سواليف:
2025-03-06@04:08:32 GMT

الخاسرون والرابحون في لحظة غزة الدامية

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

الخاسرون والرابحون في لحظة غزة الدامية

الخاسرون والرابحون في لحظة #غزة الدامية – د. #منذر_الحوارات

الجميع يتسمر أمام الشاشات يبحثون عن جواب للسؤال الأهم هل تصمد حماس وهل هي قادرة على الانتصار؟ هذا هو سؤال اللحظة والمشكلة أنه لا توجد إجابات شافية وأغلب من يتصدون للإجابة يراوحون بين اتجاهين: الأول شديد التفاؤل، والثاني مُغرق في اليأس، وأغلب الإجابات افتراضية لا تستند إلى الكثير من المعلومات، فالحرب النفسية التي يشنها كل طرف على الآخر تجعل من الصعب رسم سيناريو واضح، ولأن أغلب العرب يريدون أن يتوقف الزمن عند لحظة السابع من أكتوبر فهذه هي لحظة انكسار العدو الذي تمرّس على هزيمتهم خلال العقود الماضية، لذلك فالجميع يصر على أن تستمر هذه اللحظة وأن لا تطيح بها آلة الدمار الإسرائيلية.

أما بالنسبة لإسرائيل فالوضع مختلف تماماً فهي لا تريد أبداً تذكر حجم الصفعة والإهانة التي تلقتها من حماس، فمهما كانت قوة حماس فهي لا تتعدى بضعة من عشرات آلاف المقاتلين بأسلحة مهما تطورت فهي محدودة أمام ما لديها، وميزانية لا تتجاوز بضعة عشرات الملايين مقابل مليارات الدولارات هذا غير الدعم القادم من الغرب، هذه القوة الصغيرة تمكنت وبكل جسارة من الإطاحة عسكرياً ومعنوياً بمارد اقتصادي وعسكري تغنّى دوماً بأن لا أحد يستطيع أن يطأ ساحته وكان دوماً مصدر رعب وهيبة للجميع، لكن كل ذلك تراجع بعد السابع من أكتوبر، لقد أصابها العطب الإستراتيجي لبعض الوقت من هول المفاجأة ولم تعد تعرف ماذا تريد بالضبط، هل تريد تدمير حماس؟ أم إبادة الغزيين وتهجيرهم؟ بل وتراودها رغبة أن تمحو غزة عن الوجود وذهبت أبعد من ذلك وكشفت عن أحلام مبيتة لتصفية القضية الفلسطينية؟ طبعاً لا يمكن إخفاء رغبة إسرائيل ونيتها توسيع الحرب أملاً بالخلاص من كل أعدائها دفعةً واحدة؟ هذه أجندات إسرائيل المطروحة في هذه المرحلة وهي مثل العربي الذي تمنى أن تتوقف اللحظة، تتمنى أن تحقق كل هذه الأهداف طالما أنها تحظى بدعم الولايات المتحدة والدول الغربية فما المانع إذًا؟

