كشف المستشار في "معهد واشنطن" دينيس روس، عن مخاوف لدى بعض المسؤولين العرب من أن تنتصر حركة "حماس" في مواجهة العدوان الغسرائيلي على غزة، بحجة عدم منح إيران نفوذا وزخما في المنطقة.

وقال الدبلوماسي الأمريكي السابق في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، إن "إسرائيل" ليست الوحيدة التي تعتقد أن عليها هزيمة "حماس"، فخلال الأسبوعين الماضيين، عندما تحدثتُ مع مسؤولين عرب في مختلف أنحاء المنطقة الذين أعرفهم منذ فترةٍ طويلة، قال لي كل واحدٍ منهم إنه لا بد من تدمير "حماس" في غزة.



وأضاف على لسان المسؤولين (لم يسمهم): "إذا اعتُبرت حماس منتصرةً، فإن ذلك سيضفي الشرعية على أيديولوجية الرفض التي تتبناها هذه الجماعة، ويمنح إيران والمتعاونين معها نفوذاً وزخماً، ويضع حكوماتهم في موقفٍ دفاعي".

وأشار إلى أن مواقف المسؤولين العرب العلنية كانت مغايرة لما كشفوا عنه في السر، خشية غضب مواطنيهم في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتزايد الخسائر والمعاناة لدى الفلسطينيين، خاصة أنهم بحاجة إلى الظهور كمدافعين عن الفلسطينيين، على الأقل خطابياً.

ولفت إلى أن إدانة العدوان الإسرائيلي على غزة، تصاعدت بعد قصف "المستشفى الأهلي المعمداني"، حتى أن الإمارات، التي كانت قد أدانت "طوفان الأقصى"، أصدرت بياناً أدانت فيه "الهجوم الإسرائيلي على المشفى.

وفيما يلي النص الكامل للمقال:
سيؤدي النصر المُتصور الذي تحققه "حماس" إلى تأكيد شرعية أيديولوجية الرفض، ويعطي الزخم لإيران والمتعاونين معها، ويمنع إمكانية السلام مع إسرائيل.

على مدى 35 عاماً، كرّستُ حياتي المهنية للسياسة الأمريكية المتعلقة بصنع السلام وحل النزاعات والتخطيط - سواء في الاتحاد السوفيتي السابق، أو ألمانيا الموحدة أو عراق ما بعد الحرب. ولكن لم يكن هناك ما أشغلني أكثر من إيجاد حلٍ سلمي ودائم بين إسرائيل والفلسطينيين.

في الماضي، ربما كنتُ أفضّل وقف إطلاق النار مع "حماس" إذا اندلع صراعٌ مع إسرائيل. ولكن يتضح لي اليوم أن السلام لن يكون ممكناً في أيّامنا هذه أو في المستقبل ما دامت هذه الحركة سليمة وتفرض سيطرتها على غزة. من الضرورة وضع حدٍ لقوة "حماس" وقدرتها على تهديد إسرائيل - وإخضاعها المدنيين في غزة لجولات متزايدة من العنف.

في أعقاب السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أصبح الكثير من الإسرائيليين يرون أن بقاءهم كدولة أصبح على المحك. وقد يبدو هذا الاعتقاد مبالغاً فيه، لكنه ليس كذلك بالنسبة إليهم. فإذا بقيت "حماس" كقوة عسكرية واستمرت في السيطرة على غزة بعد انتهاء هذه الحرب، فستُقْدِم مجدداً على مهاجمة إسرائيل. وسواء فتح "حزب الله" جبهةً ثانيةً حقيقيةً لهذا الصراع من لبنان أم لا، فسوف يهاجم أيضاً إسرائيل في المستقبل. وتهدف هاتان الجماعتان المدعومتان من إيران إلى تحويل إسرائيل إلى دولةٍ غير صالحة للعيش ودفع الإسرائيليين إلى المغادرة: وفي حين أنكرت إيران تورطها في هجوم "حماس"، إلّا أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي تَحدّث في الماضي عن أن إسرائيل لن تصمد 25 عاماً أخرى، وتمثلت استراتيجيته في استخدام هاتين الجماعتين الوكيلتين المسلحتين لتحقيق ذلك الهدف.

