لبنان ٢٤:
2024-11-15@13:42:16 GMT

ضرب لبنان ممنوع

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

ضرب لبنان ممنوع

يؤكد جميع الذين هم على تواصل مستمرّ مع الإدارة الأميركية أن واشنطن، وعلى رغم انحيازها لإسرائيل في حربها الشعواء على غزة، تصرّ على تحييد لبنان، وعلى ألاّ تشمله الحرب المفتوحة في فلسطين المحتلة. وهي تقول، وفق هؤلاء، بأن ضرب لبنان وتدميره هو خط أحمر من غير المسموح لأيٍ كان تجاوزه تحت أي ظرف.        ووفق المعلومات المتوافرة على رغم ندرتها، فإن واشنطن تبدو حاسمة وجازمة في هذا الموضوع.

وهذا ما تمّ إبلاغه لكل من تل أبيب وطهران، وإن بطرق مختلفة. فالحرب على لبنان ممنوعة. وما تمّ تحقيقه من انجاز في الترسيم البحري لا يمكن التفريط به.    فما يحصل في غزة، في رأي هؤلاء، مختلف كليًا عن الوضع في لبنان، على رغم التعاطف الكبير، الذي يبديه اللبنانيون مع معاناة أهل غزة، مع استعدادهم الدائم لإيصال صوت الفلسطينيين إلى أقاصي المعمورة، ورفع لواء قضيتهم المحقّة من على أعلى المنابر الدولية والعربية، خصوصًا أن ما قدّمه لبنان الرسمي والشعبي للقضية الفلسطينية لم يقدّمه أحد، إن على مستوى الأشقاء أو الأصدقاء.    فلو شعر "حزب الله"، ولو للحظة واحدة، بأن "الغزاويين" غير مرفقين على وضعهم القتالي، على رغم ما يتعرّض له القطاع بسكانه وأحيائه ومستشفياته وكنائسه وجوامعه من قصف بربري، لما كان تردّد في أن يمدّ يد المساعدة بطرق مختلفة، ومن بينها ما يمتلكه من عناصر قوة في موازين القوى، وما يخبئه من مفاجآت تجعل العدو قلقًا أكثر  بكثير من دخوله في المعركة مباشرة.    يقول قياديون في "حزب الله" إن "الغزاويين" قادرون على المواجهة لوحدهم، وهم على أتمّ الجهوزية لإحباط أي هجوم برّي. وهذا ما جعل العدو يتراجع عن غزوه البرّي، ولو إلى حين. ولكن ما هو أكيد، كما يشدّد هؤلاء، هو أن النصر النهائي سيكون إلى جانب أهل غزة، على رغم حجم التضحيات التي يقدّمونها كل يوم.  
إلاّ أن هناك جانبًا آخر من المعركة، التي تُدار عن بعد جغرافي، وهو الجانب المخفي من جبل الثلج، خصوصًا أن هذه المعركة تُدار من خلال تعاطي واشنطن مع كل من تل أبيب وطهران، كلٌ على ما يناسب وضعيته ومصالحه. وقد يكون العنوان العريض للحركة الأميركية الديبلوماسية العمل على فكّ الارتباط بين ما تتعرّض له غزة من مجازر يومية، وبين ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في جنوب لبنان في حال استمرّت وتيرة المواجهات الآخذة في التصعيد والتوتير. 
فهل تنجح واشنطن في ما تسعى إليه لبنانيًا، وهل تلقى تجاوبًا من كل من تل أبيب وطهران، وإن بدتا في مكان ما غير مرتاحتين إلى ما تمارسه الإدارة الأميركية من ضغوط غير مستحبة؟    ما بات أكيدًا هو أن "حزب الله" لا يزال يدرس كل الخيارات الممكنة لكي يحافظ على ماء وجهه مع "حماس"، التي يبدو أنها غير راضية حتى هذه الساعة عن أداء الحزب انطلاقًا من مبدأ "توحيد الساحات"، وهي التي كانت تنتظر منه أكثر بكثير من التزامه "قواعد الاشتباك" مع عدو لا يقيم أي وزن لأي قاعدة، وهذا الأمر بات واضحًا أمام الرأي العام العالمي، الذي بدأ يتفاعل مع القضية الفلسطينية، ومع ما يعانيه أهل غزة. 
ولكن في انتظار ما سيقوله الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله يوم الجمعة المقبل في أول إطلالة له بعد بدء الحرب على غزة، فإن الأوضاع باقية على حالها، مع إصرار واشنطن ومعها المجتمع الدولي على تحييد لبنان عن الحرب الشاملة. 
   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: على رغم

إقرأ أيضاً:

ما أهمية قاعدة “عاموس” الصهيونية التي استهدفها حزب الله؟

يمانيون – متباعات
في تطور لافت، أعلن حزب الله اليوم الأربعاء تنفيذ هجوم جوي بطائرات مسيّرة على قاعدة “عاموس” العسكرية التابعة للكيان الصهيوني، في عملية جديدة تضيف مزيداً من الضغط على الاحتلال الصهيوني في إطار المواجهات المستمرة.

