«الأونروا»: الوضع في غزة يزداد تعقيداً
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
عبدالله أبوضيف (القاهرة)
أخبار ذات صلة الإمارات: الحرب المدمرة في غزة يعاني ويلاتِها المدنيون الأمم المتحدة: نزوح 6.9 مليون شخص داخل الكونغوأكدت جوليت توما مديرة الإعلام والتواصل في كافة مناطق عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» أن الوضع في قطاع غزة يتدهور من اللحظة للثانية ويزداد تعقيداً، داعية إلى تقديم تسهيلات تسمح بعدم عرقلة عمل «الأونروا» داخل القطاع خلال الفترة المقبلة وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة.
وأضافت مديرة الإعلام بمنظمة الأونروا لـ«الاتحاد» أن طواقم «الأونروا» موجودة على الأرض بالفعل، وتعمل على تقديم المساعدة العاجلة إلى الأطفال النازحين إلى مدارس، في المناطق الآمنة في غزة، ويصل عددهم إلى حوالي 600 ألف شخص تقريبا.
وأشارت إلى أن «الأونروا» لا تزال تعمل على الأرض في قطاع غزة لمساعدة النازحين إلى المناطق الآمنة في ظل ظروف غاية في الصعوبة، في الوقت الذي يوجد أزمة واضحة في التواصل مع الطواقم الإغاثية التابعة للمنظمة داخل قطاع غزة.
وشددت على أن الوضع تفاقم مع قطع الاتصالات خلال الـ24 ساعة الماضية الأمر الذي يؤدي إلى زيادة عرقلة وصول المساعدات المقدمة من وكالة «الأونروا» على الأرض في قطاع غزة.
وحذرت «الأونروا» من أن النظام المدني بدأ في الانهيار مع دخول الحرب في غزة أسبوعها الرابع، موضحة أن آلاف الأشخاص اقتحموا عدداً من مستودعات الوكالة ومراكز التوزيع في وسط وجنوب قطاع غزة للحصول على دقيق القمح ومواد البقاء الأساسية الأخرى.
واعتبرت أن الحادثة علامة مثيرة للقلق على أن النظام المدني بدأ في الانهيار في وقت الإمدادات المتوفرة في السوق تنفد، والمساعدات الإنسانية التي تصل إلى قطاع غزة على متن شاحنات غير كافية.
وتشدد الوكالة على ضرورة تدفق منتظم وثابت للإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة للاستجابة للاحتياجات خاصة مع تزايد التوترات والإحباطات لدى سكان القطاع.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 117 شاحنة مساعدات وصلت قطاع غزة منذ بداية الحرب، على الرغم من أن هذا العدد لا يلبي الاحتياجات.
وأضاف المكتب في جنيف أنه على الرغم من كمياتها القليلة، فإن المساعدات سوف تقوم بدور مهم لتعزيز قطاع الرعاية الصحية الأساسي في غزة.
ووفقاً لتقديرات أممية، فإن هناك حاجة لما لا يقل عن 100 شاحنة مساعدات يومياً لإمداد سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة بالاحتياجات الضرورية.
وأوضح المكتب أنه قبل اندلاع الحرب، كان نحو 500 شاحنة تدخل القطاع يومياً خلال الأسبوع. وقد وصلت 33 شاحنة أمس الأول إلى القطاع، وهو ما يعتبر أكبر عدد شاحنات يدخل القطاع في يوم واحد منذ بدء القتال.
وقال المكتب: إن المساعدات مياه وطعام وأدوية، مضيفاً: «الزيادة مرحب بها، ولكن هناك حاجة لإدخال كمية أكبر بكثير باستمرار لتجنب تدهور الوضع الإنساني بصورة أكبر، ويتضمن ذلك الاضطرابات المدنية».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأونروا الأمم المتحدة غزة قطاع غزة فلسطين قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
حصاد 2024| لبنان يزداد أوجاعه مع اتساع الحرب بين إسرائيل وحزب الله.. الاحتلال يضرب بقوة الضاحية الجنوبية لبيروت.. وتفجيرات أجهزة بيجر واغتيال حسن نصر الله أبرز الأحداث المؤلمة
تفاقم الأزمات في لبنان بعد اتساع الهجمات بين حزب الله وإسرائيلالاحتلال يستهدف معظم قادة الجماعة اللبنانية بقوةالانتهاكات تستمر رغم دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ في 26 نوفمبر
مع بداية عام 2024، تلقت جماعة حزب الله اللبنانية إنذارًا إسرائيليًا يهددها بأنها إذا لم تنسحب على الفور من الحدود الإسرائيلية اللبنانية وتوقف هجماتها الصاروخية، فإن حربًا شاملة باتت وشيكة. وكان هذا التهديد هو الذي سبق العاصفة.
وفي اليوم التالي، تحولت النيران الإسرائيلية، التي كانت تقتصر في السابق على تبادل إطلاق النار عبر الحدود منذ 8 أكتوبر 2023، إلى الضاحية الجنوبية لبيروت لأول مرة.
ومن هنا بدأ الاحتلال هجماته، فاستهدفت طائرة بدون طيار إسرائيلية مكتبًا لحماس في حارة حريك، مما أسفر عن استشهاد الرجل الثالث بحزب الله، صالح العاروري. وفي الوقت نفسه، زادت عمليات قتل قادة حزب الله في جنوب لبنان بشكل كبير.
