«جورجتاون» تناقش مستقبل أفغانستان وتحديات الأمن المائي بالمنطقة
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
تواصل جامعة جورجتاون في قطر خلال نوفمبر المقبل إثراء الحوارات والنقاشات التي ترسم مستقبلًا مستدامًا عبر سلسلة «حوارات»، عبر إقامة مؤتمرين يسلطان الضوء على قضيتين اقليميتين بأبعاد دولية، وهما التحديات المعقدة التي تواجه أفغانستان ومستقبل الأمن المائي في قطر والخليج.
ينظم مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون في قطر في 11 نوفمبر مؤتمر «الندوة الإقليمية بشأن أفغانستان: مواجهة المأزق» يهدف إلى بناء صورة واضحة ودقيقة للتحديات الحالية التي تواجه أفغانستان، وتمهيد الطريق للحلول المدروسة والمؤثرة.
يبدأ المؤتمر بندوة نقاشية حول التحديات المنهجية التي تواجه التعليم في أفغانستان يشارك فيها قادة وممارسون بارزون من أفغانستان وأكاديميون دوليون ودعاة سلام عالميون، من أبرزهم فاطمة جيلاني، الرئيسة السابقة لجمعية الهلال الأحمر الأفغاني وكبيرة المفاوضين في محادثات عملية السلام الأفغانية التي عُقدت في الدوحة.
تضم الندوة النقاشية الدكتورة أسماء الفضالة، مدير الأبحاث وتطوير المحتوى في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز)، والسفيرة ميلاني فرفير، المدير التنفيذي لمعهد جورجتاون للمرأة والسلام والأمن والسفيرة الأمريكية السابقة لقضايا المرأة العالمية، بالإضافة إلى حميد حكيمي، أحد منظمي الندوة وهو زميل أول غير مقيم في المجلس الأطلسي ولديه خبرة واسعة في العمل مستشارًا دوليًا للسياسات وتنمية القدرات في كابول خلال الفترة الانتقالية السياسية في أفغانستان من 2014 إلى 2015.
وقال الدكتور صفوان المصري، عميد جامعة جورجتاون في قطر: صممنا سلسلة حوارات لتقديم وجهات النظر أكاديمية متنوعة وأخرى قائمة على الممارسة والخبرة العملية حول أبرز القضايا التي تؤثر على الملايين في المنطقة.
وأضاف: تسهم هذه السلسلة في صياغة حلول مناسبة ومستدامة لمواجهة التحديات المستمرة، وتقدم لصانعي السياسات وقادة الفكر تحليلات عميقة وواقعية تثري رؤيتهم وتمكنهم من اتخاذ القرارات المدروسة والدقيقة، لافتا إلى أن هذه المؤتمرات سوف تواصل تطبيق هذا النهج لإثراء الحوار الإقليمي المعزز بالتفاعل بين الخبراء المشاركين وجمهور الحاضرين.
تنظم جامعة جورجتاون في قطر المؤتمر الثاني تحت عنوان «استدامة الواحة: تصور مستقبل الأمن المائي في الخليج» يومي 12 و13 نوفمبر بالتعاون مع «معهد مشاعات الأرض» Earth Commons Institute التابع لجامعة جورجتاون في واشنطن العاصمة. وستركز نقاشات المؤتمر بمشاركة نخبة عالمية من أبرز الخبراء وصانعي السياسات والممارسين على دراسة الأهمية التاريخية والمنظور المستقبلي للمياه في المنطقة، وتحقيق التوازن بين الاحتياجات البشرية والاستحقاقات البيئية في مواجهة تغير المناخ.
تتناول ندوات المؤتمر رفيعة المستوى والكلمات الرئيسية العديد من الموضوعات والقضايا من أبرزها بحث الروابط بين المياه والغذاء والأمن البيئي ورعاية البيئة، والمبادرات العملية في قطر ودور دول الخليج في رسم عالم آمن مائيا. ويتضمن برنامج المؤتمر أيضًا جلسات فرعية مشتركة منها ما يتناول مخاطر تغير المناخ بالتعاون مع مركز إرثنا التابع لمؤسسة قطر، ومنها ما يناقش موارد المياه غير التقليدية في المناطق الجافة بالتعاون مع معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة.
