وقع الرئيس الأميركي، جو بايدن، الاثنين، على أمر تنفيذي يضع معايير جديدة للسلامة وحماية الخصوصية في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، وهي خطوة يقول البيت الأبيض إنها ستحمي معلومات الأميركيين، وتشجع الابتكار والمنافسة، وتعزز الدور الريادي للولايات المتحدة في المجال التكنولوجي.

ومع تأخر القوانين كثيرا عن التقدم التكنولوجي، تروج الإدارة للأمر التنفيذي الجديد باعتباره مبنيا على التزامات طوعية سابقة من بعض شركات التكنولوجيا الرائدة بشأن التطوير الآمن والمضمون للذكاء الاصطناعي، وفقا لشبكة "سي بي أس نيوز".

وفي تصريحات، الاثنين، وصف الرئيس أمره التنفيذي بأنه "أهم إجراء اتخذته أي حكومة في أي مكان في العالم على الإطلاق بشأن سلامة وأمن وثقة الذكاء الاصطناعي".

وفي تغريدة على موقع أكس، كشف البيت الأبيض الاثنين مجموعة قواعد ومبادئ تهدف إلى التحقق من قيادة أميركا  لتنظيم الذكاء الاصطناعي، ومن بينها "حماية خصوصية الأميركيين، وترسيخ المساواة والحقوق المدنية وحماية الابتكار والمنافسة".

ماذا يعني الأمر التنفيذي؟

يضع الأمر التنفيذي معايير ومتطلبات إضافية، بحسب "سي بي أس نيوز"، التي أوضحت أن الأمر يتطلب أن يقوم مطورو أنظمة الذكاء الاصطناعي بمشاركة نتائج اختبارات السلامة الخاصة بهم مع الحكومة الفيدرالية.

وسيُخضع الأمر التنفيذي أنظمة الذكاء الاصطناعي من أمثال مايكروسوفت وغوغل وأمازون لرقابة مجموعة من الإدارات الحكومية وتوجيه قطاع الذكاء الاصطناعي بعيدا عن مسار التنظيم الذاتي، بحسب موقع "بارونز".

ويمثل هذا الإجراء "المحاولة الأكثر طموحا للحكومة الأميركية لتحفيز الابتكار ومعالجة المخاوف من أن التكنولوجيا المزدهرة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التحيز وتشريد العمال وتقويض الأمن القومي"، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".

ويقول البيت الأبيض إن هذا يتماشى مع قانون الإنتاج الدفاعي، الذي يتطلب من الشركات التي تقوم بتطوير نموذج يمكن أن يشكل خطرا على الأمن القومي أو الصحة العامة الوطنية أو الأمن الاقتصادي القومي إخطار الحكومة الفيدرالية ومشاركة النتائج.

وتضمن اختبارات السلامة التي يجريها المطورون، والمعروفة باسم "الفريق الأحمر"، أن المنتجات الجديدة لا تشكل تهديدا كبيرا للمستخدمين أو الجمهور الأوسع، بحسب شبكة "إيه بي سي نيوز".

وإذا لم ينجح المنتج في تقييم السلامة، فيمكن للحكومة الفيدرالية إجبار الشركة إما على إجراء تحسينات على المنتج أو التخلي عن الأمر كليا.

وستعمل الإدارة أيضا على تطوير معايير لفحص التركيب البيولوجي، بهدف الحماية من الاستخدام المحفوف بالمخاطر للذكاء الاصطناعي لإنشاء مواد بيولوجية خطيرة. وستكون هذه المعايير شرطا للتمويل الفيدرالي، بحسب "سي بي أس نيوز".

وذكرت الشبكة أن المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا سيضع معايير السلامة قبل الإصدار العام، وستقوم وزارة الأمن الداخلي بتطبيق هذه المعايير على قطاعات البنية التحتية الحيوية وإنشاء مجلس السلامة والأمن للذكاء الاصطناعي.

ووفقا للشبكة، ستعمل وزارة الطاقة مع وزارة الأمن الوطني لمعالجة التهديدات التي تواجه البنية التحتية بالإضافة إلى المخاطر الكيميائية والبيولوجية وغيرها من أنواع المخاطر التي يمكن أن تنتج عن الذكاء الاصطناعي.

