«تحدي القراءة».. طريق الأوطان لإعادة الثقافة والحضارة
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
دبي: محمد إبراهيم وسارة البلوشي
أكد عدد من المسؤولين والطلبة من مختلف الجنسيات، من المشاركين في تحدي القراءة العربي بدورته السابعة، أن القراءة والمطالعة سر بناء الحضارات ونهضة الأوطان، وتمكين المعرفة في المجتمعات وبين الأجيال، وقالوا ل«الخليج» إن تحدي القراءة أعاد للأوطان العربية الروح والثقافة والحضارة، وأشعل منابر العلم والمعرفة، وبدد ظلمات الجهل والأمية الفكرية والعقلية، وأسهم في بناء جيل مطلع واعٍ يدرك قيمة العلم ويتشبث بدروع المعرفة.
قال الدكتور عبد الكريم سلطان العلماء، المدير التنفيذي لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، إن مشاركة أصحاب الهمم في سباق هذا العام يعد قيمة مضافة للمبادرة، إذ كشفت عن مواهب جديدة وقدرات وطاقات معرفية لا يستهان بها، إذ شارك أكثر من 22500 طالب وطالبة. وأضاف ل «الخليج»، أن الإعاقة لم تقف أمام الإرادة، فهناك أطفال من أصحاب الهمم قرأوا أكثر من 200 كتاب، ولنعلم أن كل طالب وطالبة قرأ وشارك في تحدي القراءة العربي فائز حقيقي، ونشكر جميع المدارس والمؤسسات التعليمية وأولياء الأمور
نهضة الأمة
أكد محمود زهران، عضو في لجنة التحكيم، أن المستويات التي شاركت تفوق التوقعات، وقدرات الطلبة المشاركين في هذه الدورة تختلف تماماً عن المستويات التي مرت علينا في الأعوام السابقة من خلال فهم المقروء وعرض الطالب لما فهمه ما جعل المنافسة قوية للغاية.
فيما أكدت ساجدة البشير، بلجنة التحكيم، أن هذه هي الدورة الرابعة لها كمحكم، إذ رأت نوعيات متميزة من الطلاب القارئين من الجنسيات كافة، ونحن في تحكيم المراحل النهائية لطلاب الجاليات، نسمع لطلبة يعيشون في بلاد غربية أجنبية، لكنهم يتحدثون اللغة العربية الفصيحة بطلاقة ومهارة فائقة، سعداء أننا نرى طلاباً وشباباً وشابات عرباً يصرون على القراءة رغم التحديات، إلا أن القراءة جمعتهم لحبهم للغة العربية.
صرح ثقافي
عبرت أميرة فهد الفارسي، ضابط مكتبات بمكتبة محمد بن راشد، عن سعادتها لاستضافة أبطال تحدي القراءة العربي، للمرة الثانية على التوالي في هذا الصرح الثقافي، وقالت: تسهم المكتبة في دعم ونشر القراءة والثقافة والمعرفة من خلال الموارد والكتب بأكثر من سبعين لغة عالمية، لتوسيع آفاق المعرفة وتعريف المشاركين في التحدي بالثقافات العالمية المختلفة، إذ نظمنا جولات ثقافية في أروقة المكتبة، زاروا من خلالها المكتبات التسع وذخائر المكتبة في الطابق السابع الغنية بالمعرفة والثقافة والعلم، وعرفناهم على مبادراتنا العالمية التي تثري المكتبات.
وأفادت بأن المكتبة تحتوي على تسع مكتبات تخصصية وغرف دراسية وحديقة للغات تطل على خور دبي، وتقام بها العديد من ورش العمل والحلقات النقاشية وتوقيع الكتب والأمسيات الشعرية، لتعزيز ودعم الثقافة والمعرفة للمجتمع بفئاته.
ثقافة ومعرفة
في لقاء عدد من الطلبة المشاركين في تحدي القراءة، أكد الطالب غريب محمد من الفجيرة (فئة أصحاب الهمم)، أنه قرأ ما يقرب من 130 كتاباً، بتصنيفات مختلفة «الدينية والتاريخية والتنموية والأدبية»، موضحاً أن قراءاته كانت بعدة طرق خاصة.
وقال: «نصيحتي للمجتمع العربي بالسعي وراء طموحاتهم وأحلامهم من النظر للمعوقات، فما من شخص وصل لمكانة عالية في هذه الحياة إلا تعرض لعواقب صعبة لكنه استمر، فالفشل بداية الطريق إلى النجاح.
أما مدية سيف الطنيجي، أحد أبطال تحدي القراءة العربي في الإمارات، أكدت أن التحدي منحها القدرة على الثقة بالنفس والثقافة والمعرفة، وقالت:«شكراً لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الذي أضاء لنا الدروب بالعلم والمعرفة والمطالعة».
