سودانايل:
2025-03-31@20:04:04 GMT

سيناريوهات دوافع ونتائج الحرب في السودان

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

السودان اثناء فترة الحكم الانتقالي حكومة عبد الله حمدوك وبالرغم من التسهيلات التي قدمت للحكومة من الاعفاءات من ثقل الديون الثقيلة مبادرة الهيبك، واداء الحكومة والذي تخلله كثير من مغالطات الفلول ومحاولاتهم لزعزة الاستقرار الاقتصادي والامني والذي تتوج بنقلابهم المشؤوم صبيحة 25 اكتوبر 2023م.
النكتة تكمن في ان السودان وعبر مواعينه الاقتصادية والمالية ومؤسساته البيروقراطية المترهلة وقوانينه المقيدة و المتقادمة في كل شئ لم يكن علي درجة من الكفاءة والاستعداد لاستقبال التمويلات المالية في اعادة التعمير و التنمية.


من المحتمل تقديرات مؤسسات التمويل الدولي قد استنتجت بان الحرب قد تكون بداية النهاية لازمات السودان المتلاحقة وتكون بداية حقيقية للسودان الجديد في عملية التنمية والاذهار! فالحرب ضرورة لإعادة البناء وإعادة التخطيط والهيكلة، حكومة حمدوك وبالرغم من نواياها الحسنة وتطلعاتها الفتية الا انها اتت في ظرف تاريخي في غاية التعقيد فمفاصل الدولة السودانية المنهكة من استغلال الجبهة الاسلامية لمدة ثلاثين عاما كانت وما زالت تدير دولاب العمل الامني، العسكري، الاقتصادي والاداري في البلاد. وبالرغم من زوال رومزها من المشهد السياسي العام إلا انها كانت المسيطر الفعلي لكل جوانب الحياة العامة. حكومة حمدوك تم التضيق الممنهج عليها و بواسطة الفلول وذيولهم لزعزعة الاستقرار السياسي، الامني ،العسكري والمعيشي ( ازمات مصطنعة كانعدام الغاز والدقيق والعملة الورقية والانفلات الامني المخطط له 9 طويلة واخيرا باغلاق الطريق القومي وتعطيل حركة الموانئ البحرية ..الخ).
الجيش بواسطة اللجنة الامنية ، الدعم السريع والفلول يمثلون الادوات المتاحة والمؤهلة والتي لها القدرة لاحداث التغيير المنشود عن طريق الحرب فهم انقادوا انقياداً لاحداث الحرب وتمت سياقتهم سوقاً للحرب وليس خيارا متاحاً. فالحرب تصب بصورة مباشرة في إعادة رسم المشهد في السودان لتنفيذ الارادة الدولية ولتنفيذ برامج إعادة الهيكلة والاعمار وتوسيع المواعين للتدفقات المالية المهولة القادمة للسودان.
وعلي ضوء ماسبق، قد يتساءل الفرد لماذا تكون الحرب هي الاداة الناجعة لبرامج إعادة البناء والتعميرفي السودان!؟ والاجابة يمكن ان نلخصها بعدة اسئلة: هل السودان بظروفه التاريخي يمكن ان يتقبل فكرة إعادة التخطيط والبناء مع احتدام المدي الثوري الشعبي المتصاعد في مقابل اجهزة بيروقراطية قمعية وفاسدة تعج بكوادر الحركة الاسلامية!؟ هل سيقبل قادة الحراك الثوري المساومة السياسية باي شكل من الاشكال؟
الجبهة الاسلامية القومية بشقيها العسكري والمدني كانت لها القدرة في احداث الحرب وتاجيج اوجها وذلك تنفيذاً للارادة الدولية وليس كما يتوهم بعض افرادها بمحاولاتهم بالعودة لسدة الحكم وتصدرهم للمشهد السياسي. ( لقد غرر بهم، وبمحض إرادتهم)!!؟
ولانهم قاصري الادراك والرؤي الاستراتيجية فرحوا بالحرب ( بل بس) وهي بداية النهاية لوجودهم الفعلي في السودان!؟
برامج إعادة الهيكلة والتعمير بعد الحرب اسم اخر للجنة ازالت التمكين ولكن بصور اكبر و تشمل ولا تتقتصر علي:
هيكلة القوات المسلحة والاجهزة العسكرية
إعادة بناء المؤسسات البيروقراطية
إعادة بناء المؤسسات الاقتصادية والمالية ( شركات الجيش الخ)
إعادة بناء المؤسسات الاجتماعية والخدمية.
إعادة بناء المؤسسات الاقتصادية والشركات الهيئات الحكومية
إعادة بناء العلاقات البيروقراطية والنظام الفدرالي الصوري
إعادة تخطيط العاصمة القومية لتصبح اهلا للتفقات والتمويلات المالية و للمشروعات الاقتصادية و الخدمية الكبري.
الحرب وبالرغم من الماسي والترويع والويلات التي صاحبتها شر لابد منه علي الاقل من وجهة نظر الداعميين الدوليين، وهي فرصة حقيقية للجبهة الوطنية العريضة (تقدم) لايقاف الحرب بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك التركيز علي العمل الجاد والدؤوب في إعداد وتجهيز البرامج والخطط والمشروعات الاقتصادية و التنموية لاستيفاء معايير التمويل والقروض بجانب تطوير واعداد الدراسات والخطط والمشوعات لبرامج الشراكات ( بين القطاع العام والخاص)، بجانب ترميم مؤسسات المجتمع المدني المختلفة علي الانكفاء وبصورة جادة في وفي جميع القطاعات لفترة ما بعد الحرب وهو امرا يشابه مشروع مارشال لاعادة بناء اوربا بعد الحرب العالمية الثانية.

