هل حرر جيش الاحتلال مجندة كانت في الأسر بغزة فعلا؟
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
تسبب تصريح الناطق باسم الجيش الإسرائيلي -والذي قال إنه لن يكشف أي تفاصيل تتعلق بظروف تحرير المجندة- في إثارة اللغط بشأن مصداقية قصة تحريرها.
وكان بيان مشترك للجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) يوم الاثنين قد ذكر أنه "تم إطلاق سراح المجندة أوري مجيديش خلال عملية برية"، وأن "حالتها جيدة والتقت عائلتها".
ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية عن مصدر قالت إنه مقرب من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قوله إنه لا توجد أي دلائل على أن الأسيرة تم تحريرها خلال عملية برية داخل قطاع غزة، وإن هدف الإعلان رفع الروح المعنوية للإسرائيليين.
وقد ذكر موقع عكا للشؤون الإسرائيلية أن صفحات وتعليقات الإسرائيليين عبر منصات التواصل الاجتماعي تطالب بتصريح من الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة لتوضيح مصداقية خبر تحرير الأسيرة الإسرائيلية، ويقولون إنهم لا يثقون بتصريحات نتنياهو ووزير الجيش وبيانات المتحدث باسم الجيش والشاباك.
في الأثناء، تداول ناشطون فلسطينيون معلومات عن المجندة التي ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أنها كانت أسيرة لدى كتائب عز الدين القسام وأنه حررها وتُدعى أوري مجيديش، وأكدوا أنها لم تكن ضمن القائمة الرسمية الصادرة عن السلطات الإسرائيلية بشأن الأسرى لدى حماس، وأن اسم المجندة أضيف اليوم بعد الإعلان عن تحريرها.
وبالدخول على القائمة الموجود في أرشيف صحيفة هآرتس الإسرائيلية للأسرى لدى كتائب القسام لا يوجد لها اسم في القائمة القديمة، وقد أضيف اسمها لاحقا بعد الإعلان عن تحريرها.
كما نشر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي ما قالوا إنها صورة لصفحة المجندة على تطبيق فيسبوك وتظهر أنها نشرت تعليقا يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أي بعد 5 أيام من معركة طوفان الأقصى، مما يظهر أنها لم تكن ضمن أسرى كتائب القسام.
يذكر أن عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق قد قال في بيان إن الإعلان الإسرائيلي "هدفه التشويش على فيديو الأسيرات الثلاث، والذي أحدث صدمة كبيرة لدى المجتمع الإسرائيلي".
وأضاف الرشق "لا أحد يصدق الروايات الإسرائيلية المتهافتة، وحتى المجتمع الإسرائيلي نفسه لا يصدق قادته، وما ستقوله المقاومة هو القول الفصل".
وجاء إعلان الاحتلال بعد ساعات من نشر كتائب القسام تسجيلا مصورا لـ3 أسيرات هاجمن فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وحملنه مسؤولية ما جرى في معركة طوفان الأقصى، وطالبنه بتحرير كل الأسرى الإسرائيليين مقابل الأسرى الفلسطينيين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: کتائب القسام
إقرأ أيضاً:
وصفت بـالنوعية.. تصاعد التحذيرات الإسرائيلية من كمائن المقاومة بغزة
القدس المحتلة- يشهد الجيش الإسرائيلي انخراطا متزايدا في عملياته العسكرية داخل مدينة رفح، في ظل تصاعد ملحوظ لحدة المواجهات ووتيرة النيران داخل ما يعرف بـ"المنطقة الأمنية".
هذا التصعيد أثار قلقا متزايدا داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، خاصة مع تكرار الكمائن والهجمات التي تنفذها فصائل المقاومة ضد القوات المتوغلة، وبات يشكل تهديدا متناميا للجنود والآليات العسكرية في الميدان.
في خضم هذه التطورات، برزت توترات داخلية بين القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي وسلاح الجو، على خلفية الارتفاع المتواصل في أعداد ضحايا المدنيين الفلسطينيين الذين يقتلون جراء الغارات الجوية.
فهذه الغارات، رغم كثافتها، لم تحقق نجاحا ملموسا في استهداف عناصر المقاومة، مما أثار انتقادات داخلية بشأن فاعلية هذا النهج، وزاد من الضغط على القيادة العسكرية لتغيير تكتيكاتها.
شهدت الأيام الأخيرة حوادث خطرة تمثلت في هجمات مركزة على الجنود والآليات، كان أبرزها في المنطقة العازلة المستحدثة شمال قطاع غزة، إذ أسفرت عن مقتل جنديين وإصابة 8 آخرين، مما أعاد إلى الواجهة تساؤلات بشأن نجاعة خطط الانتشار والمواقع العسكرية.
إعلانورغم أن المنطقة العازلة كان يفترض أن تمثل خط دفاع يحد من هجمات المقاومة، فإن الوقائع الميدانية أظهرت وجود ثغرات خطرة فيها، جعلت من القوات الإسرائيلية المتمركزة أهدافا سهلة.
