في إطارِ الحرب على غزّة، يتسابق قادةُ الاحتلال على إطلاق تصريحات تخلق مناخًا مواتيًا للقتل والإبادة، مُستخدمين عبارات تحريضية لا لبسَ فيها. تتناغم أقوالهم مع أفعالهم، فهي لا تعبّر عن حالة غضب أو اندفاعة عاطفية في ظروف ضاغطة، بل إنّ الأفعال والأقوال تتطابقان في غالب الأحيان، وتعبّر عن سلوك تاريخي قائم على منهجية واحدة: النظرة إلى الفلسطينيين نظرةَ احتقار وعبودية.

كما أن قادة غربيين أيّدوا العملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، واعتبروا أنّها في حالة دفاع عن النفس ضد إرهابيين.  وتأتي هذه التصريحات في ظلّ حالة توتر متواصلة، ما يؤجّج الصراع ويهيئ الأرضية لارتكاب مزيدٍ من الجرائم. فما هو التكييف القانوني لهذه التصريحات؟، وما هي الخيارات القانونية والحقوقيّة الممكنة؟

خطاب الكراهية في القوانين الدولية

لا يوجدُ تعريف موحّد لخطاب الكراهية في القانون الدولي، ولكن غالبًا ما يُعرَّف بأنه: أي شكل من أشكال التواصل الذي يهاجم أو يستخدم لغة تحقيرية أو تمييزية بالإشارة إلى شخص أو مجموعة على أساس هُويتهم، مثل العِرق أو الدّين أو الجنس، أو أي هُويَّة أخرى. كما أنَّ الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان- وإن كانت قد أشارت إلى خطاب الكراهية- لم تضع بشكل صريح وواضح آليات (قانونية) لمواجهة المحرّضين على الكراهية والعنف، باستثناء ما يصدرُ عن  مجلس حقوق الإنسان أو نظام الآليات التعاقدية من توصيات لا تحمل قوةً إلزامية.

وعلى سبيل المثال وليس الحصر، تذكر الفِقرة 2 من المادّة 20 من العهد الدوليّ الخاصّ بالحقوق المدنيّة والسياسية لعام 1966:  "تُحظر بالقانون أية دعوة إلى الكراهية القومية، أو العنصرية، أو الدينية تُشكل تحريضًا على التمييز أو العداوة أو العنف". وكذلك تضمّنت كل من: اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها (1948)، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري (1965) إشارات لخطاب الكراهية.

إذا ما قرَّر المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق جِدّي وعاجل في جرائم الاحتلال خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، فإنّ تصريحات قادة الاحتلال ستصبح دليلا ملموسا لا يقبل الشكّ

جرائم فظيعة ارتُكبت نتيجة تحريض على القتل

إنَّ مراجعة الفظائع التي ارتُكبت أو التي يجري ارتكابُها في عالم اليوم، تثبت أن النزاعات التي تستند إلى خطاب الكراهية هي أكثر تدميرًا للإنسانية من النزاعات التقليدية، حيث إنها تستند إلى الكراهية والعنف، وليس إلى الخلافات السياسية أو الاقتصادية.  لقد ثبَت في الواقع أنَّ قيام الآلاف من المتورّطين في مذابح في المسلمين في البوسنة، (مجزرة سربرنيتسا نموذجًا)، لم يكن بدافع غريزي للقتل، بل يعود ذلك إلى خطاب الكراهية والتحريض الذي تمّ نشره من خلال وسائل الإعلام وغيرها من الوسائل.

لقد تم تشكيل محاكم جنائية خاصة بالبوسنة والهرسك ورواندا، واعتبرت خطابات الكراهية والتحريض جرائم يتوجّب المحاسبة عليها.

