الخليج الجديد:
2024-09-30@10:02:27 GMT

الواقع الذي تتحايل عليه إسرائيل

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

الواقع الذي تتحايل عليه إسرائيل

الواقع الذي تتحايل عليه إسرائيل

بحسب يوسي ميلمان لا يمكن وصف كل السيناريوهات الإسرائيلية المرتبطة بهدف تقويض قدرات "حماس" إلا بأنها أضغاث أحلام.

تمتلك المقاومة ترسانة من عشرات ألوف الصواريخ والقذائف التي تكفل لها عمليات إطلاق يومية باتجاه "إسرائيل" بمعدلاتٍ كبيرة شهرين متواصلين.

أصوات قليلة تشدّد على عدم التقليل من قدرات المقاومة وعُمق تفكيرها وإعدادها لمواجهة العملية البرية منذ زمن بما يجعلها فخّا قاتلا لعناصر الجيش الإسرائيلي.

برهنت "طوفان الأقصى" أن الوعي الفلسطيني بالحقّ والمقاومة ثابتٌ لا يتحوّل ولا يمكن تغييره، تمامًا مثلما فشلت أميركا بأفغانستان والعراق. وعليه، مطلوب أهداف واقعية ليست كالتي حدّدتها الحكومة.

حتى الذين يروّجون "حتمية" نجاح إسرائيل في تحقيق غايات وضعتها للحرب يؤكدون أنه دون تفكير وتخطيط لــ"اليوم التالي"، الاحتمال الأكبر الوارد أن تجد إسرائيل نفسها في واقع لا يقل سوءًا عن 7 أكتوبر.

* * *

في خضم حالة الإجماع الإسرائيلية على الحرب ضد قطاع غزّة، وعلى ضرورة الاقتصاص من حركة حماس والمقاومة الفلسطينية جرّاء الحصيلة العامة لعملية طوفان الأقصى، قلّت الأصوات في إسرائيل التي تتمرّد على هذا الإجماع، وتنحاز إلى الواقع، وليس إلى الصورة المرسومة عنه من القادة السياسيين والعسكريين والضاربين بسيفهم، سيما في وسائل الإعلام.

ورغم ذلك، من داخل هذه الأصوات القليلة يمكن أن نستشفّ الكثير بشأن هذا الواقع الذي يجري التحايل عليه. وبعيدًا عن الصياغات العامة أو الإنشائية، يمكن التمثيل على المقصود هنا من خلال التطرّق إلى مجالين من مجالات عديدة أثارت هذه الحرب ولا تزال تثير جدلًا كبيرًا بشأنها.

يتعلّق المجال الأول بالعملية العسكريّة البريّة في قطاع غزّة التي يجري تلكؤ في القيام بها، بحسب ما تنشر وسائل إعلام إسرائيلية وأجنبية هذه الأيام. وبينما تنشغل معظم تقارير وسائل الإعلام والمحللين العسكريين بأسباب هذا التلكؤ، وما تحيل إليه ربما من نقاش بين المستويين السياسي والعسكري وبين إسرائيل والولايات المتحدة، التي تشارك لأول مرة في تاريخ إسرائيل في صنع القرار المرتبط بالحرب عمومًا، وعملياتها العسكرية خصوصًا، لا تنشغل إلا في ما ندر بالاسم الذي يجري تداوله لها وهو "المناورة"، وما يعنيه من دلالات عسكرية لا نمتلك الوسائل اللازمة لقراءتها، وكذلك باحتمالات أن تنجح في تحقيق الغايات الموضوعة لها من المجلس الوزاري الحربي، وفي مقدمها تقويض قدرات حركة حماس العسكرية والسلطوية، وإيجاد نظام حكم أمنيّ جديد في قطاع غزّة.

