ماذا يريد أدرعي وكوهين؟
لماذا توجد حسابات رسمية موثقة باللغة العربية لكثير من المسؤولين الصهاينة لتخاطبنا بلغتنا؟
لماذا توجد حسابات للصهاينة بمنصة إكس (تويتر سابقا) وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، رسمية وغير رسمية، باللغة العربية؟
حسناً.. لماذا نتبرع نحن العرب بمساعدة تلك الحسابات إذن في تنفيذ مهمتها، من حيث لا نريد ولا ندري، عبر المتابعة وإعادة النشر والتعليق؟
لا ينبغي أبدا التساهل في تلك الوسائل ولا التنازل عن ممكناتها المهمة جدا بالنسبة لنا لصالح خصومنا لمجرد أنهم يجيدون الكتابة فبها بلغتنا العربية.
في حرب غزة، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا محوريا في التعريف بالسردية الفلسطينية في ظل انحياز الاعلام التقليدي الواضح لـ"السردية الصهيونية".
لماذا يهتم الصهاينة بهذه الحسابات ويروجون محتواها بين العرب بغض النظر عن ردود الفعل عليها من قبل المستخدمين العرب وتعليقاتهم وشتائمهم القاسية لهذه الحسابات؟
* * *
لماذا يحرص أفيخاي أدرعي وإيدي كوهين وغيرهما على التواجد الكثيف بيننا في تلك المنصات يتجاذبون أطراف الحديث ويحاولون استخدام الثقافة العربية في الكتابة والتواصل بل أنهم لا يتورعون من اللجوء إلى كتابة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وغيرها لتدعيم وجهات نظرهم؟
لماذا توجد حسابات رسمية موثقة باللغة العربية لكثير من المسؤولين الصهاينة لتخاطبنا بلغتنا؟
ولماذا يهتم الصهاينة بهذه الحسابات ويحاولون تنمية محتواها ونشرها بين العرب بغض النظر عن ردود الفعل عليهم فيها من قبل مستخدمي وسائل التواصل العرب وتعليقاتهم وشتائمهم القاسية لهذه الحسابات؟
لا يمكن أن تكون تلك الحسابات التي تدار باحتراف لا يخفى على أحد، قد وجدت بشكل عفوي، أو أنها اجتهاد شخصي من قبل أصحابها، بل هي موجودة في سياق حرب إعلامية ونفسية يواجهنا بها الصهاينة في أحد أهم ميادين التعبير الحر عن الرأي، حتى تساهم بتوجيه الرأي العام العربي كما تريد ووفقاً لأجندات الصهاينة المعلنة والخفية بأبسط الطرق وأرخصها وأيسرها وأكثرها انتشاراً وعصرية، طبعا بالإضافة إلى الطرق التقليدية الأخرى.
حسناً.. لماذا نتبرع نحن العرب بمساعدة تلك الحسابات إذن في تنفيذ مهمتها، من حيث لا نريد ولا ندري، عبر المتابعة وإعادة النشر والتعليق؟
كثيرون منا يفعلون ذلك وهم يعتقدون أنهم يقدمون خدمة لقضيتنا المركزية، فيكيلون الشتائم والتعليقات الساخرة والردود الجدية على ما يقوله هؤلاء الصهاينة في حساباتهم، لكن هذا كله للأسف يساهم في توسيع رقعة نفوذ تلك الحسابات الخفي بيننا. ولذلك هم لا يهتمون بردود الفعل ولا بالتعليقات المسيئة لهم خاصة وأنهم مدربون ليس على تقبلها وحسب بل على استدراجها أيضا لإثارة المزيد من البلبلة وتطبيع العلاقات الشخصية بينهم وبين العرب بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
لقد وصل الحال ببعض العرب أنهم أصبحوا يستمرئون الحديث مع هؤلاء بشكل ودي وطبيعي، وهو ما يحقق أحد أهم أهداف الدولة الصهيونية في تفكيك القوة الشعبية العربية والتي كثيرا ما اعترفوا أنها عقبة بل هي العقبة الأولى أمامهم في طريقهم نحو التطبيع مع كثير من الأنظمة العربية.
ومن الأسباب المحتملة الأخرى لوجود هذه الحسابات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة لترويج الأفكار والمواقف الصهيونية وتعزيز صورة «إسرائيل» في الوطن العربي، من طريق نشر المعلومات والمقالات التي تدعم وجهات نظرهم، والتعليق على المنشورات والمشاركة في المناقشات لتعزيز وجهات نظرهم والتأثير على الرأي العام.
