د. محمد سيف الكواري في حوار لـ العرب : دراسة تنظيم معرض قطر الزراعي بإكسبو الدوحة

كشف الدكتور محمد سيف الكواري رئيس اللجنة العلمية والثقافية في معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة عن دراسة إمكانية تنظيم معرض قطر الزراعي الدولي في منطقة إكسبو بحديقة البدع، وقال في حوار مع «العرب» سيكون تنظيمه في اكسبو خطوة جيدة كونه يتسق مع اهداف محور الزراعة الحديثة، وأضاف: سيكون المعرض الزراعي حدثاً مهما للاطلاع على التقنيات الحديثة في الزراعة وتبادل الخبرات وعرض المنتجات الزراعية القطرية.

كما كشف عن تنظيم أكثر 60 فعالية خلال شهري نوفمبر وديسمبر، وذلك بالتعاون مع مختلف الجهات والمؤسسات بالدولة من جامعات ووزارات وغيرها، وأضاف جدول طلبات إقامة الفعاليات في إكسبو للشهرين المقبلين قد امتلأ، والطلبات التي نستقبلها سننسق مواعيد فعالياتها في العام الجديد وتحديدا خلال شهري يناير وفبراير، مشيراً إلى اقبال كثيف من الجهات على تنظيم الفعاليات في معرض إكسبو كونه حدثا عالميا ويستقطب العديد من الزوار من داخل البلاد وخارجها. 
في سياق متصل قال د. الكواري: إن المعرض يأتي في وقت يتباحث فيه المجتمع الدولي السبل المثلى للمحافظة على البيئة، والبحث عن حلول لضمان ولمواجهة العديد من التحديات التي تواجه خطط الاستدامة والتغيّر المناخي، مشيرا إلى أن المعرض يجمع بين الابتكارات في مجال البستنة والتصميم المستدام والحفاظ على البيئة، ويسعى إلى تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على الطبيعة وتعزيز الاستدامة في مجال البستنة والزراعة.
 وحول التنظيم أوضح د. الكواري أن تنظيم المعرض في الدوحة يكتسب أهمية كبيرة كونه أول معرض من نوعه يقام في المنطقة، وكذلك من الشعار الذي يرمي إلى تخّضير الصحراء وتنمية البيئة، مشيراً إلى أن استضافة قطر للمعرض يعكس ثقة دول العالم بقدرة قطر على تنظيم كبريات الفعاليات والمؤتمرات،لا سيما بعد النجاح الباهر الذي حققته في تنظيم بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، الذي يظهر قدرات البلاد على استضافة الأحداث الدولية الكبيرة والمهمة ويؤكد وجود بنية تحتية قادرة على ذلك. واردف سيكون المعرض بمثابة منصة للابتكار والاكتشاف وفرصة للتواصل والتعاون والتعلم المشترك. كما سيوفر فرصة للباحثين والناشطين البيئيين والطلاب لكسب المعلومات والاطلاع على احدث التقنيات واخر الابتكارات في هذا المجال، فضلا عن المشاريع والمبادرات المتعلقة بمكافحة التصحر والتغيّر المناخي. 
فيما يلي تفاصيل الحوار: 

في البداية حدثنا عن جدول الفعاليات في إكسبو؟ 
إن جدول الفعاليات التي سيستضيفها المعرض يزخر بالعديد من الأنشطة ذات الفائدة للمؤسسات والافراد من مختلف فئات المجتمع، وذلك لما يحتويه من معرفة ومعلومات عن البستنة والاستدامة البيئية، بالإضافة إلى الفعاليات والمحاضرات الثقافية، ولقد امتلأ جدول الفعاليات لشهري نوفمبر وديسمبر بمعدل فعالية كل يوم، واحيانا تنظيم اكثر من فعالية في اليوم الواحد، وذلك حرصاً على تلبية طلبات جميع الجهات التي تود تنظيم محاضرات وورش عمل او مؤتمرات في المعرض. وسيشهد الشهرين المقبلين تنظيم ما يزيد عن 60 فعالية مختلفة.
هل لديكم تعاون مع أي جهات في تنظيم الفعاليات ؟ 
نعم ان معظم الفعاليات تتم بالتعاون مع جهات مختلفة منها جامعات ووزارات، ولقد استقبل المعرض العديد من الفعاليات والأنشطة الخاصة بالجهات مثل وزارة البيئة والتغيّر المناخي وجامعة قطر وكلية وايل كورنيل قطر وغيرها، ولدينا العديد من الفعاليات الخاصة بجهات مختلفة سيتم تنظيمها خلال الفترة المقبلة. 
ما هي إجراءات حجز موعد لفعالية في معرض إكسبو؟ 
تقوم الجهة ذات العلاقة بتقديم طلب إلى اللجنة العلمية والثقافية التابعة للمعرض التي بدورها تقوم بدراسة الطلب وتحديد المكان والزمان المناسب داخل المعرض لإقامة الفعالية. ويتم دراسة طبيعة الفعاليات، فمثلا الفعاليات الجماهيرية يتم تحديد الأوقات التي يكون فيها الاقبال كثيفا وما إلى ذلك لاستيفاء جميع شروط نجاح الفعالية او النشاط الذي ينظم في المعرض. 
ما هي ابرز الفعاليات التي سيستضيفها المعرض؟ 
بالإضافة إلى المحاضرات وورش العمل التي نعد لها، فإنه حالياً يتم دراسة إمكانية تنظيم معرض قطر الزراعي الدولي في منطقة إكسبو بحديقة البدع، والذي يُعد في صدارة المنصات الشاملة التي تتيح للأطراف الفاعلة في القطاع الزراعي على الصعيدين المحلي والدولي فرصة تبادل الخبرات واستكشاف آخر الاتجاهات والمستجدات والفوز بفرص الأعمال في هذا القطاع الحيوي على مدار خمس سنوات. كما انه منصة جيدة لعرض المنتجات الزراعية القطرية واستعراض ابرز التقنيات الحديثة التي تستخدمها مزارعنا في الإنتاج، والتي انعكست ايجابياً على نسبة الاكتفاء الذاتي والاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي. كما انه يقدم فرصة مثالية للمتخصصين في هذه الصناعة تمكّنهم من استكشاف نطاق واسع من المعدات والتقنيات والمنتجات الزراعية، بالإضافة إلى مقابلة كبار صناع القرار والحصول على مؤشرات قيمة والتعرف على أفضل الممارسات.

