سواليف:
2024-12-29@02:13:24 GMT

الخاسرون والرابحون في لحظة غزة الدامية

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

الخاسرون والرابحون في لحظة غزة الدامية

الخاسرون والرابحون في لحظة #غزة الدامية – د. #منذر_الحوارات

الجميع يتسمر أمام الشاشات يبحثون عن جواب للسؤال الأهم هل تصمد حماس وهل هي قادرة على الانتصار؟ هذا هو سؤال اللحظة والمشكلة أنه لا توجد إجابات شافية وأغلب من يتصدون للإجابة يراوحون بين اتجاهين: الأول شديد التفاؤل، والثاني مُغرق في اليأس، وأغلب الإجابات افتراضية لا تستند إلى الكثير من المعلومات، فالحرب النفسية التي يشنها كل طرف على الآخر تجعل من الصعب رسم سيناريو واضح، ولأن أغلب العرب يريدون أن يتوقف الزمن عند لحظة السابع من أكتوبر فهذه هي لحظة انكسار العدو الذي تمرّس على هزيمتهم خلال العقود الماضية، لذلك فالجميع يصر على أن تستمر هذه اللحظة وأن لا تطيح بها آلة الدمار الإسرائيلية.

أما بالنسبة لإسرائيل فالوضع مختلف تماماً فهي لا تريد أبداً تذكر حجم الصفعة والإهانة التي تلقتها من حماس، فمهما كانت قوة حماس فهي لا تتعدى بضعة من عشرات آلاف المقاتلين بأسلحة مهما تطورت فهي محدودة أمام ما لديها، وميزانية لا تتجاوز بضعة عشرات الملايين مقابل مليارات الدولارات هذا غير الدعم القادم من الغرب، هذه القوة الصغيرة تمكنت وبكل جسارة من الإطاحة عسكرياً ومعنوياً بمارد اقتصادي وعسكري تغنّى دوماً بأن لا أحد يستطيع أن يطأ ساحته وكان دوماً مصدر رعب وهيبة للجميع، لكن كل ذلك تراجع بعد السابع من أكتوبر، لقد أصابها العطب الإستراتيجي لبعض الوقت من هول المفاجأة ولم تعد تعرف ماذا تريد بالضبط، هل تريد تدمير حماس؟ أم إبادة الغزيين وتهجيرهم؟ بل وتراودها رغبة أن تمحو غزة عن الوجود وذهبت أبعد من ذلك وكشفت عن أحلام مبيتة لتصفية القضية الفلسطينية؟ طبعاً لا يمكن إخفاء رغبة إسرائيل ونيتها توسيع الحرب أملاً بالخلاص من كل أعدائها دفعةً واحدة؟ هذه أجندات إسرائيل المطروحة في هذه المرحلة وهي مثل العربي الذي تمنى أن تتوقف اللحظة، تتمنى أن تحقق كل هذه الأهداف طالما أنها تحظى بدعم الولايات المتحدة والدول الغربية فما المانع إذًا؟