لذلك كله ينبغي إهمال هذه الحسابات تماماً وعدم متابعتها ولا التعليق أو الرد عليها، والتركيز بدلاً من ذلك على التواصل مع الأشخاص الذين يشاركون آراء مختلفة والمشاركة في المناقشات الهادفة التي تساهم في توسيع آفاق الفهم والتفاهم المتبادل بين الأفراد.
لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي واحدة من أهم الوسائل التي يتم استخدامها للتأثير على الرأي العام وتوجيهه. وبالتالي، يجب أن نكون حذرين، في استخدامها لمعاركنا المصيرية، وأن نحرص على ممارسة التفكير النقدي والانتقائي في مواجهة سيل المعلومات التي نتلقاها عبر مختلف الحسابات عموما فما بالك ونحن نعرف أنها حسابات عدو معلن لنا؟
في حرب غزة هذه الأيلعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا محوريا في التعريف بالسردية الفلسطينية في ظل انحياز واضح من قبل الاعلام التقليدي لـ"السردية الصهيونية" وبالتالي فلا ينبغي أبدا التساهل في تلك الوسائل ولا التنازل عن ممكناتها المهمة جدا بالنسبة لنا لصالح خصومنا لمجرد أنهم يجيدون الكتابة فبها بلغتنا العربية.
*سعدية مفرح كاتبة وصحفية وشاعرة كويتية
المصدر | الشرقالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل أفيخاي أدرعي إيدي كوهين وسائل التواصل الاجتماعي وسائل التواصل الاجتماعی من قبل
إقرأ أيضاً:
Tapestry.. تطبيق مبتكر لجمع وسائل التواصل والأخبار في منصة واحدة
تقترب شركة Iconfactory، من الانتهاء من تطوير تطبيق Tapestry الذي صممته من أجل جمع وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار ومحتوى RSS في منصة واحدة.
وجرى الإعلان عن تطوير تطبيق Tapestry في بداية هذا العام كأفضل حل لتنظيم المحتوى المتناثر على الإنترنت، مما يسهل على المستخدمين تتبع مدوناتهم ومواقعهم الإخبارية المفضلة بكل سلاسة.
جوجل تطلق تحديثا جديدا لتطبيق Gmail.. إليك مميزاتهتحذير من خلل في تطبيق يربط هواتف أندرويد بحواسيب ويندوز تطبيق مبتكر لجمع وسائل التواصل والأخبار في منصة واحدةفي تحديثاتهم الأخيرة، أعلنت Iconfactory أن التطبيق سيطرح للجمهور في أوائل عام 2025، وبحسب ما ورد، فإن الشركة لا تبحث عن استثمارات خارجية، بل قامت بتمويل تطوير Tapestry عبر منصة Kickstarter، حيث تم جمع أكثر من 177,800 دولار من أكثر من 3,360 داعما.
ويقدم Tapestry بديلا مثيرا لمن سئموا من تعدد التبويبات والتطبيقات، في ظل تزايد الشعور بالإحباط بسبب النسخ المتعددة لتطبيق تويتر، مع تزايد الطلب على منصات جديدة مشابهة، مثل Mastodon وبلوسكاي، يتوقع المطورون أن يساهم Tapestry في تجارب جديدة لتصفح الوسائط المختلفة.
كما أطلق تطبيق Flipboard مؤخرا، تجربة جديدة مماثلة، بينما يعمل مطورون آخرون على دمج دعم لمواقع اجتماعية جديدة ضمن تطبيقاتهم القائمة.
ويبدو أن Tapestry يحاول المزج بين نظام متابعة المحتوى ومتابعة الشبكات الاجتماعية، مما يتيح للمستخدمين إنشاء خلاصات مخصصة تحتوي على مصادرهم المفضلة بحرية، خاصة مع دعم التطبيق لـ Mastodon وبلوسكاي ويوتيوب وغيرها.
ويتيح تطبيق Tapestry للمستخدمين استيراد موجزات RSS، بسهولة باستخدام ملفات OPML، إلى جانب خيارات متقدمة مثل الكلمات المفتاحية أو طي المنشورات باستخدام أدوات مستعارة من تطبيق Twitterific.
وتعد واجهة Tapestry مصممة لتسهيل التنقل بين المحتويات المختلفة، مع توفير أدوات تخصيص مثل "كتم الصوت" لتحسين تجربة القراءة، ومع ذلك، فقد أبدى بعض المستخدمين ملاحظات حول الازدواجية في تنظيم المصادر، مما قد يتطلب تحسينات قبل الإطلاق الرسمي.
وفي الوقت الذي يترقب فيه الجميع إطلاق Tapestry؛ يبدو أن التطبيق يمثل خطوة مهمة نحو إنشاء منصة متكاملة للمعلومات والمحتوى، معتمد على نموذج اشتراكات لتحصيل الإيرادات.