نشاهد في أفلام الخيال العلمي والأفلام الكرتونية ، النباتات والزهور المضيئة والتي تعطي نوعاً خاصاً من الشعور بخيال الطبيعة الساحرة والسعادة والفرح لمن حولها.
وتبدو هذه النباتات كأي نبات آخر في شكلها وملمسها وطبيعة نموها خلال فترة النهار، ولكن بمجرد غروب الشمس ،يبدأ سحرها، ويشعّ نورها وألوانها التي تخطف الأبصار فى الظلام، ويا لها من روعة وجمال! ومن واقع الحقيقة النباتات المضيئة نادرة جداٌ في الطبيعية ولا تتواجد إلا في مناطق محدودة في العالم منها في جزيرة ميسامياما فى اليابان والتي يزدهر نموها فى المواسم المطرية وكذلك في عدد من الغابات في البرازيل وخصوصاً في وادي ريبيرا.
التفسير العلمي لهذه الظاهرة العجيبة لقدرة هذه النباتات على توليد الإضاءة والتي في الغالب ذات ألوان هادئة زرقاء أو خضراء، هومن خلال تفاعلات طبيعية لتحويل الطاقة الكيميائية الى طاقة ضوئية والتي تستمر حياتها وإضاءتها المتوهّجة خلال الفترة المسائية لمدة شهرين الى ثلاثة أشهر في أفضل حالاتها.
وكما تنتشر الإضاءة الطبيعية في المملكة الحيوانية كذلك في العديد من أنواعها مثل قناديل البحر والأخطبوط البحري وكذلك في عدد من الكائنات الحية الدقيقة للعديد من أنواع الفطريات مثل فطر اللومينسيا وهو نوع من الفطريات التي تنمو في الغابات المطيرة وتنبعث منها ضوء أخضر أو أزرق. وقد بدأت محاولات متعددة في المراكز البحثية بواسطة التقنيات الحديثة للتعديلات الوراثية ،لتعديل بعض النباتات جينياً لتكون مضيئة.
يتم ذلك عن طريق إدخال جينات من الكائنات الحية الأخرى التي تمتلك القدرة على إنتاج الضوء، مثل البكتريا المضيئة والتي تستخدم في الأبحاث والتطبيقات البيولوجية وكذلك في البحوث العلمية كأدوات تحليلية لتكون مضيئة عند تعرّضها لمركب معين أو عند اكتشاف مرض معين، ممّا يسهل عملية الكشف والتشخيص، وقد تكون لها استخدامات محتملة في المجالات مثل الإضاءة المستدامة لتقليل الحاجة إلى مصادر الإضاءة الاصطناعية التقليدية، ممّا يؤدي إلى توفير الطاقة وتقليل الانبعاثات الضارة. وكانت أول محاولة عام 1986 م في جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية لإنتاج النباتات المضيئة وتقدمت المحاولات والأبحاث من خلال أعمال متتالية في كل من المملكة المتحدة وأستراليا وروسيا حتى عام 2017م والتي ظهرت به العديد من النتائج المبهرة لإنتاج النباتات المضيئة التى تتفوق عشرات المرات في قوة ومدة إضاءتها لما تم إنتاجه في الولايات المتحدة الأمريكية وبصفة خاصة في الأجزاء الحديثة من النموات مثل الأوراق اليانعة والزهور وأطراف الجذور. وبدء من خلال ذلك الإنتاج التجاري لهذه الكائنات النباتية المضيئة في عدد من دول العالم ولعل من أهمها هولندا.
لا يزال هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لفهم تأثيرات النباتات المضيئة المعدلة وراثياً على البيئة مثل دراسات تقييم تأثيرها على التنوع البيولوجي، وتأثيرها على الحشرات والحيوانات المتواجدة في البيئة المحيطة بها، فضلاً عن تقييم تأثيرها على سلاسل الغذاء وبيئات المياه والتربة وسلاسل الغذاء والتفاعلات البيئية والصحية الأخرى.
bahgethamooh@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
رئيس الدولة يوجه بزيادة مساحة المحميات الطبيعية في إمارة أبوظبي
وجّه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بزيادة مساحة المحميات الطبيعية في إمارة أبوظبي لتصل إلى 20% من إجمالي مساحة الإمارة، تزامناً مع فعاليات المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة 2025، وتعزيزاً لجهود دولة الإمارات ومكانتها العالمية في مجال الاستدامة والحفاظ على البيئة.
