المقاومة في لبنان تواصل دك المستوطنات الصهيونية وتكبّد العدو خسائر كبيرة
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
العدو الصهيوني ينكسر في حدود قطاع غزة.. ويروّج لانتصارات وهمية المقاومة في غزة تصدت لمحاولات العدو التوغل في جميع المحاور ودمّرت آلياته
الثورة / وكالات
مع دخول معركة «طوفان الأقصى» يومها الـ24 .. جددت المقاومة الفلسطينية الباسلة رشقاتها الصاروخية تجاه مستوطنات العدو الصهيوني وتحشيداته العسكرية، وواصلت التصدي لقوات العدو المتوغلة في أطراف القطاع من عدة محاور.
وأعلنت كتائب القسام، مساء أمس، أن مجاهديها باغتوا قوات العدو المتوغلة شمال غرب بيت لاهيا وهاجموها بقذائف «الياسين 105» والأسلحة الرشاشة تحت غطاء من أسلحة القنص. كما أعلنت قصف الآليات المتوغلة شمال غرب بيت لاهيا بقذائف الهاون.
واستهدفت كتائب القسام ناقلة جند صهيونية متوغلة شرق حي الزيتون بقذيفة «الياسين 105». كما أعلنت عن استهداف آليتين صهيونيتين متوغلتين شرق حي الزيتون بقذائف “الياسين 105”.
وأكدت مصادر محلية أن المقاومة تصدت للآليات التي توغلت على طريق صلاح الدين وأجبرتها على التراجع.
وكانت حركة حماس في غزة قالت أنّ «العدو أدخل دبابات إلى مناطق رخوة بعد أن قصف وأحرق كل شيء فيها»، مشيرةً إلى أنّه «تراجع عن تمركزه في بعض مناطق الاشتباك بسبب تصدي المقاومة”.
بدوره، نفى الإعلام الحكومي الفلسطيني، ما أعلنه «جيش» الاحتلال، مؤكّداً عدم «وجود أي تقدم بري داخل الأحياء السكنية في قطاع غزة.
ونقل المكتب الإعلامي الحكومي أنّه «لا يوجد حالياً أي تواجد لآليات جيش الاحتلال على شارع صلاح الدين»، مؤكّداً عودة “حركة المواطنين إلى طبيعتها”.
وأوضح الإعلام الحكومي أنّ «ما جرى في شارع صلاح الدين هو توغل بضع دبابات لجيش الاحتلال وجرافة انطلاقاً من منطقة جحر الديك»، معلناً استشهاد 3 من جراء استهداف سيارة كانت تقل مدنيين خلال توغل آليات للاحتلال بشارع صلاح الدين.
ولفت المكتب الإعلامي إلى أنّ «الاحتلال يحاول رسم صورة غير حقيقية لتواجد جنوده بمناطق داخل القطاع لكن لا يستطيع ذلك تحت ضربات المقاومة».
وتعد هذه المنطقة ، منطقة زراعية مفتوحة ولا يوجد بها منازل سكنية تقريبًا، في حين توجد عدة منشآت صناعية ومخازن للغاز فيها.
وكانت كتائب القسام أعلنت قصف بئر السبع المحتلة برشقة صاروخية ، كما قصفت مدينة أسدود المحتلة برشقة صاروخية ، ورشقة أخرى تجاه نتفوت في النقب الغربي المحتلة.
وأعلنت عن إطلاق صاروخ «متبّر» تجاه طائرة صهيونية مسيرة مأهولة في سماء المنطقة الوسطى.
وأقرت إذاعة جيش العدو بأن 40 صاروخًا استهدفوا نتيفوت أصاب بعضها مباني مباشرة وخلف عدد من الجرحى
أعلنت كتائب القسام أيضاً عن قصف كيبوتس «نيريم» وموقع «مارس» العسكري بقذائف الهاون
وصباح امس اندلعت اشتباكات ضارية خلال التصدي لمحاولة توغل شرق غزة من منطقة معبر كارني، حيث كثفت قوات العدو قصفها المدفعي ما أدى إلى ارتقاء شهداء قرب مفترق الشهداء (المؤدي للجامعات ومستشفى القدس) وهو ما كان يعرف سابقا بمفترق نتساريم.
