أكد عدد من العلماء والدعاة على أهمية دعم ومساندة أهل قطاع غزة، وأن سبل الدعم تتنوع حسب الاستطاعة، سواء الدعم بالنفس أو بالمال أو بالكلمة وغيرها من أوجه الدعم الممكنة، وأن كل شخص يستطيع أن ينصر اخوانه في غزة في مكانه ومنصبه فعليه بالنصرة.
وقالوا في تصريحات لـ «العرب» إن المقاطعة للجهات التي تدعم الأعداء هي نوع من أنواع الدعم، كما أن هناك النصرة القانونية بالمنظمات الدولية وبيان جرائم الحرب التي يرتكبها العدو، مشددين على أهمية الدعاء كنوع من أنواع النصرة، وأن يحرص المسلم على أن يكون لإخوانه نصيب من دعائه في الصلوات.

د. علي القره داغي: قطع العلاقات مع العدو «واجب»

قال فضيلة الشيخ الدكتور علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن الواجب على المسلم أن يقوم بواجبه نحو إخوانه الذين يراد تدميرهم وإبادتهم بكل حسب طاقته وقدرته، انطلاقاً من قول الله عز وجل «فاتقوا الله ما استطعتم»، فأولو أمر المسلمون وقادتهم يتحملون مسؤولية أكبر، فيجب عليهم شرعاً أن يسعوا بكل الوسائل لإيقاف هذه الحرب وأن يحذروا العدو مما يقدم عليه من إبادة جماعية.
وأضاف: كذلك يجب على الدول التي لديها علاقات مع العدو، شرعاً أن تقطع هذه العلاقات سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية وغير ذلك، كذلك يجب على الدول، إن استطاعت، أن توصل المطلوبات والضروريات إلى قطاع غزة سواء الماء أو الدواء أو الغذاء أو الوقود وكل ما يحتاج إليه أهل غزة، بخاصة دول الطوق؛ مصر والأردن وسوريا ولبنان، فواجبهم أكبر، وباقي الدول عليهم الدعم.
وتابع د. القره داغي: كما يقع على الإعلاميين واجب كبير، سواء بالتوعية أو التعبئة، فتوعية الشعوب بواجبهم وتعبئة الشعوب بالقيام بما عليهم من واجبات، أما واجب العلماء كذلك فيتفق مع الإعلاميين بالتوعية والتعبئة، أما واجب عامة المسلمين التنديد والتظاهر السلمي والوقوف ضد هذه الجرائم التي تقع في فلسطين، إضافة إلى الدعم المادي والدعم المعنوي والتبرعات السخية، وهي واجبات شرعاً.

د. عبدالله السادة: إعانة الفلسطينيين بالمال والدعاء مطلوبة

أكد فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن إبراهيم السادة على ضرورة مساندة ودعم الفلسطينيين في قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي الجاري، قائلا «الله عز وجل يقول (إنما المؤمنون إخوة) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)».
وأضاف السادة أنه في الأصل أن المسلم يقف مع أخيه المسلم في محنته، وإن كان الدعاء مطلوبا، ولكن الإعانة بالمال أيضاً مطلوبة أولاً، إن لم يستطع المسلم أن يعين أخاه بنفسه، وأن يكون بجانبه بالمال ومن ثم الدعاء، بأن يدعو لإخوانه في صلاته وأوقات استجابة الدعاء.