وستعمل هيئة البيئة – أبوظبي على إدارة المحميات الجديدة التي ستصل مساحتها إلى 4,581 كيلومتراً مربعاً، وستضاف إلى شبكة زايد للمحميات الطبيعية التي تضمُّ 13 محمية برية و6 محميات بحرية، ليصل إجمالي عدد مناطق المحميات الطبيعية إلى 26 محمية، بمساحة إجمالية تبلغ 22,821 كيلومتراً مربعاً.
وتستضيف أبوظبي فعاليات «المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة 2025» الذي ينظِّمه الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، تحت شعار «تعزيز الجهود النوعية للحفاظ على الطبيعة»، بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة، وهيئة البيئة – أبوظبي، خلال الفترة من 9 إلى 15 أكتوبر 2025 في مركز أدنيك أبوظبي.
وستضاف ثلاث محميات برية جديدة، هي محمية كثبان الوثبة الأحفورية، ومحمية خزان ليوا للمياه الجوفية، ومحمية الغاف الطبيعي، إضافة إلى توسعة محمية قصر السراب، وإعلان محميتين بحريتين جديدتين، هما محمية أبو الأبيض البحرية، ومحمية صير بني ياس وجزر الصحراء البحرية إضافة إلى توسعة محمية رأس غناضة البحرية.
وقال سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثّل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي: «إنَّ توجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بشأن زيادة مساحة المحميات الطبيعية في إمارة أبوظبي، تأتي تجسيداً لرؤية قيادتنا الرشيدة في الحفاظ على البيئة وتعزيز الاستدامة، بما يسهم في حماية التنوع البيولوجي وصون النظم البيئية للأجيال المقبلة».
وقال سموّه: «نحن على ثقة بأن هذه الخطوة ستعزز مكانة إمارة أبوظبي عالمياً، بوصفها نموذجاً رائداً في العمل البيئي، ومواصلة إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، في صون الطبيعة وترسيخ قيم الاستدامة».
وقال معالي محمد أحمد البواردي، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي: «إنَّ توجيهات صاحب السموّ رئيس الدولة تجِّسد التزام دولة الإمارات الثابت بالحفاظ على التنوع البيولوجي وصون الكائنات الحية في مختلف مناطق الإمارة، بجانب الإسهام في زيادة مساحة المحميات الطبيعية، ما يدعم تطوير برامج مبتكَرة للحفاظ على الحياة البرية، وضمان استدامة بيئتنا الطبيعية للأجيال المقبلة».
وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: «إنَّ توجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ستسهم في إحداث نقلة نوعية في مسيرة العمل البيئي في إمارة أبوظبي، وتأتي تجسيداً لالتزام دولة الإمارات بتحقيق أهداف الإطار العالمي للتنوع البيولوجي 2030، بما في ذلك تسريع جهود الحماية والوصول إلى مبادرة 30×30 بحلول 2030، وهذا الالتزام يعزِّز رؤية القيادة الرشيدة في تحقيق التوازن بين التنمية المستدامة وصون الطبيعة، بما يرسِّخ مكانة الإمارة نموذجاً عالمياً في العمل البيئي».
وأكَّدت هيئة البيئة – أبوظبي أنَّ توجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تستهدف إطلاق مرحلة جديدة من الريادة البيئية من خلال تركيز الجهود على حماية البيئة، والإسهام في تعزيز الاستدامة واستعادة النُّظم البيئية الساحلية والبحرية وحماية التنوُّع البيولوجي، إلى جانب الحد من تأثير التغير المناخي، وغيرها من المستهدفات الاستراتيجية.
وتدعم هذه التوجيهات تحقيق الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي 2031 برؤيتها المتكاملة للحفاظ على الطبيعة والعمل المناخي، والتي تركِّز على ستة توجُّهات استراتيجية معنية بالمحافظة على التنوع البيولوجي، وأبرز أهدافها المتمثّلة في المحافظة على المناطق المهمة للتنوع البيولوجي وحمايتها ورصدها، وإعادة تأهيل المناطق البرية والبحرية المتأثرة بيئياً وذات الأهمية الإيكولوجية، فضلاً عن تقليل آثار التغير المناخي ومخاطر الكوارث على منظومة التنوع البيولوجي، وتعزيز قدرتها على التكيف مع التحديات البيئية.