يمكن أن يكون للكرة الذهبية تمثال يُنحت على شكل الأرجنتيني ليونيل ميسي، لاعب كرة القدم صاحب أفضل مسيرة مهنية في التاريخ، والذي جسد قيم الجائزة التي رفعها عن جدارة للمرة الثامنة في مسيرته.
وبهذه الكأس الجديدة، يكمل النجم المولود في روزاريو قبل 36 عاماً رقماً قياسياً مثيراً للإعجاب، لا يقترب منه أي لاعب آخر.
وبينما كان يبدو تراجع مسيرته وشيكاً، تمكن من تحقيق أقصى إنجاز على مستوى المنتخبات، كأس العالم نسخة 2022، وهو ما دفعه إلى الفوز بجائزة الكرة الذهبية الجديدة.
#ميسي: سأودع جماهير #برشلونة في كامب نو #الكرة_الذهبية #BallonDor https://t.co/j7tOMqiJyj
— 24.ae | رياضة (@20foursport) October 31, 2023
إنها بلا شك المحطة الأحدث في سيرة ذاتية مثيرة للإعجاب، رفعت المستوى عالياً لدرجة أنها تبدو منحوتة للأجيال القادمة.
ويأتي فوز ميسي بهذه الكرة الذهبية بعد عامين من آخر مرة حصد فيها هذا التكريم، حيث كان ذلك للمرة الأولى دون قميص برشلونة، إذ جاءت لتكريم مآثره مع المنتخب الوطني، وكان ذلك بفضل فوز الأرجنتين في بطولة كوبا أمريكا.
#الكرة_الذهبية.. سجل الفائزين #ميسي https://t.co/GSn6rGmHIE
— 24.ae | رياضة (@20foursport) October 31, 2023
الآن، بينما لا يزال وفيا لسمعته كنجم عالمي، أصبح أول لاعب يفوز بالجائزة دون أن يكون منافسا في أندية أوروبا، بعد أن ترك المعسكر الرئيسي لكرة القدم العالمية في بداية الموسم للانضمام إلى إنتر ميامي الأمريكي.
وأصبحت الهالة المحيطة باللاعب عظيمة للغاية لدرجة أن نجاحاته استمرت في ترك بصمتها، وبعد كأس العالم في قطر، حيث كان المهندس الرئيسي لانتصار (الألبيسيليستي) وحيث تم اختياره كأفضل لاعب، جاء الفوز بالكرة الذهبية الثامنة ليكلل هذا الجهد الكبير.
وفي العام الماضي، ساعده المونديال بالفعل على حصد جائزة "الأفضل"، حيث قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إدراج كأس العالم في قائمة مزايا الجائزة نسخة 2022.
للمرة الثامنة في مسيرته.. #ميسي يتوج بـ"البالون دور"#BallonDor#24Sport
https://t.co/S2BRvJMB6O
عقد أي مقارنة يكون خطيراً، لكن ميسي استفاد بشكل كبير من ظروفه منذ ظهوره عام 2007، عندما احتل المركز الثالث خلف البرازيلي كاكا والبرتغالي كريستيانو رونالدو.
- منافسة ملحمية مع رونالدو
منذ ذلك الحين، فقط في 2018، غاب عن منصة التتويج بالكرة الذهبية، ولم يقل أبدا عن المركز الثاني، في منافسة ملحمية مع رونالدو، الذي يحمل في جعبته 5 كرت ذهبية.
ويبدو أن حدوده الوحيدة هي أسطورتها الخاصة، والتي رفعها إلى المجد.
للمرة الثامنة.. ليونيل #ميسي يتوج بـ #الكرة_الذهبية كأفضل لاعب في العالم#BallonDor#24Sport pic.twitter.com/u1Xin0UuXK
— 24.ae | رياضة (@20foursport) October 30, 2023
وحصد ميسي خلال مسيرته 16 جائزة فردية عظيمة، من بينها الكرات الذهبية الثمانية، وجائزة أفضل لاعب في "فيفا" (2009). وفي العام الماضي حصل مرة أخرى على جائزة "الأفضل"، يضاف إلى ذلك ستة أحذية ذهبية (2010 و2012 و2013 و2017 و2018 و2019).
بالإضافة إلى ذلك، كان ميسي هداف دوري أبطال أوروبا في خمس مناسبات (2009 و2010 و2011، 2012 و 2015)، وفي الدوري الإسباني في ثماني مناسبات (2010 و2012 و2013 و2017 و2018 و2019 و2020 و2021).
وهي قائمة يضاف إليها ألقاب أربع بطولات دوري أبطال أوروبا (2006 و2009 و2011 و2015) وعشر بطولات بالدوري الإسباني (2005 و2006 و2009 و2010 و2011 و2013 و2015 و2016 و2018 و2019)، وسبع كؤوس ملك (2009 و2012 و 2015 و2016 و2017 و2018 و2021).
يضاف إليها أيضاً ثلاث نسخ من كأس العالم للأندية (2009 و2011 و2015) وثلاث كؤوس سوبر أوروبية (2009 و2011 و2015) وسبع كؤوس سوبر إسبانية (2006 و2009 و2010 و2011 و2013 و2016 و2018) وكأس العالم تحت 20 سنة عام 2005 والألعاب الأوليمبية نسخة 2008.