أما دانا صقر الحاصلة على المركز الثالث على مستوى سوريا، ترى أن تحدي القراءة العربي أعاد للشعوب العربية روحها، وأعاد الحلم من جديد، لنقرأ صفحات هذا الكون، فقد قرأنا عن الإنسان.
الطالبة سارة المهيني، بطلة تحدي القراءة العربي على مستوى الكويت، أشادت بمكتبة محمد بن راشد العامرة بكنوز العلم والمعرفة، وقالت:«هذه المكتبة العظيمة تضم أكثر من 4.5 مليون كتاب متنوع من الكتب الإلكترونية والمسموعة والمقروءة».
الماضي والحاضر والمستقبل
وترى بطلة سلطنة عمان في تحدي القراءة العربي، أسيل بنت يوسف المعمارية، أن القراءة بحر وسفر ما بين الماضي والحاضر والمستقبل، ومكان نستطيع اللجوء إليه وقت الضيق حتى نكتسب القيم المعرفية، ولفتت إلى أن تحدي القراءة العربي نقطة تحول نحو الأفضل في شتى المجالات.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات تحدي القراءة العربي تحدی القراءة العربی فی تحدی القراءة المشارکین فی محمد بن راشد
إقرأ أيضاً:
الكويت تتأهل "عاصمة للثقافة العربية".. ندوة بالمعرض الدولي للكتاب
استعرض معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته 47 خلال فعالياته الإطار العام للاحتفال بالكويت عاصمة للثقافة العربية لعام 2025 متناولا فكرة العواصم العربية وأسباب اختيار الكويت لهذا اللقب
وتحدث في الجلسة أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار والمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الدكتور محمد ولد أعمر بحضور نخبة من المهتمين في المقهى الثقافي في بهو مدخل صالة 6 في المعرض.
وقال الدكتور محمد الجسار أن الكويت تحتفل في العام المقبل بكونها عاصمة للثقافة والإعلام العربي 2025 مبينا أن هناك تنسيق ما بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ووزارة الاعلام بتوجيهات من وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبد الرحمن المطيري فيما يخص الفعاليات و الأنشطة وتوزيعها.
وأكد أن المجلس الوطني يسعى إلى تسليط الضوء على الثقافة في الكويت مبينا أن المجلس داعم للثقافة ويهتم للشراكة مع المؤسسات الحكومية والأهلية لإثراء المشهد الثقافي. حيث أن الثقافة تعد أحد المحاور الأساسية التي تساهم في تعزيز الهوية الوطنية والتفاعل مع الثقافات العالمية وفي هذا السياقظ تكتسب مبادرة اختيار دولة الكويت (عاصمة للثقافة العربية 2025) أهمية خاصة إذ تمثل فرصة لتعزيز دور الكويت كمركز ثقافي رائد في العالم العربي.
وقال إن هذا الحدث الهام يعكس التزام دولة الكويت بنشر قيم التسامح والإبداع والتنوع الثقافي ويؤكد على مكانتها كمركز حضاري في المنطقة العربية كما يمثل فرصة ثمينة لتسليط الضوء على ما حققته الكويت في مجالات الثقافة والفنون وتقديمها كمثال يحتذى به في تعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب.
وبين ان المجلس الوطني سيعمل بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني على تنظيم مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية التي تعكس التنوع الثقافي العربي وتدعم الإبداع والتبادل الثقافي بين مختلف الدول العربية.
وقال أن الاحتفالية تهدف الى تحقيق عدة أهداف رئيسية منها تعزيز الهوية الثقافية العربية من خلال إبراز الإنتاج الثقافي والفني المتميز في الكويت والمجتمعات العربية وتعميق التفاعل الثقافي بين الشعوب العربية من خلال الفعاليات المشتركة، كما ستعزز العلاقة الثقافية بين الكويت والعالم العربي.
واضاف أن الاحتفالية تهدف إلى تسليط الضوء على الثقافة الكويتية إذ ستمثل هذه الفعالية فرصة لتقديم الفنون الأدبية والفكرية والفنون الجميلة التي تشتهر بها الكويت على مستوى العالم.
وقال إن الاحتفالية تتضمن مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية على مدار العام تشمل المعارض الفنية والثقافية تنظيم معارض فنية وأدبية تستعرض تاريخ وثقافة الكويت بالإضافة إلى معارض مشتركة مع دول عربية أخرى.
واضاف ان الاحتفالية تشمل كذلك المؤتمرات والندوات حول قضايا الثقافة والفن مع استضافة كبار المفكرين والمبدعين من العالم العربي.
كما اشار الى العروض المسرحية والموسيقية وإطلاق مشاريع تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي بين الكويت ودول عربية أخرى مثل برامج التبادل الثقافي وورش العمل والمشاريع المشتركة.