رادوفان كاراديتش: رئيس جمهورية صرب البوسنة والهرسك خلال الحرب الأهلية في البوسنة والهرسك، أُدين بالتحريض على ارتكاب الإبادة الجماعية في سربرنيتسا. ميلوشيفيتش: رئيس جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية السابقة، أُدين بالتحريض على ارتكاب الإبادة الجماعية في البوسنة والهرسك والجرائم ضد الإنسانية في كوسوفو. جوزيف كوني: زعيم حركة تحرير أوغندا (LRA)، أدين بالتحريض على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الاغتصاب والقتل. التكييف القانوني لتصريحات قادة الاحتلال

خطاب الكراهية يتدرج من الأشدّ خطورة إلى الأقلّ، فقد يشكل هذا الخطاب جريمة جنائية إذا استوفى معايير التحريض الجنائي، وقد يكون مسوغًا لدعوى مدنية أو عقوبات إدارية إذا لم يصل لهذه الدرجة، وقد لا يستدعي هذه ولا تلك. ولوصول التحريض على الكراهية إلى عتبة الجرائم الجنائية، يجب توافر عدة عوامل تتمثل في: بيئة مواتية وخطيبٍ مؤثر (ذي منزلة سياسية أو اجتماعية أو دينية أو غيرها)، تتجه نيته للتحريض، وفئة مستهدفة، ومحتوى تحريضي واضح. دأب قادةُ الاحتلال السياسيون والدينيون منذ نشأة دولة إسرائيل على إطلاق تصريحات صريحة لقتل وتهجير الفلسطينيين، وبما أنَّ التاريخ زاخرٌ بها، فنكتفي بعرض أحدثها، خصوصًا تلك المرتبطة بالحرب الدائرة على قطاع غزة.

في تصريح له 9/10/2023 خلال اجتماع في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، قال وزير الدفاع يوآف غالانت: "لقد أمرت بفرض حصار كامل على غزة. لن يكون هناك كهرباء ولا طعام. نحن نقاتل الحيوانات البشرية ونتصرف وَفقًا لذلك". في 19/8/2023 دعا رئيسُ حزب شاس المتطرّف إيلي يشاي إلى حرب شاملة على قطاع غزة، قائلًا: "يمكن تدمير غزة كي يفهموا أنّه يجب ألا تتمّ إغاظتنا، يجب تسويتهم بالأرض، ولتهدم آلاف المنازل، والأنفاق والصناعات." النائبة عن الليكود ريفيتال "تالي" جوتليف دعت قوات الجيش لاستخدام كلّ ما في جَعبتها قائلة في تغريدة لها في 9/10/2023: "حان الوقت لصاروخ يوم القيامة، إطلاق صواريخ قوية بلا حدود، لا تسوّي حيًّا واحدًا بالأرض، بل تسحق غزّة كلّها وتسوّيها بالأرض بلا رحمة، بلا رحمة. " في 12/10/2023 أصدرَ وزير الصحة موشيه أربيل قرارًا منع بموجِبه علاجَ جرحى الفصائل الفلسطينية في المستشفيات الحكومية الإسرائيلية.

ولتصريحات قادة الاحتلال مساران؛ المسار الأوّل هو المسار التنفيذي المباشر: (وزير، قائد جيش، رئيس بلدية)، والمسار الثاني هو المسار التأثيري: (التأثير بالمستوطنين وبالجنود الميدانيين). ما نودّ قوله: إن تصريحات القادة الإسرائيليين تأتي في مستوى التصريحات الأشد خطورة، وتتوفر فيها كل معايير التحريض الجنائي.

قادة دول غربية: دافعوا عن أنفسكم اقتلوا الإرهابيين

خلال زيارات تضامنية مع الاحتلال، عبّر أكثر من مسؤول غربي عن حقّ إسرائيل المطلق في الدفاع عن نفسها في مواجهة إرهاب حماس "الداعشية" حسَب تصنيفهم. وفهمت إسرائيل من هذا الدعم أنَّها مطلَقة اليدَين في فعل ما تشاء، فقصفت الأعيان المدنية، ومنها المستشفيات بطريقة عشوائية، وقتلت آلاف المدنيين. وتبنّت الدول الغربية رواية الاحتلال في قصف المستشفى المعمداني، وحمّلت فصائل المقاومة المسؤولية، ثم وعلى خجل شديد "تمنّت" على إسرائيل احترام قواعد القانون الدولي الإنساني.

