مسيرات بشرية غفيرة لا يُحصى عددها خرجت في عواصم متفرقة من العالم تنتصر للفلسطينيين في غزة، وتُندد بالقصف الإسرائيلي الشرس على القطاع. الحشود السائرة ملأت شوارع لندن وباريس وواشنطن، وأخرى في مدن إسبانية وآسيوية. طالعتنا مقاطع لشباب من أوروبا وأميركا يبكون بحرقة على أطفال غزة، ويناشدون العالم دفع إسرائيل لوقف القصف.
من الطبيعي أن تؤجج هذه المشاهد عواطف الناس حول العالم، لا أحد يطيق رؤية أب يحمل بقايا أجساد أطفاله، كان هذا المشهد وحده كافياً لهذه الوقفة الشعبية غير المسبوقة.
كيف وصلت هذه المشاهد إلى الشباب الإنجليزيين في برمنغهام، والإسبانيين في بلباو، والسويسريين في لوزان؟ لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي طارت بهذه اللقطات المؤلمة إلى كل جهاز محمول، لكن أكثر الحمام الزاجل سرعة كان برنامج «تيك توك» الذي تملكه شركة «بايت دنس» الصينية. مزايا التطبيق مذهلة جعلت منه منصة منافسة لمنصات «سيليكون فالي»، فهو سريع، وسهل الاستخدام، ومع تقنية الذكاء الاصطناعي يستطيع التطبيق عرض المقاطع التي تُلائم ذائقة المستخدم بناءً على اختياراته، لذا أصبح في وقت قصير متضخماً بأعداد المشتركين. رغم المأساة، لكن لا بد من القول إن أهالي غزة يملكون حظاً من ناحية وصول معاناتهم إلى كل شعوب العالم في وقت قياسي، وعلى مدار الساعة، ونالوا بذلك تعاطفاً مهماً لقضيتهم أحرج الحكومة الأميركية والحكومات الأوروبية التي أولت اهتماماً منحازاً إلى إسرائيل في تفعيل حقها في الدفاع عن نفسها على حساب المدنيين في غزة.
نعم أهل غزة محظوظون من هذا الجانب. هذا الحظ لم يحصل عليه أطفال سوريا واليمن والعراق بكل أسف. المشاهد التي نراها اليوم في غزة حصل مثلها وربما أسوأ منها في مدن عربية لم تحظ بالتغطية نفسها؛ لأن المشاهد التي كانت تُصور وتُرسل متواضعة العدد، وبطيئة الانتشار، ولم تعكس حقيقة المذابح التي ارتكبتها الميليشيات الإسلاموية السنية والشيعية على السواء في المدن العربية، ضد المدنيين المسالمين العُزل. الإعلام، أيّاً كان نوعه، هو من أشعل الجوارح تعاطفاً، ودفع بالحشود إلى الشوارع، لأنه نجح في إيصال حقيقة ما يحصل. بالنهاية لا فرق بين قتل يأتي بيد من يقول: الله أكبر قبل أن يقتل، وبين قاتل يحمل نجمة داود.
لكن لماذا فشل هذا الإعلام في إثارة تعاطف العالم مع أطفال اليمن والعراق وسوريا ولبنان؟ حتى في إيران، كانت كل المظاهرات التي تخرج ضد الحكومة على امتداد سنوات في العقد الأخير تصل بخجل إلى العالم، لأن الحكومة كانت تعطل الإنترنت، وتراقب النشطاء على مواقع التواصل، ولا أحد يستطيع أن يصل إلى غرف التعذيب في السجون السيئة السمعة.
إسرائيل تنبهت لهذا الموضوع متأخرة، وقطعت تواصل أهل غزة عن العالم باستهدافها أبراج الاتصالات، لكن ما بأيدي الناس من فيديوهات منذ ثلاثة أسابيع كان كافياً ليوغر الصدور ضد الجيش الإسرائيلي ورئيس الوزراء. تطبيق «تيك توك» يطوف بالمشترك كل أرجاء الكون في ثوانٍ معدودة، وجعلت سهولة استخدامه، وخياراته المتعددة، منه الوسيلة الأفضل لنقل المعلومات لملايين المستخدمين الذين يسجلون بياناتهم أثناء التسجيل. واشنطن كانت ولا تزال تخشى من حجم البيانات الذي تستطيع الحكومة الصينية الوصول إليه من خلال خوادم التطبيق، وفرضت على المؤسسات الحكومية عدم تحميل التطبيق في أجهزتها أو أجهزة موظفيها. الخوف كان من البيانات، لكن الخطر جاء على واشنطن من خلال الاستخدام، بشكله البسيط. شعبية التطبيق وصلت إلى حد أن القائمين عليه وضعوا منبهاً لتنبيه المستخدم بعد مرور 60 دقيقة على استخدامه، لأنه في الغالب لن يشعر بمرور الوقت.
