موقع 24:
2024-06-27@09:14:33 GMT

«تيك توك» الذي تخافه واشنطن

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

«تيك توك» الذي تخافه واشنطن

مسيرات بشرية غفيرة لا يُحصى عددها خرجت في عواصم متفرقة من العالم تنتصر للفلسطينيين في غزة، وتُندد بالقصف الإسرائيلي الشرس على القطاع. الحشود السائرة ملأت شوارع لندن وباريس وواشنطن، وأخرى في مدن إسبانية وآسيوية. طالعتنا مقاطع لشباب من أوروبا وأميركا يبكون بحرقة على أطفال غزة، ويناشدون العالم دفع إسرائيل لوقف القصف.

حتى يهود نيويورك خرجوا إلى الشوارع يستنكرون مذابح الأطفال في القطاع، ويطالبون الحكومة الإسرائيلية بوقف استهداف المناطق السكنية. وبالتأكيد هناك مظاهرات في البلدان العربية التي غالباً لا يكون لها تأثير فعّال في المشهد الدولي.
من الطبيعي أن تؤجج هذه المشاهد عواطف الناس حول العالم، لا أحد يطيق رؤية أب يحمل بقايا أجساد أطفاله، كان هذا المشهد وحده كافياً لهذه الوقفة الشعبية غير المسبوقة.
كيف وصلت هذه المشاهد إلى الشباب الإنجليزيين في برمنغهام، والإسبانيين في بلباو، والسويسريين في لوزان؟ لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي طارت بهذه اللقطات المؤلمة إلى كل جهاز محمول، لكن أكثر الحمام الزاجل سرعة كان برنامج «تيك توك» الذي تملكه شركة «بايت دنس» الصينية. مزايا التطبيق مذهلة جعلت منه منصة منافسة لمنصات «سيليكون فالي»، فهو سريع، وسهل الاستخدام، ومع تقنية الذكاء الاصطناعي يستطيع التطبيق عرض المقاطع التي تُلائم ذائقة المستخدم بناءً على اختياراته، لذا أصبح في وقت قصير متضخماً بأعداد المشتركين. رغم المأساة، لكن لا بد من القول إن أهالي غزة يملكون حظاً من ناحية وصول معاناتهم إلى كل شعوب العالم في وقت قياسي، وعلى مدار الساعة، ونالوا بذلك تعاطفاً مهماً لقضيتهم أحرج الحكومة الأميركية والحكومات الأوروبية التي أولت اهتماماً منحازاً إلى إسرائيل في تفعيل حقها في الدفاع عن نفسها على حساب المدنيين في غزة.
نعم أهل غزة محظوظون من هذا الجانب. هذا الحظ لم يحصل عليه أطفال سوريا واليمن والعراق بكل أسف. المشاهد التي نراها اليوم في غزة حصل مثلها وربما أسوأ منها في مدن عربية لم تحظ بالتغطية نفسها؛ لأن المشاهد التي كانت تُصور وتُرسل متواضعة العدد، وبطيئة الانتشار، ولم تعكس حقيقة المذابح التي ارتكبتها الميليشيات الإسلاموية السنية والشيعية على السواء في المدن العربية، ضد المدنيين المسالمين العُزل. الإعلام، أيّاً كان نوعه، هو من أشعل الجوارح تعاطفاً، ودفع بالحشود إلى الشوارع، لأنه نجح في إيصال حقيقة ما يحصل. بالنهاية لا فرق بين قتل يأتي بيد من يقول: الله أكبر قبل أن يقتل، وبين قاتل يحمل نجمة داود.
لكن لماذا فشل هذا الإعلام في إثارة تعاطف العالم مع أطفال اليمن والعراق وسوريا ولبنان؟ حتى في إيران، كانت كل المظاهرات التي تخرج ضد الحكومة على امتداد سنوات في العقد الأخير تصل بخجل إلى العالم، لأن الحكومة كانت تعطل الإنترنت، وتراقب النشطاء على مواقع التواصل، ولا أحد يستطيع أن يصل إلى غرف التعذيب في السجون السيئة السمعة.
إسرائيل تنبهت لهذا الموضوع متأخرة، وقطعت تواصل أهل غزة عن العالم باستهدافها أبراج الاتصالات، لكن ما بأيدي الناس من فيديوهات منذ ثلاثة أسابيع كان كافياً ليوغر الصدور ضد الجيش الإسرائيلي ورئيس الوزراء. تطبيق «تيك توك» يطوف بالمشترك كل أرجاء الكون في ثوانٍ معدودة، وجعلت سهولة استخدامه، وخياراته المتعددة، منه الوسيلة الأفضل لنقل المعلومات لملايين المستخدمين الذين يسجلون بياناتهم أثناء التسجيل. واشنطن كانت ولا تزال تخشى من حجم البيانات الذي تستطيع الحكومة الصينية الوصول إليه من خلال خوادم التطبيق، وفرضت على المؤسسات الحكومية عدم تحميل التطبيق في أجهزتها أو أجهزة موظفيها. الخوف كان من البيانات، لكن الخطر جاء على واشنطن من خلال الاستخدام، بشكله البسيط. شعبية التطبيق وصلت إلى حد أن القائمين عليه وضعوا منبهاً لتنبيه المستخدم بعد مرور 60 دقيقة على استخدامه، لأنه في الغالب لن يشعر بمرور الوقت.
لاحظوا أننا اليوم حينما نشاهد فيلماً وثائقياً عن الحرب العالمية الأولى، من المحتمل أن نسمع معلومة أو نرى مشهداً لم نعلم عنه سابقاً رغم كل المعلومات التي نعرفها عن ظروف هذه الحرب.
والسبب أنه حينما وصلت أنباء الحرب إلى الإعلام في بدايات التقنية التلفزيونية لم تصل بالكامل، كانت نصف رواية من جانب واحد، لذلك ستظل دائماً ناقصة. في الوقت الراهن، نرى الصورة كاملة، لأن كل الأطراف تتحدث، وتبث إلى الناس ما يقوي موقفيها القانوني والإنساني.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