وكانت بطولة كوبا أمريكا نسخة 2021، اللقب الأول للأرجنتين منذ 28 عاماً، بعد خسارتها ثلاث نهائيات (2007 و2015 و2016)، تحمل توقيع ميسي بجدارة وكذلك كأس العالم 2022، التي كانت شوكة في الحلق بالنسبة لـ(راقصي التانجو) بعد خسارة نهائي 2014 أمام ألمانيا.
- المجد مع (الألبيسيليستي)
وهكذا، وسع ميسي سطوة إنجازاته إلى المنتخب الوطني للأرجنتين، وهي حدود استغرق وقتاً طويلاً للتغلب عليها.
وسيظل القدر الأكبر من إنجازات ميسي مرتبطاً إلى الأبد ببرشلونة، النادي الذي وصل إليه بعمر 13 عاماً ليخضع لعلاج هرموني ودشن فيه أسطورة، كأفضل هداف تاريخي في الدوري، ولبرشلونة والأرجنتين، وثاني أفضل هدافي دوري أبطال أوروبا.
ولد النجم المخضرم في 24 يونيو (حزيران) 1987 في روزاريو، حيث تلقى تعليمه في مسقط رأسه، وفي برشلونة تألق أولا في فئات الشباب، ابتداء من 2000، حتى بدأ في 2003 اللعب مع الكبار تحت إشراف فرانك ريكارد، ليتمكن لاحقا من فرض نفسه كرمز للنادي.
لكن المشكلات المالية لبرشلونة منعته من مواصلة مغامرته في إسبانيا، وخلال 2021 استقر في باريس سان جيرمان، حيث طغى على صورته تألق كيليان مبابي، لكنه انتقم في المونديال، وبالتالي تأخر استبدال الأجيال، الذي كان يجسده النجم الفرنسي كرمز للشباب الصاعد وميسي كأسطورة للمخضرمين.
بعيداً عن أفضل نسخة من "البرغوث"، سئم باريس من ميسي وسئم ميسي من باريس، وفي خضم كل الشائعات، توجه إلى بطولة أدنى، هي الدوري الأمريكي، حيث سيكون لمآثره تأثير أقل، ولكن يواصل هناك تعزيز الاحتمالات حول استمراريته في المنتخب الوطني، وهي ركيزة جيدة لمواصلة الفوز بالألقاب.
عندما يتعلق الأمر بميسي، لا أحد يجرؤ على التأكيد أن الكرة الذهبية الثامنة ستكون الأخيرة بالنسبة له.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة ميسي ليونيل ميسي الكرة الذهبية الکرة الذهبیة کأس العالم
إقرأ أيضاً:
البابا فرنسيس يُشيد بليونيل ميسي: "رجل نبيل ذو قلب كبير يُجسِّد نُدرة الإنسانية"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في حديثٍ لافت، كشف البابا فرنسيس الذي رحل عن عالمنا صباح أمس الاثنين عن عمر يناهز 88 عامًا، عن تفاصيل لقاءٍ جمعَه بنجم كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي على متن طائرة في العاصمة بوينس آيرس. ووصف البابا اللقاء بأنه "لحظة استثنائية" كشفت له الجانب الإنساني العميق للاعب الذي يُعتبر أسطورة في عالم الرياضة.
ميسي رجل نبيل.. وقلبه أكبر من أي مجد رياضي
بتأثيرٍ عاطفي واضح، قال البابا فرنسيس: "ميسي رجل نبيل، وهو إنسان ذو قلب كبير جدًا. تحدثت إليه ورأيتُ في عينيه تواضعًا لا يعكسه ضوء الشهرة أو الإنجازات. إنه يمتلك نعمة الإنسانية التي تجعله مميزًا حتى خارج الملعب". وأضاف البابا أن هذه الصفات النادرة هي ما جعلت منه "قدوةً حقيقيةً للشباب في عالم يبحث عن قيمٍ أصيلة".
من القلب إلى القلب.. حوار البابا مع ميسي يكشف عن عمق شخصية اللاعب
فخلال اللقاء الجوّي، تبادل البابا وميسي حديثًا شخصيًا تناول قِيمًا إنسانيةً وروحية. وأكد البابا أن ميسي "لم يتحدث عن أهدافه أو كؤوسه، بل عن أهمية العائلة، وعن الرغبة في استخدام شهرته لخدمة المجتمع". هذا الحوار، بحسب البابا، أكد أن "الإنجازات الحقيقية لا تُقاس بالبطولات، بل بمدى تأثير الإنسان في حياة الآخرين".
رسالة البابا للعالم: "تعلّموا من ميسي التواضع والتعاطف"
حيث اختتم البابا فرنسيس حديثه برسالةٍ موجهة إلى الجمهور: "عندما نرى شخصًا مثل ميسي يجمع بين العظمة الرياضية والصفاء الإنساني، علينا أن نتوقف ونتساءل: ماذا نقدم نحن للعالم؟". ودعا البابا إلى الاقتداء بقيم التعاطف والتواضع التي يجسِّدها اللاعب، مؤكدًا أن "هذه هي الروح التي تُصلح العالم، وليس الألقاب أو الثروات".
يذكر أن تصريحات البابا فرنسيس تفتح نافذةً جديدةً لفهم شخصية ليونيل ميسي بعيدًا عن الأضواء الرياضية، مؤكدةً أن العظمة الحقيقية تكمن في التواضع والإنسانية.
هل شكل هذا اللقاء التاريخي بدايةً لحوار أعمق بين عالم الرياضة وقِيَم الروح؟ الوقت قد يجيب.