الخليج الجديد:
2025-01-05@11:07:37 GMT

الواقع الذي تتحايل عليه إسرائيل

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

الواقع الذي تتحايل عليه إسرائيل

الواقع الذي تتحايل عليه إسرائيل

بحسب يوسي ميلمان لا يمكن وصف كل السيناريوهات الإسرائيلية المرتبطة بهدف تقويض قدرات "حماس" إلا بأنها أضغاث أحلام.

تمتلك المقاومة ترسانة من عشرات ألوف الصواريخ والقذائف التي تكفل لها عمليات إطلاق يومية باتجاه "إسرائيل" بمعدلاتٍ كبيرة شهرين متواصلين.

أصوات قليلة تشدّد على عدم التقليل من قدرات المقاومة وعُمق تفكيرها وإعدادها لمواجهة العملية البرية منذ زمن بما يجعلها فخّا قاتلا لعناصر الجيش الإسرائيلي.

برهنت "طوفان الأقصى" أن الوعي الفلسطيني بالحقّ والمقاومة ثابتٌ لا يتحوّل ولا يمكن تغييره، تمامًا مثلما فشلت أميركا بأفغانستان والعراق. وعليه، مطلوب أهداف واقعية ليست كالتي حدّدتها الحكومة.

حتى الذين يروّجون "حتمية" نجاح إسرائيل في تحقيق غايات وضعتها للحرب يؤكدون أنه دون تفكير وتخطيط لــ"اليوم التالي"، الاحتمال الأكبر الوارد أن تجد إسرائيل نفسها في واقع لا يقل سوءًا عن 7 أكتوبر.

* * *

في خضم حالة الإجماع الإسرائيلية على الحرب ضد قطاع غزّة، وعلى ضرورة الاقتصاص من حركة حماس والمقاومة الفلسطينية جرّاء الحصيلة العامة لعملية طوفان الأقصى، قلّت الأصوات في إسرائيل التي تتمرّد على هذا الإجماع، وتنحاز إلى الواقع، وليس إلى الصورة المرسومة عنه من القادة السياسيين والعسكريين والضاربين بسيفهم، سيما في وسائل الإعلام.

ورغم ذلك، من داخل هذه الأصوات القليلة يمكن أن نستشفّ الكثير بشأن هذا الواقع الذي يجري التحايل عليه. وبعيدًا عن الصياغات العامة أو الإنشائية، يمكن التمثيل على المقصود هنا من خلال التطرّق إلى مجالين من مجالات عديدة أثارت هذه الحرب ولا تزال تثير جدلًا كبيرًا بشأنها.

يتعلّق المجال الأول بالعملية العسكريّة البريّة في قطاع غزّة التي يجري تلكؤ في القيام بها، بحسب ما تنشر وسائل إعلام إسرائيلية وأجنبية هذه الأيام. وبينما تنشغل معظم تقارير وسائل الإعلام والمحللين العسكريين بأسباب هذا التلكؤ، وما تحيل إليه ربما من نقاش بين المستويين السياسي والعسكري وبين إسرائيل والولايات المتحدة، التي تشارك لأول مرة في تاريخ إسرائيل في صنع القرار المرتبط بالحرب عمومًا، وعملياتها العسكرية خصوصًا، لا تنشغل إلا في ما ندر بالاسم الذي يجري تداوله لها وهو "المناورة"، وما يعنيه من دلالات عسكرية لا نمتلك الوسائل اللازمة لقراءتها، وكذلك باحتمالات أن تنجح في تحقيق الغايات الموضوعة لها من المجلس الوزاري الحربي، وفي مقدمها تقويض قدرات حركة حماس العسكرية والسلطوية، وإيجاد نظام حكم أمنيّ جديد في قطاع غزّة.

كما أن هذا الانشغال يحيل إلى سبب آخر لهذا التلكؤ، هو الأخذ بعين الاعتبار خطر الاشتعال في الشمال، ورُبما في الشرق الأوسط برمته. ومع هذا كله، يتعيّن الالتفات إلى أنّ تلك الأصوات القليلة تشدّد، في ما يمكن اعتباره تغريدًا خارج السرب، على ضرورة عدم التقليل من قدرات المقاومة الفلسطينية، ومن عُمق تفكيرها، ومن احتمال أنها تعدّ العدة لمواجهة مثل هذه العملية منذ أكثر من عقد، بما من شأنه أن يحوّلها إلى فخّ قاتل بالنسبة إلى عناصر الجيش الإسرائيلي.

وبحسب يوسي ميلمان، وهو من أبرز محللي الشؤون الأمنية في إسرائيل، لا يمكن وصف كل السيناريوهات الإسرائيلية المرتبطة بهدف تقويض قدرات "حماس" إلا بأنها أضغاث أحلام.

