طموحات كبيرة لفريق عمان للسباقات في السباق الختامي لبطولة العالم
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
يتطلع فريق عمان للسباقات بقيادة البطل أحمد الحارثي إلى إنهاء الموسم الحالي في بطولة العالم للتحمل للسيارات (فئة جي تي ايه) متوجًا بمركز مثالي ومميز عندما يشارك في الجولة الأخيرة الختامية من البطولة التي تقام على حلبة الصخير بمملكة البحرين يومي الجمعة والسبت القادمين، ويحدو الفريق العماني الأمل في أن يختتم الموسم ضمن المراكز الثلاثة الأوائل في السباق النهائي والذي يستمر لمدة 8 ساعات متواصلة في أجواء مختلفة عن بقية السباقات التي جرت هذا الموسم في أمريكا وأوروبا واليابان في موسم يعتبر الأطول للفريق العماني بدءًا من مارس هذا العام وختاما في نوفمبر الجاري.
الفريق العماني الذي يحتل المرتبة الخامسة حاليا في ترتيب عام البطولة وبرصيد 65 نقطة وبفارق 8 نقاط عن صاحب المركز الثالث و14 نقطة عن مركز الوصافة يملك كل مقومات الفريق المنافس إلى الرمق الأخير وخاصة في هذا السباق، حيث سبق للحارثي المشاركة على هذه الحلبة في عدة سباقات ماضية، ومن المؤمل أن يساهم فريق تي اف الفني بقيادة توم فيرر في وضع الاستراتيجية المناسبة لهذه الحلبة حتى يصل الفريق لمنصة التتويج والفوز بأحد مراكز المقدمة بالسباق وبالتالي إنهاء مشوار الموسم بنقاط تكفي الفريق للدخول ضمن الثلاثة الأوائل في البطولة.
وكان الفريق العماني المدعوم من وزارة الثقافة والرياضة والشباب وأوكيو وعمانتل وشركة محسن حيدر درويش لأعمال حلول البنية التحتية والتكنولوجية والصناعية والاستهلاكية قد تعرض إلى ضغوطات كبيرة طوال السباقات الماضية بعد أن فرضت اللجنة المنظمة للبطولة على الفريق العماني حمل وزن إضافي في معظم السباقات، الأمر الذي أثّر سلبًا على سرعة المتسابقين الثلاثة وسيارة استون مارتن فانتاج جي تي 3، أضف إلى ذلك الضرر الذي أصاب الفريق من تخفيض قوة جهاز حقن الوقود التوربو والذي لم يساعد الفريق في تجاوز سيارات الفراري والبورشة السريعة وخاصة على الخطوط الطويلة.
المتسابق أحمد الحارثي قائد فريق عمان للسباقات أثنى على الجهود التي بذلت من الجميع بالفريق وعلى النتائج التي سجلت إلى الآن كموسم أول في بطولة العالم للتحمل، حيث أكد الحارثي أنه سعيد بالتواجد في واحدة من أكبر بطولات التحمل على مستوى العالم، وقال: كان موسمًا رائعًا وكنا قد أحرزنا بعض النتائج الطيبة التي جعلتنا وأوصلتنا إلى منصات التتويج وخاصة سباق لومان 24 ساعة عندما أحرزنا المركز الثاني وتم رفع العلم العماني في منصة التتويج، وكذلك كنا سعداء قبل ذلك في الجولة الثالثة من البطولة بعد تسجيل نتيجة موفقة وكانت على حلبة سبا فرنكوشامب ببلجيكا عندما ظهر الفريق أمام الجمهور على منصة التتويج في المركز الثالث في افتتاحية رائعة للانتصارات بعد سباقين غير موفقين في سيبرنج بأمريكا وبورتيماو بالبرتغال.
وأضاف الحارثي: حلبة الصخير ليست غريبة عليّ وشاركت فيها في عدة سباقات ولكن لكل بطولة حسابات مختلفة عن الأخرى، أمامنا 8 ساعات وهي مدة طويلة وليست بالسهلة، سنبدأ تحت أشعة الشمس في تمام الساعة الثانية بتوقيت البحرين وسنختتم السباق تحت الأضواء الكاشفة، ومن عادة السباقات الطويلة دائمًا أنها تحمل معها مفاجآت كثيرة لكل الفرق، ونحن كفريق عمان للسباقات وضعنا نصب أعيننا التواجد ضمن ثلاثي المقدمة ولكن هناك حسابات أخرى داخل الحلبة لا نعلم بها إلا أثناء السباق، وندعو الله أن نوفق في هذا السباق الختامي للموسم الطويل للفريق. وستبدأ التحضيرات للسباق الختامي بإقامة التدريبات المفتوحة غدًا الخميس وبعد غد الجمعة، لتقام التجارب التأهيلية الرسمية للسباق مساء بعد غد الجمعة، على أن يقام السباق الختامي في تمام الساعة الثانية ظهر يوم السبت المقبل.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الفریق العمانی عمان للسباقات
إقرأ أيضاً:
عُمان وبيلاروس.. التحولات العالمية تفرض شراكات جديدة
لا يستطيع أحد أن يغمض عينيه عن التحولات الكبرى التي يشهدها العالم وبشكل متسارع، سواء في التكتلات السياسية أو التحالفات العسكرية أو في الثورات التكنولوجية أو حتى في توجهات الناس وبناء تصوراتهم للأحداث من حولهم.
