سيناريوهات دوافع ونتائج الحرب في السودان
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
السودان اثناء فترة الحكم الانتقالي حكومة عبد الله حمدوك وبالرغم من التسهيلات التي قدمت للحكومة من الاعفاءات من ثقل الديون الثقيلة مبادرة الهيبك، واداء الحكومة والذي تخلله كثير من مغالطات الفلول ومحاولاتهم لزعزة الاستقرار الاقتصادي والامني والذي تتوج بنقلابهم المشؤوم صبيحة 25 اكتوبر 2023م.
النكتة تكمن في ان السودان وعبر مواعينه الاقتصادية والمالية ومؤسساته البيروقراطية المترهلة وقوانينه المقيدة و المتقادمة في كل شئ لم يكن علي درجة من الكفاءة والاستعداد لاستقبال التمويلات المالية في اعادة التعمير و التنمية.
من المحتمل تقديرات مؤسسات التمويل الدولي قد استنتجت بان الحرب قد تكون بداية النهاية لازمات السودان المتلاحقة وتكون بداية حقيقية للسودان الجديد في عملية التنمية والاذهار! فالحرب ضرورة لإعادة البناء وإعادة التخطيط والهيكلة، حكومة حمدوك وبالرغم من نواياها الحسنة وتطلعاتها الفتية الا انها اتت في ظرف تاريخي في غاية التعقيد فمفاصل الدولة السودانية المنهكة من استغلال الجبهة الاسلامية لمدة ثلاثين عاما كانت وما زالت تدير دولاب العمل الامني، العسكري، الاقتصادي والاداري في البلاد. وبالرغم من زوال رومزها من المشهد السياسي العام إلا انها كانت المسيطر الفعلي لكل جوانب الحياة العامة. حكومة حمدوك تم التضيق الممنهج عليها و بواسطة الفلول وذيولهم لزعزعة الاستقرار السياسي، الامني ،العسكري والمعيشي ( ازمات مصطنعة كانعدام الغاز والدقيق والعملة الورقية والانفلات الامني المخطط له 9 طويلة واخيرا باغلاق الطريق القومي وتعطيل حركة الموانئ البحرية ..الخ).
الجيش بواسطة اللجنة الامنية ، الدعم السريع والفلول يمثلون الادوات المتاحة والمؤهلة والتي لها القدرة لاحداث التغيير المنشود عن طريق الحرب فهم انقادوا انقياداً لاحداث الحرب وتمت سياقتهم سوقاً للحرب وليس خيارا متاحاً. فالحرب تصب بصورة مباشرة في إعادة رسم المشهد في السودان لتنفيذ الارادة الدولية ولتنفيذ برامج إعادة الهيكلة والاعمار وتوسيع المواعين للتدفقات المالية المهولة القادمة للسودان.
وعلي ضوء ماسبق، قد يتساءل الفرد لماذا تكون الحرب هي الاداة الناجعة لبرامج إعادة البناء والتعميرفي السودان!؟ والاجابة يمكن ان نلخصها بعدة اسئلة: هل السودان بظروفه التاريخي يمكن ان يتقبل فكرة إعادة التخطيط والبناء مع احتدام المدي الثوري الشعبي المتصاعد في مقابل اجهزة بيروقراطية قمعية وفاسدة تعج بكوادر الحركة الاسلامية!؟ هل سيقبل قادة الحراك الثوري المساومة السياسية باي شكل من الاشكال؟
الجبهة الاسلامية القومية بشقيها العسكري والمدني كانت لها القدرة في احداث الحرب وتاجيج اوجها وذلك تنفيذاً للارادة الدولية وليس كما يتوهم بعض افرادها بمحاولاتهم بالعودة لسدة الحكم وتصدرهم للمشهد السياسي. ( لقد غرر بهم، وبمحض إرادتهم)!!؟
ولانهم قاصري الادراك والرؤي الاستراتيجية فرحوا بالحرب ( بل بس) وهي بداية النهاية لوجودهم الفعلي في السودان!؟
برامج إعادة الهيكلة والتعمير بعد الحرب اسم اخر للجنة ازالت التمكين ولكن بصور اكبر و تشمل ولا تتقتصر علي:
هيكلة القوات المسلحة والاجهزة العسكرية
إعادة بناء المؤسسات البيروقراطية
إعادة بناء المؤسسات الاقتصادية والمالية ( شركات الجيش الخ)
إعادة بناء المؤسسات الاجتماعية والخدمية.
إعادة بناء المؤسسات الاقتصادية والشركات الهيئات الحكومية
إعادة بناء العلاقات البيروقراطية والنظام الفدرالي الصوري
إعادة تخطيط العاصمة القومية لتصبح اهلا للتفقات والتمويلات المالية و للمشروعات الاقتصادية و الخدمية الكبري.
الحرب وبالرغم من الماسي والترويع والويلات التي صاحبتها شر لابد منه علي الاقل من وجهة نظر الداعميين الدوليين، وهي فرصة حقيقية للجبهة الوطنية العريضة (تقدم) لايقاف الحرب بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك التركيز علي العمل الجاد والدؤوب في إعداد وتجهيز البرامج والخطط والمشروعات الاقتصادية و التنموية لاستيفاء معايير التمويل والقروض بجانب تطوير واعداد الدراسات والخطط والمشوعات لبرامج الشراكات ( بين القطاع العام والخاص)، بجانب ترميم مؤسسات المجتمع المدني المختلفة علي الانكفاء وبصورة جادة في وفي جميع القطاعات لفترة ما بعد الحرب وهو امرا يشابه مشروع مارشال لاعادة بناء اوربا بعد الحرب العالمية الثانية.
attiaosman@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: إعادة بناء المؤسسات فی السودان
إقرأ أيضاً:
خبير استراتيجي: سوريا بحاجة إلى إعادة بناء جيشها بعد سقوط بشار الأسد
قال اللواء أركان حرب الدكتور وائل ربيع، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية المصرية للدراسات العليا والاستراتيجية، إنّ سوريا بحاجة إلى إعادة بناء جيشها بعد سقوط بشار الأسد، بعدما حطمت قوات الاحتلال الإسرائيلي القوات البحرية الجوية للجيش السوري.
يجب ألا يكون هناك ميليشيات أو فصائلوأضاف «ربيع»، في لقاء عبر قناة «القاهرة الإخبارية»: «أي دولة غير مسموح بها أن يكون السلاح في حوزة طرف غير جيشها، ولا يجب أن يكون هناك ميليشيات أو فصائل».
وأوضح مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية المصرية للدراسات العليا والاستراتيجية: «الفصائل المسلحة في سوريا بها عقائد وطوائف مختلفة، فهناك من يعتنقون الفكر القاعدي، وآخرون يعتنقون الفكر السلفي، وبالتالي أرى صعوبة دمج هذه الفصائل داخل بوتقة واحدة، فالجيوش النظامية تتسم بالانضباط في تنفيذ الأوامر».
الإجراءات الحالية مقبولة على الطريق الصحيحوأكد، أن الإجراءات التي تتخذها الحكومة الانتقالية أو أحمد الشرع حاليا، مقبولة على الطريق الصحيح، لكنها تقابل العديد من التحديات، وستكون الإدارة الجديدة مطالبة بتأمين سوريا على الصعيدين الداخلي والخارجي.