وضع سعادة السيد غانم بن شاهين الغانم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أمس، حجر الأساس لأول المشروعات الوقفية للإدارة العامة للأوقاف في (مدينة الطاقة) بلوسيل.
جاء ذلك خلال حفل أقامته الإدارة لتدشين أولى مشاريعها الوقفية، بحضور عدد من المسؤولين والأعيان والمهتمين بالشأن الوقفي.
وقال الدكتور الشيخ خالد بن محمد بن غانم آل ثاني مدير عام الإدارة العامة للأوقاف إن هذا الاحتفال بداية لتحقيق رؤية الإدارة العامة للأوقاف في تطوير مشروعاتها بمدينة لوسيل، التي تتميز بمعاييرها الصديقة للبيئة وأهدافها المستدامة؛ حيث سيتبعها وضع حجر الأساس لمشروعين من أكبر المشاريع الوقفية على مستوى الدولة، وهما وقف جبل ثعيلب الذي يعد أكبر مشروع وقفي وكذلك وقف المارينا، والتي ستساهم جميعها في تحقيق التنمية المستدامة للوقف من خلال مشاركاته المجتمعية والاقتصادية والبيئية.

وأوضح المدير العام للإدارة العامة للأوقاف بأن المبنى الوقفي الجديد يعتبر من الأبنية الصديقة للبيئة وحصل على تصنيف نجمتين في نظام الجيساس الخاص بالاستدامة الذي ترعاه المنظمة الخليجية للبحث والتطوير، لافتا إلى أن المبني يلتزم بتحقيق مبادئ الاستدامة وحماية البيئة؛ من خلال استخدام مواد صديقة للبيئة وتكنولوجيا الطاقة المتجددة، مشيراً بأن مستقبل مدينة لوسيل مليء بالفرص والتحديات الواعدة.
وأضاف أن المشروع يقع على أرض بمساحة 4961 متراً مربعاً، ويتألف من مبنى إداري يشمل طابقي قبو بهما جميع غرف الخدمات الخاصة بالمبنى إضافة إلى 178 موقفا للسيارات، ويحتوي الطابق الأرضي على بهو استقبال و5 مكاتب إدارية بالإضافة إلى 3 مكاتب إدارية بارتفاع مزدوج أما الطابق الميزانين فيضم 7 مكاتب إدارية.
وتتكرر الطوابق من الأول حتى الثالث، حيث يشتمل كل منها على 12 مكتباً إدارياً، وبذلك يضم المبنى إجمالي 51 مكتباً إدارياً تتراوح مساحتها بين 163 و67 متراً مربعاً لتوفير خيارات متنوعة تتناسب مع متطلبات السوق العقارية.
وتتميز واجهات المبنى الوقفي الجديد بتصميمها العصري الذي يجمع بين الابتكار والفخامة في مدينة لوسيل، ويعكس المبنى بطرازه الحديث توجهات الهندسة المعمارية المتطورة، حيث يتألف من كتل هندسية متناسقة وجذابة، لتتناغم بشكل مثالي مع الزجاج والألومنيوم المستخدم في تشييد الواجهات الخارجية.
وأكد الدكتور الشيخ خالد بن محمد آل ثاني أن العمل الوقفي يعد من أجل صور الشراكة المجتمعية، التي يثقل بها العبد ميزانه في حياته وبعد مماته، كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).

تصميم صديق للبيئة 
وقال سعادة الدكتور الشيخ خالد بن محمد بن غانم آل ثاني المدير العام للإدارة العامة للأوقاف: الوقف الجديد بمدينة لوسيل يخصص ريعه على مختلف المجالات الخيرية؛ حيث إنه على المصرف الوقفي للبر والتقوى، فستستفيد منه جميع المصارف الأخرى، وأن هذا المشروع هو أول المشروعات الوقفية في مدينة الوسيل، ويتميز كذلك بمعاييره الصديقة للبيئة، وسيكون أكبر المشاريع الوقفية في قطر.
ولفت إلى أن المشروع يتميز بتصميمه المعماري الحديث والصديق للبيئة، ويتكون من طابقين تحت الأرض، ودور أرضي وميزانين، ثم ثلاثة أدوار متكررة، وسيكتمل المشروع خلال سنتين.
وأشار إلى أنه يمكن للواقفين متابعة من يتجه إليه ريع هذه الأوقاف، وأن الإدارة العامة للأوقاف كل عام تقوم بإعلان المشاريع وعدد المستفيدين الذين استفادوا من الأوقاف، وكل وقف بحسب الشرع والقانون له ذمة مالية وكيان معنوي مستقل عن الأوقاف الأخرى، ويمكن معرفة كل ما تم على هذا الوقف من بداية إنشائه.
ونوه إلى أن الأوقاف تصرف بحسب شروط الواقفين، وبحسب نوع المنتفع والمتعفف يمكن الاستفادة، والتي تكون من خلال الشراكات المجتمعية.