نناقش في هذه الجزئية تصريحات قادة الدول الغربية التي اعتبرتها بعض الأوساط الحقوقية تحريضًا على القتل والانتقام وسفك الدم الفلسطينيّ، تحت حُجّة الدفاع عن النّفس. ولقد شكّل تصريح الرئيس بايدن- بأنّ المقاومة الفلسطينية تقطع رؤوس الأطفال الإسرائيليين، (ثم تراجع عنه بعدما ثبَت عدم صحته)- دعوة واضحة لآلة القتل الإسرائيلية لحصد أرواح الأبرياء، خصوصًا الأطفال منهم، تحت حُجّة الدفاع عن النفس.  صحيح أنَّ المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة أعطت الدول حقَّ الدفاع عن النفس، لكنها في نفس الوقت وضعت شروطًا لذلك، أهمُّها عدم انتهاك قواعد القانون الدوليّ الإنساني. ويبدو من الواقع أن انتهاك قواعد الحرب أصبح هو القاعدة، وأنّ حماية المدنيين من القتل أصبحت هي الاستثناء. ومن خلال الإحصاءات المتوفرة حتى الآن، فإنّ عدد الشهداء من النساء والأطفال يتجاوز الـ 60% من إجمالي عدد القتلى المدنيين.

هل من سبيل لتجريم خطابات التحريض على قتل الفلسطينيين؟

لم يكن موقفُ المجتمع الدولي موفّقًا في التصدّي لخطاب الكراهية على المستوى الجنائي، بل شهد تناقضًا واضحًا، عكسته النظم الأساسية للمحاكم الجنائية الدولية. ففيما جرّمت محكمتا يوغوسلافيا السابقة ورواندا خطاب الكراهية، وعدّته جريمة مستقلة كافية لتحريك المسؤولية الجنائية الفردية، نرى أنَّ النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية استبعدَ خطاب الكراهية وكل صور التحريض منه، ما لم يكن خطاب التحريض بجريمة وردت على سبيل الحصر في المادة نفسها.

إنَّ عدم تجريم خطاب الكراهية والتحريض على القتل (دوليًا)، سيعني تشجيعًا على ارتكاب جرائم أخرى بحقّ الإنسانية، وهو ناقوس خطر سيدقّ في أي لحظة مُخلّفًا المزيدَ من الحروب القائمة على الكراهية. ورغم تدخل العوامل السياسيّة، وهي التي تحول دون تحقيق العدالة، فإنَّ ثمة خيارات ممكنة:

أولًا: طلب رأي استشاري من محكمة العدل الدولية بشأن التحريض على الكراهية

يمكن لمجموعة من الدول أن تطلبَ من الجمعية العامة للأمم المتحدة استصدار فتوى من محكمة العدل الدولية بشأن مدى التزام دولة معينة بتعهداتها في مجال احترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حظر التحريض الكراهية والقتل.

ويعتبر هذا الطلب نوعًا من الضغط على الدول التي لا تحترم حقوق الإنسان المتعلقة بحظر التحريض على الكراهية، وذلك لأنّ رأي المحكمة، وإن كان غير ملزم- كالأحكام التي تصدرها في المنازعات- إلا أنه يتمتع بصفة شرعية، ولا يمكن لأي دولة أن تغفله أو تقلل من شأنه.

