قال الرئيس فلاديمير بوتين إن مساعدة الفلسطينيين تكون بمكافحة من يقف وراء هذه المأساة، وهم من تقاتلهم روسيا في إطار العملية العسكرية الخاصة، وليس بأعمال الشغب واستهداف الأبرياء.

وتابع الرئيس بأن روسيا إنما تقاتل مصدر تلك المأساة تحديدا، لا من أجل روسيا فحسب، وإنما من أجل من يسعون جاهدين لتحقيق الحرية الحقيقية.

وألقى الرئيس باللوم في أحداث مطار محج قلعة في جمهورية داغستان الروسية على وكالات الاستخبارات الغربية، بتنظيم أعمال الشغب التي وقعت عقب وصول طائرة من إسرائيل، حيث استولى مئات الأشخاص على صالة الوصول بالمطار، بحثا عن مواطنين يهود بنية واضحة وهي ارتكاب أعمال خارج نطاق القانون بسبب العملية العسكرية في قطاع غزة، فيما وقع ضحية لذلك الركاب المحليون الأبرياء وضباط الشرطة الذين حاولوا استعادة النظام.

إقرأ المزيد نيويورك تايمز: كيف تسببت سنوات من الإخفاقات الإسرائيلية إلى نجاح هجوم "حماس"

وكان الرئيس قد أشار، في اجتماع عقد مؤخرا مع زعماء الطوائف الدينية، إلى استغلال الوضع المأساوي في الشرق الأوسط والصراعات الإقليمية الأخرى ضد روسيا، لزعزعة استقرار المجتمع الروسي متعدد الجنسيات والأديان وتقسيمه.

وفي اجتماع مجلس الأمن الروسي مساء أمس الاثنين قال بوتين: "إنهم يستخدمون مجموعة متنوعة من الوسائل للقيام بذلك كما نرى: الأكاذيب والاستفزازات والتقنيات المتطورة للعدوان النفسي والمعلوماتي".

ومن الجدير بالذكر أن تصرفات مثيري الشغب كانت موجهة من قبل قناة "تليغرام" خاصة لمستخدم مجهول، أعلن أولا عن موعد ومكان التجمع، وبعد ذلك قام بتحريض الجمهور على نحو واضح.

وأشار الرئيس كذلك إلى أن "الأحداث التي وقعت في محج قلعة انطلقت من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، وفي صدارة ذلك انطلاقا من أراضي أوكرانيا، على أيدي عملاء أجهزة الاستخبارات الغربية". وطرح بوتين سؤالا:

هل من الممكن مساعدة فلسطين من خلال محاولة مهاجمة التات (يهود الجبال في القوقاز) وعائلاتهم؟ بالمناسبة التات هم أمة فخرية في داغستان.

وتحدث الرئيس عن منظمي أعمال الشغب: "لا أتوقف أبدا عن الاندهاش من نظام كييف وأربابه، ممن يضعون ستيبان بانديرا على منصة تمثال ويصفقون للنازيين. واليوم، بقيادة الرعاة الغربيين، يحاولون التحريض على المذابح في روسيا. هل يعلم الغرب ما تفعله أجهزته الاستخباراتية؟ إنه ظلام دامس، ولا توجد طريقة أخرى لوصف الأمر".

وشدد بوتين على أن جذور الاضطرابات الداغستانية تنبع من المأساة التي تتكشف في فلسطين: "حينما تنظر إلى الأطفال الملطخين بالدماء، والقتلى من الأطفال، وإلى معاناة النساء وكبار السن، وكيف يموت الأطباء، بالطبع تنقبض قبضات يدك وتنفجر الدموع في عينيك، ولا يمكن التعبير عن ذلك بأي طريقة أخرى"، إلا أنه "لا ينبغي، ولا حق لنا، ولا يمكن أن نسمح لأنفسنا بأن نسترشد بالعواطف" وفقا للرئيس الروسي.

وتابع: "إن روسيا لا تشارك فقط في تشكيل عالم جديد، وهي ليست فقط أحد قادة هذه العملية، بل وأقول المزيد: إننا نقاتل من أجل مستقبلنا في ساحة المعركة. نقاتل باستمرار ونفقد رفاقنا. إن وراء مأساة الفلسطينيين، ووراء الصراع في أوكرانيا، وفي أفغانستان وسوريا، تقف النخب الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية. هم من يزرعون قواعد عسكرية في كل مكان، ويريدون تقسيمنا من الداخل".