تفاقم الأزمات في لبنانوحسب موقع "أراب نيوز"، أدت هذه الحرب إلى تفاقم الأزمات القائمة في لبنان، إذ دخل عام 2024 وهو يعاني من تفاقم الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية، بعد أن عانى بالفعل من الانهيار المالي في عام 2019، خاصة مع فشل تعيين رئيس للبلاد بسبب الانقسامات الدائرة، ما أدى إلى شلل الحكومة منذ أكتوبر 2022.
ومع اندلاع الاشتباكات على الحدود في البداية، أدى الأمر إلى نزوح 80 ألف شخص من قراهم، مما زاد من الضغط على اقتصاد البلاد وزاد من الفقر.
وفي منتصف ديسمبر 2023، أبلغت الدول المانحة لبنان بخطط لتقليص المساعدات للحماية الاجتماعية في بداية عام 2024.
لكن تصاعدت المواجهات العسكرية بسرعة، وحافظ حزب الله على استراتيجية "الجبهات المرتبطة"، وأصر على أنه سيواصل هجماته حتى انسحاب الاحتلال من غزة، بينما أصرت إسرائيل على امتثال حزب الله للقرار 1701 وسحب قواته شمال نهر الليطاني.
وبين 8 أكتوبر 2023 وسبتمبر 2024، شن حزب الله 1900 هجوم عسكري عبر الحدود، بينما ردت إسرائيل بـ 8300 هجوم على جنوب لبنان، وقد تسببت هذه الضربات في مقتل المئات ونزوح مجتمعات بأكملها في جنوب لبنان وشمال إسرائيل.
ورغم الجهود الدبلوماسية المكثفة ــ وخاصة من جانب فرنسا والولايات المتحدة ــ لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال هذه الفترة.
وتصاعدت حدة المواجهات، حيث وسع الاحتلال نطاق غاراته وأهدافه إلى منطقة بعلبك، في حين كثف حزب الله نطاق ضرباته لتتسع إلى مواقع عسكرية إسرائيلية عميقة.
ولم تسلم قوات اليونيفيل الدولية في المواقع الأمامية من إطلاق النار المتبادل، حيث تصاعدت الهجمات بعد دخول قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى مناطق عمليات القوة الأممية.
وبحلول منتصف يوليو الماضي، كانت السفارات الغربية في لبنان تحث رعاياها على مغادرة البلاد فورًا، مدركة تهديد إسرائيل بتوسيع الصراع إلى حرب شاملة على لبنان.
استهداف قادة حماسوتكثفت الضربات الإسرائيلية على قيادة حزب الله، وبلغت ذروتها بقتل قائد فرقة الرضوان فؤاد شكر بجنوب بيروت في يوليو.
وفي اليوم التالي، تم استهداف رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، مما أدى إلى تفاقم التوترات بين إسرائيل وإيران.
وتعمقت الضربات الجوية الإسرائيلية عبر جنوب لبنان ووادي البقاع، في حين وسع حزب الله هجماته إلى مستوطنات كريات شمونة وميرون وضواحي حيفا وصفد.
وفي17 و18 سبتمبر، شن الاحتلال الإسرائيلي هجومًا منسقًا على آلاف أجهزة النداء واللاسلكي التابعة لحزب الله، مما تسبب في انفجارات أسفرت عن مقتل 42 شخصًا وإصابة أكثر من 3500 آخرين، ورغم أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها، فإن الهجوم كان بمثابة تصعيد كبير.
وبحلول 27 سبتمبر، كان استشهاد زعيم حزب الله حسن نصر الله وغيره من كبار قادة الجماعة اللبنانية في حارة حريك إيذانًا ببدء حرب أوسع نطاقًا، خاصة مع استخدام قوات الاحتلال صواريخ دقيقة التوجيه لضرب المباني والمخابئ، مما أسفر عن مقتل قادة حزب الله وإجبار الضاحية الجنوبية لبيروت على إخلاء أعداد كبيرة من سكانها.
ورداً على ذلك، أكد حزب الله التزامه بربط أي وقف لإطلاق النار في لبنان بوقف النار في قطاع غزة، ومع ذلك، بحلول الأول من أكتوبر، كثفت الاحتلال الإسرائيلي غاراته، فدمرت المباني السكنية وحتى المواقع الأثرية في صور وبعلبك.
كما بدأ الجيش الإسرائيلي هجومًا بريًا في جنوب لبنان، ودمر قرى حدودية وقطع المعابر البرية مع سوريا لتعطيل خطوط إمداد حزب الله.
التوصل لاتفاق وقف النارفي 26 نوفمبر الماضي، توصل رئيس مجلس النواب نبيه بري، بوساطة أمريكية، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ومع ذلك، سبق الاتفاق تصعيد إسرائيلي هائل في بيروت.
ودخل القرار حيز التنفيذ، لكن على الرغم من وقف إطلاق النار، استمرت الانتهاكات. وفي الوقت نفسه، أصبحت الخسائر الاقتصادية للحرب واضحة.
وقدر وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام، الخسائر الأولية بنحو 15 إلى 20 مليار دولار، مع فقدان 500 ألف وظيفة، وإغلاق الشركات على نطاق واسع، فيما أثر الدمار الزراعي على 900 ألف دونم من الأراضي الزراعية.
ورغم أن قيادة حزب الله وترسانته القوية قد تقلصت بشكل كبير مع استمرار الحرب في غزة، فإن حقيقة نجاة الجماعة من الصراع منذ العام الماضي تُظهِرها باعتبارها انتصاراً في حد ذاتها.