مشروع جبل ثعيلب 
وكشف د. خالد بن محمد عن عمل الإدارة العامة للأوقاف وفق خطة عشرية 2015م ـ 2025م، وأن العام الماضي، وبعد إعادة دراسة الخطة وتجديدها، أصبحت من 2023م ـ 2030م.
وقال: من المشروعات المميزة التي سيتم وضع حجر الأساس لها خلال الأشهر القريبة القادمة، مشروع جبل ثعيلب والذي يتكون من حوالي 900 وحدة سكنية، ونادٍ، ومرفقات مسجد ومركز نموذجي لتعليم القرآن الكريم. ومشروع المارينا، في منطقة الوسيل كذلك. ومشروع إداري في أبو هامور. ومشروع إداري وسكني في منطقة المعمورة.
وأضاف: كما وُضع حجر الأساس لمكتبة الشيخ علي ـ رحمه الله تعالى ـ بشكلها الحديث والمميز. ووضع حجر الأساس لمركز الشيخة موزة بنت محمد للقرآن والدعوة، وغيرها من المشروعات.
وتابع: من إنجازات الخطة الاستثمارية، افتتاح العديد من الوقفيات الجديدة والمميزة، كوقف الأترجة، وبيوت الشيخ علي، ووقف عبلان، وغيرها من الوقفيات الاستثمارية، وكذلك لدينا الإنجازات الاجتماعية، والتي كانت من منطلق شعارنا الوقف شراكة مجتمعية، حيث وسعت الإدارة العامة للأوقاف شراكاتها المجتمعية، مع وزارة التربية والتعليم، ووزارة الصحة، ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، ووزارة الداخلية، ومؤسسة الحي الثقافي كتارا، ومركز وفاق، والتعليم فوق الجميع، وغيرها من الوزارات والجهات، بالإضافة إلى الجمعيات الأهلية، كجمعية السكري، والجمعية القطرية لذوي الاحتياجات الخاصة، والجمعية القطرية للتوحد، ومركز حفظ النعمة، وغيرها من قطاعات المجتمع المختلفة، وكل هذه الشراكات كان لها أثر واضح على قطاعات عريضة من المجتمع.

سنة نبوية 
وقال د. خالد بن محمد: الوقف سنة نبوية حث عليها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قولاً وفعلاً، فقد ورد في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.
وأضاف: حث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الوقف وبيّن الأجر العظيم له، وتميزه بأنه أجر دائم يبقى للإنسان بعد وفاته. وقد أوقف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مجموعة من الأراضي، وبذلك سار الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ فأوقف عمر رضي الله عنه أرضًا له بخيبر على المحتاجين، وأوقف عثمان رضي الله عنه بئر رومة، وأوقف علي رضي الله عنه مجموعة من المزارع، وعلى هذا النهج أوقف الصحابة رضي الله عنهم حتى قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: لا أعلم أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذو مقدرة إلا وقف.
وتابع: بذلك أصبح الوقف سنة نبوية وثقافة لدى المجتمع المسلم، لما تميز به الوقف من الأجر، وكذلك النفع للناس بمختلف الشرائح، فنجد للمحتاجين أوقاف، وللمرضى أوقاف، وللعلماء أوقاف، وللمتعلمين أوقاف، حتى أبدع الواقفون في الشروط وتفننوا بها، فنجد الأوقاف الخاصة بالبيئة، والحيوانات والنباتات وغيرها، وبذلك تعرف بأن أهمية الوقف في المجتمع أهمية متنوعة، بل إن الوقف مقياس تستطيع من خلاله معرفة تقدم المجتمع وازدهاره، فكلما زادت الأوقاف دل ذلك على وعي المجتمع وازدهاره، وكلما قلت دل على تراجع المجتمع وازدهاره.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر وزير الأوقاف مدينة الطاقة لوسيل النبی ـ صلى الله علیه وسلم ـ رضی الله عنه خالد بن محمد حجر الأساس وغیرها من من خلال إلى أن إلا من

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف يستقبل وفدًا رفيع المستوى من منظمة كنائس من أجل السلام

استقبل الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة وفدًا من منظمة "كنائس من أجل السلام في الشرق الأوسط" الأمريكية برئاسة القس الدكتورة ماي إليس كانون؛ وعضوية كل من الأسقف مالوسي مبوملوانا؛ الأمين العام لمجلس كنائس جنوب إفريقيا، والسيد بول أكرمن؛ نائب المدير التنفيذي لكنائس من أجل السلام، والشيخ يحيى هندي؛ الإمام والمحاضر بجامعة جورجتاون الأمريكية. 