وهو لا يكتفي بهذا الاستنتاج في إطلاقيته فقط، بل يدخل في تفاصيل هذه القدرات التي تفيد، وفقًا لما يكتب، بامتلاك الحركة ترسانة من عشرات ألوف الصواريخ والقذائف التي تكفل لها عمليات إطلاق يومية في اتجاه "الأراضي الإسرائيلية" بمعدلاتٍ كبيرة شهرين متواصلين، ناهيك عن وجود قوات مسلّحة يبلغ تعدادها بموجب تقديراته لا أقل من 20 ألف مقاتل بالإضافة إلى عشرات ألوف الأشخاص الآخرين الذين تربطهم علاقات عمل وتشغيل مع سلطة حماس في القطاع ويشكلون ظهيرًا للمقاتلين.

المجال الثاني مرتبط بالهدف الآخر لحرب إسرائيل الذي صاغه المجلس الوزاري الحربي بعبارة: إيجاد نظام حكم أمنيّ جديد في قطاع غزّة. في هذا الخصوص، تجب الإشارة إلى أنه حتى الذين يروّجون "حتمية" نجاح إسرائيل في تحقيق الغايات التي وضعتها للحرب، يؤكدون أنه من دون تفكير وتخطيط لــ"اليوم التالي"، الاحتمال الأكبر الوارد أن تجد إسرائيل نفسها في واقع ليس أقل سوءًا من 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بدءًا من سيطرة مستمرّة على القطاع، وصولًا إلى "نشوء فراغ حكومي يمكن أن تملأه جهات متطرّفة من مناطق مختلفة في الشرق الأوسط".

وفي الأحوال جميعًا، النتيجة معاودة "الغرق في الوحل الغزيّ". في المقابل، تؤكّد الأصوات الخارجة عن الإجماع أن ما برهنت عليه عملية "طوفان الأقصى" هو أن الوعي الفلسطيني حيال الحقّ والمقاومة ثابتٌ لا يتحوّل ولا يمكن تغييره، تمامًا مثلما فشل الأميركيون في أفغانستان والعراق. وعليه، فالمطلوب أهداف واقعية ليست كالتي حدّدتها الحكومة.

*أنطوان شلحت كاتب وباحث في الشأن الإسرائيلي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل 7 أكتوبر طوفان الأقصى حركة حماس المقاومة الفلسطينية قطاع غزة قطاع غز ة لا یمکن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تؤكد استئناف المفاوضات مع حماس

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، السبت، استئناف المفاوضات غير المباشرة مع حماس في قطر، من أجل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، الذين خطفوا خلال هجوم الحركة على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال بيان صادر عن مكتب كاتس إنه أبلغ والدي الرهينة ليري إلباغ التي نشرت حماس مقطع فيديو لها في وقت سابق، "بالجهود المستمرة لإطلاق سراح الرهائن، بما في ذلك الوفد الإسرائيلي الذي غادر، الجمعة، لإجراء محادثات في قطر"، مضيفاً أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أعطى "توجيهات دقيقة لاستمرار المفاوضات".
وتحدث نتانياهو أيضاً مع والدي ليري إلباغ، التي احتجزت أثناء أدائها الخدمة العسكرية، في قاعدة ناحال عوز في جنوب إسرائيل.

فيديو جديد من حماس يثير الجدل حول رهينة إسرائيلية - موقع 24نشرت حركة حماس، السبت، مقطع فيديو يظهر الرهينة الإسرائيلية ليري ألباغ، (19 عامًا)، وهي تشير إلى أنها محتجزة منذ أكثر من 450 يوماً، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وأورد مكتبه في بيان أن "رئيس الوزراء وعد العائلة بأن إسرائيل تواصل العمل بلا كلل، من أجل عودة ليري وجميع الرهائن.. الجهود مستمرة، بما في ذلك في هذا الوقت".
كانت حماس أعلنت الجمعة استئناف المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل في قطر بشأن الهدنة، مشيرة "ستركّز هذه الجولة على أن يؤدي الاتفاق إلى وقف تام لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة وتفاصيل التنفيذ، وعودة النازحين إلى بيوتهم التي أخرجوا منها في كل مناطق القطاع".
وتتوسط قطر ومصر والولايات المتحدة منذ أشهر في محادثات بين إسرائيل وحماس.

مقالات مشابهة

  • غزة.. جهود الوساطة تتصاعد لسد الفجوات بين إسرائيل وحماس
  • كان حريصاً أكثر من نصرالله.. من هو الشبح الذي تراقبه إسرائيل؟
  • إسرائيل تؤكد استئناف المفاوضات مع حماس
  • جنرال أمريكي لقادة الجيش اللبناني: إسرائيل تريد مزيدا من الوقت لإنهاء قدرات حزب الله
  • إسرائيل تسلم حماس قائمة بـ34 محتجزًا
  • حماس تكشف : هذا ما تركز عليه جولة المفاوضات الحالية بالدوحة
  • بطيء المشية.. أعجوبة الخلق الذي لا يمكن تدميره حتى بالإشعاع
  • جنرال إسرائيلي: الحرب في غزة بعيدة عن الحسم.. وحماس لديها قدرات
  • هل تتعاون الصين سراً مع الحوثيين؟ وما المقابل الذي تحصل عليه؟ الإستخبارات الأمريكية تكشف معلومات خطيرة
  • ‏مصادر فلسطينية: مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مقر وزارة الداخلية التي تديرها حماس في خان يونس بقطاع غزة