لذلك لم تتردد إسرائيل في استخدام أوراقها كاملة من حصار وقتل وتدمير للبنية التحتية وإعادتها وهي أصلًا متهالكة عشرات السنين إلى الوراء، للحد الذي تجاوزت حصيلة الشهداء الثمانية آلاف جُلهم من الأطفال والنساء وكبار السن، كل هذا حصل أمام مسمع ومرأى العالم والذي لبس عيون دولة الاحتلال وبدأ يرى ويفكر بعقلها وأثبت المجتمع الدولي بكل إمكاناته أنه رهينة للموقف الأميركي، ولا يستطيع اتخاذ أي قرار قد يغضب الولايات المتحدة الشريكة الرئيسة في كل هذا القتل والتدمير، واستطاعت هذه الأخيرة تعطيل عمل كل المؤسسات الدولية لمصلحة إسرائيل، أما العرب فقد ربطوا موقفهم من حماس بموقف الأخيرة من إيران أولاً وكونها جزءا من التيار الإسلامي الذي بينها وبينه خصومات كثيرة، رغم أن هذه الأطراف العربية كان يمكن لها أن تنظر لحماس من زاوية أخرى تمكنها من تجاوز عدائها التقليدي لها، لكنها لم تفعل إما لأنها لا تريد أو أنها لا تستطيع بسبب إكراهات لا نعرفها.
وكالعادة خسر العرب اللحظة الإستراتيجية وحلت مكانهم إيران بصفتها ناطقاً باسم المقاومة مستغلة عدم رغبة حماس في ترجمة النصر العسكري إلى واقع على الطاولة، فقامت إيران بدون تردد باستثمار الانتصار وتحويله إلى مكاسب سياسية بحجة الرشد الإستراتيجي الذي تمتعت به بمنعها الحرب من التوسع، وعلى الجانب الآخر أدرك أردوغان بعد صمت طويل أن اللحظة قد حانت لترجمة نصر حماس إلى مكسب سياسي له، وفي الحال طرح الصراع بين الهلال والصليب، وهو هنا وبدون تردد يقدم نفسه قائداً لمعسكر الهلال وبالتالي الطرف المعني بالجلوس على الطاولة وحصد المكاسب.
هذه المعادلة ستخرج العرب وربما الغزيين وكل الفلسطينيين من الحلبة، ونكون بالتالي قد حصدنا ثمن خلافاتنا ولم نستفد من انتصار المقاومة، وهذه أيضاً ستدفع ثمن طهريتها وعدم تحويلها النصر العسكري إلى مكسب سياسي رغم أنها مع الغزيين دفعت حصتها من الدم والشهادة لكنها ستكون خارج حلبة المنافسة على المكاسب لأن آخرين تقمصوا دور البطولة واستنفدوا كل مكاسب اللحظة الدامية والمدمّرة.

مقالات ذات صلة توقعات من حزب الله 2023/10/30

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: غزة

إقرأ أيضاً:

الوعد 

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذات يوم وعدني أبي أن نذهب إلى السينما 

لكنه لم يجد الوقت الكافي حتي يصحو من النوم 

فكانت أمنيته بأن أصبح علي خير كاذبة جدا.

ومنذ اللحظة لم يودعني أحد.

فقط يرحلون 

المرأة التي كانت بيتي

عندما أنهينا أوراق الانفصال الرسمية 

قبلت شفتاي 

وأخذت القمر لتخبز لي بعضا من البسكويت 

ومنذ اللحظة وهناك قمر في أحشائي

لا يرى الشمس.

وهناك من جلست علي حافة الفراش وقالت: 

لم أكن أنثى مثلما كنت معك

لكن قمر معتم يلمع في سمائك

وبحر غاضب في عينيك وأنا أخشي الظلام والغرق.

أخذتها بين ذراعي

وفي الصباح أخفيت قلبي المنفجر ورحلت

وهناك من كانت للسماء رأيا في حكايتها 

فهي لم تخف من البحر

وتستطيع أن تروض قمرا مسلوب الضوء

فغاصت في بحر من الاسفلت

ابتلعها الطريق فجأة

وفجأة 

وجدت في معدتي بحرا وقمرا وطريق ضائع

جار الهنا كان هنا.. جار الهنا كان فين؟

فى هِجاء النَّدَم

مقالات مشابهة

  • تركيا.. الخاسرون في عام التضخم والفوائد المرتفعة هم الأثرياء
  • لحظة هروب مدير منظمة الصحة العالمية أثناء قصف إسرائيل لمطار صنعاء (شاهد)
  • بالفيديو.. لحظات من الرعب تنتاب مدير عام "الصحة العالمية" أثناء استهداف إسرائيل مطار صنعاء
  • حمدان يعلق على مستجدات صفقة التبادل.. ماذا تريد إسرائيل؟
  • في اليمن.. ما الذي يدفع إسرائيل الى الجنون..! 
  • إعلام عبري: نتنياهو هو الذي يمنع صفقة متكاملة مع حماس
  • الوعد 
  • الهدنة والمهلة تضيق .. هل سيواجه الشرق الأوسط الجحيم الذي توعده ترمب ؟!
  • بالفيديو| لحظة إبلاغ محمد القرقاوي المهندس المعماري سهل الحياري بفوزه بـ «نوابغ العرب»
  • بالفيديو| لحظة إبلاغ محمد القرقاوي بالمهندس المعماري سهل الحياري بفوزه بـ «نوابغ العرب»