 وقال الرئيس: "علينا أن نتذكر من يقف وراء مأساة الشرق الأوسط. اليوم، في رأيي، أصبح ذلك واضحا وجليا للجميع، فالعملاء أصبحوا يتصرفون بعلانية ووقاحة، والنخب الحاكمة الحالية في الولايات المتحدة وأتباعها هم المستفيدون الرئيسيون من عدم الاستقرار العالمي، يستخرجون منه ريع دمهم".

إقرأ المزيد مستشار ترامب السابق يحذر من اختفاء إسرائيل حال اتساع رقعة الحرب

وتابع: "إننا نواجه الآن الغرب العالمي بمجموعة متنوعة من الصراعات، فالعملية العسكرية الخاصة في أراضينا الجديدة هي نفس المعركة ضد الولايات المتحدة ومثل الدفاع عن الفلسطينيين ضد الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة"، وأكد الرئيس على أن أولئك الذين يريدون مساعدة الفلسطينيين إنما يساهمون بذلك في قضية عادلة".

ومساعدة الفلسطينيين، وفقا للرئيس، تكون بمكافحة من يقف وراء هذه المأساة. وقال: "نحن في روسيا نقاتلهم في إطار العملية العسكرية الخاصة. نقاتل هؤلاء بالتحديد لا من أجل أنفسنا فحسب، وإنما من أجل من يسعون جاهدين من أجل الحرية الحقيقية. ومن يدافعون حقا عن الحقيقة والعدالة، ويحاربون الشر والقمع، ويكافحون العنصرية والنازية الجديدة التي يشجعها الغرب، يقفون الآن على الجبهة بالقرب من دونيتسك وأفديفكا على نهر الدنيبر. إنهم جنودنا وضباطنا، واختيار الرجال الحقيقيين، والمحاربين الحقيقيين هم حمل السلاح والوقوف في صف الأخوة. وحينها يتقرر مصير روسيا والعالم أجمع، بما في ذلك مستقبل الشعب الفلسطيني".

المصدر: كومسومولسكايا برافدا

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: روسيا أحداث مطار محج قلعة في جمهورية داغستان الروسية إسرائيل مجلس الأمن الروسي الأزمة الأوكرانية الجيش الإسرائيلي الجيش الروسي الحرب على غزة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا القضية الفلسطينية الكرملين بنيامين نتنياهو طوفان الأقصى فلاديمير بوتين قطاع غزة هجمات إسرائيلية وزارة الدفاع الروسية العملیة العسکریة من أجل

إقرأ أيضاً:

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تدخل ومنع روسيا من تزويد الحوثيين بصواريخ كروز فتاكة... تفاصيل معلومات استخباراتية

 

قال مسؤول أمريكي رفيع، يوم امس السبت 29 يونيو/حزيران 2024، إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تدخل لمنع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" من تزويد جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب، بصواريخ “كروز” مضادة للسفن، وفقا لما نقل موقع "ميدل إيست آي".

وفي تقرير للموقع ترجمه للعربية "مارب برس"، قال مسؤول أمريكي، نقلاً عن معلومات استخباراتية، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فكر في تزويد المقاتلين الحوثيين المتمردين بصواريخ كروز باليستية مضادة للسفن.

وقال الموقع "ربما تفكر روسيا بالفعل في كيفية مساعدة الحوثيين"، لافتاً إلى أن روسيا متحالفة مع القوات الإيرانية والجماعات المتحالفة معها التي تدعم الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وفي يناير/كانون الثاني، استقبل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، وفداً من الحوثيين في موسكو.

ومع ذلك، فإن توفير الأسلحة للحوثيين قد يكون أكثر حساسية من مساعدة حزب الله بسبب جهود روسيا لمغازلة دول الخليج الغنية بالنفط، وفقا لموقع ميدل إيست آي.

وطبقًا للاستخبارات الأمريكية، تدخل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمنع بوتين من تزويد الحوثيين بالصواريخ.

ونقل الموقع عن المسؤول الأمريكي الكبير قوله : "لقد تواصل بوتين مع محمد بن سلمان الذي طلب منهم (روسيا) عدم متابعة هذا الترتيب".

وجرت المناقشات بعد زيارة بوتين في ديسمبر/كانون الأول إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وفقاً للمخابرات الأمريكية. وخلال اجتماع ديسمبر/كانون الأول، ذكرت رويترز أن بوتين ومحمد بن سلمان اتفقا على "إزالة التوترات" في المنطقة.

