داغستان تشكو محاولات "زعزعة الاستقرار".. وروسيا تتهم الغرب
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
شكت السلطات في داغستان من محاولات مستهدفة لزعزعة الاستقرار في الجمهورية الروسية ذات الأغلبية المسلمة، بعد تنظيم احتجاجات عنيفة مناهضة لليهود هناك، بينما وجه الكرملين أصابع الاتهام بقوة إلى الغرب.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله، إنه على خلفية الصور التلفزيونية لحالة "الرعب" التي شهدها قطاع غزة، "من السهل جداً استغلال الوضع، وإثارة ذلك لإزعاج الأفراد".
Dozens of people were arrested in the Russian republic of Dagestan after a mob tried to storm an airport to protest the arrival of a flight from Tel Aviv. The government in the predominantly Muslim republic said that the rioting had been calmed.https://t.co/f5ZRAQDWbU
— The New York Times (@nytimes) October 30, 2023ومن جانبها، قالت لجنة التحقيق المركزية الروسية في موسكو، إنه قد تم استدعاء الأشخاص لتنظيم الاحتجاجات العنيفة، عبر قنوات "تيليجرام"، ثم ارتكبوا "مذابح".
وبحسب السلطات، فقد دخل حشد من الغاضبين إلى المطار في العاصمة الداغستانية "محج قلعة"، أول أمس الأحد، وهاجموا بعنف الأشخاص الذين وصلوا على متن طائرة قادمة من إسرائيل. ووفقاً للسلطات، فقد أصيب 20 شخصاً في أعمال العنف، بينهم عدد من أفراد الشرطة.
وذكر الركاب أنهم تعرضوا للرشق بالحجارة. وأطلقت الشرطة نيران تحذيرية. وأثارت الهجمات حالة من الذعر على المستوى الدولي. وبحسب وزارة الداخلية، فقد تم احتجاز نحو 60 شخصاً بصورة مؤقتة.
The Situation in dagistan airport is still not under control, protesters wouldn’t allow passengers coming from Israel to leave and attacked the police.
There are calls in local Media in Dagestan for more protests in all the republic pic.twitter.com/VZxTFSWzDs
وتحدث رئيس الجمهورية الواقعة في شمال القوقاز سيرغي مليكوف، خلال زيارة قام بها للمطار، عن محاولة متعمدة لزعزعة استقرار داغستان. يذكر أن الجزء الدولي من المطار تم إغلاقه مؤقتاً بسبب الدمار الذي لحق بالبنية التحتية.
وقال مليكوف إنه لا يوجد مبرر للعنف، على الرغم من أن معاناة الضحايا تزعج الناس بسبب العنف في الأراضي الفلسطينية. وأضاف: "جميع الداغستانيين يصلون من أجل السلام في فلسطين". وشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين، في اجتماع حضرته الحكومة وممثلون عن جهاز الأمن الروسي.
وخلال الجلسة المتلفزة حول الوضع الأمني في روسيا قال بوتين إن العنف الموجه ضد اليهود في محج قلعة تم التحريض عليه على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة من أوكرانيا "من قبل عملاء الاستخبارات الغربية". ولم يقدم بوتين أدلة على مزاعمه. ورفضت أوكرانيا الاتهام وقالت بدلاً من ذلك إن معاداة السامية عميقة الجذور في روسيا.
Yesterday Violence in Russia Airport By Pro Hamas people..
Today Riots In Chicago...
Tomorrow May be in your Neighborhood.....Beware ...
Seems Peaceful protest is not Effective that much for them... #Israel #IsraelHamasWar #Gaza #dagestan #starlinkforgaza #Chicago #HamasISIS pic.twitter.com/Nge1IxmVcJ
وأعرب القادة الروس خلال الأشهر الأخيرة عن مشاعر معادية للسامية، بعضها موجه إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وهو يهودي.
وخلال خطابه، برر بوتين مرة أخرى غزو أوكرانيا، قائلاً إن القوات الروسية تقاتل من أجل الحقيقة والعدالة.
وكان بيسكوف قد أشار في وقت سابق إلى أن بوتين جمع الزعماء الدينيين في روسيا الأسبوع الماضي على خلفية التوترات المحتملة بين أتباع مختلف الأديان. وفي إشارة إلى الوضع في الشرق الأوسط، دعا بوتين إلى التعايش السلمي.
ولم يذكر المتحدث باسم الكرملين أنه بعد اندلاع حرب غزة، أثار العديد من المدونين العسكريين في موسكو، الذين كانوا يقرعون طبول حرب روسيا ضد أوكرانيا لمدة 20 شهراً، مشاعر معادية لإسرائيل.