بدورها.. أعلنت سرايا القدس عن استهداف تحشد لآليات العدو المتوغلة بمنطقة السودانية شمال غرب غزة بوابل من قذائف الهاون.
وشهد شرق خانيونس ودير البلح اشتباكات مع محاولات العدو التقدم عبر السياج الفاصل، وسط قصف مدفعي عنيف.
وذكرت مصادر محلية أن العدو يحاول الوصول للسياج الفاصل لترميم الفتحات التي أحدثتها كتائب القسام في يوم العبور العظيم في السابع من أكتوبر، إلى جانب اختبار جهوزية المقاومة، وأن هذه المحاولات تجابه بمقاومة شرسة، تمنع وتعيق تقدم تلك القوات أو إتمام مهمتها، رغم كثافة القصف عبر الجو والبر.
وأكّدت حركة الجهاد الإسلامي أنّ جهد مقاوميها وتصديهم للاحتلال مستمر ولن يتوقف إلاّ بزوال الاحتلال عن أرضنا ومقدساتنا».
وأوضحت الحركة أنّ «العدوان البري بدأ منذ أيام، لكن لم يتمكن العدو من تحقيق أي إنجاز سوى التوغل في مناطق مفتوحة»، مشيرةً إلى أنّ «هذه التوغل يجري بغطاء جوي كثيف، وأدى إلى ارتكاب مجازر بحق المدنيين».
ووجّهت الحركة التحية إلى «المقاتلين الأشداء في كل مواقع الاشتباك والمواجهة مع العدو»، مؤكّدةً أنّ «المقاومة تدير المعركة بكل صلابة وقوة».
وفي السياق، أوضح الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، أنّ «ضربات القسام الجوية في الخطوط ومن خلفها وفي أرتال الدبابات يؤكد قدرة المقاومة على إدارة المعركة وتحكمها في مجرياتها».
وشدّد القانوع على أنّ «العبور البري المحدود في بعض المناطق في قطاع غزة يأتي بعد فشل الاحتلال في تمرير خطته الواسعة ومحاولة منه لترميم صورته»، مؤكّداً أنّ «قتل الاحتلال أكثر من 8000 فلسطيني وتدمير بيوتهم لا يعدّ نصراً، وإنما يعد إفلاساً وتخبطاً». وفي وقتٍ سابق، قال مصدر في المقاومة الفلسطينية للميادين إنّ «العدو في حال كرّ وفرّ، ولم يستطع تثبيت أي من قواته في مناطق الجهد الرئيس شمالي شرقي القطاع وشمالي غربيّة، وفي الوسط في البريج. لذلك، يُصعّد القصف عند محاور التقدم».
وفي الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة .. أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان أنّ مجاهديها «استهدفوا التجهيزات الفنية لموقع المطلة الإسرائيلي بالأسلحة المناسبة، كما تم استهداف التجهيزات الفنية والتجسسية لموقع بياض بليدا بالأسلحة المناسبة»، إضافة إلى «استهداف دشم موقع بياض بليدا وحاميته أيضاً، وجميع الضربات حققت إصابات مباشرة».
واستهدفت المقاومة وفق بيانها التجهيزات الفنية لموقع رأس الناقورة البحري بالصواريخ الموجّهة. كما استهدفت موقع جل العلّام في الناقورة بالصواريخ الموجّهة، وحققت إصابات في دشم وتجهيزات الموقع.
وفي بيان لاحق، أعلنت المقاومة الإسلامية أنّ مجاهديها «استهدفوا التجهيزات الفنية لثكنة برانيت بالأسلحة المناسبة، وحقّقوا إصابات مباشرة في التجهيزات الفنية وفي دشم وحامية الثكنة».
كما استهدفت صواريخ المقاومة موقعي ريشا والجرداح التابعين للعدو ، وموقع البحري الإسرائيلي بنيران مباشرة من لبنان.
