القصف يطال عمق الجنوب... هل يجر نتنياهو الجميع إلى المعركة
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
من يراقب الاحداث الميدانية جنوب لبنان منذ اندلاع معركة طوفان الاقصى الى اليوم، يكتشف أنه بدلا ان يكون "حزب الله" هو المبادر نحو التصعيد والتدحرج، تظهر اسرائيل كصاحبة المبادرة الاولى، فهي من استهدف عناصر "حزب الله" ما ادى الى استشهاد ستة منهم منذ اليوم الاول، وهي من بادر الى إستهداف الصحافيين والمدنيين، في حين ان الحزب يواكب التصعيد الاسرائيلي بتصعيد مواز.
ووفق هذا الاسلوب، يبدو ان اسرائيل ايضا قررت توسيع نطاق المواجهة نحو العمق اللبناني واستهدفت بغارة مناطق شمال الليطاني، وهو تطور قد يكون الأخطر منذ اندلاع الاشتباكات، على اعتبار ان رد الحزب، اذا تجاوز الجليل، ووصل الى المدن الرئيسية في الوسط، فلن يكون ضبط الايقاع بعد ذلك ممكنا.
داخل الحكومة الاسرائيلية وبين اصحاب القرار في تل ابيب من لديه قناعة أن الفرصة اليوم هي الأنسب لبدء معركة ضد "حزب الله"حتى لو توسعت الحرب اكثر من ذلك، اذ ان الحشد الدولي العسكري والسياسي غير مسبوق وقد لا يتكرر، لذا فإن تل ابيب ستكون مستفيدة منه بشكل او بآخر وستحاول عبر حلفائها لجم الحزب وحلفاءه في المنطقة لسنوات طويلة مقبلة.
ومن وجهة نظر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن ما حاول فعله في السنوات الماضية من استدراج الولايات المتحدة للحرب مع ايران او لتوجيه ضربة عسكرية لها، سيكون متاحاً في حال انزلقت الامور عند الجبهة الجنوبية مع لبنان، لذلك يظهر الجيش الاسرائيلي، بعكس المتوقع، اكثر جرأة بالتعاطي مع الجبهة اللبنانية، بالرغم انه فاقد للمبادرة العسكرية، حتى ان الحزب استطاع احتواء خسائره في الايام الماضية وتطوير تكتيكاته في المواجهة.
تدرك تل ابيب ان تحديد الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله موعداً بعيدا نسبيا لخطابه يعني أن الأيام الفاصلة عن الخطاب ستكون مليئة بالتطورات التي سيبني عليها كلامه، لذلك فإن الدفع نحو التصعيد من خلال غارات وعمليات متفلتة من قواعد الاشتباك القليدية، محاولة واضحة لاحراج الحزب وامينه العام وجره نحو جولة تصعيد كبيرة.
من الواضح ان نتنياهو لا يستمع للنصائح الداخلية التي ينقلها له بعض مستشاريه العسكريين، اذ ان طريقة عمل الجيش الاسرائيلي في غزة، وان كان لا يوحي بالذهاب نحو عملية عسكرية برية واسعة، الا انها تظهر الاصرار على تحقيق انجاز ميداني غير شكلي، وهذا عمليا، بالإضافة الى التطورات اللبنانية، ستجر المنطقة الى تطورات بالغة التعقيد، أقله على الجبهة مع لبنان.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
الجنوب بين الخرائط والتصريحات: خمس نقاط محتلّة أم سبع؟
كتبت دوللي بشعلاني في" الديار": يبدو أنّ بريق الزخم الدولي والعربي الذي رافق انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون، وتكليف القاضي نوّاف سلام وتشكيله الحكومة بسرعة قياسية، ووضع البيان الوزاري في فترة قصيرة جداً لنيل الثقة سريعاً وبدء العمل في "الإصلاح والإنقاذ"، قد خفت رغم كل الجهود المبذولة. فقد بدا تراجع الدعم للبنان واضحاً في عدم قدرة دول "الخماسية" على الوقوف إلى جانبه في استعادة أراضيه المحتلة، من خلال الضغط على "إسرائيل" لتنفيذ انسحابها الكامل من جنوب لبنان بحلول 18 شباط. أما الولايات المتحدة الأميركية، فاكتفت بالحديث عن "تثبيت وقف إطلاق النار"، متجاهلةً الخروقات "الإسرائيلية" الفاضحة للاتفاق، دون التطرّق إلى انسحاب القوات "الإسرائيلية" من المواقع الحدودية التي بقيت فيها بعد انتهاء المهلة الممدّدة للانسحاب.