وزير الأوقاف يستقبل وفدًا صينيًا رفيع المستوى لتعزيز التعاون الثقافي والدينيالأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة بعنوان " كلمة أنا نور ونار"

ورحب وزير الأوقاف بالوفد، معربًا عن سعادته العميقة بهذا اللقاء، ومثمنًا كل الجهود التي تبذلها المنظمة باعتبارها تمثل صوتًا للحكمة والعقل والسلام في سبيل نبذ العنف ووقف آلة الحرب والبطش والظلم، وإقامة سلام دائم، وإطفاء نيران الحروب في العالم.

وأكد الوزير أن الدولة المصرية ترفض رفضًا قاطعًا أي حديث أو خطط لتهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم، وأنها تدعم صمود أشقائنا الفلسطينيين وثباتهم على أرضهم رغم كل الأهوال التي تعرضوا لها؛ مضيفًا أن زيارة وفد المنظمة اليوم يتزامن مع انعقاد قمة في مصر بين الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وجلالة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني؛ وذلك لتعزيز التعاون وتوحيد الكلمة بشأن ضرورة وقف إطلاق النار وإدخال مستلزمات الإغاثة ورفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتقديم صوت الحكمة لهذا العالم الذي يمر بفترة شديدة الحساسية من تاريخه.

كما أكد الوزير أهمية إذكاء معنى القدسية التي يحملها مسمى "الأراضي المقدسة"، وبسط مظلته ليشمل قدسية الإنسان والمكان والزمان كما تعلمنا من سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).

من جانبهم؛ أعرب ممثلو وفد "كنائس من أجل السلام في الشرق الأوسط" عن تقديرهم البالغ للدور البناء الذي لطالما نهضت به مصر في الدفاع عن الحق الفلسطيني ومؤازرة القضية الفلسطينية وصونها من الضياع، فضلا عن الدور المصري الرائد في دعم السلام والأمن والاستقرار بالشرق الأوسط والعالم، وعن شكرهم العميق لوزير الأوقاف على سابق التنسيق والتعاون، آملين أن يستمر التعاون في سبيل إكرام أصحاب الحقوق وإنهاء المعاناة، ومؤكدين رفضهم الكامل للفظائع الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ورفضهم القاطع لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، سائلين الله أن يوفق جهود مصر في منع هذه الفظائع. كما نقل أعضاء الوفد رسائل التأييد والرجاء من بلدانهم بالتوفيق والثبات لمصر والأردن وفلسطين. 

كما اتفق الحضور على أهمية اجتذاب الأصوات العاقلة من أتباع الأديان المختلفة ومضافرة الجهود في ما بينهم لأن الحقوق الثابتة لا خلاف عليها ولا اختلاف فيها، مع ضرورة التعاون بين المؤسسات الدينية الحريصة على السلام ومكافحة خطاب الكراهية كي يتسنى إحلال السلام في هذا العالم الذي يئن من وطأة الظلم والفظائع. 

وفي ختام الاجتماع، اتفق الجميع على أهمية مواصلة التنسيق والتعاون واجتذاب أصوات الحكمة من كل صوب، مع تنسيق الجهود بين المؤسسات والطوائف والأديان والمجالس والدول المختلفة من أجل إحقاق الحقوق ودرء المظالم وتغليب صوت الحكمة والحق والعدل، وبث الأمل في نفوس الأجيال الحالية وأجيال المستقبل.

مقالات مشابهة

  • الأوقاف تنشر نص موضوع خطبة الجمعة المقبلة بعنوان «كلمة أنا نور ونار»
  • النعيمي: التكامل بين المؤسسات يحقق التنمية المستدامة
  • الأوقاف تطلق 108 ندوات توعوية بمختلف المحافظات بعنوان ضمن مبادرة صحح مفاهيمك
  • وظائف شاغرة بالهيئة العامة للأوقاف
  • وكيل وزارة الأوقاف: مسابقة القراءة الحرة تستهدف جميع فئات المجتمع
  • وزارة الأوقاف: صحح مفاهيمك تستهدف تعديل السلوكيات الخاطئة في المجتمع
  • وزير الأوقاف: حريصون على ترسيخ ثقافة الاحترام والتعايش بين الأعراق
  • وزير الأوقاف لوفد كنائسي: مصر ترفض تهجير الفلسطينيين وتدعم صمودهم وثباتهم
  • وزير الأوقاف يستقبل وفدًا رفيع المستوى من منظمة كنائس من أجل السلام
  • الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة بعنوان كلمة أنا نور ونار