وكانت مدفعية العدو الإسرائيلية كثفت من قصفها في محيط بلدة عيتا الشعب، جنوبي لبنان، أنّ مروحية تابعة للاحتلال أطلقت صاروخاً على أطراف بلدة علما الشعب، مقابل ثكنة حانيتا على حدود لبنان مع فلسطين المحتلة.
وأفادت قناة الميادين بأنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت عدّة قذائف وقنابل حارقة (الفوسفور)، صباح امس على الأحراج المحيطة بموقع الراهب في عيتا الشعب جنوبي لبنان.
وأضافت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت أيضاً 15 قذيفة على منطقة المشرفة، جنوب الناقورة ما أدى إلى اشتعال عدد من الحرائق.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: التجهیزات الفنیة کتائب القسام صلاح الدین
إقرأ أيضاً:
من هو القسام الذي بدأ المقاومة.. وماذا ورثت عنه الكتائب في غزة؟
تحل ذكرى استشهاد الشيخ عز الدين القسام الذي قضى في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 1935، بعدما اكتشفت القوات البريطانية تواجده في منطقة ما بين مدينتي جنين ونابلس مع 11 شخصا من أتباعه المقاومين.
وكانت نتيجة المعركة وحصار وضع نهاية لعمل مقاوم استمرار لسنوات ضد الاستعمار الفرنسي في سوريا والانتداب البريطاني في فلسطين.
واستشهد القسام حينها مع ثلاثة من مجموعته في الاشتباك وهُم يوسف عبد الله الزيباوي وعطية أحمد المصري وأحمد سعيد، فيما جرح نمر السعدي وأسعد المفلح، بينما اعتقل حسن الباير، وأحمد عبد الرحمن، وعربي البدوي، ومحمد يوسف، وحكم على كل منهم بالسجن مدة 14 عاما.
ووضع استشهاد القسام نهاية لمرحلة من المقاومة المنظمة غير المسبوقة في فلسطين، لكنه أسس لبداية أخرى تمثلت في الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، واستمر اسمه حاليا مع كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، والذي يوصف بأنه المسؤول عن أكبر عملية ضد الاحتلال الإسرائيلي في العصر الحديث، وهي طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
يُصادف اليوم الذكرى ال ٨٨ لاستشهاد الشيخ عز الدين القسام بعدما حاصرته القوات البريطانية في أحراش جنين طالبة منه الاستسلام.
جوابه كان :
"وإنه لجهاد، نصرٌ أو استشهاد".
٢٠ تشرين الثاني ١٩٣٥. pic.twitter.com/fwgkPXJGMi — دانيال ???? (@DanielHasRisen) November 20, 2023
كيف عاش؟
ولد باسم مركب وهو محمد عز الدين عبد القادر القسام عام 1882، في قرية جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية السورية، وتلقى تعليمه الأول في كتاب الشيخ محمود وزاوية الإمام الغزالي بقريته، ومن ثم انتقل في الرابعة عشرة من عمره إلى القاهرة لإكمال دراسته في الأزهر حيث التقى واستلهم من الشيخ الإصلاحي الكبير محمد عبده ورشيد رضا وغيرهم.
وبعد نحو عقد من الزمن عاد إلى بلدته عام 1906 ليُدّرس في كُتاب والده بجبلة وعُين إماما وخطيبا في مسجد إبراهيم بن أدهم، وعندما غزا الجيش الإيطالي ليبيا في عام 1911، صعد الشيخ القسام إلى منبر مسجد المنصوري داعيا إلى الجهاد.
وسرعان ما قام بتجنيد عشرات الشباب للقتال في طرابلس، بعدما بدأت إيطاليا حصار المدينة عقب تنسيق مع فرنسا لتقسيم المستعمرات، وجمع مئات الشباب وتواصل مع الحكومة التركية وأخذ موافقتها على نقل المتطوعين عبر ميناء إسكندرون، فمكثوا 40 يوما ولم تأتهم الباخرة للإبحار.
