موقع 24:
2024-07-31@04:47:15 GMT

حرب غزة.. ثلاث ظواهر «سوشيالية»

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

حرب غزة.. ثلاث ظواهر «سوشيالية»

فى تلك الحرب التى تُلهب الأعصاب وتوجع القلوب، ثمة ظواهر «سوشيالية» مُقلقة، سيكون من السهل جداً رصدها وتعيين أثرها السلبى، رغم الإقرار بأن وسائل «التواصل الاجتماعى» أدت دوراً إيجابياً، بدرجة ملحوظة، فى فضح بشاعة العدوان الإسرائيلى، وبلورة المواقف الشعبية والفردية المناصرة للفلسطينيين، والمدافعة عن حقهم فى الحياة والكرامة.

وبين تلك الظواهر «السوشيالية» السلبية والداعية للقلق ثلاث ظواهر تتبلور باطراد وتتخذ منحى منهجياً؛ أولى تلك الظواهر يمكن أن نسميها «إذكاء التلاسن القُطرى»، وتأجيج التراشقات اللفظية بين أبناء الأقطار العربية على خلفية «وطنية وقومية» مزعومة.
فليس صعباً على الإطلاق أن نرصد على حسابات وسائل «التواصل الاجتماعى» المختلفة اتجاهاً لمعارك لفظية بين من يقدم نفسه على أنه ينتمى لدولة عربية ما، وآخرين يقولون إنهم ينتمون إلى دول أخرى، وفى تلك المنازلات يعاير بعض المستخدمين آخرين بمواقف أو هزائم وطنية مفترضة، قبل أن يتسع السجال الممجوج إلى إدانة وتحقير شعب أو دولة من الدول العربية.
ولا يخلو هذا السجال الممتد أيضاً من ادعاءات بالعظمة أو الوطنية أو النزوع القومى، وهى ادعاءات لا تستكمل أغراضها من دون مقارنتها بمواقف دول أو شعوب أخرى، باعتبار أنها «منحطة» و«بلا كرامة».
لا تخدم هذه المنازلات القضية الفلسطينية، ولا تحترم معاناة شعب غزة، ولا تزيد قدر من يشعلها أو ما يدعى الدفاع عنه، ولا تفعل أكثر من أنها تقدم خدمات مجانية للجانب الإسرائيلى، وتغرق جمهور «السوشيال ميديا» فى صراعات عبثية، ومعارك خاطئة مصطنعة.
وأما الظاهرة الثانية فتكمن فى تحول قطاع من التفاعلات على «السوشيال ميديا» إلى «محاكم تفتيش»، حيث يصر مستخدمون، وبينهم شخصيات معروفة ولها إسهام فى المجال العام، على تفتيش ضمائر آخرين، ووصمهم بـ«الخيانة»، أو «العمالة»، أو «عدم النخوة». والأدهى من ذلك، أن بعض تلك المحاكم لا تتوقف عند ما يفعله البعض أو يقولونه، لكنها تمتد أيضاً لمحاكمتهم على ما لم يُقل أو لم يُفعل، باعتبار أننا جميعاً يجب أن نقول الكلام نفسه، وأن نتبنى المواقف ذاتها، ونمارس الأفعال نفسها، لكى نثبت «وطنيتنا» و«تديننا» و«إخلاصنا للعروبة».
وأما الظاهرة الثالثة فيمكن وصفها بأنها الأكثر براجماتية أو انتهازية للأسف الشديد؛ إذ يبدو أن بعض المشاهير أو الباحثين عن الشهرة وجدوا فى هذه الحرب المأساوية فرصة لتعزيز شهرتهم أو صناعة شهرة عز عليهم إدراكها فى الأحوال العادية.
كما لا يمكن استبعاد أن البعض للأسف الشديد من مستخدمى الوسائط الرائجة وجد فى هذه الحرب فرصة أيضاً لتحقيق مصالح مادية، فى ظل زيادة التفاعلات الخاصة بها، وتلهف قطاعات واسعة من المستخدمين على أى محتوى أو مشاهد يمكن أن تخفف وقع الصدمات، وتُشعر المتفاعلين بأن الجرائم العدوانية الإسرائيلية بحق المدنيين والأطفال الفلسطينيين تلقى محاسبة يمكن أن تشفى الصدور.
وفى هذا الصدد، يبدع هؤلاء المستخدمون، سواء كانوا مشاهير أو باحثين عن الشهرة، فى اصطناع مواقف بعينها، والإلحاح على أقوال محددة، وترويجها عبر المنصات المختلفة، وكلما كانت تلك المواقف حادة وغير مألوفة ومُمعنة فى إبداء التأثر والتأييد، حصدت المزيد من التفاعل وربما الإعجاب.
لذلك، بات بإمكاننا أن نرى شخصاً مشهوراً ومؤثراً يخرج عن نطاق مهمته ومهنته المعروفة وأدائه العمومى المُعتاد، ويلعب دور المحلل الاستراتيجى أو الناقد السياسى أو الناشط المدنى أو المناضل الذى لا يهاب، قبل أن يزايد على الآخرين، ويطالبهم بإلحاح بتبنى مواقفه أو تأييد أقواله.
ولا يحتاج الأمر وقتاً طويلاً قبل أن يتلقى هذا المشهور أو الباحث عن الشهرة مكافأته، وهى المكافأة التى ستظهر فى تصدره لقوائم «التريند»، وتكريس شهرته إذا كانت موجودة، أو بناء هذه الشهرة إذا كان مغموراً، وفى الحالات كلها فإن العائد سيكون مجزياً، بصرف النظر عما إذا كان ما فعله أو قاله يخدم القضية الفلسطينية فعلاً أم لا.
لقد منحتنا «السوشيال ميديا» مزايا كبيرة على صُعد عديدة، وفى حرب غزة كانت ساحة استطعنا اللجوء إليها للتعبير عن مواقفنا وآرائنا وتبادل المعلومات والصور التى ترسم صورة هذه المأساة المحزنة، لكن بعض الظواهر السلبية خصمت كثيراً من هذه الفوائد، وفى القلب من تلك الظواهر برزت المشاحنات «الوطنية» المُصطنعة، ومحاكم الضمير، والممارسات الحادة وغير المُسوغة التى يأتيها البعض طلباً للشهرة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