ونظراً لقوة الجيش الإسرائيلي - وهو الأقوى على الإطلاق في المنطقة - فإن أهداف إيران والمتعاونين معها بدت غير معقولة، حتى قبل بضعة أسابيع. لكن أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر غيرت كل شيء. وكما قال أحد القادة العسكريين الإسرائيليين: "إذا لم نُهزم "حماس"، فلن نتمكن من البقاء هنا".

ليست إسرائيل الوحيدة التي تعتقد أن عليها هزيمة "حماس". فخلال الأسبوعين الماضيين، عندما تحدثتُ مع مسؤولين عرب في مختلف أنحاء المنطقة الذين أعرفهم منذ فترةٍ طويلة، قال لي كل واحدٍ منهم إنه لا بد من تدمير "حماس" في غزة. وأوضحوا أنه إذا اعتُبرت "حماس" منتصرةً، فإن ذلك سيضفي الشرعية على أيديولوجية الرفض التي تتبناها هذه الجماعة، ويمنح إيران والمتعاونين معها نفوذاً وزخماً، ويضع حكوماتهم في موقفٍ دفاعي.

لكنهم قالوا ذلك في السرّ، أمّا مواقفهم العلنية فقد كانت مختلفة تماماً. فلم تدين سوى قِلة من الدول العربية علناً المجزرة التي ارتكبتها "حماس" والتي راح ضحيتها أكثر من 1400 شخصٍ في إسرائيل. لماذا؟ لأن القادة العرب أدركوا أن مواطنيهم سيغضبون في ظل الرد الإسرائيلي وتزايد الخسائر والمعاناة لدى الفلسطينيين، وهم بحاجة إلى الظهور كمدافعين عن الفلسطينيين، على الأقل خطابياً.

وتجلّت غريزة مراعاة مزاج الشارع بشكل أوضح عبر الإدانات السريعة لإسرائيل بعد أن زعمت "حماس" أن إسرائيل قصفت "المستشفى الأهلي المعمداني" في غزة. وقد نفت إسرائيل ضرب المستشفى، لكن في العديد من الدول العربية، تم قبول ادعاءات "حماس". وفي تلك المرحلة، كانت عدة وكالات استخبارية وطنية قد أعلنت أن ما أصاب المستشفى هو صاروخ فلسطيني على الأرجح.

ومع ذلك، فقد رأى الناس في جميع أنحاء المنطقة - والعالم - أن إسرائيل تقصف غزة، وكانوا مستعدين للتصديق بأن ذلك أيضاً قد تم عن عمد. حتى أن الإمارات العربية المتحدة، التي كانت قد أدانت هجوم "حماس"، أصدرت بياناً لاحقاً أدانت فيه "الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف «المستشفى الأهلي المعمداني» في قطاع غزة، والذي أسفر عن مقتل وإصابة مئات الأشخاص". كما دعت "المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح".

ومع تصاعد وتيرة القصف الجوي الإسرائيلي لغزة وارتفاع عدد الضحايا بين المدنيين، تزداد الدعوات الدولية إلى الوقف الفوري لإطلاق النار. ويطالب البعض إسرائيل بإلغاء الغزو البري، لكن إنهاء الحرب الآن سيعني فوز "حماس". ففي الوقت الحاضر، ما زالت بنيتها التحتية العسكرية قائمةً، وما زالت قيادتها سليمةً إلى حدٍ كبير، وتبقى سيطرتها السياسية على غزة بلا منازع. وكما فعلت "حماس" بعد الصراعات مع إسرائيل في الأعوام 2009 و 2012 و 2014 و 2021، فمن شبه المؤكد أن هذه الحركة ستعيد تسليح نفسها وتستعيد نشاطها. وستتمكن من توسيع نظام أنفاقها تحت القطاع. وسيظل القطاع فقيراً، وسيكون اندلاع جولة تالية من الحرب محتّماً، الأمر الذي سيبقي المدنيين في غزة وقسماً كبيراً من بقية منطقة الشرق الأوسط رهينةً لأهداف "حماس".