ورغم ذلك أصر القسام على النجدة فانتقل سرا إلى الأراضي الليبية، وأنجز جزءا من المهمة بإيصال التبرعات السورية إلى ليبيا ولقاء الشيخ عمر المختار.
عندما نشبت الحرب العالمية الأولى عام 1914 تطوع عز الدين القسام للخدمة في الجيش التركي، وأرسل إلى معسكر جنوب دمشق، والمرجح أنه اعتزل القتال حين أعلن الشريف حسين الثورة على الأتراك، وعاد إلى بلده عام 1916، لأنه رفض أن يرفع السلاح في وجه أخيه العربي.
نأى عز الدين بنفسه عن التأثر بالنزعات العرقية التي تخطط لانفصال العرب عن الترك بقيادة الجمعية العلمية السورية، التي تأسست عام 1868، كما رفض مساوئ الاتجاه القومي الطوراني، الذي كان يسعى لطمس الهوية العربية ومحاصرة لغة الضاد.
وعندما وصل الأسطول الفرنسي اللاذقية والساحل السوري، أقدم القسام إلى بيع بيته لتجهيز نفسه للمواجهة وأعلن التحدي ورفض التفاوض، ورد لجنة كراين الأمريكي للاستفتاء على تقرير المصير، وأخذ في التعبئة من المساجد، وتدريب المتطوعين والخروج إلى جبال صهيون للتخفي، واصطياد معسكرات الفرنسيين المحتلين، لتكون هذه النقطة مع جبال العلويين وحلب مراكز الانطلاق الثلاثة ضد القوات الفرنسية.
ولما اشتدت وطأة المقاومين على معسكرات المحتلين حاولت فرنسا استمالة القسام بالعفو والمال والمنصب، فرفض كل شيء وقال للوسيط: "عد من حيث أتيت"، فصدر حكم بإعدام عز الدين وبعض رفاقه، ورصدت قوات الاحتلال جائزة كبيرة لمن يدل عليه.
وبعد اشتداد المطاردة وارتكاب الاحتلال مجازر في القرى بحثا عنه، توجه القسام حيفا وبدء مرحلة جديدة من المقاومة
في فلسطين
استقر عز الدين القسام في مسجد الاستقلال في الحي القديم بحيفا، الذي كان يأوي الفلاحين والطبعة العاملة المتوسطة الذين نزحوا من قراهم بسبب الأوضاع الاقتصادية، ونشط بينهم في محاولة لتعليمهم ومكافحة الأمية التي كانت منتشرة عبر تقديم دروس ليلية لهم.
انضم القسام إلى المدرسة الإسلامية في حيفا ثم جمعية الشبان المسلمين هناك، وأصبح رئيسا للجمعية في العام 1926، وقام بالتدريس في مدرسة البرج ومسجد الاستقلال.
ومع حلول عام 1928، التحق بالمحكمة الشرعية أثناء تأسيسه وترأسه جماعة "الشباب المسلمين" في فلسطين، مستوحيا من تجربة جماعة الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا قبيل ذلك في مصر.
كانت الهجرة اليهودية إلى فلسطين في ذروتها، حيث ارتفع عدد اليهود في فلسطين من نحو 175 ألف عام 1931 إلى أكثر من 355 ألف في 1935، وقبل أن يدعو القسام إلى حمل السلاح، ظهرت مجموعات مسلحة تشن عمليات عسكرية ضد المنشآت البريطانية واليهودية في فلسطين.
ولم يصدق الناس في ذلك الوقت أن بريطانيا جادة في تنفيذ وعد بلفور بجعل فلسطين وطن قومي لليهود، وحينها سارع لإطلاق الشرارة الأولى للمقاومة، ولكنه لم يعلن ذلك تصريحا بل كان في شكل تحذيرات كثيرة من الثقة بوعود الإنجليز وتحذيرات أشد من الهجرات اليهودية التي تتدفق بمساعدة الانتداب البريطاني.