القمر والثريا يقترنان في السماء بعد منتصف ليل اليوم

كشف الدكتور أشرف تادرس، الأستاذ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، عن أبرز الظواهر الفلكية التي ستحدث في شهر يوليو 2024. 

من أبرز هذه الظواهر هو الاقتران بين القمر والحشد النجمي "الثريا"، الذي سيكون محط أنظار عشاق الفلك في هذا الشهر.

سنستعرض تفاصيل هذه الظاهرة وأبرز المعلومات المتعلقة بها.

الظواهر الفلكية لشهر يوليو 2024

اقتران القمر مع الثريا

التفاصيل: في يوم 30 يوليو 2024، سيشرق القمر في الساعة 1:20 بعد منتصف الليل ويتقارب مع الحشد النجمي المعروف بـ "الثريا" أو "الأخوات السبعة". يُعد حشد الثريا من ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية.رؤية الاقتران: يمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة باتجاه الشرق، وسيظل مرئيًا حتى يختفي في شدة ضوء الشفق الصباحي مع شروق الشمس.الموقع: يقع حشد الثريا على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض ويتكون من عدة مئات من النجوم، ولكن يمكن رؤية سبعة منها فقط بالعين المجردة.

التوقيت والتأثيرات

توقيت الظواهر: يتوافق توقيت الظواهر الفلكية مع التوقيت الصيفي لسماء القاهرة، ويجب على المتابعين في الوطن العربي مراعاة فروق التوقيت.طبيعة الاقتران: يشير الاقتران إلى رؤية الأجرام السماوية قريبة من بعضها في السماء، لكن هذا التقارب زاوي ظاهري وليس حقيقيًا، حيث تظل المسافات بين هذه الأجرام كبيرة جدًا. نصائح لمشاهدة الظواهر الفلكيةأفضل الأماكن للمشاهدة: تُفضل مشاهدة الظواهر الفلكية في أماكن بعيدة عن التلوث الضوئي، مثل البحار والحقول والصحاري والجبال.الاستمتاع بالمشاهدة: يمكن للهواة متابعة وتصوير الظواهر الفلكية بشرط صفاء السماء من السحب والغبار وبخار الماء.تحذيرات وأمور يجب مراعاتها

الأضرار المحتملة: ليست هناك أي أضرار صحية نتيجة مشاهدة الظواهر الفلكية الليلية. ومع ذلك، يجب توخي الحذر مع الظواهر النهارية المتعلقة بالشمس، حيث قد يكون النظر إلى الشمس بالعين المجردة ضارًا جدًا للعين.

الفرق بين الفلك والتنجيم: لا يوجد علاقة بين اصطفاف الكواكب أو اقترانها بحدوث الزلازل أو التأثير على مصير الإنسان. الفلك هو علم حقيقي بينما التنجيم هو من الأمور الزائفة المتعلقة بالعرافة والتنجيم.

 

مقالات مشابهة

  • أمطار ورياح مثيرة للأتربة.. ظواهر جوية متنوعة على مناطق المملكة
  • ثلاث بطولات مرتقبة تتصدر منافسات الأسبوع الخامس في كأس العالم للرياضات الإلكترونية
  • القمر والثريا يقترنان في السماء بعد منتصف ليل اليوم
  • د. حامد بدر يكتب: الذين قالوا للصيف لا في وجه من قالوا نعم.. ظواهر كل زمان
  • وزير العدل: الاتّجار بالأشخاص أخطر الظواهر الإجرامية
  • صوان: بيان مصراتة جاء في وقته المناسب بعد ما تفشت في البلاد ظواهر سلبية ومخالفات تنذر بالخطر والانحراف
  • ظواهر جوية وتحذيرات الأرصاد.. حالة الطقس اليوم الاثنين 29 يوليو 2024
  • الحساب الرسمي لـ مهرجان العلمين يروج لـ مسرحية الشهرة
  • ضبط أكثر من 30 طناً من الأدوية المهربة في ثلاث محافظات
  • القمر يحتضن قلب العقرب في مشهد بديع.. الليلة