تقرير أمريكي يكشف عن إخفاقات إسرائيلية في مواجهة هجوم حماس
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
أكتوبر 31, 2023آخر تحديث: أكتوبر 31, 2023
المستقلة/- كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في تقرير لها،تفاصيل مثيرة عن ليلة هجوم حماس ضد إسرائيل (طوفان الأقصى)، في السابع من أكتوبر الحالي، معتبرة أن ما وصفتها بـ”سنوات الإخفاقات الإسرائيلية” هي التي أدت إلى الهجوم.
وقالت الصحيفة: “في الساعة الثالثة من فجر ذلك اليوم، لم يستطع رونين بار، رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، تحديد ما إذا كان الذي يراه مجرد تدريب عسكري آخر لحماس”، مشيرة إلى أن “المسؤولين أمضوا ساعات في مقار الشاباك يراقبون نشاط حماس في قطاع غزة، والذي لم يكن نشاطا معتادا في هذا الوقت من منتصف الليل”.
واقتنع المسؤولون في البداية، بحسب “نيويورك تايمز”، “أن حماس ليست مهتمة بالذهاب إلى حرب مع إسرائيل، قبل أن يكتشفوا أن هذا النشاط ليس مجرد تدريب في منتصف الليل”.
ونقلت الصحيفة عن 3 مسؤولين دفاعيين قولهم: “مع مرور الوقت، اعتقد بار أن حماس قد تحاول شن هجوم على نطاق ضيق، فناقش مخاوفه مع كبار الجنرالات الإسرائيليين وأمر بانتشار فريق (تيكيلا)، وهي مجموعة من قوات النخبة المتخصصة في مكافحة الإرهاب، على الحدود الجنوبية لإسرائيل، وإلى أن اقتربت بداية الهجوم، لم يصدق أحد أن الوضع كان خطيرا بما فيه الكفاية لإيقاظ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من نومه”.
فشل استخباراتي واستهانة بالهجوم
وجاء في تقرير الصحيفة: “خلال ساعات، خاضت قوات تيكيلا معركة مع آلاف المسلحين من حماس الذين اخترقوا السياج الحدودي وسارعوا بالدخول إلى مناطق جنوبي إسرائيل، مستخدمين الشاحنات والدراجات النارية، وقاموا بالهجوم على القرى والقواعد العسكرية”.
وتابعت “نيويورك تايمز”: “لم تكتفِ أعظم قوة عسكرية في الشرق الأوسط فقط بالاستهانة بشكل كامل بحجم الهجوم، لكنها أيضا فشلت تماما في جهود جمع المعلومات الاستخبارية، ويعود السبب في ذلك إلى الغطرسة والافتراض الخاطئ بأنه قد تم احتواء التهديد الذي تشكله حماس”.
وقالت: “رغم براعة إسرائيل في مجال التقنيات المعقدة الخاصة بالتجسس، إلا أن مسلحي حماس خضعوا لتدريب مكثف للقيام بالهجوم الذي لم يتم تعقبه افتراضيا منذ عام على الأقل. لقد كانت لدى مقاتلي حماس، الذين كانوا منقسمين إلى وحدات مختلفة لها أهداف محددة، معلومات دقيقة عن القواعد العسكرية الإسرائيلية ومخططات تفصيلية عن الكيبوتسات”.
في أجواء كتلك، تشير الصحيفة إلى “تحطم الشعور بالأمن في البلاد، الذي كان ذات مرة لا يقهر، فيما قد وعد المسؤولون الإسرائيليون بإجراء تحقيق كامل في الخطأ الذي حدث”، لافتة إلى أنه “حتى قبل ذلك التحقيق، من الواضح أن شن الهجمات كان أمرا ممكنا بسبب سلسلة من الإخفاقات المتتالية عبر السنين، وليس عبر ساعات أو أيام أو أسابيع”.
الاضطراب السياسي وموقف نتنياهو
وكشفت الصحيفة عن قيامها بتفحص استند إلى عشرات المقابلات مع مسؤولين إسرائيليين وعرب وأوروبيين وأمريكيين، بالإضافة إلى مراجعة للوثائق الحكومية الإسرائيلية، وكذلك أدلة تم جمعها منذ هجوم السابع من أكتوبر، مشيرة إلى أن ذلك التفحص أظهر أن “الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أمضت أشهرا وهي تحاول إقناع نتنياهو أن الاضطراب السياسي الذي سببته سياساته الداخلية يُضعف الأمن في البلاد ويشجع أعداء إسرائيل. وقد واصل نتنياهو الدفع باتجاه هذه السياسات. وفي أحد أيام تموز الماضي، رفض مقابلة جنرال بارز أتى لإيصال تحذير بالتهديد يستند إلى معلومات استخبارية سرية”.
كما ذكرت الصحيفة أن “المسؤولين الإسرائيليين أساؤوا منذ سنوات تقدير التهديد الذي تشكله حماس، وبصورة أكثر خطورة فترة الاستعداد للهجوم. لقد كان التقييم الرسمي للاستخبارات العسكرية ومجلس الأمن القومي الإسرائيلي، منذ أيار 2021، أن حماس ليست مهتمة بشن هجوم من غزة قد يستدعي ردا إسرائيليا كاسحا، طبقا لخمسة أشخاص مطلعين على التقييمات، تحدثوا شريطة عدم الإفصاح عن هوياتهم. وبدلا من ذلك، شددت الاستخبارات الإسرائيلية على أن حماس كانت تحاول تأجيج العنف ضد الإسرائيليين في الضفة الغربية”.