لذلك لم تتردد إسرائيل في استخدام أوراقها كاملة من حصار وقتل وتدمير للبنية التحتية وإعادتها وهي أصلًا متهالكة عشرات السنين إلى الوراء، للحد الذي تجاوزت حصيلة الشهداء الثمانية آلاف جُلهم من الأطفال والنساء وكبار السن، كل هذا حصل أمام مسمع ومرأى العالم والذي لبس عيون دولة الاحتلال وبدأ يرى ويفكر بعقلها وأثبت المجتمع الدولي بكل إمكاناته أنه رهينة للموقف الأميركي، ولا يستطيع اتخاذ أي قرار قد يغضب الولايات المتحدة الشريكة الرئيسة في كل هذا القتل والتدمير، واستطاعت هذه الأخيرة تعطيل عمل كل المؤسسات الدولية لمصلحة إسرائيل، أما العرب فقد ربطوا موقفهم من حماس بموقف الأخيرة من إيران أولاً وكونها جزءا من التيار الإسلامي الذي بينها وبينه خصومات كثيرة، رغم أن هذه الأطراف العربية كان يمكن لها أن تنظر لحماس من زاوية أخرى تمكنها من تجاوز عدائها التقليدي لها، لكنها لم تفعل إما لأنها لا تريد أو أنها لا تستطيع بسبب إكراهات لا نعرفها.
وكالعادة خسر العرب اللحظة الإستراتيجية وحلت مكانهم إيران بصفتها ناطقاً باسم المقاومة مستغلة عدم رغبة حماس في ترجمة النصر العسكري إلى واقع على الطاولة، فقامت إيران بدون تردد باستثمار الانتصار وتحويله إلى مكاسب سياسية بحجة الرشد الإستراتيجي الذي تمتعت به بمنعها الحرب من التوسع، وعلى الجانب الآخر أدرك أردوغان بعد صمت طويل أن اللحظة قد حانت لترجمة نصر حماس إلى مكسب سياسي له، وفي الحال طرح الصراع بين الهلال والصليب، وهو هنا وبدون تردد يقدم نفسه قائداً لمعسكر الهلال وبالتالي الطرف المعني بالجلوس على الطاولة وحصد المكاسب.
هذه المعادلة ستخرج العرب وربما الغزيين وكل الفلسطينيين من الحلبة، ونكون بالتالي قد حصدنا ثمن خلافاتنا ولم نستفد من انتصار المقاومة، وهذه أيضاً ستدفع ثمن طهريتها وعدم تحويلها النصر العسكري إلى مكسب سياسي رغم أنها مع الغزيين دفعت حصتها من الدم والشهادة لكنها ستكون خارج حلبة المنافسة على المكاسب لأن آخرين تقمصوا دور البطولة واستنفدوا كل مكاسب اللحظة الدامية والمدمّرة.

مقالات ذات صلة توقعات من حزب الله 2023/10/30

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: غزة

إقرأ أيضاً:

مصر توجه دعوة لزعماء العرب بخصوص خطة إعمار غزك ورفض مقترح ترامب

حثت مصر الزعماء العرب اليوم الثلاثاء على تبني خطتها لإعادة إعمار غزة والتي ستتكلف 53 مليار دولار بدون تهجير الفلسطينيين من القطاع، على النقيض من مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإقامة “ريفييرا الشرق الأوسط” هناك.

ومن المتوقع أن يوافق الزعماء العرب على المقترح في البيان الختامي الذي سيصدر في ختام القمة في القاهرة مساء اليوم الثلاثاء. واطلعت رويترز على مسودة البيان.

وعبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال القمة عن ثقته في قدرة ترامب على تحقيق السلام فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

والسؤالان المهمان اللذان يحتاجان إلى إجابة بخصوص مستقبل غزة هما من سيدير ​​القطاع ومن هي الدول التي ستقدم مليارات الدولارات لإعادة إعماره.

وقال السيسي إن مصر عملت “بالتعاون مع الأشقاء في فلسطين على تشكيل لجنة إدارية من الفلسطينيين المهنيين والتكنوقراط المستقلين توكل إليها إدارة قطاع غزة انطلاقا من خبرات أعضائها”.

وأضاف أن هذه اللجنة ستكون مسؤولة “عن الإشراف على عملية الإغاثة وإدارة شؤون القطاع لفترة مؤقتة وذلك تمهيدا لعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع”.

وتتمثل القضية الشائكة الأخرى في مصير حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، ودعا ترامب إلى دعم الخطة التي لا تتضمن تهجير سكان القطاع.

وفي حديثه أمام الجلسة الافتتاحية للقمة العربية غير العادية في القاهرة، قال عباس الذي يتولى السلطة منذ عام 2005 “نود التأكيد بأننا على أتم الجاهزية لإجراء انتخابات عامة، رئاسية وتشريعية، خلال العام المقبل حال توفرت الظروف الملائمة لذلك، في غزة والضفة والقدس الشرقية، كما جرت في الانتخابات السابقة جميعها، وندعو الجميع لتهيئة الظروف لذلك”.