ولفت الموقع إلى أن أي جهد روسي لتوفير الأسلحة لعضو في ما يسمى بمحور المقاومة الإيراني الذي يقاتل ضد الولايات المتحدة وحلفائها سيكون بمثابة “تحول كبير”.

وأضاف: "اشترت موسكو آلاف الطائرات الإيرانية بدون طيار واستغلت خبرة الجمهورية الإسلامية لإنتاج نسختها الخاصة محليًا من طائرة شاهد الإيرانية بدون طيار. ولجأت روسيا أيضًا إلى إيران للحصول على صواريخ باليستية أرض-أرض".

لكن فابيان هينز، خبير الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قال إن العرض والطلب يتطابق بين الحوثيين وروسيا.

واعتمد الحوثيون بشكل عام على الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية لمهاجمة السفن. وتحتوي ترسانتهم من صواريخ كروز على نماذج مبنية على الإنتاج الإيراني. وقال هينز إن أبرز ما عرضه الحوثيون هو صواريخ قدس وصواريخ المندب 2.

وتعد صواريخ كروز بشكل عام أبطأ من الصواريخ الباليستية، ولكنها تطير على ارتفاع منخفض على الأرض، مما يجعل اكتشافها أكثر صعوبة وأكثر دقة لأنه يمكن توجيهها طوال رحلتها. إنها مناسبة تمامًا لمهاجمة أهداف محددة مثل السفن.

وبدأ الحوثيون مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر في نوفمبر/تشرين الثاني، فيما قالوا إنه تضامن مع الفلسطينيين المحاصرين في غزة. وتشكل هجماتهم تحديا لهدف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المتمثل في منع توسيع نطاق الحرب على غزة.

وقال الجنرال فرانك ماكنزي، القائد المتقاعد للقيادة المركزية الأمريكية، لموقع ميدل إيست آي: "هناك علاقة بين حرب روسيا على أوكرانيا والبحر الأحمر".

وأضاف: "يرى بوتين أن الولايات المتحدة مسؤولة عن الهجمات الأوكرانية على السفن الروسية في البحر الأسود. ومن الممكن أن يرى القيام بشيء ما في البحر الأحمر بمثابة انتقام".

بينما ترى روسيا أن اتساع نطاق الحرب في الشرق الأوسط فرصة لفرض تكاليف على الولايات المتحدة بسبب دعمها لأوكرانيا، لكن الكرملين مقيد بعلاقاته الدبلوماسية مع الخليج والتركيز على القتال في أوروبا، بحسب مسؤولين ومحللين أميركيين سابقين.

وروسيا والمملكة العربية السعودية شريكان أيضًا في تحالف الطاقة المسمى أوبك +. ويقول خبراء الطاقة إن المملكة العربية السعودية قامت بمعظم العبء الثقيل لدعم أسعار النفط، من خلال تقييد الإنتاج، في حين تستفيد روسيا والإمارات العربية المتحدة من ارتفاع الأسعار وزيادة الإنتاج. وتعتمد روسيا على عائدات النفط لتمويل حربها في أوكرانيا.

وقال صامويل راماني، الخبير في السياسة الخارجية الروسية في الشرق الأوسط وإفريقيا في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، لموقع محليًا: "روسيا لا تريد المخاطرة بتنفير السعودية

 

مقالات مشابهة

  • رئيس وزراء السويد السابق يحدد هوية دولة ستفر إليها سلطات كييف بعد انتصار روسيا
  • قيادة المنطقة العسكرية المركزية بالحديدة تنظم حفل تخرج دفعة الشهيد العميد”محمد المراني”
  • زيلينسكي يطلب إذن واشنطن لقصف المطارات العسكرية في العمق الروسي
  • تقرير: بوتين يخطط لإرسال أطفال روس إلى مخيم صيفي في كوريا الشمالية
  • ستولتنبرغ يستبعد الحاجة إلى مراجعة عقيدة "الناتو" النووية
  • وقفات في ذمار تضامنا مع الشعب الفلسطيني
  • ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تدخل ومنع روسيا من تزويد الحوثيين بصواريخ كروز فتاكة... تفاصيل معلومات استخباراتية
  • منصور يجدد دعوته لمجلس الأمن لتحمل مسؤولياته لوقف العدوان الإسرائيلي وحماية الشعب الفلسطيني
  • خروج مليوني في العاصمة صنعاء في مسيرة “لا عزة لشعوب الأمة دون الانتصار لغزة”
  • بوتين: يجب البدء بإنتاج صواريخ متوسطة وقصيرة المدى بما يتناسب مع الإجراءات الأمريكية