ثانيًا: المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان

يمكن أن تلعب المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (ECHR)  دورًا مهمًا في تجريم خطاب الكراهية في الدول الأعضاء في الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان(ECHR)  . لقد أكدت المحكمة في العديد من قراراتها أنّ خطاب الكراهية يمكن أن يشكل انتهاكًا للمادة 10 من الاتفاقية، والتي تضمن حرية التعبير. ولعلّ تصريحات قادة الاحتلال قد تسبّبت بمقتل فلسطينيين يحملون جنسيات أوروبية، عندها يمكن التحرك باتجاه المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. ويسري الأمر نفسه مع المحاكم الأميركيّة.

ثالثًا: الإدانات العلنية لخطاب الكراهية والدعوة للقتل

في غياب محاكم دولية مختصة لملاحقة جرائم الكراهية، فإنه يجب تفعيل الطرق والوسائل غير الجنائية. ويمكن أن تساعد إدانة خطاب الكراهية علانية من قبل سياسيين وإعلاميين ومؤثرين في الحدّ من هذا الخطاب.

رابعًا: إنشاء آليات دولية قوية لمكافحة خطاب الكراهية والتحريض على القتل

يمكن أن تشمل هذه الآليات إنشاء محكمة دولية خاصة لخطاب الكراهية، أو إنشاء آلية تابعة للأمم المتحدة لرصد ومتابعة خطاب الكراهية والتحريض على القتل.

وإذا ما قرَّر السيد كريم خان المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق جِدّي وعاجل في جرائم الاحتلال خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، فإنّ تصريحات قادة الاحتلال ستصبح مادة دسمة ومفيدة يمكن الاستفادة منها كدليل ملموس لا يقبل الشكّ.

 

 

 

 

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأوروبیة لحقوق الإنسان الجنائیة الدولیة البوسنة والهرسک لخطاب الکراهیة على الکراهیة على قطاع غزة التحریض على على ارتکاب الدفاع عن على القتل یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الضيف و6 من رفاقه.. تعرف على قادة كتائب القسام الشهداء

مساء الخميس 30 يناير/كانون الثاني 2025، أعلن أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- "استشهاد قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف، وثلة من المجاهدين الكبار من أعضاء المجلس العسكري للقسام".

وأوضح أبو عبيدة أن الشهداء هم: قائد هيئة أركان القسام محمد الضيف، وعدد من القادة أبرزهم مروان عيسى نائب قائد أركان القسام، وقائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية غازي أبو طماعة، وقائد ركن القوى البشرية رائد ثابت، وقائد لواء خان يونس رافع سلامة.

وأشار إلى أنه سبق إعلان استشهاد قائد لواء الشمال أحمد الغندور وقائد لواء المحافظة الوسطى أيمن نوفل في أثناء الحرب على قطاع غزة.

وفيما يلي تعريف بقادة القسام الشهداء:

محمد الضيف

ولد محمد دياب إبراهيم المصري -وشهرته محمد الضيف- عام 1965 في أسرة فلسطينية لاجئة أجبرت على مغادرة بلدتها "القبيبة" داخل فلسطين المحتلة عام 1948.

درس العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، وتشبع خلال فترة دراسته بالفكر الإسلامي، فانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، وكان من أبرز ناشطي الكتلة الإسلامية، ثم التحق بحركة حماس وعُدّ من أبرز رجالها الميدانيين.

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية محمد الضيف عام 1989، وقضى 16 شهرا في سجونها. وتزامن خروجه من السجن مع بداية ظهور كتائب الشهيد عز الدين القسام بشكل بارز على ساحة المقاومة الفلسطينية.

إعلان

انتقل الضيف إلى الضفة الغربية مع عدد من قادة القسام في قطاع غزة، ومكث فيها فترة من الزمن، حيث أشرف على تأسيس فرع لكتائب القسام هناك، وبرز بصفته قائدا للكتائب القسامية بعد اغتيال عماد عقل عام 1993.