attiaosman@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: إعادة بناء المؤسسات فی السودان

إقرأ أيضاً:

عزلتهم أم عزلهم !!

 

عزلتهم أم عزلهم !!

صباح محمد الحسن

طيف أول:
وطن ينتظر
الأوان الذي لم يحن
ولو تأخر
فمازال صوت أمنياته يزداد حرارة بنبرة تصغي للأمل
فأحلام شعبه
تفوق هذا المتسع الوجع!!

وقبل أكثر من اسبوع كنا تناولنا تداعيات إقامة مؤتمر لندن من أجل إيجاد حلول لأزمة السودان الذي تعد بريطانيا لإقامته بعيدا عن الحكومة السودانية، وذكرنا أن تسمية المنظمين للمؤتمر المزمع عقده في 15 ابريل، تزامنا مع ذكرى الحرب اللعينة، تسميته “منصة محايدة ” هو عدم إعتراف واضح بوجود طرفي الصراع وعدم إعتراف بحكومة بورتسودان، وأن دعوة أكثر من 20 دولة للمؤتمر عدا السودان يجدد التذكير لحكومة البرهان بأن العزلة الدولية مستمرة!!

ولكن يبدو أن القصد لا يتوقف عند إستمرار عزلة حكومة بورتسودان، ويكشف التجاوز أن الامر يتعلق بعزلها وليس عزلتها، وأن الطريق نحو إستعادة الحكم المدني الديمقراطي بدأ العمل على تعبيده بصورة جادة، وبالأمس قالت المعلومات الواردة من هناك إن المنظمين للمؤتمر بدأوا في مشاورات مكثفة مع الدكتور عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء السابق المستقيل
فبالرغم من أن وزير الشؤون الافريقية البريطاني اللورد كولينز الذي تحدث في مجلس اللوردات عن أنهم يعدون لمؤتمر رفيع المستوى حول السودان في منتصف ابريل، وقال اننا نجري مشاورات حوله مع المجتمع المدني السوداني لا سيما قيادة صمود
إلا أن المشاورات مع قيادة “صمود” تكشف انها ليست مجرد تشاور يتعلق بدعوتها للمشاركة في المؤتمر ولكنه اعتراف بحكومة الثورة التي نزع البرهان منها الحكم بالسلاح، ويرى المنظمون للمؤتمر أن “صمود” تمثل واجهة سياسية مهمة بصفتها من أكثر التحالفات السياسية التي تبنت موقفا محايدا وواضحا من الحرب وعملت من أجل تحقيق السلام والمطالبة بإستعادة الحكم الديمقراطي، للانتصار لثورة ديسمبر المجيدة، وبالرغم من أن “صمود” تُعد لاعبا أساسيا في ملعب الحل السياسي للأزمة السودانية، كواجهة سياسية يلتقي طرحها مع رؤية المؤتمر الذي يسعى لبذل المزيد من الجهود المبذولة سيما أنها تقف على نقطة الحياد من طرفي الصراع وأن المؤتمر أكد منظموه انه “منصة محايدة” إلا أن ضرورة توسيع دائرة التشاور وتقديم دعوات لتشمل المجموعات السياسية السودانية المحايدة، والتي كشفت عن موقفها الرافض للحرب والداعي لوقفها، تبقى ضرورة ملحة، وذلك لما يكون له من أثر إيجابي في تحقيق اهداف المؤتمر الرامية لوقف الحرب والتي بلا شك يفيدها جمع أكبر عدد من القوى السياسية والمدنية الفاعلة لتشكيل جبهة سياسية عريضة تحت مظلة المؤتمر لتحقيق الغاية المنشودة، بغية أن التحالفات الأخرى تسعي أيضا لاستعادة المسار الديمقراطي .
كما أن المزيد مما يدعم فكرة وقف الحرب وتحقيق السلام هو أن ثمة وقفات، يومي ١٥ و١٩ أبريل في لندن وجنيف لتوجيه رسائل للمجتمع الدولي لإنقاذ المدنيين وإنهاء الحرب