د. فضل مراد: لا يجوز إغلاق المعابر

قال فضيلة الدكتور فضل مراد أستاذ الفقه والقضايا المعاصرة بكلية الشريعة في جامعة قطر: الجميع يتابع ما يجري لإخواننا في فلسطين من إبادة وظلم وقتل وتشريد من الجرائم ضد الإنسانية، وعلى المسلم في هذه الأوقات العصيبة أن يلزم ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لم يغزُ ولم يجهز غازياً ولم يحدث نفسه بالغزو، مات على شعبة من النفاق. وأضاف: وهذا يدل على وجوب أن يساعد ويدعم المسلم، إن استطاع فبنفسه، وإن لم يستطع فقد وجب عليه أن يدعم اخوانه بالمال، وهو ما دل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم، فقوله أن يجهز غازياً يعني الدعم المادي بتجهيزه بما يحتاجه في معركته ورباطه وما يحتاجه أهله، فإخواننا يحتاجون إلى الدعم المادي في كل شيء من حياتهم، سواء لتوفير الأدوية والمعونات الغذائية أو العتاد أو غيرها من الأمور. وتابع: ومن الدعم كذلك المطالبة والضغط لفك المعابر، فإنها مغلقة عليهم من مدة طويلة جداً، وقد جاء في الحديث الصحيح أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها، فما بالنا بهؤلاء وهم إخواننا، فلا يجوز التعاون مع اعدائهم في اغلاق المعابر، ومن اغلقها فإنه آثم ومشارك في ذلك، وفيما يصيبهم من اذى سواء القتل أو الجرح ومسؤول أمام الله سبحانه وتعالى. وأكد على أهمية الدعم السياسي، بأن يدعمهم المسلم بالموقف، بأن توفر الدول العربية دعماً سياسياً، وكذلك الشعوب بأن تدعم بأنواع الدعم.

د. عايش القحطاني: نشر المسلم ما يحدث في فلسطين ضروري

أكد فضيلة الداعية الدكتور الشيخ عايش القحطاني أن واجب المسلمين جميعاً تجاه إخوانهم في فلسطين لخصه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث واحد، فقال صلى الله عليه وسلم: (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم)، موضحاً أن الجهاد بالنفس فيها صعوبة في هذه الفترة، وأن المجاهدة بالأموال واجبة على الجميع، خاصة وأن الكل يستطيعها ولو بريال واحد.
وقال د. القحطاني: ومن المجاهدة بالمال أيضاً المقاطعة، بأن تقاطع الشركات والمؤسسات التي تدعم الأعداء، فهي تقتطع من أرباحها لدعم العدو، ودعمهم دعم للعدو، وهذا لا يجوز شرعاً، ومعاملة الكفار جائزة إلا فيما حرم الله وفيما يستعان به على الحرب على المسلمين، فهذا لا يجوز شرعاً، فعلينا مسؤولية المقاطعة.
وأضاف: كما أنه من الواجب على المسلم أن ينشر ما يحدث في فلسطين عن طريق مختلف المنصات، وأن يعرف الجميع بهذه القضية، وصولاً إلى تدريسها في مناهجنا والحديث عنها مع أبنائنا، فهذا من جهاد اللسان، ولا ننسى الدعاء، خاصة في ساعات الاستجابة.
وأردف د. القحطاني: وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. فنصرة إخواننا واجب علينا، فهم يجاهدون بأرواحهم وأموالهم وعلينا ألا ندخر جهداً في دعمهم بمختلف الطرق.
وأكد أن الأمة الإسلامية لديها النخوة والكرامة وتريد أن تبادر دائماً، مشيداً بموقف دولة قطر في دعم فلسطين، محذراً من خذلان المسلمين في فلسطين.