وأضافت: “لقد أدى اعتقاد لدى نتنياهو وكبار المسؤولين الأمنيين، بأن إيران وحزب الله يمثلون التهديد الأشد خطرا على إسرائيل، إلى تحويل الانتباه والمصادر بعيدا عن مواجهة حماس”، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن “أجهزة التجسس الأمريكية توقفت في السنوات الأخيرة عن جمع المعلومات الاستخبارية حول حماس وخططها على نحو كبير، معتقدة أن الحركة تمثل تهديدا إقليميا، ويمكن لإسرائيل تدبر أمرها معها”.
الشعور بالعجرفة بين المسؤولين الإسرائيليين
بصورة عامة، تقول “نيويورك تايمز”: “عمل الشعور بالعجرفة بين المسؤولين السياسيين والأمنيين الإسرائيليين إلى إقناعهم بأن التفوق العسكري والتقني الإسرائيلي على حماس سيبقي الحركة تحت المراقبة”، لافتة في هذا السياق إلى حديث مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، ايال حولتا، بأنه “منذ 2021 ولغاية بداية هذا العام، كانت حماس قادرة على خداع المعلومات التي كانت إسرائيل تجمعها، والتحليلات التي كانت تقدمها والاستنتاجات التي كانت تخرج بها، وخداع الفهم الاستراتيجي لإسرائيل”.
وتابعت: “لقد تقبل العديد من المسؤولين الإسرائيليين المسؤولية عما حدث، لكن نتنياهو لم يكن بينهم. وبعدما وجهنا سؤالا لمكتب نتنياهو للإدلاء بتعليق حول هذا التقرير، قام في الساعة الواحدة فجر أمس الأحد بتوقيت إسرائيل بكتابة منشور على منصة إكس، كرر فيه تصريحاته السابقة التي أدلى بها لنا، والتي ألقى اللوم فيها على الجيش وأجهزة الاستخبارات لعدم تزويده بأي تحذير من هجوم حماس”.
وقال نتنياهو في منشوره إنه “لم يتم تحذيره تحت أي ظرف من الظروف وفي أي مرحلة من المراحل بوجود نوايا لدى حماس بشن حرب، بل على العكس كان تقييم المستوى الأمني كاملا، ومن بينهم رئيس الاستخبارات العسكرية ورئيس الشاباك، بأنه تم ردع حماس وهي تسعى إلى التوصل لترتيبات”.
ذلك المنشور، بحسب الصحيفة، “أدى إلى ضجة، إذ قام أحد أعضاء مجلسه الحربي المصغر، وهو بيني غانتس، بتوبيخ نتنياهو علنا، قائلا إن القيادة تعني إظهار المسؤولية، وحث رئيس الوزراء على سحب المنشور، الذي تم حذفه في وقت لاحق، وقدم نتنياهو الاعتذار في منشور جديد”.
ويوم أمس الأحد، وعد جهاز الشاباك بإجراء تحقيق شامل بعد الحرب، فيما رفض الجيش الإسرائيلي التعليق عليه.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: نیویورک تایمز أن حماس إلى أن
إقرأ أيضاً:
السنوار 2.. من هو الأسير الذي يخشى الاحتلال إطلاق سراحه؟
تبدي أوساط في حكومة الاحتلال تخوفها من إطلاق سراح أحد الأسرى الفلسطينيين، في إطار صفقة مرتقبة لتبادل الأسرى، خشية ان يتحول إلى "سنوار جديد".
وفي الوقت الذي تتصدر فيه صفقة إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، النقاش العام في "إسرائيل"، طرح مسؤول إسرائيلي؛ إسما من بين الأسرى الأمنيين الذين يقضون أحكامًا طويلة السجن، وحذر من أنه يمكن أن يتحول إلى قائد جديد، كبديل لرئيس حركة حماس في غزة، يحيي السنوار.
ونقلت صحيفة "معاريف" عن اللواء دوفيدو هراري، رئيس قسم جمع المعلومات في وحدة الاستخبارات بمصلحة السجون، قوله، إن "بين الشخصيات البارزة من حركة حماس، الأسير إبراهيم حامد، رئيس الجناح العسكري لحماس في الضفة الغربية في الانتفاضة الثانية، والمُدان بعشرات أحكام السجن المؤبد".
كما يشير هراري إلى الأسير عباس السيد من طولكرم، الذي قاد الهجوم على فندق بارك في نتانيا، والأسير حسن سلامة من غزة، المسؤول عن الهجمات الكبرى في القدس في التسعينيات، إضافة إلى محمد عرمان، الذي كان وراء الهجوم في مقهى مومنت في القدس.
ومن جانب حركة فتح، يبقى مروان البرغوثي الشخصية الرمزية الأكثر أهمية في الشارع الفلسطيني، وإلى جانبه يُذكر ناصر عوف من نابلس، الذي كان شخصية قيادية في فترة الانتفاضة الثانية. وفق المسؤول الإسرائيلي.
ووفقًا لبيانات مصلحة السجون، يوجد حاليًا نحو 10 آلاف أسير "أمني" فلسطيني، 40% منهم ينتمون إلى فتح، و40% آخرين إلى حماس، وحوالي 10% إلى الجهاد الإسلامي، والبقية ينتمون للجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية.
ولفت هراري إلى التغيير داخل السجون والتشديد الكبير ضد الأسرى قائلا: "منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر حدث تغيير دراماتيكي، فلقد فصلنا بين الأسرى، وقطعنا كل قدرتهم على إدارة أي نوع من بناء القوة في السجون، وكل قدرة نقل الرسائل، الهواتف، الزيارات، كل قدرة لتوجيه أسرى آخرين، وإدارة عمليات القيادة والانتخابات داخل السجن".