30 يونيو| المقدم محمد سليمان.. ابن المنيا الذي واجه الإرهابيين في الواحات وأبكي المصريين عند استشهاده

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يحتفل المصريون بالذكرى الحادية عشر على مرور ثورة ٣٠ يونيو التي أنقذت مصر من قبضة جماعة الاخوان الارهابية التي سعت لإغراق مصر في بحور الفوضي عن طريق زرع الفتن ومحاولة أخونة كل مؤسسات الدولة المصرية، ولكن وقفت ثورة ٣٠ يونيو المجيدة لتقف بالمرصاد وتؤكد أن الشعب المصري شعب واع ولا تقوده ميليشيات مرسي ومكتب الإرشاد.

ولكن هناك رجال ضحوا بأرواحهم الطاهرة فداء للوطن، وهم شهداءنا الأبرار من الجيش والشرطة الذين سطروا بأسمائهم بطولات خالدة لن يمحوها الزمان مهما طال، لأنهم لازالوا يعيشون بوجدان المصريين، ولذلك نبرز اليوم أحد شهداءنا الابطال وهو شهيد الواجب الشهيد المقدم محمد سليمان

من هو الشهيد المقدم محمد سليمان ؟

الشهيد من مواليد 1975 بمركز دير مواس محافظة المنيا، وتخرج من كلية الشرطة في عام 2000 ليلتحق بالعمل بالجهاز الشرطي في العديد من الإدارات، وكان في كل مرة يتم مقله إلى إدارة يثبت كفاءته بها، حتى وقع عليه الاختيار وتم نقله إلى العمل بجهاز الأمن الوطني والذى شهد له قادته خلال فترة عمله بالجهاز بحسن الخلق والإخلاص والتفاني في العمل، ما دفع رؤسائه لاختياره وإسناد المهام الصعبة له من كثرة وفرط حبه وتفانيه في العمل من أجل الوطن والحفاظ على أمن واستقرار مصر وشعبها.

حياته الاسرية

الشهيد المقدم محمد عبدالفتاح سليمان، كان متزوج وله طفلتان، ووالده مهندس زراعي سابق بالمعاش، ووالدته ربة منزل.