وأوضحت أنه من المفترض أيضا أن يعمل هذا الأمر على تعزيز الخصوصية من خلال تقييم كيفية قيام الوكالات بجمع واستخدام المعلومات المتاحة تجاريا، ووضع مبادئ توجيهية للوكالات الفيدرالية لتقييم مدى فعالية تقنيات ضمان الخصوصية.

وتريد الإدارة أيضا تعزيز التكنولوجيا والأبحاث التي تحافظ على الخصوصية، مثل أدوات التشفير.

ووفقا لـ"إيه بي سي نيوز"، فمن شأن أحد المعايير الجديدة في الأمر التنفيذي تقنين استخدام العلامات المائية التي تنبه المستهلكين عندما يواجهون منتجا مدعوما بالذكاء الاصطناعي، ما قد يحد من التهديد الذي يشكله المحتوى المحتال مثل التزييف العميق.

ويحاول أمر الرئيس أيضا، بحسب الشبكة، معالجة ما يسميه التمييز الخوارزمي حتى تتمكن وزارة العدل ومكاتب الحقوق المدنية الفيدرالية من التحقيق والمقاضاة على أفضل وجه في انتهاكات الحقوق المدنية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.

ووفقا للشبكة، تعتزم الإدارة تطوير أفضل الممارسات لاستخدام الذكاء الاصطناعي في إصدار الأحكام، والإفراج والاحتجاز السابق للمحاكمة، وتقييم المخاطر، والمراقبة والتنبؤ بالجريمة، من بين أجزاء أخرى من نظام العدالة الجنائية.

ويطور الأمر التنفيذي أيضًا أفضل الممارسات لتقليل أضرار الذكاء الاصطناعي والاستفادة من فوائده عندما يتعلق الأمر بالوظائف ومعايير العمل.

وتريد الإدارة أيضا الاستفادة من خبرات المهاجرين ذوي المهارات العالية وغير المهاجرين الذين لديهم خبرة في المجالات الرئيسية للإقامة والدراسة والعمل في الولايات المتحدة، من خلال جعل عملية مقابلة التأشيرة ومراجعتها أكثر كفاءة.

قيود الكونغرس

ويمثل الأمر التنفيذي اختبارا مهما لإدارة بايدن، التي تكافح من أجل الوفاء بوعودها بصياغة حواجز حماية لشركات وادي السيليكون القوية.

تري "واشنطن بوست" أن هناك حدودا لما يمكن أن تحققه إدارة بايدن دون قانون صادر عن الكونغرس في ما يتعلق بتنظيم الذكاء الاصطناعي.

وأوضحت أنه إلى جانب ترشيح المسؤولين الرئيسيين الذين لديهم تاريخ من العداء تجاه وادي السيليكون، لم يتخذ البيت الأبيض إجراءات تذكر بشأن قضايا التكنولوجيا. وفي الوقت نفسه، لم يصدر الكونغرس أي تشريع رئيسي يتعلق بالتكنولوجيا، رغم سنوات من المحاولات لصياغة قواعد حول الخصوصية والسلامة عبر الإنترنت والتقنيات الناشئة.

وفي إشارة إلى هذه القيود، يحث الأمر التنفيذي الكونغرس على "تمرير تشريع خصوصية البيانات من الحزبين لحماية جميع الأميركيين، خاصة الأطفال"، وفقا لملخص البيت الأبيض، وهي خطوة بمثابة اعتراف ضمني بالقيود التي يفرضها الكونغرس على بايدن.

وأوضحت الصحيفة، نقلا عن أحد خبراء القانون المتخصص في التكنولوجيا، أنه من غير الواضح مدى عمق تأثير الأمر التنفيذي على القطاع الخاص، بالنظر إلى تركيزه على الوكالات الفيدرالية و"الظروف المحدودة" المتعلقة بمسائل الأمن القومي.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی البیت الأبیض یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يُشعل الخلاف بين ترامب وإلون ماسك

تسبب مشروع بخصوص الذكاء الاصطناعي في إشعال الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورائد الأعمال والملياردير الشهير إلون ماسك.

اقرأ أيضاً: العدوان على غزة يُحفز سلسلة من جرائم الكراهية ضد المسلمين

البابا فرانسيس يشكر مصر بعد إنجاز اتفاق غزة لبنان بعد انتخاب عون رئيساً.. خريطة طريق بدون حزب الله

وسردت شبكة سي إن إن الأمريكية تفاصيل القصة إذ قالت إنه بعد فترة وجيزة من إعلان الرئيس ترامب إقامة مشروع جديد بشأن دعم البنية التحتية للذكاء الاصطناعي قام ماسك بالتشكيك في المشروع برمته. 

