دبي: محمد إبراهيم وسارة البلوشي
أكد عدد من المسؤولين والطلبة من مختلف الجنسيات، من المشاركين في تحدي القراءة العربي بدورته السابعة، أن القراءة والمطالعة سر بناء الحضارات ونهضة الأوطان، وتمكين المعرفة في المجتمعات وبين الأجيال، وقالوا ل«الخليج» إن تحدي القراءة أعاد للأوطان العربية الروح والثقافة والحضارة، وأشعل منابر العلم والمعرفة، وبدد ظلمات الجهل والأمية الفكرية والعقلية، وأسهم في بناء جيل مطلع واعٍ يدرك قيمة العلم ويتشبث بدروع المعرفة.

قال الدكتور عبد الكريم سلطان العلماء، المدير التنفيذي لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، إن مشاركة أصحاب الهمم في سباق هذا العام يعد قيمة مضافة للمبادرة، إذ كشفت عن مواهب جديدة وقدرات وطاقات معرفية لا يستهان بها، إذ شارك أكثر من 22500 طالب وطالبة. وأضاف ل «الخليج»، أن الإعاقة لم تقف أمام الإرادة، فهناك أطفال من أصحاب الهمم قرأوا أكثر من 200 كتاب، ولنعلم أن كل طالب وطالبة قرأ وشارك في تحدي القراءة العربي فائز حقيقي، ونشكر جميع المدارس والمؤسسات التعليمية وأولياء الأمور

نهضة الأمة

أكد محمود زهران، عضو في لجنة التحكيم، أن المستويات التي شاركت تفوق التوقعات، وقدرات الطلبة المشاركين في هذه الدورة تختلف تماماً عن المستويات التي مرت علينا في الأعوام السابقة من خلال فهم المقروء وعرض الطالب لما فهمه ما جعل المنافسة قوية للغاية.

فيما أكدت ساجدة البشير، بلجنة التحكيم، أن هذه هي الدورة الرابعة لها كمحكم، إذ رأت نوعيات متميزة من الطلاب القارئين من الجنسيات كافة، ونحن في تحكيم المراحل النهائية لطلاب الجاليات، نسمع لطلبة يعيشون في بلاد غربية أجنبية، لكنهم يتحدثون اللغة العربية الفصيحة بطلاقة ومهارة فائقة، سعداء أننا نرى طلاباً وشباباً وشابات عرباً يصرون على القراءة رغم التحديات، إلا أن القراءة جمعتهم لحبهم للغة العربية.

صرح ثقافي

عبرت أميرة فهد الفارسي، ضابط مكتبات بمكتبة محمد بن راشد، عن سعادتها لاستضافة أبطال تحدي القراءة العربي، للمرة الثانية على التوالي في هذا الصرح الثقافي، وقالت: تسهم المكتبة في دعم ونشر القراءة والثقافة والمعرفة من خلال الموارد والكتب بأكثر من سبعين لغة عالمية، لتوسيع آفاق المعرفة وتعريف المشاركين في التحدي بالثقافات العالمية المختلفة، إذ نظمنا جولات ثقافية في أروقة المكتبة، زاروا من خلالها المكتبات التسع وذخائر المكتبة في الطابق السابع الغنية بالمعرفة والثقافة والعلم، وعرفناهم على مبادراتنا العالمية التي تثري المكتبات.

وأفادت بأن المكتبة تحتوي على تسع مكتبات تخصصية وغرف دراسية وحديقة للغات تطل على خور دبي، وتقام بها العديد من ورش العمل والحلقات النقاشية وتوقيع الكتب والأمسيات الشعرية، لتعزيز ودعم الثقافة والمعرفة للمجتمع بفئاته.

ثقافة ومعرفة

في لقاء عدد من الطلبة المشاركين في تحدي القراءة، أكد الطالب غريب محمد من الفجيرة (فئة أصحاب الهمم)، أنه قرأ ما يقرب من 130 كتاباً، بتصنيفات مختلفة «الدينية والتاريخية والتنموية والأدبية»، موضحاً أن قراءاته كانت بعدة طرق خاصة.

وقال: «نصيحتي للمجتمع العربي بالسعي وراء طموحاتهم وأحلامهم من النظر للمعوقات، فما من شخص وصل لمكانة عالية في هذه الحياة إلا تعرض لعواقب صعبة لكنه استمر، فالفشل بداية الطريق إلى النجاح.

أما مدية سيف الطنيجي، أحد أبطال تحدي القراءة العربي في الإمارات، أكدت أن التحدي منحها القدرة على الثقة بالنفس والثقافة والمعرفة، وقالت:«شكراً لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الذي أضاء لنا الدروب بالعلم والمعرفة والمطالعة».