المقدم محمد عبد الفتاح سليمان أحد الأبطال الذين لاذوا بأرواحهم الطاهرة فداء للوطن في حادث الواحات، الذى راح ضحيته 16 ضابطا ومجندا من رجال وزارة الداخلية خلال مداهمتهم لإحدى البؤر الإرهابية التي كانت متمركزة في الصحراء الغربية، والتي نفذت عددا من العمليات الإرهابية ضد رجال الشرطة والجيش، حيث قررت تلك الجماعة الإرهابية أن تقوم بعمليات داخل العاصمة، فتم وصول هذه المعلومات إلى جهاز الأمن الوطني، وبالتنسيق مع رجال العمليات الخاصة

لحظة استشهاده

تم تشكيل مأمورية كبيرة من رجال العمليات الخاصة وعلى رأسهم ضباط جهاز الأمن الوطني، وأثناء اقتراب المـأمورية من المكان الذى كانت تختبئ فيه الجماعة الإرهابية والتي كانت تتخذ منه مكانا لها لانطلاق عملياتها، فتحت النار على المأمورية بأكملها، فتم تبادل إطلاق النيران مع العناصر التكفيرية، إلا أن بسبب وعورة المنطقة الجبلية التي كانت تتمركز بها الجماعة الإرهابية تمكنت من استهداف 16 ضابطا ومجند من رجال وزارة الداخلية بعد أن أبلوا بلاء حسنا إلى أن لفظوا أنفاسهم الزكية دون أن يولوا الدبر أو يتراجعوا أمام هذه الجماعة الإرهابية التي كانت تسعى أن تنال من أمن واستقرار مصر.


جنازة عسكرية مهيبة

شيع آلاف المواطنين من أبناء قرية الرحمانية بمركز دير مواس، جنوبي مدينة المنيا، جثمان المقدم محمد عبدالفتاح سليمان من قوة جهاز الأمن الوطني بمحافظة الجيزة، والذي استشهد على يد العناصر الإرهابية، بالواحات، بمسقط رأسه بالقرية.

وأقيمت صلاة الجنازة بمسجد محمد سليمان، بالقرية، بحضور حكمدار الجنوب، ومأمور مركز دير مواس، ورئيس الوحدة المحلية، وقيادات أمنية، وشعبية، وسط هتافات تطالب بالثأر للشهداء.

وعقب ذلك تم حمل الجثمان إلى مثواه الأخير، بمقابر الأسرة، بمنطقة الحاج قنديل، شرق النيل.

تكريم الشهيد

وافق عصام البديوي، محافظ المنيا، على إطلاق اسم الشهيد مقدم محمد عبدالفتاح سليمان، على مدرسة الرحمانية الإعدادية بمركز ديرمواس، حيث استشهدا بأحداث الواحات البحرية الأخيرة أثناء الاشتباك مع إحدى الخلايا الإرهابية.

يأتي ذلك تقديرا لما قدمه البطل من تضحية بالنفس من أجل الحفاظ على أمن ورفعة الوطن واستقراره وتخليدا لذكراهم العطرة.

مقالات مشابهة

  • القضاء العراقي العدالة بمعنى الإنسانية
  • السينما المتجولة .. ليت ايامك تعود !
  • لم يعد ChatGPT لنظام التشغيل macOS يتطلب الاشتراك
  • تيك توك ومعركة تكسير العظام في أمريكا
  • تعرف على أول منصة في العالم تربط بين البشر والذكاء الاصطناعي
  • تعرف إلى أول منصة في العالم تربط بين البشر والذكاء الاصطناعي
  • "القرصان" أسانج إلى الحرية.. اسم كبير أرّق واشنطن وشغل العالم (فيديو)
  • استبيان تلفزيون السودان
  • 30 يونيو| المقدم محمد سليمان.. ابن المنيا الذي واجه الإرهابيين في الواحات وأبكي المصريين عند استشهاده
  • لافروف: تورط واشنطن في الهجوم الإرهابي على سيفاستوبول غير قابل للشك