يعدّ التعايش مع الظروف النفسية و الأحداث المتقلّبة في حياة الفرد أمرًا مهماً ،ولكن التعايش يعدّ التقبّل مهماً ولكنه لا يعمل وحده أبداً بل يعمل ضمن منظومة متكاملة و أحد أهم ركائز المنظومة هو المتانة التي تجعل الفرد قادرًا على التخطّي مع الإتزان
ولا يعني أن هذه المتانة بلسمًا يخفي الألم الذي خلّفه مواقف الفشل و العقبات، بل هو المرور بهذه الظروف مع أعلى درجات المرونة للتأقلم و متابعة التغيير و هذا يعمل ضمن نهج يسير عليه العقل الباطن و يكتسب هذا بالتدرّب والتدريب بشكل مستمر.
يختلف الأفراد في مواجهة الأزمات التي يمرون من خلالها وهنا يأتي دور المتانة الذهنية و يظهر على السطح في وقت الأزمات ، فالفرد حينما يعلم أن هناك
اختباراً يقدم عليه ، فإنه يستعد لهذا جيدًا مع الأخذ بالأسباب ،وكذلك الأمر مع المتانة الذهنيه فإن بناءها يحتاج إلى الاستعداد لمواجهة التحدّيات مع الإستفادة من التجارب الفاشلة.
ولا يعني بناء المتانة هو توقع الاسوأ ، بل يعني أن يحمل الفرد على عاتقه مسؤولية خروجه من أية صدمة بأقل الخسائر مع التعامل الجيد مع طريقة التجاوب مع الموقف بدون المبالغة في ردة الفعل و التي قد تؤثر سلبًا على الفرد ويتسبب في اهتزازه النفسي و التسبّب بالخسارة النفسية.
إن لبناء المتانة الذهنيه للعقل مهارات و عادات تكتسب من خلال مراحل المواقف المؤلمة فبعد كل موقف
يصبح العقل أكثر صلابة إذا تم التعامل بالطريقة الصحيحة وذلك من خلال اكتساب الحصانة التي تجعل الذهن صلبًا و مرنًا في ذات الوقت بالطريقة التي تجعل الفرد متمرسًا و قويًا في مواجهة و تخطي الأزمات.
@fatimah_nahar
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى: لا تجعل حبيبك محور حياتك حتى لا تخسره (فيديو)
أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن العلاقات الإنسانية تُبنى على مجموعة من «الأصول الأساسية» التي قد تكون خفية عن البعض، مشيرا إلى أن هذه الأصول تمثل أساساً لنجاح أي علاقة واستمراريتها.
أي علاقة يجب أن يكون لها حدود واضحةوقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال برنامج «مع الناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء،: «أول قاعدة في العلاقات هي أن كل علاقة يجب أن تكون محددة بحدود واضحة، لا يوجد علاقة بلا حدود، سواء كانت علاقة بين الزوج وزوجته، أو بين الأب وأبنائه، أو حتى بين الأصدقاء، الحدود في العلاقات لا تتعلق فقط بالجوانب الجنسية، بل تشمل أيضاً احترام المسافات النفسية والعاطفية بين الأطراف».
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع حدوداً واضحة في علاقاته مع أحب الناس إليه، مثل السيدة عائشة رضي الله عنها، حيث شدد على أهمية الحفاظ على الاحترام المتبادل والحدود في أي علاقة.
ثلاثة أصول للعلاقات الصحيةكما شدد الورداني على ضرورة عدم جعل «الحبيب» هو محور الحياة بأكملها، قائلا: «لا تجعل حبيبك كل حياتك، لأن ذلك قد يؤدي إلى تبعية كاملة لهذا الشخص، وبالتالي تتوقف حياتك على سعادته أو غضبه.. يجب على الإنسان أن يوازن في اهتماماته ويجعل حياته متعددة الأبعاد من خلال تخصيص الحب والاحترام للأم، الأب، الزوجة، الأصدقاء وكل من يهمه في الحياة».
وأكد الورداني على أهمية «صيانة العلاقات»، حيث أشار إلى أنه رغم إتقاننا في بناء العلاقات، إلا أن الكثيرين يغفلون عن صيانتها، وسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن الصيانة تكون بالكلمة الطيبة، وبالتبسم في وجه الآخرين، وهذه من أسمى طرق الحفاظ على العلاقات وتجديدها.
وأكد الورداني أن اتباع هذه الأصول الثلاثة يمكن أن يساعد في بناء علاقات صحية ومستدامة تُحقق التوازن النفسي والعاطفي لكل الأطراف المعنية.