وكانت القيادة الروسية قد أعلنت تضامنها مع الشعب في غزة، ودعت إسرائيل إلى التخلي عن الهجوم البري، وطالبت بشدة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وفي الوقت نفسه، شددت روسيا على وجوب ضمان حق إسرائيل في الوجود.
وأشار بوتين إلى العديد من الروس في إسرائيل وقال إن هناك أيضاً حياة يهودية نابضة بالحياة في موسكو.
Hundreds of people stormed an airport in a mostly Muslim region of southern Russia to protest the arrival of a plane from Israel.
Shouting anti-Jewish slogans, they ran onto the tarmac at the airport in Makhachkala, Dagestan, and surrounded the plane but did not get aboard. They… pic.twitter.com/2fhlcTArh5
كما أن وزارة الخارجية الروسية، التي استقبلت مؤخراً ممثلين عن حركة حماس في موسكو، تقدم نفسها أيضاً كوسيط في الصراع.
وبحسب السلطات ،هناك أيضاً أعمال موجهة ضد اليهود في أقاليم أخرى ذات أغلبية مسلمة في شمال القوقاز. وتم الآن تحويل الرحلات الجوية القادمة من تل أبيب إلى مطارات روسية أخرى في أقاليم آمنة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة داغستان روسيا فی موسکو
إقرأ أيضاً:
هل ستنسحب الولايات المتحدة من محادثات أوكرانيا وروسيا ؟
ترجمة: بدر بن خميس الظفري -
وقد بدت علامات نفاد الصبر واضحة في حديث ترامب عن العملية السلمية، تلك التي وعد خلال حملته الانتخابية في 2024 بأنها ستكون سهلة وسريعة. فقال: «إذا جعل أحد الطرفين الأمر صعبًا جدًا، فسوف نقول ببساطة: أنتم حمقى، أنتم فاشلون، أنتم أناس فظيعون، وسننسحب من هذا كله». ثم أضاف: «لكن نأمل ألّا نضطر لفعل ذلك».
تصريحاته جاءت مكملة لتحذير أطلقه في وقت سابق يوم الجمعة وزير الخارجية ماركو روبيو، مفاده أن الرئيس قد «يمضي قُدمًا» في حال عدم التوصل إلى اتفاق. وقال روبيو للصحفيين في باريس: «هذه ليست حربنا. لم نبدأها»، مضيفًا: إن ترامب سيقرر «خلال أيام» ما إذا كان الاتفاق ممكنًا أم لا. وأضاف: «إذا اتضح أن الفجوة بين الطرفين واسعة لدرجة أنه لا مجال للاتفاق، أعتقد أن الرئيس سيقول ببساطة: انتهى الأمر».
أما نائب الرئيس جي دي فانس، المعروف بتشكيكه في دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، فقد بدا أكثر تفاؤلًا، قائلا يوم الجمعة: «نشعر بالتفاؤل بأننا سنتمكن من إنهاء هذه الحرب الوحشية». وشارك ترامب ذلك التفاؤل، مؤكدًا أنه لا يزال يرى «فرصة جيدة لحل المشكلة». وقد يعكس هذا التفاؤل رغبة الإدارة في دفع أوكرانيا الضعيفة نحو قبول تسوية «الآن أو أبدًا».
لكن وتيرة ترامب المحمومة خلال أول 100 يوم من ولايته أعادت إلى البيت الأبيض طابعًا من مرض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. فكل يوم يطلق ترامب هجمات على الرسوم الجمركية، والمهاجرين، وشركات المحاماة، والجامعات، والقضاة، والوكالات الفيدرالية، وغيرها من القضايا، بينما يواجه دبلوماسيوه تحديات كبرى مع روسيا، وإيران، وغزة. وفي الوقت نفسه، يبدو أن التزامه بإنهاء الحرب بدأ يتلاشى، حتى مع اعترافه بأن «2500 جندي يُقتلون أسبوعيًّا» في «معركة شرسة»، كما وصفها يوم الجمعة.
لقد تبين أن أوكرانيا ليست مشكلة تُحل في يوم، بل مسار يتطلب دبلوماسية منهجية وضغطًا حقيقيًّا على روسيا.
العائق الأساسي الذي يواجه ترامب وفريقه التفاوضي هو رفض روسيا تقديم أي تنازلات في القضايا الكبرى، وفقًا لمصادر مطلعة على المحادثات. فقد أجرى ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب، محادثة طويلة مع الرئيس فلاديمير بوتين هذا الشهر استمرت أكثر من أربع ساعات. لكن بوتين لم يتراجع عن مطالبه الصلبة بالحصول على أراض أوكرانية وضمانات أمنية موسعة. وقد حاول ويتكوف صياغة مقترح يمكن أن يقبله بوتين.