وتعد قاعدة “عاموس” واحدة من المنشآت العسكرية الحيوية في شمال الكيان الصهيوني، حيث تقع على بُعد 55 كيلومترًا عن الحدود اللبنانية، غرب مدينة العفولة. وتعتبر هذه القاعدة بمثابة مركز استراتيجي في استعدادات جيش الاحتلال، فهي تمثل محطة مركزية في تعزيز نقل وتوزيع القوات اللوجستية في المنطقة الشمالية، وكذلك في دعم أنشطة شعبة التكنولوجيا الخاصة بالجيش الصهيوني.

أنشئت القاعدة في الأصل من قبل قوات الانتداب البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية، وكانت بمثابة امتداد لمهبط الطائرات “مجدو” الخاصة بالطائرات الخفيفة. ومع مرور الوقت، أصبحت القاعدة نقطة تجمع وتوزيع حيوية للجنود الصهاينة، لا سيما في دعم قوات الاحتياط من خلال استقبالهم وتوزيعهم في فترات الأزمات العسكرية. وقد كانت حتى عام 2016، مركزًا لاستقبال وتجهيز جنود الاحتياط، وفي فترة لاحقة أصبحت مقرًا للكتيبة المشاة الميكانيكية التابعة للواء غولاني.

وفي عام 2018، بدأت سلطات الكيان الصهيوني بتوسيع وتجديد القاعدة لتواكب احتياجاتها العسكرية الحديثة، وأصبح بمقدور القاعدة استيعاب أكثر من 2000 جندي وضابط، بالإضافة إلى مئات الموظفين الذين يتولون مهام النقل والخدمات اللوجستية. كما شملت أعمال التجديد بناء مركز صيانة متطور لأسطول الشاحنات العسكرية التابعة لجيش الاحتلال، وكذلك تحديث أنظمة الطاقة الشمسية التي تُستخدم في القاعدة.

وتعد قاعدة “عاموس” اليوم من أبرز المواقع العسكرية التي يوليها جيش الاحتلال الصهيوني اهتمامًا بالغًا، حيث تُعتبر جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيات التنقل السريع لقوات الاحتلال في المنطقة الشمالية، والتي تحظى بأهمية بالغة في حال نشوب نزاع أو مواجهة مع حزب الله.

ويشير الهجوم الأخير على القاعدة إلى تصعيد نوعي في العمليات العسكرية التي ينفذها حزب الله ضد البنى التحتية العسكرية التابعة للكيان الصهيوني، ويعكس قدرة الحزب على ضرب مواقع حساسة تقع في عمق الأراضي المحتلة.

وقد يعزز هذا الهجوم من موقف حزب الله في مواجهة الاحتلال، ويشكل تحديًا جديدًا للجيش الصهيوني في الوقت الذي تزداد فيه الضغوط العسكرية عليه من جبهات متعددة.

مقالات مشابهة

  • مرجع روحي بارز الى واشنطن
  • واشنطن تسلّم لبنان مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار
  • دار الإفتاء توضح أجر المرأة التي تعمل لأجل الإنفاق على ذاتها أو أسرتها عند الله
  • واشنطن تسلّم مقترح هدنة في لبنان إلى نبيه بري
  • من واشنطن إلى بري.. مقترح تهدئة مع إسرائيل وشرط يعيق تنفيذها
  • صحيفة: إسرائيل ستقدم لترامب "هدية" كإنجاز مُبكّر في سياسته الخارجية
  • ما أهمية قاعدة “عاموس” الصهيونية التي استهدفها حزب الله؟
  • إعلام الاحتلال الإسرائيلي: محادثات مع واشنطن لإنهاء العمليات العسكرية ضد حزب الله
  • من غزة إلى لبنان: معاناة الأطفال التي لا تنتهي بين نارين
  • واشنطن تتحدث عن فرصة قريبة لوقف إطلاق النار في لبنان