مالي في شبرا الخيمة
  • استمرار ظاهرة الانسحاب في دوري الكرة النسائية
  • رشق القطارات بالحجارة.. خسائر كبيرة للهيئة وخطر داهم على حياة الركاب"الأسباب والحلول"
  • بسبب صنبور مياه.. ينهي حياة جاره في بورسعيد وتعاقبه الجنايات بالمؤبد