أما دانا صقر الحاصلة على المركز الثالث على مستوى سوريا، ترى أن تحدي القراءة العربي أعاد للشعوب العربية روحها، وأعاد الحلم من جديد، لنقرأ صفحات هذا الكون، فقد قرأنا عن الإنسان.

الطالبة سارة المهيني، بطلة تحدي القراءة العربي على مستوى الكويت، أشادت بمكتبة محمد بن راشد العامرة بكنوز العلم والمعرفة، وقالت:«هذه المكتبة العظيمة تضم أكثر من 4.5 مليون كتاب متنوع من الكتب الإلكترونية والمسموعة والمقروءة».

الماضي والحاضر والمستقبل

وترى بطلة سلطنة عمان في تحدي القراءة العربي، أسيل بنت يوسف المعمارية، أن القراءة بحر وسفر ما بين الماضي والحاضر والمستقبل، ومكان نستطيع اللجوء إليه وقت الضيق حتى نكتسب القيم المعرفية، ولفتت إلى أن تحدي القراءة العربي نقطة تحول نحو الأفضل في شتى المجالات.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات تحدي القراءة العربي تحدی القراءة العربی فی تحدی القراءة المشارکین فی محمد بن راشد

إقرأ أيضاً:

جامعة بغداد، منارة العلم والمعرفة في قلب العراق

مارس 10, 2025آخر تحديث: مارس 10, 2025

محمد الربيعي

* بروفسور متمرس ومستشار دولي، جامعة دبلن

جامعة بغداد صرح علمي شامخ، واحد ابرز منارات المعرفة في العراق والعالم العربي. تاسست عام 1957، لكن جذورها تمتد الى بدايات القرن العشرين مع تاسيس كليات الحقوق والطب والهندسة. لعبت الجامعة دورا اساسيا ومحوريا في تخريج الكفاءات العراقية التي ساهمت في بناء وتقدم العراق الحديث.

ارتباطي بجامعة بغداد

كانت لحظة دخولي كلية العلوم في الجامعة بداية رحلة استثنائية في عالم المعرفة. اتذكر تلك الايام الاولى في قسم النبات، حيث اكتشفت شغفي الحقيقي للعلوم الاحيائية. بعد تخرجي، تم تعيني كمعيد في الجامعة، حيث انطلقت مسيرتي العلمية الحافلة بالانجازات. لقد كان لدي اصرار وعزيمة لا يلينان، فبادرت الى اجراء بحثين علميين وانا لازلت معيدا في الجامعة، نشر احدهما في مجلة Annals of Human Biology  المرموقة. كانت تلك اول دراسة انثروبولوجية حول المجاميع الدموية بين اكراد العراق، مما جعلني فخورا باسهامي في هذا المجال.

قدمت الكثير لجامعة بغداد بعد عام 2003، من ندوات وورش عمل ومحاضرات واستشارات، ولكني اتذكر بالخصوص تلك الورشة الرائعة التي نظمها قسم ضمان الجودة والاداء الجامعي في الجامعة بالتعاون مع منظمة اليونسكو بتاريخ 24-25 شباط 2014، وحضرها عدد من القيادات الجامعية من العمداء ومدراء المراكز ورؤساء الاقسام في تشكيلات الجامعة، وحملت عنوان “كيفية استدامة نظام الجودة في جامعة بغداد”. عرضت فيها نظام الجودة الذي سعينا لبنائه ضمن مشروع اليونسكو لتحسين جودة التعليم في الجامعات العراقية الذي ضم اربعة علماء من خريجي الجامعة هم صباح جاسم ورمزي محمود ورياض المهيدي ومثنى الدهان.

تاريخ جامعة بغداد

تعود البدايات الاولى لجامعة بغداد الى عام 1908، عندما تاسست مدرسة الحقوق، وهي اقدم المؤسسات الحديثة التي شكلت فيما بعد جامعة بغداد. في عام 1921، تاسست كلية الهندسة، وفي عام 1923، تاسست دار المعلمين العالية (التي اصبحت فيما بعد كلية التربية). وفي عام 1927، تاسست كلية الطب. في عام 1942، تم تاسيس اول مؤسسة تعليمية عليا للبنات، وهي كلية الملكة علياء. وتاسست كلية الاداب والعلوم 1949 وانقسمت الى كليتي الاداب والعلوم عام 1953 وكانت اول كلية اكاديمية (غير مهنية). وفي عام 1956، تم سن اول قانون لتاسيس جامعة في العراق باسم “جامعة بغداد”.