كما أن هذا الانشغال يحيل إلى سبب آخر لهذا التلكؤ، هو الأخذ بعين الاعتبار خطر الاشتعال في الشمال، ورُبما في الشرق الأوسط برمته. ومع هذا كله، يتعيّن الالتفات إلى أنّ تلك الأصوات القليلة تشدّد، في ما يمكن اعتباره تغريدًا خارج السرب، على ضرورة عدم التقليل من قدرات المقاومة الفلسطينية، ومن عُمق تفكيرها، ومن احتمال أنها تعدّ العدة لمواجهة مثل هذه العملية منذ أكثر من عقد، بما من شأنه أن يحوّلها إلى فخّ قاتل بالنسبة إلى عناصر الجيش الإسرائيلي.

وبحسب يوسي ميلمان، وهو من أبرز محللي الشؤون الأمنية في إسرائيل، لا يمكن وصف كل السيناريوهات الإسرائيلية المرتبطة بهدف تقويض قدرات "حماس" إلا بأنها أضغاث أحلام.

وهو لا يكتفي بهذا الاستنتاج في إطلاقيته فقط، بل يدخل في تفاصيل هذه القدرات التي تفيد، وفقًا لما يكتب، بامتلاك الحركة ترسانة من عشرات ألوف الصواريخ والقذائف التي تكفل لها عمليات إطلاق يومية في اتجاه "الأراضي الإسرائيلية" بمعدلاتٍ كبيرة شهرين متواصلين، ناهيك عن وجود قوات مسلّحة يبلغ تعدادها بموجب تقديراته لا أقل من 20 ألف مقاتل بالإضافة إلى عشرات ألوف الأشخاص الآخرين الذين تربطهم علاقات عمل وتشغيل مع سلطة حماس في القطاع ويشكلون ظهيرًا للمقاتلين.

المجال الثاني مرتبط بالهدف الآخر لحرب إسرائيل الذي صاغه المجلس الوزاري الحربي بعبارة: إيجاد نظام حكم أمنيّ جديد في قطاع غزّة. في هذا الخصوص، تجب الإشارة إلى أنه حتى الذين يروّجون "حتمية" نجاح إسرائيل في تحقيق الغايات التي وضعتها للحرب، يؤكدون أنه من دون تفكير وتخطيط لــ"اليوم التالي"، الاحتمال الأكبر الوارد أن تجد إسرائيل نفسها في واقع ليس أقل سوءًا من 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بدءًا من سيطرة مستمرّة على القطاع، وصولًا إلى "نشوء فراغ حكومي يمكن أن تملأه جهات متطرّفة من مناطق مختلفة في الشرق الأوسط".

وفي الأحوال جميعًا، النتيجة معاودة "الغرق في الوحل الغزيّ". في المقابل، تؤكّد الأصوات الخارجة عن الإجماع أن ما برهنت عليه عملية "طوفان الأقصى" هو أن الوعي الفلسطيني حيال الحقّ والمقاومة ثابتٌ لا يتحوّل ولا يمكن تغييره، تمامًا مثلما فشل الأميركيون في أفغانستان والعراق. وعليه، فالمطلوب أهداف واقعية ليست كالتي حدّدتها الحكومة.

*أنطوان شلحت كاتب وباحث في الشأن الإسرائيلي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل 7 أكتوبر طوفان الأقصى حركة حماس المقاومة الفلسطينية قطاع غزة قطاع غز ة لا یمکن

إقرأ أيضاً:

من قدرات الحزب إلى العمليات العميقة.. إسرائيل ترصد ما بعد استشهاد نصرالله

أكد محلل الشؤون العسكرية في القناة الـ13 الإسرائيلية ألون بن دافيد أن ما نراه من صواريخ حزب الله في الأيام الأخيرة لا يعكس حقيقة قدراته.

وقال بن دافيد "عندما نرى صواريخ حزب الله في اليوم السابق فهذا ليس ما أراد أن يطلقه ردا على اغتيال قادته، وهذا أيضا ليس ما هو قادر على إطلاقه، هو قادر على أكثر من ذلك".