لاحظوا أننا اليوم حينما نشاهد فيلماً وثائقياً عن الحرب العالمية الأولى، من المحتمل أن نسمع معلومة أو نرى مشهداً لم نعلم عنه سابقاً رغم كل المعلومات التي نعرفها عن ظروف هذه الحرب.
والسبب أنه حينما وصلت أنباء الحرب إلى الإعلام في بدايات التقنية التلفزيونية لم تصل بالكامل، كانت نصف رواية من جانب واحد، لذلك ستظل دائماً ناقصة. في الوقت الراهن، نرى الصورة كاملة، لأن كل الأطراف تتحدث، وتبث إلى الناس ما يقوي موقفيها القانوني والإنساني.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
التطبيق اليوم.. زيادة ببطاقات التموين لتلك الفئات
يبحث عدد كبير جدا من المواطنين، عن الزيادة المقررة علي بطاقات التموين، والتي من المفترض ان يتم تطبيقها اليوم، مع اول يوم في شهر رمضان.
زيادة دعم بطاقات التموين ابتداءً من مارس 2025وأعلنت وزارة التموين والتجارة الداخلية عن بدء تنفيذ الزيادة المقررة على بطاقات التموين ضمن حزمة الحماية الاجتماعية الجديدة، وذلك اعتبارًا من السبت 1 مارس 2025، في إطار جهود الحكومة لتعزيز الدعم المقدم للأسر الأكثر احتياجًا وتحسين مستوى معيشتهم.
125 جنيهًا إضافيًا للبطاقات التي تضم طفلًا واحدًا.
250 جنيهًا إضافيًا للبطاقات التي تضم طفلين.
البطاقات التي تشمل 3 أفراد: سيصل إجمالي الدعم إلى 275 جنيهًا.
البطاقات التي تشمل 4 أفراد: سيصل إجمالي الدعم إلى 450 جنيهًا.
توفير 30 سلعة بأسعار مخفضة خلال مارس 2025
بالتزامن مع زيادة قيمة الدعم، ستطرح وزارة التموين 30 سلعة أساسية بأسعار مدعمة في جميع المنافذ التموينية والمجمعات الاستهلاكية بمختلف المحافظات.
منتجات الألبان والتونة
الجبنة تتراباك:
250 جرام: 7.50 جنيه
500 جرام: 14 جنيهًا
التونة المفتتة (140 جرام): 18 جنيهًا
منتجات متنوعة
الخل (900 مللي): 6 جنيهات
الطحينة البيضاء (140 جرام): 3.75 جنيه
صلصة الطماطم (300 جرام): 8 جنيهات
مرقة الدجاج (8 مكعبات): 6 جنيهات
المنظفات والصابون
مسحوق الغسيل اليدوي (800 جرام): 16 جنيهًا
مسحوق الغسيل الأوتوماتيك (800 جرام): 25 جنيهًا
صابون التواليت (125 جرام): 7.50 جنيه
صابون الغسيل (125 جرام): 3 جنيهات
الزيوت والمشتقات
زيت خليط (800 مللي): 30 جنيهًا
مسلي صناعي (800 جرام): 36 جنيهًا
السكر والدقيق والمكرونة
السكر المعبأ (1 كجم): 12.60 جنيه
الدقيق المعبأ (1 كجم): 18 جنيهًا
المكرونة:
عبوة 800 جرام: 15.50 جنيه
عبوة 400 جرام: 7.75 جنيه
البقوليات والمواد الغذائية الأساسية
الفول المعبأ (500 جرام): 9 جنيهات
العدس المجروش (500 جرام): 21 جنيهًا
اللبن الجاف (125 جرام): 25.50 جنيه
وأكد وزير المالية، أحمد كجوك، أن هذه الزيادة تأتي ضمن مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى تحسين أوضاع الفئات الأقل دخلًا، موضحًا أن الحكومة ستواصل تقديم الدعم النقدي المباشر للأسر المستحقة، إلى جانب توفير السلع الأساسية بأسعار مخفضة عبر المنافذ التموينية.
لضمان الاستفادة المستمرة من الدعم، يُنصح بتحديث بيانات بطاقة التموين عبر موقع وزارة التموين أو من خلال مكاتب التموين في مختلف المحافظات.