كيف تؤثر الحرائق في غابات العروض الشمالية؟
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
صارت حرائق الغابات ظاهرة متكررة في بقاع كثيرة من العالم نتيجة لارتفاع درجات الحرارة والجفاف الناتجين عن تغير المناخ.
وقد كان المعروف تاريخيا، أن الحرائق في غابات العروض الشمالية خاصة تؤدي إلى استبدال الأشجار الصنوبرية في تلك المناطق شديدة البرودة بالأشجار النفضية (التي تتساقط أوراقها)، وهي أشجار أسرع نموا، وتمتص المزيد من الكربون وتعكس المزيد من الضوء، مما يؤدي إلى تبريد المناخ وتقليل احتمالية نشوب الحرائق.
لكن دراسة جديدة، قادها باحثون من جامعة شمال أريزونا استخدمت نهجا جديدا في تحليل صور الأقمار الصناعية للغابات الشمالية على مدى العقود الثلاثة الماضية وتوصلت لنتائج مفاجئة.
أجرى الفريق البحث كجزء من "تجربة الضعف القطبي الشمالي" التابعة لناسا، المعروفة اختصارا باسم "أباف" (ABoVE). واستخدموا صور الأقمار الصناعية عالية الدقة للغابات الشمالية عبر ألاسكا وكندا التي تم التقاطها بواسطة سلسلة أقمار لاندسات لتحديد التغيرات في تكوين الغابات، سواء في المناطق التي احترقت أو التي لم تحترق.
الغابات الصنوبرية لا تلبث أن تعود بعد تحولها لغابات نفضية نتيجة الحرائق (غيتي) التكيف على مدى زمني أطولتوصلت الدراسة التي نشرت في دورية "نيتشر كلايمت تشينج" إلى أنه رغم أن الغابات الشمالية تتحول من الصنوبرية إلى النفضية كنتيجة مباشرة للحرائق، فإنها لا تبقى على هذا النحو إلا لبضعة عقود، ثم لا تلبث نفس تلك الغابات أن تتحول تدريجيا نحو الأشجار الصنوبرية.
كما وجد الباحثون أيضا أن الفقدان المفاجئ للغابات الصنوبرية بسبب حرائق الغابات قابلته زيادة تدريجية في الغابات الصنوبرية في المناطق التي لم تحترق مؤخرا، لذلك فإن الناتج الإجمالي أنه لم يحدث تحول عام يجعل غابات العروض الشمالية غابات نفضية.
ويقول سكوت جويتز، ريجنتس الأستاذ في كلية المعلوماتية والحوسبة والأنظمة السيبرانية في جامعة شمال أريزونا والمؤلف المشارك في الدراسة "لقد أكدنا أن الحرائق تحول الغابات بشكل واضح من الغطاء الصنوبري إلى الغطاء النفضي، ولكن عندما ننظر إلى تلك التغييرات على مدى عقود عديدة، نجد الأشجار المتساقطة تستبدل مرة أخرى بأشجار الصنوبريات بعد 3 إلى 4 عقود من الحريق".
وقال لوجان بيرنر، المؤلف المشارك للدراسة في البيان الصحفي المنشور على موقع "فيز دوت أورغ"، "كان هذا مفاجئا إلى حد ما لأن العديد من الدراسات الحديثة أشارت إلى وجود تحولات نحو الغابات المتساقطة على المستوى المحلي والإقليمي، في حين تشير دراستنا إلى عدم وجود تحولات بالجملة في تكوين الغابات خلال العقود الأخيرة".
مع الاحترار تستغرق العودة إلى الغطاء الصنوبري في المستقبل وقتا أطول مما كانت عليه في الماضي (غيتي) الاحترار وتكرار الحرائقلكن العلماء يتوقعون أن استمرار الاحترار المناخي والجفاف وزيادة نشاط حرائق الغابات يمكن أن يؤدي إلى تغييرات واضحة في تكوين الغابات على مدى العقود المقبلة، حيث قد تستغرق العودة إلى الغطاء الصنوبري في المستقبل وقتا أطول مما كانت عليه في الماضي.
