وحدة صنعاء بطلا لمرحلة الذهاب للدوري العام للمجموعة الثانية بتجمع سيئون
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
حضرموت(عدن الغد)خاص.
حقق فريق وحدة صنعاء فوزا صعبا ومستحقا على فريق سلام الغرفة بهدف في ختام مباريات مرحلة الذهاب من الدوري العام لأندية الدرجة الثانية تجمع سيئون ، في المباراة التي جمعتهما عصر اليوم الاثنين على ارضية ملعب استاد سيئون الاولمبي ، وبتلك النتيجة رفع وحدة صنعاء رصيده الى 10 نقاط من خمس مباريات ( فوز 3 وتعادل وخسارة ) ، متصدرا المجموعة الثانية تجمع سيئون ، فيما بقي السلام على رصيده السابق 7 نقاط من خمس مباريات ( فوزين ، وتعادل ، وخسارتين ) .
وسط حضور جماهيري كبير يتقدمهم وكيل محافظة حضرموت لشئون مديريات الوادي والصحراء الاستاذ / عامر سعيد العامري ورئيس اللجنة الاشرافية على تجمع سيئون رئيس فرع اتحاد كرة القدم بالوادي والصحراء الاستاذ / سعيد بايمين وعدد من القيادات الرياضية بالوادي ، دخل الفريقان الى ارضية الملعب و الكل يطمح بالفوز بنتيجة المباراة ليحتل صدارة مرحلة الذهاب للمجموعة الثانية .
في الشوط الاول الذي انتهى سلبا كانت الافضلية للوحدة بالسيطرة على منتصف الميدان واللعب في منتصف ملعب السلام ، فيما السلام اعتمد على الهجمات المرتدة ، الدقيقة 19 كاد لاعب السلام عمر هديب ان يسجل هدف التقدم للسلام من تسديدة قوية تمر بجانب القائم الايسر للوحدة ، وفي الدقيقة 16
مدافع السلام يهدر هدف للسلام بعد اعتلى الكرة من تسديده برأسه فوق عارضة الوحدة ، الوحدة حاصر السلام في ملعبه لكن لم يستطع الوصول الى مرمى السلام إلا في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع عندما تصدى القائم الايمن لمرمى السلام تسديدة نجم وسط الوحدة محمد هاشم لينتهي الشوط بتعادل الفريقين سلبا .
وفي شوط المباراة الثاني واصل فريق الوحدة الضغط على السلام في منتصف ملعبه واعتمد السلام على الهجمات المرتدة التي لم تأتي اكلها مدرب السلام الكابتن / انور عاشور اجرى 4 تبدلات في منطقة الدفاع ووسط الميدان والهجوم فيما كان تغيرات مدرب الوحدة الكابتن / أمين السنيني غالبيها في الوسط والهجوم وعددها اربعة تبديلات ، وتوالت هجمات الوحدة على مرمى السلام ولكن بسالة دفاعات وصحوة حارس المرمى كانت بالمرصاد لتلك الهجمات الى الدقيقة 86 استطاع مهاجم الوحدة قاسم حسين الشرفي ان يرسل كرة قوية من فوق خط الثمان عشر ياردة بعد تحصل على ثغرة في دفاعات السلام ويسكنها شباك السلام معلنة الهدف الاول للوحدة وسط فرحة لاعبي والجهاز الفني للوحدة بالهدف ، وفي الدقيقة 87 كاد السلام ان يعادل النتيجة من هجمة سريعة مرتدة ومن كرة عرضية فوق دفاعات الوحدة ليرتقي لها احد مهاجمي السلام ويسدد الكرة برأسه الى ان صحوة حارس الوحدة الذي انقذ مرماه بأبعاد الكرة برجلة ويحرم السلام من هدف التعادل ، وفي الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع المقدر من حكم المباراة بسبع دقائق ، يطرد لاعب الوحدة محمد الطيري بالكرت الاحمر بعد حصوله على الكرت الاصفر الثاني وتعلن صافرة الحكم نهاية المباراة بفوز الوحدة بهدف ليكون بطلا مرحلة الذهاب للمجموعة الثانية تجمع سيئون .
ادار المباراة طاقم تحكيمي في الساحة الحكم الدولي / وليد خلوفه ، وساعداه على الخطوط مساعد اول حكم درجة اولى / عبدالسلام هيجان ، ومساعد ثاني درجة اولى الحكم / سليم الوهري ، والحكم الرابع درجة اولى / طه البورة ، راقب المباراة إداريا / عبدالوهاب يسر ، ومقيّما للحكام الدولي / حسين شقران .
وباختتام مرحلة الذهاب للمجموعة الثانية تجمع سيئون يكون ترتيبها على
النحو التالي :
المركز الاول : وحدة صنعاء / لعب 5 مباريات فاز في 3 مباريات وتعادل وخساره ، له من الاهداف 7 وعليه خمسة اهداف ( + 2 ) اجمالي النقاط 10 .
المركز الثاني : فحمان أبين / لعب 5 مباريات ، فاز في ثلاث مباريات وخسر مباريتان ، له من الاهداف 12 هدف وعليه 7 اهداف ( + 5 ) اجمال النقاط 9 .
