سبعة عقود من الصراع في الشرق الأوسط .. كيف بدأ؟
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
31 أكتوبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث: نشبت الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد أن اقتحمت الجماعة الفلسطينية المسلحة بلدات وتجمعات سكانية إسرائيلية على الحدود مع غزة في هجوم مفاجئ يوم السابع من أكتوبر تشرين الأول. وهذه الحرب هي الأحدث في صراع مستمر منذ سبعة عقود بين الإسرائيليين والفلسطينيين أدى إلى زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وقتل مسلحو حماس نحو 1400 إسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وأخذوا 229 رهينة. وردت إسرائيل بقصف قطاع غزة جوا قبل أن تتوغل القوات والدبابات في القطاع الساحلي الضيق في هجوم بري يتوقع أن تجابهه مقاومة ضارية من حماس ونشطاء إسلاميين آخرين. وقالت السلطات الطبية في قطاع غزة الذي تديره حماس يوم الاثنين إن القصف الإسرائيلي أودى بحياة 8306 أشخاص، من بينهم 3457 قاصرا.
ما أصل الصراع؟
يضع الصراع المستعصي على الحل المطالب الإسرائيلية بالأمن، في منطقة تعتبرها منذ وقت طويل معادية لها، في مواجهة تطلعات الفلسطينيين في إقامة دولتهم.
وأعلن الأب المؤسس لإسرائيل، ديفيد بن جوريون، دولة إسرائيل الحديثة في 14 مايو أيار 1948، ليؤسس ملاذا آمنا لليهود الفارين من الاضطهاد والراغبين في إقامة وطن قومي على الأرض التي يقولون إن لهم بها روابط عميقة تعود إلى عصور سحيقة.
ويصف الفلسلطينيون ذكرى قيام دولة إسرائيل بأنها نكبة أدت إلى تجريدهم من ممتلكاتهم جماعيا وأجهضت أحلامهم في إقامة دولة.
وفي الحرب التي تلت إعلان دولة إسرائيل، فر نحو 700 ألف فلسطيني، أي نصف السكان العرب في فلسطين التي كانت خاضعة للانتداب البريطاني، أو طُردوا من منازلهم، وانتهى بهم المطاف في الأردن ولبنان وسوريا وأيضا في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
وترفض إسرائيل، الحليف المقرب للولايات المتحدة، زعم أنها طردت الفلسطينيين من منازلهم وتقول إنها تعرضت لهجوم من خمس دول عربية في اليوم التالي لإنشائها. وأوقفت اتفاقات هدنة القتال في عام 1949 لكن بدون سلام رسمي.
ويشكل الفلسطينيون الذين بقوا بعد الحرب وأحفادهم اليوم نحو 20 بالمئة من سكان إسرائيل.
– ما الحروب الكبرى التي دارت رحاها منذ ذلك الحين؟
في عام 1967، وجهت إسرائيل ضربة استباقية لمصر وسوريا، وبدأت حرب الأيام الستة. واستولت إسرائيل على الضفة الغربية والقدس الشرقية العربية من الأردن ومرتفعات الجولان من سوريا واحتلتها منذئذ.
وفي السادس من أكتوبر تشرين الأول عام 1973، شنت مصر وسوريا هجوما مباغتا على المواقع الإسرائيلية على طول قناة السويس ومرتفعات الجولان. ثم دفعت إسرائيل كلا الجيشين إلى التراجع في غضون ثلاثة أسابيع.
وغزت إسرائيل لبنان عام 1982 وتم إجلاء آلاف المقاتلين الفلسطينيين بقيادة ياسر عرفات بحرا بعد حصار دام عشرة أسابيع. وفي عام 2006، أسر مقاتلو جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران جنديين إسرائيليين في المنطقة الحدودية المضطربة وشنت إسرائيل عملا عسكريا مما أدى إلى حرب استمرت ستة أسابيع.
وفي عام 2005، سحبت إسرائيل المستوطنين والجنود من جانب واحد من غزة التي انتزعت السيطرة عليها من مصر عام 1967. لكن غزة شهدت تصعيدا كبيرا للقتال في أعوام 2006 و2008 و2012 و2014 و2021، وشمل هذا غارات جوية إسرائيلية وإطلاق صواريخ فلسطينية. وفي بعض الأحيان حدثت عمليات توغل عبر الحدود من كلا الجانبين.
وبالإضافة إلى الحروب، حدثت انتفاضتان فلسطينيتان، بين عامي 1987 و1993، وبين عامي 2000 و2005. وشهدت الثانية موجات من التفجيرات الانتحارية نفذتها حماس ضد الإسرائيليين، وقصفا جويا ومدفعيا إسرائيليا على المدن الفلسطينية.