ماهي الفعاليات التي تم تنظيمها خلال شهر أكتوبر ؟ 
استضاف المعرض العديد من المحاضرات وورش العمل التي اقامتها الجهات المختلفة، كما نظم المعرض العديد من الفعاليات الهادفة، والتي تتناسب مع جميع الاعمار، بالإضافة إلى فعاليات ترفيهية وتعليمية للأطفال من سن 6 حتى 15 عاماً، ومن بين تلك الفعاليات العاب الحديقة الخضراء التي يمزج فيها الأطفال أقل من 6 سنوات اللعب بالطبيعة ليستمتعوا بالبيئة، بالإضافة إلى رياضة في الطبيعة المخصصة للأطفال من سن 7 إلى 15 عاماً والتي تمكنهم من استعراض حركاتهم الرياضية من خلال أنشطة الجولف وكرة القدم وكرة القدم الطاولة. ولقد نظم المعرض ورشا بيئية بهدف التعليم والترفيه لجعل الاعتناء بكوكب الأرض جزءا أساسيا من حياة الناس اليومية، فضلا عن الورش التعليمية والترفيهية والألعاب الشعبية القطرية والعالمية التي تساعد على الترفيه وتجسيد الشعور بالمجتمع والتقاليد، مع تقديم وتعزيز العلاقات الأسرية والروابط الاجتماعية. ولقد نظم المعرض أيضا عروضا تمثيلية والفعاليات ايضاً تجسد اكتشاف اخر بذرة على قيد الحياة، وذلك بغرض التوعية وتعريف المشاركين والحضور بأهمية الحفاظ على المكونات النباتية في بيئة كوكب الأرض وكيفية الحفاظ عليها وتجنب الممارسات الخاطئة التي تؤدي إلى انقراض بعض أنواع النباتات. 
وعلى صعيد آخر تضمنت ورش وعروض المعرض فعاليات ثقافية لاستكشاف جمال قطر من خلال الحرف التقليدية والأطعمة والعطور المميزة، والتي تعكس جانبا مهما من الاستخدامات البيئية والتميز البيئي للبلاد ببرها وبحرها، بالإضافة إلى عرض تثقيفي مسرحي يجسد التقاليد الثقافية والمناظر الفريدة التي تتميز بها البيئة القطرية ليسافر بالجمهور في رحلة لا تُنسى تحتفل بالمواضيع البيئية. كما تضمن جدول فعاليات شهر أكتوبر أيضا تحديات كثيرة مثل تحدي أكولوجيا الذي يتضمن أنشطة متنوعة للأطفال، والذي يعتمد على الحركة والعقل لإيجاد حلول للتحديات البيئية المتنوعة. وكذلك تحدي تلاقي الرمال المخصص للأطفال دون سن السابعة، حيث شاركوا من خلال هذا التحدي في فعاليات الرمال والطين، مع الاستمتاع بجمال بيئتهم. وهناك أيضا تحدي ديجيتل المخصص للأطفال من 12 سنة فما فوق وأخيرا فعاليات أفلام من الماضي في ليلة السيدات، والذي يعد منطقة مشاهدة مميزة للزوار لمتابعة برامج وافلام من الزمن الجميل وتحمل عنوان «مال لوّل». تأتي هذه الباقة الغنية من الفعاليات والأنشطة المختلفة لمعرض إكسبو الدوحة انطلاقا من حرص اللجنة المنظمة على انتقاء مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة الترفيهية التي تتسق فيما تحمله من رسائل ونصائح مع عنوان الحدث العالمي «صحراء خضراء - بيئة أفضل»، 