تستكمل المؤتمرات المقبلة المفتوحة لحضور الجمهور العام في فندق فور سيزونز بالدوحة الإنجازات التي تحققت في المؤتمرين الأولين من سلسلة «حوارات»، الذين ركزا على الشأن العراقي في الذكرى العشرين لغزو العراق ومكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر جامعة جورجتاون حوارات
إقرأ أيضاً:
ندوة لقط الآثار المؤلف بصحار تناقش أهمية الكتاب وأهم المسائل التي تناولها
افتتحت اليوم الندوة العلمية لكتاب "لقط الآثار المؤلف بصحار"، والتي تقام ضمن البرامج والفعاليات الثقافية لوزارة الثقافة والرياضة والشباب، بالتعاون مع كلية العلوم الشرعية، برعاية سعادة محمد بن سليمان بن حمود الكندي، محافظ شمال الباطنة، وبحضور سعادة السيد سعيد بن سلطان، وكيل الوزارة للثقافة، وعدد من المهتمين. وأدار الندوة سند بن حمد المحرزي، باحث بدائرة المخطوطات في وزارة الثقافة والرياضة والشباب.
وفي كلمة وزارة الثقافة والرياضة والشباب، أشار محمد بن عبيد المسكري، مدير دائرة المخطوطات بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، إلى أن هذه الندوة تأتي احتفاءً بتحقيق ونشر كتاب "لقط الآثار المؤلف بصحار" ضمن مشروع الوزارة لتحقيق ونشر المخطوطات العمانية. وترجع أهمية الكتاب باعتباره مدونة فقهية تعكس واقع المجتمع وتفاعله مع مختلف الجوانب الشرعية والاجتماعية والاقتصادية والزراعية خلال القرن الحادي عشر الهجري. كما يكتسب أهميته مما يحتويه من توثيق تاريخي لنشأة دولة اليعاربة على يد الإمام ناصر بن مرشد اليعربي، وما رافقها من أحداث في سبيل طرد البرتغاليين وتوحيد البلاد. ويضم الكتاب كذلك إشارات تاريخية لمدن الساحل الشمالي لعمان وما وقع فيها من أحداث خلال فترة تأسيس دولة اليعاربة، إضافة إلى ذكر العديد من أسماء الأعلام المؤثرة في تلك الفترة ومسميات المواقع الجغرافية والأفلاج.
وقدم إدريس باحامد ورقة بعنوان: "لقط الآثار المؤلف بصحار - الموضوع والنسبة"، أشار فيها إلى أن "لقط الآثار" مخطوطٌ قَيِّمٌ من المخطوطات العمانية التي لم تر النور منذ أمد. ولا يختلف اثنان في قيمته العلمية والتاريخية؛ ذلك أنه من خلال عنوانه يؤكد ما فيه من جواهر، فهو مؤلف في صحار كما جاء في العنوان، وصحار كانت ولا تزال من قامات عمان الحضارية والثقافية. كما تطرق باحامد إلى مؤلف المخطوط القَيِّم من الكتب العمانية، والنسخ التي جاء فيها، بالإضافة إلى أهم مواضيعه، وكيف تناول المحقق الكتاب، وكيف اهتدى للمؤلف، موضحًا أن المؤلف غير معروف لدى الكثيرين.
وأوضح الشيخ سعيد بن ناصر الناعبي، في ورقته التي حملت عنوان "المسائل الفقهية في كتاب لقط الآثار المؤلف بصحار"، أن كتاب "لقط الآثار" من الكتب المهمة الحاوية لآثار علمائنا، ولم يكتفِ المؤلف فقط بأقوال العلماء المتأخرين، بل دوّن أقوال العلماء المتقدمين، مبينًا أنه ذكر أقوال المشايخ موسى بن علي الإزكوي، ومحمد بن محبوب، ومحمد بن جعفر الإزكوي، وأبو سعيد محمد بن سعيد الكدمي، وعبد الله بن محمد ابن بركة.