المركز الثالث : شعب حضرموت / لعب 5 مباريات ، فاز في مباريتان وتعادل في مباريتان وخسر واحدة ، له من الاهداف 11 هدف وعليه 7 اهداف ( + 4 ) ، اجمال النقاط 8 .
المركز الرابع : سلام الغرفة / لعب 5 مباريات ، فاز في مباريتان وتعادل في مباراة وخسر مباريتان ، له من الاهداف 7 اهداف وعليه 6 اهداف ( + 1 ) ، اجمالي النقاط 7 .
المركز الخامس : شعب إب / لعب خمس مباريات ، فاز في واحدة وتعادل في واحدة وخسر في ثلاث مباريات ، له من الاهداف 7 اهداف وعليه 11 هدف ( - 4) ، اجمال النقاط 4 . المركز السادس : اليرموك / لعب خمس مباريات ، فاز في واحدة وتعادل في واحدة وخسر ثلاث مباريات ، له من الاهداف 2 وعليه عشرة ( - 8 ) اجمالي المركز السابع والاخير / طليعة تعز ، غاب عن البطولة //.
من*جمعان دويل
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: لعب 5 مباریات الثانیة تجمع وحدة صنعاء فی الدقیقة فاز فی
إقرأ أيضاً:
مأساة الكلمات الكبيرة: وحدة، حرية، اشتراكية!
من وحي الكلمات الثلاث (وحدة، حرية، اشتراكية) ومقولة «أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة» صعد الخطاب البعثي تدريجيًا أواخر أربعينيات القرن الماضي، بعد عام تقريبًا من الاستقلال الرسمي لسوريا عن الانتداب الفرنسي عام 1946. كانت النواة الفكرية الأولى لحزب البعث قد بدأت مع طالبين سوريين التقيا في جامعة السوربون الفرنسية، وهما ميشيل عفلق، المسيحي الأرثوذكسي، ورفيقه صلاح الدين البيطار، المسلم السني، قبل أن ينضم لهما شاب آخر من أصول علوية هو زكي الأرسوزي، العائد هو الآخر من دراسة الفلسفة في الجامعة الفرنسية نفسها. وبعد فترة قصيرة، عام 1954، سيندمج حزب البعث العربي مع الحزب العربي الاشتراكي بزعامة أكرم الحوراني، الاندماج الذي أفضى إلى الصيغة اللغوية النهائية التي سيواصل بها البعث تبشيره الأيديولوجي باسم «حزب البعث العربي الاشتراكي».
بلوّر منظرو الحزب لغةً جديدةً كانت مزيجًا من القومية والاشتراكية والوحدة العربية ومعاداة الاستعمار، رغم أن الكثير من ذلك «التنظير» سيبدو بعد الفحص المتأني أقرب إلى لغة الأدب والشعارات التعبوية من الكلام في الفلسفة والسياسة والتاريخ. تلفتني مثلًا سطور بعينها من كتابه «في سبيل البعث» والذي عبَّر فيه ميشيل عفلق عن خلاصة أفكاره على مدى أربعة عقود حول ماهية القومية والاشتراكية العربية المنشودة إلى جانب آرائه في قضايا أخرى كالموقف من التراث والدين ومعنى الأمة. وضع عفلق أول نصوص مؤلَّفه خلال سنوات الغليان الحزبي منتصف الثلاثينيات واستمر بتأليف فصوله إلى نهاية حياته، حتى طُبع الكتاب في خمسة أجزاء بعد وفاته عام 1989، ليكون أهم وثيقة مرجعية لتتبع أصول حزب البعث وأدبياته. هذه السطور التي أتناولها -على سبيل المثال لا أكثر- تمهد للتصور البعثي عن مفهوم القومية، وفيها يحاول الأستاذ الإجابة عن تساؤل طلابه المستمر حول تعريف القومية التي ينادي بها، فيقول: «هي حب قبل كل شيء. هي العاطفة نفسها التي تربط الفرد بأهل بيته، لأن الوطن بيت كبير والأمة أسرة واسعة. والقومية ككل حب، تُفعم القلب فرحًا وتشيع الأمل في جوانب النفس، ويود من يشعر بها لو أن الناس يشاركونه في الغبطة التي تسمو فوق أنانيته الضيقة وتقربه من أفق الخير والكمال، وهي لذلك غريبة عن إرادة الشر وأبعد ما تكون عن البغضاء. إذ أن الذي يشعر بقدسيتها ينقاد في الوقت نفسه إلى تقديسها عند سائر الشعوب فتكون هكذا خير طريق إلى الإنسانية الصحيحة». (الجزء الخامس، ص 133: القومية حب قبل كل شيء).