وإذا كانت هذه التحولات تعصف بالعالم أجمع فإنها في منطقة الشرق الوسط أكثر عصفا وأشد حركة فوق رمال المنطقة المتحركة. لكن الدول التي تملك خبرة وحنكة سياسية وتملك القدرة على قراءة مآلات الأحداث في المستقبل القريب هي تلك التي تستطيع بناء علاقات قائمة على المبادئ والقيم أولا ثم على بناء مرتكزات صلبة تقف عليها الدولة وهي تبني مستقبلها وتقيم رفاه مواطنيها.
وتسعى سلطنة عُمان جاهدة في بناء علاقات سياسية واقتصادية مع دول عالمية مختلفة لتحقيق هدف أساسي ومبدئي يتمثل في فتح حوارات سياسية إنسانية مع مختلف دول العالم مستغلة إرثها التاريخي ودبلوماسيتها الهادئة والمتزنة وبناء شراكات اقتصادية وتكنولوجية مع دول مختلفة في العالم سواء كانت من الدول الصناعية والاقتصادية القديمة في العالم أو من الدول التي شهدت خلال العقود الماضية تحولات اقتصادية كبرى دفعت بها إلى صدارة المشهد الاقتصادي العالمي.
وتعكس الزيارات التي يقوم بها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، هذا التوجه كما تعكسه زيارات زعماء وقادة العالم لسلطنة عمان.
ويمكن وضع الزيارة التي يقوم بها الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إلى سلطنة عمان في هذا السياق فهي تأتي نتيجة فهم عميق من بيلاروس لمكانة سلطنة عُمان في خارطة الاقتصاد الجديد وموقعها على خطوط الملاحة والتجارة ومصداقيتها السياسية الأمر الذي يعد خطوة استراتيجية نحو تعزيز الشراكات بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات متعددة.
وإذا كانت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تعود إلى عقود ثلاثة مضت إلا أنها كانت كفيلة لبناء ثقة متبادلة بين البلدين، ومن ثم تفعيل هذه الثقة عبر مشاريع من شأنها أن تساهم في دعم اقتصاد البلدين إضافة إلى تحقيق المزيد من الرفاه للشعبين الصديقية وتعزيز فهم القيم السياسية التي ينطلق منها كل بلد عبر النقاشات السياسية المفتوحة وكذلك عبر فهم الدوافع والمصالح المنتظرة.
ولا شك أن مسارات العمل والتعاون بين البلدين كثيرة ومتعددة ربما أهمها وأوضحها في الوقت الحالي التعاون الاقتصادي. وتمتلك بيلاروسيا قاعدة صناعية متقدمة، خاصة في مجالات الهندسة الميكانيكية والصناعات الكيماوية والتكنولوجيا الحيوية، وهذا الأمر يلتقي مع طموح سلطنة عمان التي تسعى ضمن رؤيتها «عُمان 2040»، إلى تنويع مصادر دخلها وتقليل الاعتماد على النفط، مما يفتح المجال أمام استيراد التكنولوجيا البيلاروسية وتبادل الخبرات وتعزيز الاستثمارات.
كما يمكن للبلدين تعزيز التعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي ويمكن التعاون المشترك بين البلدين لارسال بعثات تعليمية وتبادل الباحثين لاقامة مشاريع بحثية مشتركة.
وفي الصناعات الدوائية والتكنولوجيا الحيوية الذي يعتبر الآن في غاية الأهمية سواء من حيث مسارات الاستثمار أم من حيث التقنيات العلاجية فإن البلدين أمام فرصة مهمة لا بد من استغلالها والاستفادة من الخبرات في هذا المجال خاصة خبرات الباحثين البيلاروسيين الذين لديهم خبرة كبيرة في مجال تصنيع الأدوية والتقنيات الحيوية، وسلطنة عمان بيئة مناسبة لفتح استثمارات في هذا المجال وتطوير بحوث طبية وعلاجات للأمراض المعدية التي تهدد البشرية.
ولا يجب في ظل الإرادة السياسية المتوفرة للبلدين أن تكون المسافات الجغرافية واختلاف الأنظمة الاقتصادية عائقا أمام التعاون الفعال بين البلدين.
ويمكن اعتبار زيارة الرئيس البيلاروسي لسلطنة عمان خطوة مهمة لتجاوز التحديات وفتح مسارات عمل حقيقية وتنشيط الشراكات بين البلدين فالوقت لا ينتظر أحدا في مشهد عالمي متسارع إيجابا وسلبا مع الأسف الشديد.