 ماهي أهمية استضافة المعرض في الدوحة ؟ 
معرض إكسبو الدوحة هو واحد من أهم المعارض والاحداث العالمية التي يتم تنظيمها، وهو ايضاً اكبر تجمع عالمي لمجتمع البستنة، لذا فهو مهم للجميع للدول والمجتمعات والمختصين وغيرهم كونه يقدم حلولا ويستعرض احدث الابتكارات والتقنيات في مجال الاستدامة وحماية البيئة، وتكتسب هذه النسخة أهميتها من الشعار «صحراء خضراء، بيئة أفضل» كونه يرمي إلى مستقبل اخضر في البلاد والمنطقة، كما انه خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة وتعزيز الوعي البيئي على نطاق واسع. ويركز المعرض على الزراعة الحديثة، بما في ذلك البستنة، كجزء من رسالته وأهدافه الرئيسية، كما أنه ليس فقط معرضا عالميا، بل هو منصة للابتكار والاكتشاف، وفرصة للتواصل والتعاون والتعلم المشترك.

قطر أول دولة تستضيف هذا النوع من المعارض في المنطقة.. ما تأثير ذلك ؟ 
استضافة دولة قطر لهذا المعرض تمثل أهمية كبيرة، فهو يسهم في توسيع نطاق الحوار العالمي، وعرض حلول لمشاكل التصحر، وكون البيئة في المنطقة صحراوية فهو معرض مثالي لاستعراض المبادرات والمشاريع وافضل الممارسات في تخضير الصحراء، وللمعرض ايضاً تأثير كبير لتعزيز الوعي والثقافة البيئة والاستدامة،لاسيما وأن فعالياته تشكل نقطة جذب رئيسية للزوار من جميع أنحاء العالم والمنطقة، كونه أول حدث من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فهو بلا شك حدث فريد، يحقق نجاحا مبهرا حيث ارتبط اسم قطر بالريادة في تنظيم الفعاليات والأحداث العالمية، وهناك نجاحات يؤكدها تاريخ الدولة في هذا المجال، ونرحّب بالجميع من كافة أنحاء العالم، لزيارة قطر وزيارة المعرض كونها تشكل رحلة في عالم البستنة تثري معرفة الزوار. 

ما دلالات استضافة قطر لأول معرض للبستنة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا؟ 
لا شك أن استضافة دولة قطر للمعرض تشير إلى مدى الثقةِ التي باتت تتمتعُ بها صناعة المعارض والمؤتمرات في قطر، ما يؤكد أن الدولة أصبحت وجهة جاذبةً للمعارض والمؤتمرات العالمية، الأمر الذي ينعكس إيجابا على رفد قطاع السياحة المحلية، ودعم الاقتصاد الوطني للدولة، باعتبار أن قطر تمتلكُ كافة المقومات اللازمة التي تؤهلها لقيادة المنطقة في صناعة المعارض والمؤتمرات، بما تمتلكه من بنية تحتية ذات مستوى عالمي. لقد استثمرت قطر في تطوير مجموعة فريدة من مرافق الفعاليات الحديثة وفقًا لأعلى المعايير الدولية، وهي مراكز مهيأة لاستضافة أكبر المؤتمرات والمعارض الدولية، كما أن اهتمام دولة قطر بسياحة المعارض، سيساعد في تسليط الضوء على قطر، وستأخذ هذه المعارض مكانتها على خريطة المعارض الدولية، وستكون النتيجة زيادة مطردة في عدد السياح والزوار، مما يسهم بصورة كبيرة في إشغال الفنادق وازدهار السياحة خلال الفترة المقبلة. ولا تتميز دولة قطر بروعة الشكل في مهرجاناتها ومؤتمراتها العالمية فحسب، بل إن مضامينها كانت أشد روعة، فالبحث عن الحلول المبتكرة في معرض (إكسبو 2023 الدوحة) للبستنة، سيكون من أهم التحديات التي يترقب الخبراء مقدار إسهامها في تحويل المناظر الطبيعية القاحلة في مناطق مختلفة من العالم إلى بيئات مفعمة بالحيوية وصديقة للبيئة بجانب زيادة الرقعة الخضراء، وتشكل الفعاليات احدى وسائل التعريف بأهداف المعرض العالمي، فثمة أسئلة كبيرة عن مستقبلنا، يحاول معرض البستنة العالمي الإجابة عنها، عبر استعراض الوسائل الحديثة للشركات العالمية الرائدة في مجال الطاقة البديلة والبيئة والزراعة والبستنة، وتصنيع أفضل المنتجات واستخدام أهم الأساليب التي تراعي مفاهيم الاستدامة والوعي البيئي، بالاعتماد على التكنولوجيا المتطورة، وآخرها الذكاء الصناعي الذي بدأ يدخل مجالات حياتية كثيرة.

المصدر: العرب القطرية