وأنشأ القسام ما تُسمى "العصبة القسامية" في صورة مجموعات سرية لمحاربة الاحتلال البريطاني لفلسطين، وحرص فيها على السرية، حيث كان يختار الأفراد بعناية كبيرة، ويؤكد لهم ضرورة التخفي عن عيون الاحتلال البريطاني والعصابات الصهيونية.
وظلت هذه المجموعات تشن هجماتها على الإنجليز لسنوات دون أن تعرف سلطات الاحتلال البريطاني ومخابراته حقيقتها، حتى أعلنها القسام نفسه عام 1935، ولم يوجه الاحتلال إلى القسام أي اتهامات أكثر من التحريض، ولم تعرف النخب المقربة منه ما يقوم به.
وقد نشطت المجموعات القسامية في تنفيذ عملياتها ضد الاحتلال البريطاني منذ عام 1928، وحافظت على سريتها حتى عام 1935، ومع كثرة العمليات في حيفا وملاحظة إصرار عز الدين القسام على الدعوة إلى جهاد المحتل شكت السلطات البريطانية فيه، فاستدعته الشرطة للتحقيق ولكنها لم تدنه لعدم كفاية الأدلة.
"قد بلغت"
بعد تزايد مراقبة القسام وملاحقته مع كل من له صلة به، قرر إعلان الحركة القسامية مخافة أن تختفي قبل أن تظهر، ومع تزايد معدلات الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين رأى أنه من الواجب إعلان الثورة، وفي تشرين الأول/ أكتوبر 1935 ألقى آخر خطبه في جامع الاستقلال.
وجاء في الخطبة الشهيرة: "أيها الناس، لقد علمتكم أمور دينكم حتى صار كل واحد منكم عالما بها، وعلمتكم أمور وطنكم حتى وجب عليكم الجهاد، ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فإلى الجهاد أيها المسلمون، إلى الجهاد أيها المسلمون"، ثم اختفى.
وتوجه عز الدين القسام إلى جنين، وكانت خطته التخفي والاستمرار في العمليات ضد الانتداب والعصابات الصهيونية، وأثناء التنقل بين القرى اكتشفت القوات البريطانية مكان المجموعة وتوجهت قوة كبيرة إلى هناك وحاصرتهم فدارت بين الجانبين معركة استمرت لمدة 6 ساعات تقريبا.
وبحسب كتاب "عز الدين القسام"، فإنه جرى نقل الشهداء إلى حيفا، وتمت الصلاة عليهم في جامع الاستقلال، وشُيّعت جثامينهم في تظاهرة وطنية كبرى، نادت بسقوط الإنجليز، ورفض الوطن القومي لليهود.
وبعد استشهاد القسام، لم تنتهِ المقاومة بل كانت الانطلاقة الجديدة لها في فلسطين؛ وبهذا أكد مؤلف كتاب "زعماء الإصلاح الإسلامي"، محمد مورو، أن لـ"استشهاد القسّام وكفاحه دورا في نشر الوعي والثورة، وأثراً مهماً في اندلاع الثورة الوطنية الكبرى في فلسطين سنة 1936، التي امتدت 3 سنوات، وظل التنظيم الذي شكله عز الدين ينفّذ العديد من العمليات الفدائية ضد اليهود والإنجليز".
الإمام المجاهد عزالدين القسام: "ليس المهم أن ننتصر المهم قبل كل شيء أن نعطي من أنفسنا درسا للأمة و للأجيال القادمة"#التناصح pic.twitter.com/9ObFGGPT7f — قناة التناصح (@TanasuhTV) May 19, 2021
"ولادة جديدة"
بعد استشهاد القسام بنحو 7 شهور، ولد طفل فلسطيني على أرض قرية الجورة، التابعة لقضاء المجدل جنوبي عسقلان، واسمه أحمد إسماعيل ياسين، الذي أسس لاحقا حركة حماس وكان زعيمها التاريخي.