في عام 1957، تم تاسيس جامعة بغداد رسميا، وكانت تضم في البداية كليات الحقوق والاداب والعلوم والطب والهندسة. وقد شهدت الجامعة نموا وتوسعا كبيرا في العقود اللاحقة، حيث تم اضافة العديد من الكليات والمعاهد الاخرى، مثل كليات الزراعة والصيدلة والطب البيطري والتربية والفنون الجميلة. وفي عام 1959 تقرر البدء بفتح الدراسات العليا، وانجزت دراسات مفصلة حول هذا المشروع المهم، في كلية العلوم مثلا تقرر اولا ان تبنى بناية مستقلة لمكتبة كبيرة ورصدت الاموال لهذا المشروع، لكن مع الاسف في 1963 تقلصت مساحة المكتبة وتحول نصف البناية لاشغال عمادة الكلية.

وضع عبد الكريم قاسم الحجر الاساس لبناية جامعة بغداد في 17 تموز 1959 وصمم الجامعة المهندس الامريكي والالماني الاصل وولتر گروبيوس. من الرموز المهمة التي ادخلها في التصميم: القوس في مدخل الجامعة حيث صٌمم على قطعتين قوس المدخل يرمز الى فصي الدماغ الايمن والايسر وفي اعلاه فتحة لا يمكن ان تنغلق وبجمع القوس رمز بالعقل المنفتح الذي يتلقى العلم بدون حدود. وما هو بارز في تاريخ الجامعة هو تعيين العالم العراقي الدكتور عبد الجبار عبد الله رئيسا للجامعة عام 1959 وكان من افضل علماء الانواء الجوية الذين برزوا في العالم.

 

دور جامعة بغداد في تخريج الكفاءات العراقية

لعبت جامعة بغداد دورا حاسما في تخريج اجيال من الكفاءات العراقية في مختلف المجالات. فقد ساهمت الجامعة في تزويد العراق بالمهندسين والاطباء والمحامين والمدرسين الذين ساهموا في بناء وتطوير العراق الحديث.

تخرج من جامعة بغداد العديد من الشخصيات البارزة في العراق، الذين اسهموا بشكل كبير في مختلف المجالات، مثل العلوم والسياسة والادب والفنون. وقد تبوا العديد منهم ارفع المناصب في العراق وخارجه من رؤساء الوزراء والوزراء والبرلمانيين والاكاديميين والفنانين والادباء. كثيرون من الاعلام تخرجوا من جامعة بغداد منهم من سار على خطى اساتذته الاجلاء، امثال عبد الجبار عبد الله في فيزياء الانواء الجوية، وفخري البزاز في البيئة النباتية والتطور البيولوجي، وصالح جواد الوكيل في الكيمياء الحياتية والانزيمات، وطه باقر وبهنام ابو الصوف في مجال الاثار والتاريخ القديم، وعلي الوردي في علم الاجتماع، ومحمد سلمان حسن في الاقتصاد السياسي، وابراهيم كبه وفاضل عباس الحسب في الفكر الاقتصادي، وحسين امين في التاريخ العراقي والعربي الحديث، ومصطفى جواد في الدراسات اللغوية والتاريخية، وعبد العزيز الدوري في التاريخ العربي الاسلامي، وفرحان باقر وكمال السامرائي وعبد اللطيف البدري وزهير البحراني وخالد القصاب في العلوم الطبية، ومحمد مكية ومهدي حنتوش في العلوم الهندسية، وعلي حسين البهادلي وعلي عبد الحسين في العلوم الزراعية، وعدد كبير من العلماء الذين تركوا بصمات لا تمحى في التاريخ العلمي للعراق، واعتذر عن اغفالي ذكر اسماء هؤلاء العلماء الاجلاء. واليوم، يواصل عدد كبير من العلماء من خريجي جامعة بغداد، مسيرتهم في داخل العراق وخارجه، وهم منتشرون في انحاء العالم، من امريكا الى استراليا، لكن قلوبهم وعقولهم متجهة نحو خدمة العراق.

خريجو جامعة بغداد، هم قصة عطاء مستمرة، فكما تخرجوا من هذا الصرح العظيم، فهم اليوم يحملون اسم جامعتهم عاليا في كل مكان، ويساهمون في بناء مستقبل مشرق لوطنهم العراق.

دور جامعة بغداد في التنمية والتاثير في المجتمع العراقي

بالاضافة الى تخريج الكفاءات، لعبت جامعة بغداد دورا هاما في التنمية والتاثير في المجتمع العراقي. فقد ساهمت الجامعة في تطوير البحث العلمي في العراق، وقدمت العديد من الدراسات والابحاث التي ساهمت في حل المشكلات التي تواجه المجتمع العراقي ومن خلال مراكز بحوث متميزة. وقدم باحثو الجامعة دراسات حول معالجة المياه وتلوث الهواء، وقدموا حلولا مبتكرة للمشاكل البيئية التي تواجه العراق. كما ساهمت الجامعة في تطوير القطاع الصحي في العراق، وقدمت العديد من الدراسات والابحاث التي ساهمت في تحسين الرعاية الصحية في العراق، منها دراسات حول انتشار الامراض السرطانية. وعملت على توفير الاستشارات من خلال مكاتبها الاستشارية المتخصصة لتساهم في عمليات التطوير والتدريب ووضع الخبرات العلمية والفنية في خدمة الخطط التنموية وتقديم الاستشارات لحل المعضلات الهندسية والطبية والزراعية والادارية والاقتصادية وغيرها.