د. سلطان الهاشمي: نحتاج لنصرة إعلامية وفكرية وثقافية

أكد فضيلة الشيخ د. سلطان الهاشمي أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة في جامعة قطر أن الدعم ونصرة أهل غزة ليس بالمال فحسب، وأن كل شخص يستطيع أن ينصر اخوانه في غزة في مكانه ومنصبه فعليه النصرة.
وقال د. سلطان الهاشمي: النصرة بالنفس واجبة على المسلم إن كان يستطيع إلى ذلك سبيلاً، فهي واجبة على أهل فلسطين، سواء كانوا في الضفة الغربية أو قطاع غزة، وهو أمر معروف من الناحية الفقهية، وهو واجب ينتقل من الأقرب فالأقرب، فإذا عجز أهل فلسطين انتقل الواجب إلى دول الطوق.
وأضاف: والأمر الثاني هو الدعم المادي، فربنا سبحانه وتعالى يقول «وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم»، فالجهاد بالمال مقدم على الجهاد بالنفس، واليوم أهل غزة بحاجة إلى الدعم المالي بشكل كبير، وإيصاله بكل الطرق، وهو أمر يجب على الكل أن يساهم فيه، فهو أمر مستطاع لدى الجميع، كذلك بإيصال المستلزمات الطبية والجراحية التي يحتاجها إخواننا.
وأردف: هناك أيضاً نصرة إعلامية وفكرية وثقافية، فما يقوم به الاعلاميون من واجب يعد نوعا من أنواع الجهاد بمفهومه العام، بعرض الصور والفيديوهات وتعرية العدو والجرائم التي يقوم بها، فكلها من أنواع النصرة، كذلك بيان حال اهل غزة المستضعفين، وأن القتل ينصب على المدنيين بعد عجز العدو على المواجهة.
وشدد على أهمية الدعاء كنوع من أنواع النصرة، وأن يحرص المسلم على أن يكون لإخوانه نصيب من دعائه في الصلوات، مشيراً إلى أن هناك الكثير من أنواع النصرة، سواء بالمال أو الجوانب الحقوقية والقانونية والنصرة الإعلامية والثقافية، والنصرة بالدعاء والنصرة بالنفس.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر قطاع غزة نصرة غزة النبی صلى الله علیه وسلم على المسلم فی فلسطین على أهمیة قطاع غزة أهل غزة

إقرأ أيضاً:

“يجب وقف الانتهاكات في فلسطين فورا”.. السني متحدثا باسم العرب في كلمة تحضيرية للمؤتمر الدولي الخاص بموضوع “حل الدولتين”

أفاد مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة طاهر السني، بتقديم ليبيا كلمة المجموعة العربية خلال الاجتماع التشاوري الأول الذي انعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، ‏في إطار التحضير للمؤتمر الدولي الذي تنظمه المملكة ‎السعودية وفرنسا، والخاص بموضوع “حل الدولتين”.

وقال السني في حسابه على منصة إكس، إن ليبيا أكدت أهمية أن يعمل هذا المؤتمر على الإيقاف الفوري لجميع الانتهاكات المتواصلة منذ عقود ضد الشعب الفلسطيني، وتحويل البيانات والقرارات الدولية إلى أفعال.

وشدد السني على أنه لا يمكن الحديث عن سلام دون الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تحقيق المصير وعودة اللاجئين والعمل فوراً على انضمامها الكامل للأمم المتحدة.

كما طالبت الكلمة بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية واتخاذ إجراءات فعلية لإنهاء الاحتلال، مع تعزيز وحدة الموقف الدولي لضمان تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وفق ما نشره مندوب ليبيا.

المصدر: مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة

السنيفلسطين Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • أمين الفتوى: استقبال السائح واجب على المسلمين بمراعاة حسن الخلق والمظهر
  • “يجب وقف الانتهاكات في فلسطين فورا”.. السني متحدثا باسم العرب في كلمة تحضيرية للمؤتمر الدولي الخاص بموضوع “حل الدولتين”
  • دعاء صلاة الاستخارة.. طريق المؤمن لاختيار الخير
  • أذكار الصباح والمساء.. درع المسلم اليومي
  • تعرف على مواقيت الصلاة اليوم 10-4-2025 في محافظة قنا
  • أذكار وأدعية مستحبّة بعد الصلاة.. احرص عليها فضلها عظيم
  • آداب صيام الست من شوال.. وحكم الأكل سهوا
  • أمين الفتوى: لا يجوز التحايل لأداء فريضة الحج بشكل غير شرعي
  • أيهما يبطل صلاة المسلم عدم الخشوع أم السرعة؟.. دينا أبو الخير تجيب
  • هل يجوز للشخص المزكي إخراج أموال زكاته على من ينفق عليهم؟.. الإفتاء توضح