وتزامن تأسيس حماس مع بداية الانتفاضة الأولى، حيث أصدرت الحركة بيانها الأول في 14 كانون الأول/ ديسمبر 1987 بعد خمسة أيام فقط من بداية الانتفاضة، وسرعان ما حققت الحركة نجاحا وانتشارا شعبيا واسعا في الأوساط الفلسطينية.
وكان الجهاز العسكري لحماس حسنها يُسمى "المجاهدون الفلسطينيون" بقيادة الشيخ صلاح شحادة (جرى اغتياله عام 2002) قد بدأ في عملياته العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتمكن من خطف وقتل الرقيب الإسرائيلي آفي ساسبورتس في شباط/ فبراير 1989، والجندي إيلان سعدون في أيار/ مايو من العام نفسه.
وترتبط قصة سعدون بالشيخ ياسين بشكل مباشر، ففي أيار/ مايو 1989، وبعد وقت قصير من اختطاف واختفاءه، تم اعتقال الشيخ، وتبين في التحقيق معه أنه أعطى تعليماته لعناصر حماس بخطف الجنود وقتلهم ودفنهم، ليتم إجراء المفاوضات حول إعادة الجثث مقابل إطلاق سراح عناصر حماس.
وقال رئيس مخابرات مصلحة السجون تسفي سيلا الذي كلفته حكومة الاحتلال بجمع المعلومات الجنائية والأمنية من داخل السجون، إن أحمد ياسين رفض فرصة الحرية والإفراج عنه مقابل تسليم جثة الجندي سعدون، بحسب تقرير لصحيفة "هآرتس" نشر عام 2009.
وكشف سيلا: "بعد عامين من الحديث معه، جاءتني السلطة وقالت: اذهب إليه واطلب جثة الجندي المفقود سعدون، وفي المقابل إسرائيل مستعدة للإفراج عنه، وكان رده: لا يوجد يهودي في العالم يعرف عن أحفادي، عن شوقي إلى الحرية، أنت الوحيد الذي يعرف الحقيقة، وكيف أعيش، وكم أريد الحرية".
وبينما تشابه موقف الشيخ ياسين بموقف القسام الذي رفض الاستمالة بالعفو والمال والمنصب، جاء أيار/ مايو 1990 وتشيكل حماس جناحها العسكري باسم كتائب عز الدين القسام الذي حل محل كتائب "المجاهدون الفلسطينيون".
استمرت العمليات العسكرية لحماس في السنوات اللاحقة، فبحسب دراسة كتبها غسان دوعر، نفذت حماس 138 عملية عام 1993 خسر الكيان الإسرائيلي فيها حسبما أعلن بنفسه 79 قتيلا و220 جريحا.
ورغم دخول منظمة التحرير الفلسطينية في تسوية مع "إسرائيل"، وإعلان اتفاقية أوسلو بين الجانبين في العام ذاته، وتوليها إدارة الضفة وقطاع غزة، ما أدى إلى انخفاض حاد في وتيرة الأعمال العسكرية لحماس؛ فإن ذلك لم يمنع ظهور "العمليات الاستشهادية" فيما بعد.
شهدنا أنهم قد جاهَدوا صَيفًا وشِتاءً، في عِزِّ الصقيعِ، وتحتَ وهجِ الشمس، في أيامِ الفطرِ، وأيامِ الصيامِ، في الأشهُرِ الحُرُمِ، وغيرِها..
جَاهَدوا فوقَ الأرضِ وتحتها، علی اليابسةِ، وفي البِحار، في وسط الشوارعِ، وبينَ الرُّكام.
إن كانَ منهُم عِشرونَ صَابرونَ؛ فإنهم يغلِبوا… pic.twitter.com/K6UsF24N1W — أدهم شرقاوي (@adhamsharkawi) November 6, 2024
واستمرت هذه العمليات خلال الانتفاضة الثانية، وتوسعت دائرتها وأساليب المواجهة فيها خلاصة خلال تصاعد العدوان على قطاع غزة عام 2021 (عملية سيف القدس)، وأخيرا بحرب الإبادة الحالية المستمرة (طوفان الأقصى).