وقد عرض ويتكوف يوم الخميس على القادة الأوكرانيين والأوروبيين إطارًا تفاوضيًّا مستمدًا من لقائه مع بوتين. غير أن هذا المقترح تضمن تنازلات كثيرة لموسكو في المسائل الأمنية، ما دفع الأوكرانيين والأوروبيين إلى الاعتراض، وفقًا لمصادر تحدثت للكاتب. فقد تضمن المقترح، بحسب تقرير لوكالة بلومبيرج، منح روسيا السيطرة على الأقاليم الخمسة التي تحتلها حاليًّا، ومنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف الناتو.
روبيو أشار بدوره إلى الفجوة الواسعة بين موقفي روسيا وأوكرانيا قائلًا للصحفيين: «ما نحاول فعله هو تقييم المسافة بين الطرفين- لا أحد يتوقع إنجاز كل شيء في 12 ساعة، لكننا نريد أن نرى إن كانت هذه الفجوة قابلة للتضييق». ومن المقرر أن يُعقد اجتماع جديد هذا الأسبوع في لندن بين مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين وأوروبيين.
ويُعد المقترح الحالي صعب القبول على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لا سيما في ظل غياب أي ضمانات أمنية أمريكية. فوفقًا للمصادر، فإن الاتفاق يترك أوكرانيا معتمدة على مساعدات أوروبية فقط، دون أي «شبكة حماية» أمريكية.
وقد أخبر مسؤولون أوروبيون الكاتب أن غياب الدعم الأمريكي يعني أن قدراتهم العسكرية والاستخباراتية لن تكون كافية لحماية أوكرانيا بعد التوصل إلى اتفاق سلام. فهم لا يملكون قوات كافية أو أسلحة متطورة لردع هجوم روسي شامل، كما يفتقرون إلى أنظمة القيادة والسيطرة اللازمة لمراقبة وقف إطلاق النار أو الرد على أي عدوان مستقبلي.
أما المشكلة الأهم لأوروبا فهي الاستخبارات. فقد تمكنت كييف الشهر الماضي من الصمود خلال ستة أيام من انقطاع الدعم الاستخباري الأمريكي، وهو قرار أمريكي مقصود للضغط على زيلينسكي. لكن مسؤولين أوكرانيين يعتقدون أنه لو استمر ذلك أسبوعًا إضافيًّا، لكانت النتائج كارثية. فمن دون صور الأقمار الاصطناعية الأمريكية، لا تستطيع أوكرانيا رصد الهجمات الروسية الصاروخية أو بالطائرات المسيّرة. وليس لدى الأوروبيين بدائل جيدة.
وقد أظهر ترامب ازدراءه لأوكرانيا الأسبوع الماضي برفضه بيع صواريخ «باتريوت» الدفاعية، رغم إمكانية استخدامها لصد الهجمات الروسية مثل الهجوم الأخير على مدينة سومي الذي أسفر عن مقتل 35 شخصًا. وقال ترامب: «لا تبدأ حربا مع خصم يفوقك بعشرين ضعفًا، ثم تتوقع أن يمنحك الآخرون صواريخ».
وبينما يسخر ترامب من أوكرانيا، ويلقي باللوم، بشكل غريب، عليها في غزو روسيا لها عام 2022، لا يزال متحمسًا لتوسيع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع موسكو. ويقال إن مسؤولين بالبيت الأبيض طرحوا في اجتماعات استراتيجية فكرة أن «تريليونات الدولارات» يمكن جنيها من الاستثمارات الأمريكية المستقبلية في روسيا. وهذه الرؤية يدفع بها كيريل دميترييف، رئيس صندوق الثروة السيادية الروسي، الذي يُعد وسيطًا رئيسيًّا لويتكوف. غير أن هذه الآمال حول ازدهار اقتصادي روسي لا تحظى بدعم كبير من المحللين المستقلين.
إن تراجع اهتمام ترامب بالتوسط في السلام بأوكرانيا هو أحد الأسباب الرئيسية لتنامي شكوك حلفاء أمريكا في أوروبا وآسيا بشأن مصداقية الحماية الأمنية الأمريكية. وفي أوروبا، هذه الشكوك تمثل أزمة وجودية. فدون ضمانات أمريكية، وبوجه طموحات روسيا المتزايدة، قد تجد أوروبا نفسها في مواجهة تهديد مباشر. لكن ترامب يبدو مشغولا بحلم الثراء القادم من موسكو.
ديفيد إغناتيوس روائي وكاتب عمود في الشؤون الخارجية بصحيفة واشنطن بوست، وروايته الأخيرة بعنوان: «المدار الشبحي»