– ما محاولات صنع السلام؟
في عام 1979، وقعت مصر وإسرائيل معاهدة سلام أنهت 30 عاما من العداء. وفي عام 1993، تصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين وياسر عرفات، زعيم منظمة التحرير الفلسطينية، في إطار اتفاقات أوسلو التي منحت الفلسطينيين حكما ذاتيا محدودا. وفي عام 1994، وقعت إسرائيل معاهدة سلام مع الأردن.
وشارك الرئيس بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك وعرفات في قمة كامب ديفيد عام 2000، لكنهم لم يتمكنوا من التوصل لاتفاق سلام نهائي.
وفي عام 2002، عرضت خطة للجامعة العربية على إسرائيل إقامة علاقات طبيعية مع جميع الدول العربية مقابل الانسحاب الكامل من الأراضي التي استولت عليها في حرب 1967، وإقامة دولة فلسطينية و”حل عادل” للاجئين الفلسطينيين. لكن حماس فجرت فندقا إسرائيليا كان يغص بناجين من المحرقة في عيد الفصح اليهودي، لتلقي هذه الواقعة بظلالها على الخطة.
وتعثرت جهود السلام الأخرى منذ عام 2014 حين فشلت المحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في واشنطن.
وامتنع الفلسطينيون عن التعامل مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الفترة من 2017 إلى 2021 حين تراجعت عن السياسة الأمريكية المستمرة منذ عقود برفضها تأييد حل الدولتين، وهي صيغة السلام التي تنص على إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في عام 1967.
– أين وصلت جهود السلام الآن؟
ركزت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على محاولة التوصل إلى “صفقة كبيرة” في الشرق الأوسط تتضمن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
وأحدثت الحرب الجارية حاليا حرجا دبلومسيا للرياض ودول عربية أخرى مجاورة للسعودية في الخليج وقعت اتفاقيات سلام مع إسرائيل.
– ما القضايا الإسرائيلية الفلسطينية الرئيسية؟
يكمن في لب النزاع قضايا حل الدولتين والمستوطنات الإسرائيلية على الأراضي المحتلة ووضع القدس والحدود المتفق عليها ومصير اللاجئين الفلسطينيين.
بالنسبة لحل الدولتين، فهو يتمثل في اتفاق يقيم دولة للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى جانب إسرائيل. وترفض حماس حل الدولتين وتألوا على نفسها تدمير إسرائيل. وقالت إسرائيل إن الدولة الفلسطينية يتعين أن تكون منزوعة السلاح حتى لا تهدد أمنها.
أما المستوطنات، تعتبر معظم الدول المستوطنات اليهودية المقامة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 غير قانونية. وترفض إسرائيل ذلك وتستشهد بعمق روابطها التاريخية والتوراتية بهذه الأراضي. والتوسع الاستيطاني المستمر من بين القضايا الأكثر إثارة للجدل بين إسرائيل والفلسطينيين والمجتمع الدولي.
وفيما يتعلق بالقدس، يريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية، التي تضم مواقع ذات مكانة دينية خاصة لدى كل من المسلمين واليهود والمسيحيين، عاصمة لدولتهم. وتقول إسرائيل إن القدس يجب أن تظل عاصمتها “الأبدية غير القابلة للتقسيم”.
ولا تحظى مطالبة إسرائيل بالجزء الشرقي من القدس باعتراف دولي. واعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، دون أن يحدد نطاق ولايتها القضائية في المدينة المتنازع عليها، ونقل السفارة الأمريكية إلى هناك عام 2018.
أما عن اللاجئين، يعيش اليوم نحو 5.6 مليون لاجئ فلسطيني، معظمهم من نسل الذين فروا في عام 1948، في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل وغزة. وتقول وزارة الخارجية الفلسطينية إن نحو نصف اللاجئين المسجلين مازالوا بلا جنسية ويعيش كثيرون منهم في مخيمات مكتظة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: حل الدولتین وفی عام فی عام عام 1967
إقرأ أيضاً:
عودة جوائز تيك توك الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
يسعد تيك توك أن يعلن عن عودة جوائز تيك توك في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو الاحتفال السنوي بالإبداع والثقافة والمجتمع.
هذا العام، ستطرح تيك توك السجادة الحمراء في دبي في 22 يناير 2025، في ليلة لا تُنسى مخصصة لتكريم المبدعين الذين أحدثوا أكبر تأثير على تيك توك وخارجه في عام 2024.
جوائز تيك توك هي احتفال بالإبداع والشغف ورواية القصص الأصيلة التي تميز المنصة.
في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كان المبدعون يكسرون الحدود - يطلقون اتجاهات فيروسية، ويبنون مجتمعات، ويشاركون مواهبهم مع العالم.
من خبراء الموضة الذين أعادوا تعريف الجمال إلى الرياضيين الذين ألهموا الملايين، ساهم هؤلاء المبدعون في تشكيل الثقافة والتواصل بطرق قوية.