وستكون تكلفة تنفيذ حملة برية إسرائيلية باهظةً للغاية. وفي هذه الحالة، فمن المؤكد أن الجنود الإسرائيليين الغزاة سوف يفقدون أرواحهم، وسوف يقع المزيد من الضحايا الفلسطينيين، وهي المأساة التي ضمنت "حماس" وقوعها من خلال دمج نفسها وقدراتها العسكرية في المجتمعات المحلية، واستخدامها المستشفيات والمساجد والمدارس لتخزين ذخائرها. إلّا أنه لا يمكن تحقيق هزيمة "حماس" إلا بواسطة الضربات الاستراتيجية من الجو، تماماً كما تَمكّنّت الولايات المتحدة من استئصال تنظيم "الدولة الإسلامية" في مدينة الموصل في العراق، أو في مدينة الرقة في سوريا، من الجو. ففي تلك المعارك، كان لدى الولايات المتحدة شركاء محليون تولّوا القتال البري الرهيب والمكلف في المدن، بينما ألحقت القوات الأمريكية دماراً هائلاً بتنظيم "الدولة الإسلامية"من الأعلى.

ماذا تعني هزيمة "حماس"؟ قد تعني إلحاق دمار كبير ببنيتها التحتية العسكرية، التي يرتبط جزءٌ كبيرٌ منها فعلياً بالبنية التحتية المدنية، وتحطيم قيادتها، مما يترك هذه الحركة غير قادرة على عرقلة عملية إعادة الإعمار التي تهدف إلى تحقيق صيغة نزع السلاح في غزة، كما فعلت في الماضي. وفي جوهر الأمر، فإن ذلك يعني أنه لن تكون هناك قدرة على شن الحرب في غزة، ولا يمكن إعادة بناء هذه القدرة.

يجب أن توجّه هذه الصيغة واقع اليوم التالي في غزة. فسيقتضي ذلك بقاء إسرائيل في غزة بعد انتهاء القتال إلى أن تتمكن من تسليم السلطة إلى نوعٍ ما من الإدارة المؤقتة لمنع حدوث فراغ والبدء بتنفيذ المهمة الشاقة المتمثلة في إعادة الإعمار. وينبغي أن تُدار هذه الإدارة إلى حد كبير من قبل تكنوقراط فلسطينيين - من غزة أو الضفة الغربية أو الشتات - تحت مظلة دولية تشمل دولاً عربية وغير عربية. وستحتاج الولايات المتحدة إلى حشد هذه الجهود وتنظيمها، ربما باستخدام مظلةٍ ما مثل "الأمم المتحدة" أو "لجنة الاتصال المخصصة" للمانحين للشعب الفلسطيني، أو حتى من خلال العمل بناءً على اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القاضي باستخدام التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" لمواجهة "حماس". ومن الممكن أن يساعد مثل هذا التحالف على تقسيم العمل كما يلزم.

على سبيل المثال، بإمكان المغرب ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين توفيرالشرطة - وليس القوات العسكرية - لضمان الأمن للإدارة المدنية الجديدة والمسؤولين عن إعادة الإعمار. كما بإمكان المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر توفير الجزء الأكبر من التمويل اللازم لإعادة الإعمار، الأمر الذي يفسر الدور الضروري الذي تؤديه هذه الدول لتخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة ومساعدتهم على التعافي. وبإمكان كندا وغيرها من الدول توفير آليات الرصد لضمان وصول المساعدات إلى غاياتها المقصودة.

وليس هناك شك بأن المزاج الذي سيسود في غزة بعد انتهاء القتال سيكون متعكراً ومشحوناً بالغضب. فقد قُتل آلاف المدنيين، وفقاً لوزارة الصحة التي تديرها "حماس" في غزة، وأصبحت مساحات شاسعة من هذا القطاع غير صالحة للسكن. لكن تجدر الإشارة إلى أن استطلاعات الرأي التي أجريت قبل وقتٍ قصيرٍ من هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر كشفت أن 62% من سكان غزة كانوا يعارضون خرق "حماس" لوقف إطلاق النار مع إسرائيل في ذلك الحين. ويمكن أن يساعد إدخال المساعدات إلى غزة بسرعة والبدء بجهود إعادة الإعمار حالما يتوقف القتال، في الإظهار لسكان القطاع أن الحياة قد تتحسن عندما تتوقف "حماس" عن منع إعادة بناء غزة.