وقال ماسك في تعليقه عبر موقع إكس (المملوك له) :"هم بالفعل لا يملكون المال، رصيد سوفت بانك يقل عن 10 مليار دولار".

وكان ترامب قد أعلن عن استثمار في شركة جديدة تُدعى "ستارجيت"، وتهدف الشركة الجديدة لدعم البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في أمريكا. 

ويأتي إعلان ترامب عن الشركة الجديدة بالتعاون مع سوفت بانك وشركة أوبن إيه آي وأوراكل. 

وبُناءً على الخطة المُعلنة فإن الشركات المُشار إليها ستستثمر بما قيمته 100 مليون باوند لبداية المشروع، على أن يضخوا 500 مليار دولار في المشروع خلال السنوات المُقبلة. 

ولم يرد ترامب أو أحد من إدارته على مزاعم ماسك، وستكشف الأيام المُقبلة عن السؤال بشأن مدى صدق تصريح رائد الأعمال المُشكك في جدوى مشروع الرئيس الأمريكي. 

تبذل الولايات المتحدة جهودًا كبيرة لتطوير مجال الذكاء الاصطناعي باعتباره عنصرًا أساسيًا في تعزيز ريادتها التكنولوجية والاقتصادية. 

تعمل الحكومة الأمريكية على وضع استراتيجيات وطنية تهدف إلى تسريع البحث والتطوير في هذا المجال، مثل إصدار "خطة المبادرة الوطنية للذكاء الاصطناعي" التي تسعى إلى تعزيز الابتكار وتوسيع نطاق الاستثمار في الأبحاث الأساسية والتطبيقية. تمثل المؤسسات الأكاديمية والمختبرات الحكومية والشركات التكنولوجية الكبرى مثل "مايكروسوفت" و"جوجل" و"أوبن إيه آي" محاور رئيسية في تطوير حلول الذكاء الاصطناعي التي تُستخدم في قطاعات متعددة كالصحة، والتعليم، والطاقة، والدفاع. كما توفر الولايات المتحدة تمويلاً كبيرًا لمشاريع الذكاء الاصطناعي من خلال وكالات مثل وكالة مشاريع البحوث المتطورة للدفاع (DARPA)، التي تدعم الابتكارات الرائدة.

على المستوى التشريعي، تعمل الحكومة الأمريكية على وضع إطار قانوني وأخلاقي لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي وضمان تطويره بطريقة تحترم القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. تُركّز الجهود أيضًا على بناء قوى عاملة متخصصة من خلال تعزيز برامج التعليم والتدريب في الذكاء الاصطناعي داخل الجامعات والمعاهد.

 تسعى أمريكا أيضًا إلى التعاون مع الدول الحليفة والمؤسسات الدولية لوضع معايير عالمية لاستخدام الذكاء الاصطناعي. في الوقت نفسه، تولي اهتمامًا كبيرًا للأمن السيبراني وحماية البيانات لضمان الاستخدام الآمن للتكنولوجيا.

 هذه الجهود المتكاملة تُظهر التزام الولايات المتحدة بأن تكون في طليعة الابتكار العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي مع الحرص على مواجهة التحديات المرتبطة به.

 

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يُشعل الخلاف بين ترامب وإلون ماسك
  • أول علاج للسرطان وأمراض القلب مطور من قبل الذكاء الاصطناعي
  • عبر الذكاء الاصطناعي.. "أدنوك" تخفض الانبعاثات في حقل شاه النفطي
  • بداية ساخنة لترامب.. أمر تنفيذي يلغي خطط بايدن لتنظيم الذكاء الاصطناعي
  • وزير الداخلية: تعزيز مكافحة الجرائم الإلكترونية عبر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
  • سامسونج Galaxy S25 Ultra.. الريادة في الذكاء الاصطناعي ومستقبل الهواتف الذكية
  • نقابة العمال الفيدرالية تقاضي ترامب بسبب الأمر التنفيذي بإعادة تشكيل القوى العاملة جذريا
  • الذكاء الاصطناعي في المسرح
  • صورة بقيمة 10 تريليون دولار.. ماذا يعني حضور عمالقة التكنولوجيا لحفل تنصيب ترامب
  • سعر iPhone SE 4.. أرخص آيفون يدعم الذكاء الاصطناعي