وبرز تناقض في عدد وتحديد النقاط التي تبقى فيها قوات العدو على الحدود اللبنانية، كما تكشف أوساط ديبلوماسية مطّلعة، من قبل الخبراء وعلى الخرائط. ففي الوقت الذي يتحدّث الإعلام اللبناني عن تمركز القوات "الإسرائيلية" في خمس نقاط حدودية، مع تناقض في موقعها وفوضى في المعلومات، تظهر الخرائط "الإسرائيلية" التي تُبرز "الشكل الجديد للترتيبات الأمنية عند الحدود اللبنانية" أنّ ثمّة سبع نقاط حدودية، بعضها محدّد بالاسم، وبعضها الآخر غير محدّد. ويعود السبب الأساسي لهذا التناقض، بحسب الأوساط، إلى التصرف الأحادي الجانب من قبل العدو، دون إعطاء أي اعتبار للموقف الرسمي للدولة اللبنانية المطالب بالانسحاب الفوري، وخلافاً لما نصّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، الذي يطالبها بالانسحاب الكامل من جنوب لبنان.
البقاء في النقاط الحدودية، أكانت خمساً أو سبعاً، كما تلفت الأوساط الديبلوماسية، فيُعدّ خرقاً لقرار وقف إطلاق النار، والقرار 1701، والخط الأزرق، والقرار 425، والقرارات ذات الصلة. كما أنّه، في غياب أي اتفاق مع لبنان على أمرين أساسيين: أولاً تحديد هذه المواقع، وثانياً تحديد فترة البقاء فيها، فقد لا يخرج "الاحتلال" منها في غضون شهرين أو حتى أشهر طويلة، إذ ليس هناك معلومات مؤكّدة في هذا السياق. وقد يبقى فيها لسنوات، كما فعل في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بعد حرب تمّوز- آب 2006، إذ ليس هناك اتفاق على تمديد ثانٍ لمدة البقاء في الجنوب، وليس هناك موافقة من قبل لبنان على هذا "الاحتلال"، إنّما مطالبة بالانسحاب الفوري من جميع الأراضي اللبنانية.
وحذّرت الأوساط من أنّ استمرار هذا الاحتلال للأراضي اللبنانية، ستكون له تداعيات خطرة على انطلاقة العهد والحكومة. ومن أبرز هذه التداعيات:
1- سياسياً: يُشكّل تحدياً حقيقياً للسيادة اللبنانية، ما يؤخّر أي نقاش داخلي للسياسة الدفاعية المتكاملة، وأي نقاش بالتالي لسلاح حزب الله والفصائل الفلسطينية.
2- أمنياً: يعتبر مصدراً دائماً للتوتّر، ويخلق بيئة خصبة للاحتكاك العسكري والشعبي، ويعيق محاولات لبنان لتوفير بيئة أمنية مستقرة على أراضيه. كما يمنح "إسرائيل" تفوّقاً استخباراتياً لجهة قدرتها على مراقبة أي تحركات في البلدات المجاورة.
3- اقتصادياً: يحدّ التوتر الحدودي من قدرة لبنان على الاستفادة من موارده الطبيعية في المنطقة البحرية. فغياب الاستقرار الأمني يمنعه من تحقيق التقدّم في عمليات التنقيب والاستخراج، ما يؤثّر سلباً في الاقتصاد الذي يعاني من أزمة خانقة.
4- دولياً: يُعد تحدياً للشرعية الدولية، مع عدم التزام "إسرائيل" بالقرارات الأممية. ويثير تساؤلات حول عدم تطبيق القرار 1701، وإضافة نقاط إضافية إلى تلك الـ 13 المتنازع عليها مع العدو، كما يُعزّز موقف القوى الإقليمية في دعم حزب الله.