وستؤثّر الطريقة التي ستقوم بها إسرائيل بحملتها البرية على كل ذلك، بل وحتى في إمكانية تجسيد هذا الواقع في المستقبل. ولكي تتمكن إسرائيل من تخفيف الضغوط التي تمارسها الدول المجاورة والمجتمع الدولي لحملها على وقف الهجوم، يجب أن تكون أكثر إقناعاً في الإثبات بأنها تقاتل "حماس" ولا تحاول معاقبة المدنيين الفلسطينيين. عليها أن تعمل على إنشاء ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك من الأراضي الإسرائيلية عبر معبر "كرم أبو سالم". ولتخفيف المعاناة، عليها السماح للمجموعات الدولية، مثل منظمة "أطباء بلا حدود"، بالعمل هناك بأمانٍ وضم أطباء إسرائيليين يمكنهم إنشاء مستشفيات ميدانية - وهو أمر لديهم خبرة في القيام به في سوريا وأوكرانيا.

من الضروري أن يؤكد القادة السياسيون في إسرائيل بشكلٍ واضح وعلني أنهم سيغادرون غزة ويرفعون الحصار بعد إلحاق الهزيمة العسكرية بحركة "حماس" ونزع معظم أسلحتها. عليهم أن يوضحوا أنهم يفهمون ضرورة التوصل إلى حل سياسي مع الفلسطينيين بشكلٍ عام. وهذه ليست الرسالة التي ينقلها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم نظراً للصدمة في إسرائيل وتشكيلة حكومته، لكنها الرسالة التي يحتاج شركاء إسرائيل في المنطقة إلى سماعها - وقريباً.

ليست هناك حلولٍ سهلةٍ لغزة، ولكن هناك سبيل واحد فقط للمضي قدماً في هذه الحرب. فإذا كانت النتيجة بقاء "حماس" في السلطة، فلن يؤدي ذلك إلى هلاك غزة فحسب، بل وأيضاً قسم كبيرٍ من بقية منطقة الشرق الأوسط.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية حماس غزة حماس غزة الاحتلال سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إعادة الإعمار إسرائیل فی مع إسرائیل على غزة إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

هآرتس: التحريض على إبادة الفلسطينيين سائد في إسرائيل

في واحد من أشرس هجماته، إن لم يكن الأجرأ على الإطلاق، وصف الكاتب اليساري غدعون ليفي ما تبثه وسائل الإعلام في إسرائيل من أحاديث وتصريحات تحرض على الإبادة الجماعية وتجويع الشعب الفلسطيني بأكمله بأنها أخذت طابع النازية.

وكتب في مقال له بصحيفة هآرتس أن قنوات التلفزة ووسائل الإعلام الإسرائيلية بنشرها مثل تلك الأحاديث تكون قد أسقطت كل الأقنعة وأضفت الشرعية على سفك الدماء.

بيرتس وسعادة ومن على شاكلتهما متعطشون للدم العربي ولكنهم "يريدوننا أن نصمت نحن أيضا"

وأشار إلى أن النائب في البرلمان الإسرائيلي موشيه سعادة صرح للقناة بأنه "مَعْنيٌّ" بتجويع الشعب الفلسطيني بأكمله. ونقل عنه القول: "نعم، سأجوّع سكان غزة، نعم، هذا واجبنا"، مضيفا أن المغني الإسرائيلي كوبي بيرتس سار على الدرب نفسه حين أعرب عن قناعته بأن اليهود "مأمورون" في التوراة بإبادة العماليق، عدوهم اللدود.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مقتل مسلم بفرنسا والقاتل صوّر الجريمة وسب الذات الإلهيةlist 2 of 2انتحار إحدى أبرز ضحايا جيفري إبستين والشرطة الأسترالية تفتح تحقيقاend of list