أشرف محمد الضيف على عمليات عدة، من بينها أسر الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان، وبعد اغتيال يحيى عياش (أحد أهم رموز المقاومة) يوم 5 يناير/كانون الثاني 1996 خطط لسلسلة عمليات فدائية انتقاما له نتج عنها وقوع أكثر من 50 قتيلا إسرائيليا.

وأثناء سجنه كان الضيف قد اتفق مع زكريا الشوربجي وصلاح شحادة على تأسيس حركة منفصلة عن حماس بهدف أسر جنود الاحتلال، فكانت كتائب القسام.

وكان للضيف دور بارز في تطوير أسلحة حماس، مما جعله من الشخصيات الرئيسية في قوائم المطلوبين للاحتلال.

اعتقلته السلطة الفلسطينية في مايو/أيار 2000، لكنه تمكن من الفرار مع بداية انتفاضة الأقصى.

وتتهمه إسرائيل -التي سمته "رأس الأفعى" و"ابن الموت"- بالوقوف وراء عدد من العمليات العسكرية الكبرى ضد أهداف إسرائيلية، وحاولت اغتياله في مناسبات عدة، آخرها كان في صيف عام 2014 أثناء العدوان على غزة.

صباح السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلن القائد العام لكتائب عز الدين القسام بدء عملية عسكرية ضد إسرائيل باسم "طوفان الأقصى" وإطلاق آلاف الصواريخ باتجاهها.

ويوم 13 يوليو/تموز 2024 هاجم الاحتلال منطقة المواصي في خان يونس بسلسلة غارات، أعلن أنها كانت تستهدف اغتيال الضيف.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن إسرائيل استخدمت 8 قنابل زنة كل واحدة منها ألفا رطل في محاولتها اغتيال الضيف، في عملية أدت إلى استشهاد 92 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 300 آخرين.

مروان عيسى نائب قائد هيئة أركان كتائب القسام (مواقع التواصل) مروان عيسى

ولد مروان عيسى الذي يكنى بـ"أبو البراء" عام 1965 في مخيم "البريج" للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة.

إعلان

انتمى عيسى إلى جماعة الإخوان المسلمين في شبابه. وبرز لاعبا مميزا في كرة السلة، وكان يلقب بـ"كوماندوز فلسطين".

اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الانتفاضة الأولى (1987-1993) مدة 5 أعوام، بسبب نشاطه التنظيمي في صفوف حماس التي التحق بها في سن مبكرة. كما اعتقلته السلطة الفلسطينية عدة سنوات قبل أن يخرج من سجونها مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000.

انتقل مروان عيسى من ملاعب كرة السلة إلى ساحات المقاومة ومقارعة الاحتلال، وارتقى إلى أن أصبح الرجل الثاني في قيادة كتائب القسام، نائبا لقائد الأركان فيها محمد الضيف، وخلفا لأحمد الجعبري الذي اغتالته إسرائيل عام 2012.

ووفق الجيش الإسرائيلي، فإن مروان عيسى هو أحد مخططي هجوم طوفان الأقصى.

وفي 11 مارس/آذار 2024، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن مقاتلاته قصفت ما سماها قاعدة تحت الأرض لقادة في حماس قرب مخيم النصيرات كان يستخدمها مسؤولان كبيران في الحركة، أحدهما مروان عيسى.

وبعد ذلك بأيام، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان مقتل عيسى في غارة إسرائيلية على وسط قطاع غزة.

ويعتبر مروان عيسى أحد أكثر الرجال المطلوبين في إسرائيل والولايات المتحدة، حيث أضافته الخارجية الأميركية إلى قائمتها "للإرهابيين العالميين المطلوبين" بشكل خاص منذ عام 2019، في حين وضعه الاتحاد الأوروبي على "القائمة السوداء للإرهاب" بعد عملية طوفان الأقصى.

قائد لواء خان يونس رافع سلامة (مواقع التواصل) رافع سلامة

قائد لواء خان يونس في كتائب القسام.