وأكد الدكتور الجسار ان اختيار الكويت عاصمة للثقافة العربية 2025 ليس فقط تكريما لإرثها الثقافي بل هو أيضا دعوة مفتوحة للمشاركة في مسيرة ثقافية تهدف إلى نشر السلام وتعزيز التفاهم بين الشعوب العربية.
و أضاف "نحن في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ندعو جميع المواطنين والمقيمين والمبدعين في الكويت للمشاركة الفاعلة في هذا الحدث الثقافي الضخم الذي سيكون منصة مفتوحة للإبداع والحوار حيث سيتيح لنا جميعا فرصة تعزيز ثقافتنا العربية الأصيلة وتعريف الأجيال القادمة بها".
بدوره عبر الدكتور محمد ولد أعمر عن سعادته بالتواجد في أحد اهم التظاهرات الثقافية في الكويت وعن سعادته لان تكون الكويت عاصمة للثقافة في عام 2025 مبينا ان اختيرت سابقا وكانت عاصمة للثقافة في عام 2001.
واوضح أن المنظمة تختار في كل سنة مدينة لتكون عاصمة للثقافة مبينا أن القدس عاصمة متوائمة للعاصمة في كل سنة للعاصمة المختارة.
وأشار إلى برنامج الاحتفاء بالعواصم الثقافية العربية مبينا إنه أحد البرامج الرائدة التي أطلقتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الهادفة إلى دعم العمل الثقافي العربي المشترك والاحتفاء بالمدن ذات البصمة الثقافية.
وبين ان مشروع عواصم الثقافة العربية يهدف إلى إعادة تشكيل المدن وجعل الثقافة والإبداع قوة دافعة للتنمية المستدامة من خلال تحفيز النمو والابتكار وتعزيز التماسك الاجتماعي والتنوع الثقافي ورفاهية السكان مع الالتزام بوضع القيم الثقافية في قلب التخطيط العمراني للمدن.
وقال إن منظمة الألكسو تسعى من خلال أنشطة عواصم الثقافة العربية إلى تحويل المدن إلى فواعل حضرية محورها الإنسان وغايتها الإدماج المجتمعي حيث تركز على تسخير الثقافة والابتكار والصناعات المبدعة كمحركات للتنمية في مجمل برنامجها وأهدافها الحضرية المستدامة.
وأشار الدكتور ولد أعمر إلى مرتكزات مشروع عواصم الثقافة العربية ومنها دعم أواصر التواصل مع ثقافات العالم وتخليد المكانة الثقافية والحضارية للمدن التي حملت لقب عواصم الثقافة العربية.
كما تطرق الى معايير اختيار عواصم الثقافة العربية ومنها الوضع التاريخي للمدينة المرشحة والمكانة الثقافية والإسهام البارز في الثقافة الانسانية وان تكون المدينة مركزا ثقافيا معترفا به اقليميا ومقصدا للمبدعين والمفكرين في مجالات العلوم والفنون والآداب.
وأشار إلى التزامات المدن المرشحة لحمل لقب عاصمة الثقافة العربية ومنها أن تلتزم المدينة بالترويج للقبها من خلال الأنشطة والفعاليات وأن تؤكد المدينة التزامها بتنفيذ البرنامج المتفق عليه مع المنظمة.
وقال ان النتائج المنتظرة من هذا المشروع تتمحور في دعم المكانة الحضارية والثقافية للمدينة العربية وجعلها مركز إشعاع وجذب إنساني وتشجيع وتحسين المبادرات التي تقودها المدن لجعل الإبداع مكونا اساسيا في التنمية الحضرية وتطوير مجالات للإبداع والابتكار في القطاع الثقافي واتاحة التواصل والمشاركة في الحياة الثقافية والادماج الكامل بين الثقافة والابداع.
وقال أن ان (الألكسو) تسعى من خلال عواصم الثقافة العربية إلى تعزيز قوة الثقافة من اجل الاستدامة في الوسط الحضري من خلال إسهامها في مجالات عدة منها استغلال إمكانات الثقافة كقوة دافعة للتنمية الاجتماعية والإقتصادية والاعتماد على الإمكانات التي توفرها الثقافة كمصدر مستدام للقضاء على الفقر.
وبين أن المدن حاملة اللقب تعمل على دعم تبادل الخبرات والمعارف والممارسات الجيدة خاصة مع المدن العربية المبدعة كما تلتزم بإطلاق مشاريع وشراكات ومبادرات تجمع بين القطاع العام والخاص والمجتمع المدني.
وأكد أن (الألكسو) تسعى الى انشاء شبكة نشطة من المدن العربية وعواصم الثقافة أكثر تواصلا واستدامة لتصبح منصات مفتوحة لتواصل العقول وتطوير الأفكار وتشجيع الابداع والمساهمة في تحقيق التنمية.