ووفق ليفي، فإن سعادة وبيرتس هما مثالان صغيران، لكن الساحة مليئة بمثل هذه التصريحات، ويهتم البعض بإبرازها من أجل استمالة رأي الجماهير. وقال لو أن أي شخصية عامة في أوروبا -سواء كان نائبا في برلمان بلاده أو مغنيا- تفوه بمثل هذه التصريحات لوصف بأنه من النازيين الجدد، ولتوقفت مسيرته المهنية وأصبح منبوذا إلى الأبد.

لو أن أي شخصية عامة في أوروبا -سواء كان نائبا في برلمان بلاده أو مغنيا- تفوه بمثل هذه التصريحات لوصف بأنه من النازيين الجدد، ولتوقفت مسيرته المهنية وأصبح منبوذا إلى الأبد

غير أن الكاتب الإسرائيلي اليساري يرى أنه يُحسب لسعادة وبيرتس أنهما أسقطا كل الأقنعة وابتعدا عن الكلام المنمق، ذلك أن ما كان يعد أحيانا حديثا تافها، أصبح اللغة السائدة في الإعلام مما يثير تساؤلات حول من يؤيد الإبادة الجماعية ومن يقف ضدها.

إعلان

والمفارقة عند ليفي أن كلا من سعادة وبيرتس يؤيد القتل، بينما يؤيد آخرون منع توصيل المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة، معتبرا الموقفين شيئا واحدا "فهي الوحشية نفسها"، وإن كان الرأي الثاني يقال بصيغة مهذبة.

ويعتقد ليفي أن مثل هذه التصريحات قضت، وربما إلى الأبد، على ما تبقى مما يسميه "معسكر السلام والإنسانية"، وأضفى الشرعية على "الهمجية".

وأوضح أنه لم يعد هناك "مسموح" و"ممنوع" فيما يتعلق بشرور إسرائيل تجاه الفلسطينيين؛ فهي تسمح بقتل عشرات المعتقلين، وتجويع شعب بأكمله حتى الموت.

ولعل الأسوأ من كل ذلك -برأي الكاتب- أن وسيلة إعلامية "ساخرة وشعبوية" مثل يديعوت أحرونوت، التي يطلق عليها "صحيفة الوطن"، تولي الأحاديث عن الإبادة الجماعية أهمية كبيرة، ليس لإضفاء الشرعية عليها فحسب، وإنما لإسعاد  قرائها أيضا.

ولا يقتصر الأمر على يديعوت أحرونوت والقناة 14 التلفزيونية، بل يشمل أيضا جميع قنوات التلفزة الإسرائيلية التي تستضيف قادة عسكريين سابقين يحرضون على الإبادة الجماعية "دون أن يرف لهم جفن".

وختم هجومه الشرس بالقول إن بيرتس وسعادة ومن على شاكلتهما متعطشون للدم العربي، ولكنهم "يريدوننا أن نصمت نحن أيضا".

مقالات مشابهة

  • لواء إسرائيلي سابق: الجيش عاجز عن هزيمة حماس
  • هآرتس: التحريض على إبادة الفلسطينيين سائد في إسرائيل
  • محلل سياسي يكشف آخر تطورات الأوضاع بين إسرائيل وحماس
  • حماس تكشف تفاصيل اجتماع وفدها مع المسؤولين في مصر
  • دبلوماسي سابق: الهند تعجلت في إلقاء اللوم على باكستان في حادث كشمير
  • رامي القليوبي يكشف.. ترامب وإنهاء الحرب الأوكرانية بشروط موسكو
  • بدء لقاءات وفد “حماس” في القاهرة مع المسؤولين المصريين
  • بدء لقاءات وفد حماس في القاهرة مع المسؤولين المصريين
  • حماس: بدء اللقاءات مع المسؤولين المصريين وهذه ملفات البحث
  • العرب يدعون واشنطن لإنهاء انحيازها لإسرائيل ويرفضون تهجير الفلسطينيين