ينحدر سلامة من عائلة فقدت الكثيرين من جراء عمليات الجيش الإسرائيلي، وفي مقدمتهم والدته التي قضت أثناء هجوم إسرائيلي على منزل العائلة.

تعرَّض سلامة لعدد من محاولات الاغتيال، ومنها ما حصل في عام 2021، حيث أعلن جيش الاحتلال تدمير منزله في غزة، واصفا البيت بأنه "جزء من البنية التحتية الإرهابية" التي استهدفتها العملية.

إعلان

واتهم الجيش الإسرائيلي، سلامة بالمسؤولية عن التخطيط والتنفيذ لعدد من العمليات ضده والتي أدّت إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح، وأهمها عملية "عمر طبش" عام 2005، التي تم خلالها تفجير الغرفة المخصصة لضباط جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" في موقع أروحان العسكريّ وسط قطاع غزّة.

ومن تلك الهجمات عملية "أحمد أبو طاحون" عام 2007، التي أطلق عليها اسم "صيد الأفاعي 3″، والتي استهدفت قوة إسرائيلية خاصة توغلت بشكل محدود شرقي مدينة رفح، وكذلك اختطاف وتأمين الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، وغيرها من العمليات.

ويُعد سلامة أحد المخططين الرئيسين لطوفان الأقصى.

وتعرض سلامة لعدة محاولات إسرائيلية لاغتياله. وعرض الاحتلال 200 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.

وفي 13 يوليو/تموز 2024، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتيال رافع سلامة في غارة استهدف مخيم المواصي للنازحين جنوب قطاع غزة على جانب محمد الضيف.

قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية غازي أبو طماعة (مواقع التواصل) غازي أبو طماعة

أحد القيادات العسكرية البارزة في كتائب القسام، وفي بيان إعلان استشهاده، وصفه أبو عبيدة بـ"قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية".

وعُرف عن أبو طماعة دوره في عمليات الإشراف اللوجيستي داخل كتائب القسام.

وتعرض أبو طماعة لعدة محاولات للاغتيال، وقصف الاحتلال الإسرائيلي منزله عدة مرات.

وكان أبو طماعة من أكثر قيادات القسام المطلوبة لدى الاحتلال الإسرائيلي.

وفي 26 مارس/آذار 2024، عندما أعلن الناطق العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري الجيش الإسرائيلي أنه تمكّن من اغتيال مروان عيسى في غارة على مخيم النصيرات، أشار المتحدث إلى أن "عيسى قُتل برفقة مساعده غازي أبو طعمة مسؤول الوسائل القتالية".

قائد ركن القوى البشرية رائد ثابت (مواقع التواصل) رائد ثابت

أحد القيادات العسكرية البارزة في كتائب القسام، وعرّفه أبو عبيدة بـ"قائد ركن القوى البشرية".

إعلان

وفي 29 مارس/آذار 2025 أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتيال ثابت.

وفي حين لا تتوفر معلومات كثيرة عن ثابت، فإن المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي ذكر في إعلان اغتياله أنه يعمل رئيس قسم الإمدادات والقوى العاملة لدى الجناح العسكري التابع للحركة.

كما قال إنه "عمل سابقا رئيسا لمنظومة الإنتاج التابعة لحماس، وكان عبارة عن مركز معرفة لدى المنظمة، فيما يتعلق بالتزود والتسلح".

قائد لواء الوسطى أيمن نوفل (مواقع التواصل) أيمن نوفل

قائد لواء المحافظة الوسطى في كتائب القسام.

وُلد أيمن نوفل -وكنيته "أبو أحمد"- عام 1965 في مخيم البريج.

صنفه الاحتلال الإسرائيلي في المركز الرابع لقائمة أبرز المطلوبين للاغتيال.

شغل عدة مناصب عسكرية منها قيادة لواء غزّة في كتائب القسام، وتولى تنسيق عمليات الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، وقيادة تدريبها.