كما لعبت جامعة بغداد دورا هاما في نشر الثقافة والمعرفة في المجتمع العراقي، وقدمت العديد من المؤتمرات والندوات التي ساهمت في رفع مستوى الوعي الثقافي لدى المواطنين العراقيين. واستضافت جامعة بغداد العديد من المؤتمرات الدولية حول القضايا الاجتماعية والسياسية التي تواجه العراق، وساهمت في نشر الوعي لدى المواطنين العراقيين.

بالاضافة الى ذلك، لعبت جامعة بغداد دورا هاما في تطوير الاقتصاد العراقي. فقد قدمت الجامعة العديد من الدراسات والابحاث التي ساهمت في تطوير القطاعات الاقتصادية المختلفة في العراق. مثل ما قدم باحثوها حلولا مبتكرة لزيادة الانتاج الزراعي والقضاء على الامراض الزراعية. كما ساهمت الجامعة في تطوير القطاع الصناعي في العراق، وقدمت العديد من الدراسات والابحاث التي ساهمت في تحسين جودة المنتجات الصناعية العراقية.

بشكل عام، يمكن القول ان جامعة بغداد لعبت دورا هاما في التنمية والتاثير في المجتمع العراقي. فقد ساهمت الجامعة في تطوير البحث العلمي، وتحسين الرعاية الصحية، ونشر الثقافة والمعرفة، وتطوير الاقتصاد العراقي.

التحديات التي تواجه جامعة بغداد

تواجه جامعة بغداد تحديات كبيرة تعيق تقدمها، بما في ذلك المركزية المفرطة حيث تخضع لادارة ورقابة صارمة من وزارة التعليم العالي، مما يحد من استقلاليتها. كما تواجه نقصا حادا في التمويل يؤثر على قدرتها على توفير بيئة تعليمية مناسبة، وتدهورا في البنية التحتية لمبانيها ومرافقها. تشهد نوعية البحث العلمي في الجامعة تراجعا ملحوظا، وتوسعت بشكل كبير في عدد الطلاب والبرامج دون زيادة ملحوظة في الموارد. على الرغم من هذه التحديات، تبذل الجامعة جهودا كبيرة للتغلب عليها، من خلال وضع خطط استراتيجية للتطوير، والبحث عن مصادر تمويل اضافية، وتطوير البنية التحتية، وتشجيع البحث العلمي، وتطوير المناهج الدراسية، والتعاون مع الجامعات العالمية. تسعى جامعة بغداد جاهدة لاستعادة مكانتها المرموقة، ومواصلة دورها في خدمة المجتمع العراقي.

مستقبل جامعة بغداد

تطمح جامعة بغداد الى ان تصبح واحدة من افضل الجامعات في المنطقة والعالم. وتسعى الجامعة الى تحقيق هذا الهدف من خلال تطوير برامجها الاكاديمية والبحثية، وجذب افضل الكفاءات التدريسية، وتوفير بيئة تعليمية محفزة للطلاب. ولربما بالحصول على استقلاليتها الادارية والاكاديمية ستتمكن من استعادة دورها السابق في قيادة التعليم العالي على الصعيد العربي والشرق اوسطي. هذا يتطلب اعادة تقييم وضعها مثلما كانت عليه في السابق عندما كان لرئيس الجامعة صلاحيات واسعة مشابهة لصلاحيات وزير.

 

 

مقالات مشابهة

  • الثقافة العراقية تجري استعداداتها للقمة العربية في بغداد
  • الاحتلال يعتقل مالك المكتبة العلمية في القدس
  • ضمن ليالي رمضان.. اليوم عرض فني لفرقة طنطا للموسيقى العربية على مسرح السامر
  • "أبوظبي للغة العربية" ينظّم "الناشرين الإماراتيين" ويطلق "القراءة المستدامة"
  • أمينة الفتوى: المرأة المصرية نموذج فريد في التضحية من أجل الوطن
  • مصرع شخص وإصابة 18 آخرين في حادث على طريق برج العرب بالإسكندرية
  • جامعة بغداد، منارة العلم والمعرفة في قلب العراق
  • وزير الخارجية: نتواصل مع أمريكا بشأن الخطة العربية لإعادة إعمار غزة
  • رئيس جامعة المنوفية يعقد لجنتي المكتبة المركزية والمكتبات "أون لاين"
  • الاتحاد الأوروبي يرحب بالخطة العربية لإعادة إعمار غزة