الإنشائية الفاقعة في هذا النموذج، والرومانسية المفرطة في وصف القومية بأنها «حب قبل كل شيء»، كلها قرائن لا تفتأ تذكرنا بأن «فيلسوف» البعث كان قد بدأ علاقته مع الكتابة بمحاولات شعرية متعثرة تتوسل كتابة قصائد رومنطيقية، كما يشير إلى ذلك حازم صاغية في كتابه «البعث السوري.. تاريخ موجز» مستشهدًا بمقولة تنسب لزكي الأرسوزي عن رفيقه، عفلق، الذي لم تكن العلاقة معه وديةً في معظم الأحيان: «خسره الأدب فيما ابتُليت به السياسة».
كلمة «البعث» نفسها تنم عن فكر مسكون بالنظريات القيامية الحالمة، ولكن في سياق تبشيري على منوال كلمات مثل «الإحياء» و«النهضة» التي استنفدت معانيها النخب السياسية في مرحلة ما قبل الاستقلال خلال القرن التاسع عشر. ثمة هوس واضح بالكلمات الكبيرة عند البعثيين عمومًا، وتعميم هذه الملاحظة على سائر البعثيين لا يشوبه ظلم في نظري، بل يبدو منصفًا إلى حد بعيد. غير أن الممارسة السياسية، عبر السلطة ومن أجلها وخلالها، سرعان ما حولت هذه اللغة الجديدة إلى ألفاظ جوفاء. الكلمات الكبيرة تفسّخت على ألسنة خطباء البعث حتى صارت شعارات للتعبئة ومطايا للضبّاط الواثبين إلى السلطة في بغداد والشام.
في فبراير من عام 1958 نجح بعض الضباط البعثيين المتحمسين في الدفع بمشروع الوحدة مع مصر الناصرية. وكانت «الوحدة» هي الكلمة السحرية التي اعتبرها البعثيون مقدمةً لتوابعها: الحرية ثم الاشتراكية وصولًا إلى الحُلم .. وهو «البعث» وفقًا لعفلق ورفاقه. لكن الخلاف كان حول صيغة الوحدة مع مصر؛ أرادها بعض العقلانيين أو المترددين اتحادًا، بينما أصر الآخرون على وحدة فورية اندماجية رغم اقتراح المصريين تأجيلها لخمس سنوات. يُذكر أن المقدم البعثي أمين الحافظ وقف يومها أمام جمال عبدالناصر وخاطبه قائلًا: «بيننا وبينكم حائط يجب أن نهدمه الساعة. لماذا الاتحاد؟! لتكن وحدة». وكما هو معلوم، لم يدم حلم الوحدة البعثي الناصري طويلًا، إذ سرعان ما أطيح به في دمشق بانقلاب عسكري في 28 سبتمبر 1961. ولم يبق للمصريين منه سوى اسم «الجمهورية العربية المتحدة» الذي نُعي به جمال عبدالناصر يوم رحيله، قبل أن يعلن السادات لاحقًا عن تغيير الاسم عام 1971.
مأساة الكلمات الكبيرة، وربما نفاقها، تتجلى أكثر في العلاقة التي توترت حد العداء بين نسختي البعث، العراقية والسورية. نفس الأيديولوجيا، والمعجم اللغوي نفسه تقريبًا، والشعارات والأناشيد الحزبية هي ذاتها التي هتف بها التلاميذ الصغار في المدارس السورية والعراقية على مدى عقود، لكن الصراع بين النظام الأسدي في سوريا والنظام الصدَّامي في العراق بدد أي معنى لكلمة الوحدة، وكانت الفضيحة الكبرى في سجل هذه الأيديولوجيا؛ فقد بلغ الصراع أوجه مع اندلاع الحرب العراقية-الإيرانية، حينما حالف حافظ الأسد الخميني، عدو صدَّام اللدود، وانقشع الضباب عن زيف الكلام.
للشعارات التي تُقال على المنابر استحقاقاتها الصارمة التي لا بدَّ أن تحين يومًا ما، وللقول كلفته على القائل، والتاريخ هو المختبر الحقيقي لجدارة النظريات والنصوص المزخرفة. عبرتنا من الأنظمة العربية الشمولية التي شهدنا انهيارها المتتابع في تاريخنا السياسي المعاصر، والتي تكشَّفت عن نماذج ممسوخة للفاشيات الأوروبية في القرن العشرين، شكلًا ومضمونًا، أنها اتسمت كلها، دون استثناء، بالمبالغة في الخطاب والفوقية والتشدق بأعدل القضايا، دون أن تتعلم من مصائر بعضها البعض؛ فلم تتورع عن إغواء المبالغات اللغوية ومغبتها، ولم تتقن التواضع في التعامل مع اللغة. فأولئك الرجال الطامحون الذين خرجوا من ثكنات الضباط إلى منابر السياسة، والذين ظلوا يتعثرون في النحو والصرف على الملأ من غير أن يجرؤ أحد على تصحيح لغتهم، لم يتقنوا إلا النفخ في تلك الكلمات الكبيرة حتى استنزفوا معانيها.. ننسى أحيانًا أن «فلسطين» كانت من بين تلك الكلمات التي استهلكوها! لقد قتلهم فقرهم للبلاغة التي تنتج عن مقاربة «معقولة» بين الواقع والخيال، فاستعاضوا عن البلاغة بالمبالغة.
سالم الرحبي شاعر وكاتب عُماني