ويتهم عدد كبير من الفلسطينيين حكومة عباس بأنها فاسدة وغير ديمقراطية ومنفصلة عن الواقع.

وسوف يتطلب أي تمويل لإعادة إعمار غزة دعما كبيرا من دول الخليج العربية الغنية بالنفط مثل الإمارات والسعودية.

ويقول مصدر مقرب من الديوان الملكي السعودي إن استمرار الوجود المسلح لحركة حماس في غزة يشكل حجر عثرة بسبب الاعتراضات القوية من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين ستتعين موافقتهما على أي خطة.

ورفض سامي أبو زهري القيادي الكبير في حماس الدعوات الإسرائيلية والأمريكية لنزع سلاح حركة حماس، قائلا إن حق الحركة في المقاومة غير قابل للتفاوض.

وأضاف لرويترز أن الحركة ترفض أي محاولة لفرض مشاريع أو أي شكل من أشكال الإدارة غير الفلسطينية أو وجود أي قوات أجنبية على أراضي قطاع غزة.

بديل لخطة ترامب

تجري مصر والأردن ودول الخليج مشاورات منذ ما يقرب من شهر بشأن إيجاد بديل لمقترح ترامب بأن تسيطر الولايات المتحدة على القطاع وتعيد توطين سكانه في أماكن أخرى خشية أن يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بالكامل.

ويرفض مشروع البيان الختامي بشدة التهجير الجماعي للفلسطينيين من غزة.

وتتكون الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة من 112 صفحة وتتضمن خرائط توضح كيفية إعادة تطوير القطاع وعشرات الصور الملونة والمولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي لمشروعات إسكان وحدائق وتجمعات سكنية. وتتضمن أيضا إنشاء ميناء تجاري ومركز تكنولوجيا وفنادق شاطئية ومطار.

وتتوقع مصر في الخطة أن تستغرق إعادة الإعمار خمس سنوات وأن تستغرق المرحلة الأولى منها عامين بتكلفة 20 مليار دولار وأن يتم خلالها بناء 200 ألف وحدة سكنية.

وقال مصدر مطلع إن من غير المرجح أن تعارض إسرائيل تولي كيان عربي مسؤولية الحكم في غزة إذا كانت حماس بعيدة عن المشهد.

لكن الأمر لن يكون سهلا إذا ما أرادت الدول العربية نزع سلاح حماس وإبعادها عن السياسة.

وقالت مصادر مطلعة إن الحركة لم تفقد سوى بضعة آلاف من مقاتليها في حرب غزة، التي يقول مسؤولو صحة فلسطينيون إنها أدت لاستشهاد أكثر من 48 ألف شخص.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إنه تم تدمير الجماعة كتشكيل عسكري منظم.

لكن الجيش الإسرائيلي يقول إن مجموعات صغيرة من مقاتلي حماس لا تزال قادرة على شن هجمات خاطفة باستخدام مخزونات أسلحة مخبأة في الأنفاق وأماكن أخرى.

  

مقالات مشابهة

  • مصر توجه دعوة لزعماء العرب بخصوص خطة إعمار غزك ورفض مقترح ترامب
  • معاريف : هذا هو الكنز الذي استولت عليه حماس من “إسرائيل”
  • مناطق ج قلب الضفة الغربية الذي تخنقه إسرائيل
  • WP: الزعماء العرب يسارعون إلى وضع خطة لمستقبل غزة والنقاش حول حماس مستمر
  • أيهما يهدد الآخر العرب أم إسرائيل؟
  • لحظة بلحظة.. هكذا تمكن مقاومو نخبة القسام من قتل وأسر كل جنود وضباط “ناحل عوز”
  • أوكرانيا والدرس الذي على العرب تعلمه قبل فوات الأوان
  • جنبلاط: إسرائيل تستخدم الدروز لقمع الفلسطينيين
  • الوسطاء العرب: إسرائيل هي من خرقت اتفاق غزة وبشكل صارخ
  • بِحُجة الظلم الذي تتعرض له إسرائيل .. تل أبيب وواشنطن تدرسان رسميًا الانسحاب من محكمة العدل الدولية