وذكر الناعبي العلماء الذين دون أقوالهم مؤلف الكتاب، وقد وضعت تراجم مختصرة في الحاشية. كما تطرق إلى التأصيل الفقهي للمسائل الفقهية المدونة في الكتاب وربطها بالأدلة الشرعية، وأخيرًا قام باستنباط القواعد الفقهية من الكتاب، وبناء الفروع عليها.
من جانبه، تناول الدكتور موسى البراشدي في ورقته الأهمية التاريخية لكتاب "لقط الآثار المؤلف بصحار"، وأشار إلى أن المصادر الفقهية تقدم مادة تاريخية نادرًا ما تشير إليها المصادر التاريخية، لا سيما تلك المرتبطة بما يسمى فقه النوازل، ولذا أطلق عليها المصادر الدفينة لكونها تتضمن كنوزًا بحاجة إلى البحث والتنقيب. ومن هنا، يتوجب على الباحثين في التاريخ العماني استفراغ الجهد للتنقيب عن الإشارات التاريخية في كتب الفقه العمانية، بغية سد الكثير من الفجوات والثغرات في التاريخ العماني. كما أبرز البراشدي الجوانب التاريخية في كتاب "لقط الآثار المؤلف بصحار" لمؤلفه ناصر بن ثاني بجمعة الرحيلي الصحاري، حيث تكمن أهمية الكتاب في كون مؤلفه معاصرًا للفترة الأولى من عهد اليعاربة، وكان له دور سياسي وإداري فيها، ولذا كان قريبًا من كثير من الأحداث التاريخية التي أشار إليها في كتابه، سواء أكان ذلك على هيئة مسألة فقهية بناءً على موضوع الكتاب، أو ضمن الأحداث التاريخية التي تمت الإشارة إليها في ملاحق الكتاب، والتي وردت في الجزء الخامس منه. مبينًا الاهتمامات التاريخية للمؤلف، والجوانب السياسية والإدارية في فترة المؤلف، كما تطرق إلى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، وأبرز الأعلام المغمورين في كتاب "لقط الآثار المؤلف بصحار".
وفي ورقته التي ناقشت "الأفلاج العمانية وكتاب لقط الآثار المؤلف بصحار"، أشار هلال بن عامر بن علي القاسمي إلى الإرث الحضاري ذي العمق في التاريخ البشري، الذي شغل الباحثين وعلماء الآثار والتاريخ والفقه لما له من ارتباطات مختلفة في جوانب عديدة، وتحوم حوله الكثير من التساؤلات ذات الأبعاد العلمية. وتكمن ألغازه في عدم وجود مؤرخات قديمة تعنى بنشأته وتطوره، بيد أن المؤلفات الفقهية ثرية ببعض المسائل الفقهية التي قدمت بعض المفاهيم والأحكام والتساؤلات؛ التي من خلالها نستشف ونستخرج بعض الأدلة والأبعاد الفكرية والهندسية والعملية، ومنها نضع الرؤى والتصورات لهذا النظام القديم. موضحًا أن كتاب "لقط الآثار المؤلف بصحار" انفرد ببعض الأخبار والتعريفات والأحكام والمسميات والمناطق التي وصلت إليها الأفلاج، وكُتب في مرحلة انتقالية من فترة مرت بغموض تاريخي، لذا فإن ما يحتويه من مسائل وتعريفات وأخبار يعد من أهم الروافد العلمية لنظام الري بالأفلاج وما تشتمل عليه من أبعاد في مجالات أخرى مرتبطة بالفلج مباشرة. مسلطًا الضوء على الارتباط بين نظام الأفلاج منذ نشأتها وما احتوى كتاب "لقط الآثار" من معلومات ذات صلة بالأفلاج، كما تطرق إلى مضامين الفلج ذات الصلة من حيث النشأة والعمر والسبب والنوع والتطور.
وصاحب الندوة معرض للمخطوطات تجول فيه الحضور، للتعرف على أهم ما يحويه الكتاب من كنوز تخلد الحضارة العمانية.