ويقدر محللون عسكريون أن فصائل المقاومة الفلسطينية قد تكثف من عملياتها النوعية في المرحلة المقبلة، مستفيدة من معرفتها الجيدة بالميدان وقدرتها على تنفيذ كمائن مفاجئة، مما يصعب على الجيش الإسرائيلي فرض سيطرته الكاملة رغم تفوقه التكنولوجي والجوي.
ويضيف هؤلاء أن الجيش يعاني فجوة استخباراتية واضحة، في ظل عدم قدرته على تحديد مواقع المقاومة بدقة، مما يفسر كثافة الضربات الجوية التي لا تحقق أهدافا إستراتيجية حاسمة.
وتضع هذه التطورات الجيش الإسرائيلي أمام معضلة أمنية وتكتيكية، بين تصعيد العمليات لتقويض قدرات المقاومة، وبين المخاوف من الغرق في حرب استنزاف طويلة الأمد داخل بيئة معادية لا تمنحه أي تفوق على الأرض.
تحذيرات أمنية
واستعرض محلل الشؤون العسكرية في الموقع الإلكتروني "والا" أمير بوحبوط، تحذيرات الجيش الإسرائيلي المتزايدة من تصاعد وتيرة كمائن المقاومة، في وقت تقدر فيه الجهات الأمنية أن حركة حماس تستعد لتوسيع رقعة القتال داخل قطاع غزة.
وفقا للمحلل العسكري، ترصد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تغيرا واضحا في أنماط القتال لدى حماس، حيث باتت تعتمد تكتيكات جديدة تتسم بالجرأة والمباغتة، مما يزيد من صعوبة المواجهة في الميدان.
ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي عبّر عن قلقه من احتمال تكرار هجمات مشابهة لتلك التي وقعت مؤخرا، والتي أسفرت عن مقتل أحد الجنود في عملية مباغتة وصفت بـ"النوعية". ويعتقد أن حماس تسعى إلى تنفيذ مزيد من هذه العمليات لإرباك الخطوط الدفاعية وتعطيل خطط الجيش في القطاع.
ميدانيا، يقول بوحبوط "يكثف الجيش الإسرائيلي من استعداداته لمواجهة سيناريوهات تشمل إطلاق نار مضادا للدبابات، وعمليات قنص، وهجمات برية مباغتة".
إعلانوتظهر التطورات الأخيرة في غزة، حسب بوحبوط، أن حماس لم تفقد قدرتها على المبادرة، بل إنها تكيفت مع ظروف الميدان وتستعد لمرحلة أكثر تصعيدا.
في قراءة موازية، استعرض يوآف زيتون، المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، تصاعد التحديات الأمنية التي تواجه الجيش، مشيرا إلى أن الانشغال بالغارات على رفح سمح بتزايد الكمائن المسلحة في مناطق أخرى من القطاع.
ولفت إلى أن رئاسة هيئة الأركان بقيادة إيال زامير، أصدرت تعليمات للقوات بتجنب المواقع المعروفة باسم "القواعد العملياتية الأمامية"، خصوصا قرب الشجاعية وخان يونس.
في ظل هذه التطورات، دعت القيادة الجنوبية إلى توسيع المنطقة العازلة، التي يتراوح عرضها حاليا بين 700 و800 متر. غير أن التحدي الأكبر، حسب زيتون، يكمن في نقاط الضعف التي باتت مكشوفة فيما يقرب من 15 موقعا عسكريا ثابتا.
كما أوضح زيتون أن المقاومة قادرة على مراقبة نحو 15 موقعا عسكريا ثابتا رغم انتشار دبابات ووحدات احتياط مدربة، وعمليات استطلاع بالطائرات المسيرة.
وأشار إلى أن هذه المواقع تؤدي أيضا دورا نفسيا، إذ يفترض أن توفر شعورا بالأمان لسكان مستوطنات "غلاف غزة"، في انتظار عودتهم بعد صدمة عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
أزمة ثقة
وفي خضم هذه التحديات الميدانية، كشف نداف إيال، المحلل السياسي في "يديعوت أحرونوت"، عن تصاعد حدة الخلاف بين القيادة الجنوبية وسلاح الجو، نتيجة الفشل المتكرر للغارات الجوية في إصابة أهدافها بدقة، وتسببها في سقوط مدنيين.
ويؤكد إيال أن جوهر التوتر يتمحور حول ما يعرف داخل الجيش بمصطلح "الأضرار الجانبية"، أي مقتل المدنيين جراء الغارات الجوية، مما يشكل خطرا على حياة الرهائن الإسرائيليين في غزة، ويهدد بجر الجيش إلى مأزق إستراتيجي معقد.
إعلانوبينما يفترض أن تستهدف الغارات عناصر المقاومة، يقول إيال فإن "تزايد الإصابات بين المدنيين يُعد إخفاقا إستراتيجيا له عواقب متعددة".
وأشار إلى أن هذه الخلافات تفاقمت مع عدم فتح تحقيقات كافية، مما أغضب قادة سلاح الجو الذين يعتبرون أنهم يتحملون نتائج قرارات لا يشاركون في صنعها.
وكان من المقرر عقد اجتماع يضم القائد يانيف عاسور وقائد سلاح الجو اللواء تومر بار، لكن تم تأجيله، ما اعتبره إيال مؤشرا على اقتراب الوضع من "أزمة ثقة" حقيقية.