ومن جهة موازية لدعم الحراك الدولي نحو حل الأزمة، فإن نائبة المتحدثة بإسم الخارجية الأمريكية منيون هيوستن تقول إن امريكا تريد من كافة الأطراف أن تتنحى عن اسلحتها وتلبي رغبة الشعب السوداني، في وقف الحرب، ولأن المجتمع الدولي لا ينظر الي ما يحدث على الارض سوى انه فوضى تستهدف ارواح المدنيين وتزيد في توسيع مأساتهم الإنسانية، قالت منيون للحدث في إجابة على سؤال كيف تنظر امريكا لتقدم الجيش على الأرض وسيطرته على العاصمة الخرطوم، قالت: هذا لا يغير في موقف امريكا المطالب بالتخلي عن السلاح وضرورة الجلوس للتفاوض، وهذا يؤكد أن السيطرة الناتجة عن الإنسحاب المتفق عليه غير “محسوبة ‘ في ميزان الحل الدولي،
وربما لوكان الجيش وسع مساحات سيطرته بمعارك عسكرية وانتصر فيها، لكان هذا له وزنه ومقداره في إعادة تشكيل وملامح الحل الدولي، ولكن!!

عليه فإن مؤتمر لندن الذي إختار صمود بقيادة حمدوك للتشاور معها دون حكومة السودان وربما تكون حضورا بتمثيلها المعلن او غير المعلن مع إصرار أمريكا على الحل السياسي بالرغم من فرض السيطرة لصالح الجيش بالعاصمة الخرطوم،
بالإضافة الي جهود المملكة العربية السعودية ولقاء الأمس الذي جمع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، برئيس المجلس الإنقلابي الفريق عبد الفتاح البرهان في قصر الصفا بمكة المكرمة

وما سبقه من تغيير في الخطاب العسكري للبرهان الذي بدأ يتحدث عن ضرورة السلام والنأي بالجيش من العملية السياسية، وذلك بقوله أن لا رغبه لهم في المشاركة السياسية مستقبلا، كلها خطوات تؤكد أن نافذة للحل فُتحت من جديد، وأن الإطلالة عبرها، ربما تأتي بتأثير حلفاء القيادة العسكرية عليها دون الحاجة الي عصا، وإن فشل الحلفاء فإن استخدام العصا لكسر العناد وارد، المهم أن القادمات من أيام لا تبشر دعاة الحرب وفلول النظام البائد، هذا إن لم تكن تُنذرهم
طيف أخير:
#لا_للحرب
الرافضون للسلام قد يتخلوا عن معاركهم السياسة لعرقلته، ولكن قد يكون الإحتجاج عسكري ميداني ليس لرفض السلام ومبدأ التفاوض، ولكن لأن خيار الحل السلمي هذه المرة غير قابل للإنهيار بالخطة والمؤامرة السياسية.

 

الوسومصباح محمد الحسن صمود عزلتهم عزلهم

مقالات مشابهة

  • خارطة طريق نحو استقرار السودان بعد تحرير الخرطوم
  • كليمنتاين سلامي: يجب الوقوف مع السودانيين في إعادة بناء وطنهم
  • عزلتهم أم عزلهم !!
  • بعد تحرير الخرطوم.. مصر تدعم المؤسسات الوطنية السودانية لاستعادة الاستقرار
  • تصريحات وزراء الحكومة الجديدة.. بناء جيش بعقيدة وطنية وإعادة دور سوريا الدولي وحفظ استقرار البلاد
  • الصراع الإقليمي بين الدول ليس معادلة صفرية بالضرورة، بل عملية إعادة تموضع مستمرة
  • حميدتي: الحرب في السودان لم تنته وسنعود إلى الخرطوم أشد قوة
  • مواقف الإمارات ومحنة السودان
  • سيناريوهات موقف الأهلي من بطولة الدوري بعد أزمة مباراة القمة
  • بعد تحرير الخرطوم: الرياض تفتح كتاب إعادة إعمار السودان