إجراءات للجيش لمنع التفلُّت جنوباً.. ونصرالله يتّجه إلى التصعيد
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
بقي الوضع الميداني جنوبا محافظا على قدر عال من السخونة والتصعيد وعاود الجيش الإسرائيلي تهديداته بان "كل خلية يرسلها حزب الله إلى السياج الأمني أو تطلق الصواريخ ستتم تصفيتها".
وكتبت" اللواء": يمضي حزب الله في تكتيكه الحربي في الجنوب، لجهة استهداف المواقع المعادية، وإلحاق الخسائر بصفوفه، والحرص على عدم توسع الاشتباك باتجاه المدنيين، والحد من الخسائر البشرية.
وفي السياق كشفت مصادر قريبة من اليونيفل والجيش اللبناني، ان اجراءات يقوم بها الجيش لمنع التفلت جنوباً. وقالت المصادر ان الوحدات العسكرية لا تألو جهداً في مسح مواقع اطلاق الصواريخ وتفكيكها، نظراً لمخاطر ذلك على اهالي الجنوب، الذين يصرون على عدم تفويت الزراعات الموسمية، وقطاف الزيتون وتسليم التبغ. وأكدت أوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن المخاوف من استدراج لبنان إلى الحرب لا تزال على حالها ولذلك اطلقت قيادات سياسية وكتل نيابية نداءات بشأن هذه المخاوف، وإن اتصالات تولاها مقربون من حزب الله لمنع الانزلاق إلى هذه الحرب التي يشنها العدو الإسرائيلي،مشيرة إلى أن التوجه المرتقب للحزب يتظهّر من كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في حين أن أي تأجيل لها سيكون له مدلولاته.
وافادت معلومات «نداء الوطن»، ان الكلمة المرتقبة لنصرالله، ستتضمّن»موقفاً واضحاً من الحشود العسكرية الأميركية في شرق المتوسط، ومن التدخل العسكري المباشر في الحرب الدائرة في غزة، كما الدور العسكري الأميركي في ما يحصل على الحدود الجنوبية».كذلك سيوجّه نصرالله «رسائل متعددة الى الجانب الأميركي، ولن يكون موقفه تهدوياً، بل تصعيدياً، كما أنه سيتحدث باسم كل المحور وليس باسم «حزب الله» فقط.وتحضيراً لكلمة الأمين العام نشر موقع «العهد» الالكتروني التابع لـ»الحزب» شريطاً استعاد فيه مواقف سابقة لنصرالله تتماهى والظروف الراهنة. وجاء فيه: «اسرائيل هزمناها عام 2000 وهزمها أهل غزة مرات عدة، واسرائيل اللي هزمناها في الـ 2006، واسرائيل اللي هزمناها بالأمس، هي أوهى من بيت العنكبوت، ولن تكون غير ذلك... نحن لا نخاف الحرب ولا نخشاها ولا نتردد في مواجهتها وسنواجهها إذا فرضت علينا، وسننتصر فيها إن شاء الله».
ولفتت المصادر لـ«البناء» الى أن «مستجدّات أملت على السيد نصرالله الظهور على الإعلام لمخاطبة الرأي العام اللبناني ووضعه بآخر التطورات لا سيما بعد أن أصبح حزب الله شريكاً أساسياً في المعركة ويقاتل على جبهة طويلة وأساسية وهامة على طول الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة التي تتعدّى مساحتها المئة كلم»، مشيرة إلى أن «السيد نصرالله سيضع النقاط على الحروف وسيشرح ماذا يجري على جبهة الجنوب ووقائع ضربة 7 تشرين وأبعادها الاستراتيجية وتأثيرها على القضية الفلسطينية ومجريات الحرب في غزة، كما سيوجه رسائل الى الإسرائيليين والأميركيين والأنظمة العربية .وتوقع الخبراء أن يوسّع الحزب بعد خطاب السيد نصرالله «عملياته العسكرية ضد الاحتلال الاسرائيلي وقد تكون هناك مفاجآت على هذا الصعيد، ملاحظين أن الحزب خلال الأيام القليلة الماضية تجاوز حدود العمليات السابقة، لجهة المدى حيث وصلت صواريخ الحزب الى نهاريا 10 كلم عمق، ولجهة نوع السلاح حيث أطلق صواريخ جديدة وأسقط مسيرات اسرائيلية». ولوحِظ أمس تراجع عدد المسيرات أمس في الأجواء اللبنانية إلى حدٍ كبير.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
السيد حسن نصر الله: قائد المقاومة ورمز الصمود
يمانيون ـ بقلم ـ فضل فارس
كان السيد حسن نصر الله قائدًا استثنائيًّا حمل على عاتقه راية المقاومة، فهزّ عروش الظلم والاستبداد، وواجه الكيان الصهيوني بكل شجاعة وثبات، لم يكن مُجَـرّد زعيم لحزب الله، بل كان رمزًا عالميًّا للمقاومة، تجاوز حدود الطائفة والجغرافيا، ليصبح صوتًا حرًا في مواجهة الصهيونية والاستكبار العالمي، وملهِمًا لكل الأحرار في العالم الذين ينشدون العدالة والكرامة.
منذ أن تولّى قيادة حزب الله، استطاع بحنكته السياسية وقيادته الفذة أن يحوّل المقاومة من مُجَـرّد حركة محلية إلى قوة إقليمية لها تأثيرها العميق في معادلات الصراع، فارضًا معادلات ردع جديدة أرهقت العدوّ وأفشلت مخطّطاته، كانت كلماته أشبه بالسلاح، تخترق قلوب المقاومين لتمنحهم العزم والثبات، وتربك الأعداء فتشلّ استراتيجياتهم العدوانية.
لم تكن خطاباته مُجَـرّد كلمات تُقال ثم تُنسى، بل كانت منارات هدى وإلهام، ترشد الأحرار في زمن الحيرة، وتبث في النفوس العزيمة والإصرار، بفضل رؤيته الثاقبة وخطابه التعبوي، استطاع أن يجمع حوله الملايين من المؤمنين بنهج المقاومة، ليجعل من هذه المسيرة قوة عصيّة على الكسر، ستظل كلماته نورًا يضيء درب المجاهدين، ويمنحهم القوة لمواجهة التحديات في طريق القدس، إذ طالما أكّـد أن المعركة ليست معركة حدود، بل هي صراع وجود ومصير.
مهما مرت الأيّام وتعاقبت السنين، ستبقى رؤى السيد حسن نصر الله وأهدافه راسخة في وجدان الأُمَّــة، تتحقّق وعوده وتتجسد استراتيجياته على أرض الواقع، لطالما كان سابقًا لزمانه في إدراك مكائد الأعداء، فاستبق مخطّطاتهم وأفشل مشاريعهم التوسعية، وحوّل التهديدات إلى فرصٍ عززت من قوة المقاومة وجعلتها لاعبًا أَسَاسيًّا في المنطقة.
إن إرثه الفكري والجهادي سيبقى خالدًا، يُلهم الأجيال القادمة ويعبّد الطريق لكل من يسير على درب الشهداء في سبيل الحرية والكرامة؛ فالسيد حسن نصر الله لم يكن مُجَـرّد قائدٍ عسكري أَو سياسي، بل كان مدرسةً في الصبر والتخطيط والحكمة، ومثالًا للقائد الذي يجمع بين الإيمان الراسخ، والقدرة على اتِّخاذ القرار الحاسم، والرؤية الاستراتيجية التي تصنع التاريخ.