وكان نوفل ممن قادوا العمل العسكري إبان الانتفاضتين (الأولى 1987 والثانية 2000)، ويحمله الاحتلال مسؤولية تجهيز عديد من الاستشهاديين الذين أوقعوا عديدا من الخسائر والإصابات في إسرائيل.

كان ممن خططوا لعملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، وكذا ممن ساهموا بفعالية في عملية طوفان الأقصى.

قاد جهاز الاستخبارات في كتائب القسام لعدة سنوات قبل توليه قيادة العمليات العسكرية فيها. وكانت محطته الأخيرة في قيادة لواء محافظة الوسطى لكتائب القسام.

اعتُقل نوفل في سجون الاحتلال الإسرائيلي 3 مرات عام 1991، ولدى السلطة الفلسطينية عام 1997.

استشهد أيمن نوفل يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بغارة إسرائيلية جوية استهدفت مخيم البريج وسط مدينة غزة، خلال معركة طوفان الأقصى.

قائد لواء الشمال أحمد الغندور (مواقع التواصل) أحمد الغندور

عضو المجلس العسكري في كتائب عز الدين القسام وقائد لواء الشمال.

إعلان

ولد الغندور -وكنيته "أبو أنس"- عام 1967 بمدينة يافا في فلسطين.

بدأ نشاطه الجهادي عام 1984، وتعرض للاعتقال لمدة 6 سنوات على يد الاحتلال الإسرائيلي أعقبه اعتقال لمدة 5 سنوات على يد السلطة الفلسطينية.

وتتهمه إسرائيل بالتخطيط لكثير من العمليات الاستشهادية التي أدت إلى مقتل إسرائيليين، كما تتهمه بالتخطيط والمشاركة في عملية "الوهم المتبدد" التي أسر فيها الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

ويعد الغندور من أقدم قياديي الحركة وثالث رجل فيها بعد القائد العام محمد الضيف ونائبه مروان عيسى.

وتعرض الغندور لمحاولات اغتيال عديدة نفذها الجيش الإسرائيلي على فترات متباعدة، من أبرزها محاولة اغتياله عام 2002 أثناء حرب الأنفاق، وكذلك عام 2012 حين حاول سلاح الجو الإسرائيلي اغتياله بقصف بيت في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة.

26 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أعلنت كتائب عز الدين القسام عن استشهاد عدد من قادتها، على رأسهم أحمد الغندور عضو المجلس العسكري قائد لواء الشمال.

وأوضح بيان النعي -الذي صدر عن كتائب القسام- أن القادة ارتقوا في مواقع البطولة والشرف بمعركة طوفان الأقصى، دون تحديد يوم الاستهداف وكيفيته.

مقالات مشابهة

  • الضيف و6 من رفاقه.. تعرف على قادة كتائب القسام الشهداء
  • سردية السلام لمناهضة الحرب وخطاب الكراهية
  • التربية تقيم احتفالية في ذكرى تأسيس مدرسة «الأم الفاضلة»
  • عضو القومي لحقوق الإنسان: تهجير الفلسطينيين مخالف للمواثيق الدولية ويهدد الأمن القومي العربي
  • بشكل رسمي .. تنصيب أحمد الشرع رئيسا انتقاليا لسوريا
  • خطاب تاريخي.. 12 رسالة من كلمة الرئيس السيسي حول تهجير الفلسطينيين |فيديو
  • منها ضعف الذاكرة.. علامات نقص عنصر النحاس في الجسم وكيف يمكن تعويضه؟
  • السيسي عن تهجير الفلسطينيين: ظلم لا يمكن أن نشارك فيه
  • برلماني: تهجير الفلسطينيين انتهاك صارخ للقوانين الدولية وحقوق الإنسان
  • عضو بـ«النواب»: تهجير الفلسطينيين انتهاك صارخ للقوانين الدولية لحقوق الإنسان