وأضاف أنه رغم تعرض الحزب لضربة في قدراته العملياتية فإن مشكلته الأساسية حاليا تكمن في عملية اتخاذ القرار.

وفي تقييم لحجم القوة التي يمتلكها حزب الله، أكد بن دافيد أن الحزب "لا يزال يمتلك قدرات كبيرة جدا، وهي أكبر مما أظهر حتى الآن".

ومن جانب آخر، دعا محلل الشؤون العسكرية في القناة الـ14 الإسرائيلية نوعام أمير إلى إعادة رسم الحدود مع لبنان، وقال "إسرائيل ليست فقط قادرة، بل يجب عليها أن ترسم الحدود مع لبنان من جديد على طولها وتنظيمها بشكل يقوم على المصالح الأمنية الإسرائيلية".

وفيما يتعلق باحتمالات العملية البرية، قدم رئيس معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب تامر هايمان 3 سيناريوهات محتملة، الأول -وهو الأكثر محدودية- يتمثل في "الدخول بريا من أجل تطهير المنطقة التي توجد فيها قوة رضوان بهدف خلق وضع أفضل".

أما الاحتمال الثاني فهو "عملية أوسع بهدف إنشاء حزام أمني، أي بالدخول إلى مسافة أكبر والبقاء هناك"، في حين يتمثل السيناريو الثالث في "الذهاب إلى إخضاع حزب الله، وهذه عملية أعمق بكثير".

ومع ذلك، حذر قائد الفيلق الشمالي سابقا نوعام تيبول من مخاطر التورط في عملية برية دون استعداد كافٍ، وقال "إن العملية البرية قد تؤدي إلى ورطة، لذلك أولا يجب إعداد القوات جيدا، وثانيا يجب التفكير جيدا في طبيعة العملية التي يجب القيام بها من بين الكثير من أنواع العمليات، وثالثا إن كان سلاح الجو مجديا يجب عدم التعجل بالعملية البرية".

وفي سياق متصل، دعا رئيس شعبة العمليات في الجيش سابقا إسرائيل زيف إلى تعزيز الضغط على حزب الله "كي يضعف إلى أقصى درجة ممكنة"، قبل الانتقال إلى عملية سياسية بالاستفادة من الإنجازات العسكرية.

أما المتحدث السابق باسم الجيش رونين مانيليس فقد رأى أن الوقت قد حان للعمل السياسي، وقال "لقد آن الأوان للعمل السياسي، فقد توفرت الظروف لذلك"، مضيفا أن العمل السياسي قد يكون اتفاقا يشمل غزة ولبنان أو يتعامل مع كل ملف على حدة، أو بناء على الأهداف المحددة للحرب أو تعديل أهداف الحرب". (الجزيرة)

مقالات مشابهة

  • من قدرات الحزب إلى العمليات العميقة.. إسرائيل ترصد ما بعد استشهاد نصرالله
  • القوني لا تبدو عليه أي قدرات تكفي لإدارة طبلية
  • إعتراف أميركي: من الصعب على إسرائيل تدمير قدرات حزب الله
  • 45 يوما تكشف الواقع الوحشي على كوكب المريخ.. إمكانية الحياة عليه في هذا الموعد
  • إسرائيل تنشر صورة لهرم قيادة حزب الله الذي قضت عليه
  • الجديد: لا يمكن للمصرف المركزي إرضاء الشعب وإعطائه الدولار بالسعر الذي يريده
  • ما الذي تمرد عليه الدعم السريع؟
  • الذكاء الاصطناعي ما له وما عليه
  • مخاطر القلب والأوعية الدموية.. ما هي الاختبارات التي يمكن أن تشير إلى أمراض القلب
  • تفاصيل لقاء العليمي مع غوتيريش والإلتزام الذي أكد عليه الأمين العام للأمم المتحدة تجاه اليمن