يقول بريندان روجرز، العالم المشارك في مركز وودويل لأبحاث المناخ والباحث المشارك في الدراسة "بينما نفكر في أساليب إدارة الحرائق، بما في ذلك الجهود المبذولة للحد من انبعاثات الكربون وتخفيف مخاطر الحرائق على المجتمعات المحلية والبنية التحتية، توفر هذه الدراسة أساسا مهما للبحث المستقبلي".
ويضيف أن فهم كيفية تغير تركيبة تلك الغابات الشمالية، واستجابتها للحرائق بمرور الوقت أمر بالغ الأهمية لإرشادنا للممارسات الأفضل في الإدارة من أجل حماية الناس والكوكب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: على مدى
إقرأ أيضاً:
عام 2024.. وفاة 3700 شخص وتشريد الملايين نتيجة التغيّر المناخي
شهد العام 2024، زيادة كبيرة في عدد الوفيات الناجم عن التغير المناخي.
وأفاد تقرير حديث تم إعداده بالتعاون بين منظمة “الهيئة العامة للطقس World Weather Attribution” و”Climate Centralالمناخ المركزي”، أن درجات الحرارة المرتفعة الناجمة عن تغير المناخ الناجم عن الإنسان أدت إلى موجات حر وجفاف، وحرائق غابات، وعواصف وفيضانات في جميع أنحاء العالم في عام 2024″.
وأشار التقرير إلى أن “تغير المناخ ساهم في وفاة 3700 شخص على الأقل، وتشريد الملايين في 26 حدثا مناخيا درسناها في عام 2024، وعلى مستوى العالم، أضاف التغير المناخي في المتوسط 41 يوما إضافيا من الحرارة الخطيرة في عام 2024، والتي هددت صحة الناس”.
وأشار التقرير إلى أن “معظم البلدان التي شهدت أعلى عدد من أيام الحر الخطيرة، كانت دولا جزرية صغيرة ودولا نامية”.
وبحسب التقرير، “أدت درجات الحرارة العالمية القياسية في عام 2024 إلى هطول أمطار غزيرة قياسية، إذ كان 15 من أصل 16 فيضانا تمت دراستها في التقرير ناجما عن هطول الأمطار المتضخمة بسبب تغير المناخ، وفي الوقت نفسه، تعرضت غابات الأمازون المطيرة ومستنقعات بانتانال لجفاف شديد وحرائق غابات، مما تسبب في خسارة هائلة للتنوع البيولوجي”.
ودعا التقرير إلى “التحول بشكل أسرع بعيدا عن الوقود الأحفوري، والمزيد من التمويل للدول النامية، والإبلاغ في الوقت الفعلي عن وفيات الحر، وتحسين الإنذار المبكر بالأحداث الجوية المتطرفة لتقليل عدد الضحايا في المستقبل”.
وقالت جولي أرجي، مديرة برامج مركز المناخ التابع للصليب الأحمر: “لقد أظهر عام آخر مدمر من الطقس المتطرف أننا غير مستعدين جيدا للحياة في مستوى الاحترار الحالي، ومن الضروري في عام 2025 أن تسارع كل دولة في جهودها للتكيف مع تغير المناخ وأن يتم توفير التمويل من قبل الدول الغنية لمساعدة الدول النامية على أن تصبح أكثر مقاومة”.
يذكر انه،في شهر أكتوبر، قالت منظمة “World Weather Attribution”، إن “أكثر من 500 ألف شخص لقوا حتفهم على مستوى العالم بسبب الكوارث الطبيعية الأكثر فتكا خلال العشرين عاما الماضية، مضيفة أن هذا العدد المرتفع من القتلى كان ناجما عن تغير المناخ، من بين أمور أخرى”.