قال الكاتب الصحفي أحمد الطاهري رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، رئيس تحرير مجلة روزاليوسف، إن فترة الـ24 يوما من الحرب على غزة، تنقسم إلى عدة مراحل، المرحلة الأولى بداية من 7 أكتوبر وحتى انعقاد قمة القاهرة للسلام، نفذ خلالها الاحتلال الإسرائيلي الخطوة الدموية لإبادة سكان غزة.

‏وأكد «الطاهري» خلال صالون تنسيقية شباب الأحزاب، اليوم، الذي عقد تحت عنوان «الإعلام والقضية الفلسطينية.. ما بين تضليل الإعلام الغربي وحجب الحقيقة على من منصات التواصل»، أن الاحتلال عمد خلال الـ72 ساعة الأولى منها، إلى استخدام الفيديوهات التي انتهجها إعلام المقاومة لعزل القضية الفلسطينية دوليا، وهذا ما يظهر في تناول الإعلام العالمي بكثافة لهذه الفيديوهات، لتصوير إسرائيل وكأنها ضحية اعتداء، ثم ظهر هذا في المؤتمر الصحفي الذي عقده مندوب إسرائيل في مجلس الأمن مستخدما تلك الفيديوهات.

وأوضح أن تلك المرحلة كانت في منتهى الخطورة، نظرا للانحياز الشديد الذي ظهر وانعكس على مقررات الجمعية العامة ومجلس الأمن، على مدار تاريخ الصراع، لافتا إلى أن خطورة الموقف تكمن في أن منظمات الإغاثة والأمم المتحدة التزمت الصمت تماما، وبدت إسرائيل وكأنها نجحت في عزل العالم عن القضية الفلسطينية، وهذه كانت الخطوة الأولى نحو محاولة تصفية القضية الفلسطينية، من خلال قلب الحقائق وإظهارها على أنها ليست قضية شعب وأرض محتلة، لتصوير إسرائيل وكأنها صاحبة حق وضحية تم الاعتداء عليها.

قمة القاهرة للسلام كانت الخطوة الأولى للنجاح

أضاف «الطاهري» أن قمة القاهرة للسلام، كانت الخطوة الأولى للنجاح في بدأ حشد دبلوماسي مرة أخرى حول القضية الفلسطينية في توقيت بالغ الدقة، ‏لذلك نرى أن المنهج الدولي نفسه أصبح أقل حدة بعد انعقاد قمة القاهرة، وبدأنا نسمع من جديد في التصريحات الدولية عن حل الدولتين.

‏وأشار إلى مطالبة ماكرون قبل مغادرة القاهرة بوقف الفوري للعمليات، وحديث الرئيس الأمريكي عن خطورة تهجير أهل قطاع غزة في حديثه مع الرئيس السيسي، وهذا بداية العمل الدبلوماسي وكيفية تغييره للمؤشرات، وهو ما تم ترجمته لاحقا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فكان المشهد بأكمله انعكاس لضعف النظام الدولي.

‏وقال إن النظام الدولي الراهن غير قادر على حماية المبادئ التي قامت من أجلها، موضحا أن الإعلام العالمي بطبيعة الحال، الانحياز لاسرائيل لديه مسألة مبدأ، ولهذا شاهدنا أحد طاقم عمل cnn تقدم استقالتها، واتهمت bbc بالتحريض في تقرير لها على ضرب مستشفى المعمداني.

‏وشدد على ضرورة التوقف أمام عملية الإبادة التي يتعرض لها سكان قطاع غزة، بالإضافة إلى استهداف كنيسة الروم، وهو ما يؤكد أن هناك ابادة ثقافية حتى لفلسطين، فهو يستهدف تدمير الثقافة ما قبل الاحتلال، للقضاء على الثقافة والتاريخ، وبالتالي التعويل على الإعلام العالمي من البداية، ليس اختيارا، لكن كانت الخطورة في الإعلام الإقليمي، لأن الإعلام الإقليمي يدخل البيوت العربية.

ولفت إلى أن كثافة ظهور الإسرائيليين استفز المشاهد العربي، ‏وأوضح أن تعمد تمرير السردية الإسرائيلية، ووضعها بنفس كفة الميزان أمام شعب أرضه مغتصبة تتم إبادته بهذا الشكل، كان هذه هي الخطورة، مؤكدا أن هذه الأزمة رغم حدتها لا بد أن نعترف بأن الدولة المصرية تتحمل العبء بأكمله حتى الآن، ولم نلاحظ سوى أدوارا أقل من المتوقعة للدول العربية.

أقطاب عربية تلتزم الحياد

وأوضح أن هناك أقطاب عربية تلتزم الحياد، في وقت الحياد فيه جريمة، ومصر فقط هي التي تتحمل مسؤولية الدفاع عن القضية الفلسطينية، فالشخصية المصرية تنحاز للقضية الفلسطينية، حتى أن نار غزة تمسك في مصر، ويجب أن ننتبه لحالة الوعي الجمعي عند المصريين، فهم نزلوا بالملايين إلى الشوارع، وهناك منهم مرابطين عند معبر رفح، ورغم قسوة هذا التحدي، إلا أن حظ مصر أنها واجهت وعي في عز عفوانها، ويجب أن نوجه التحية إلى المعارضة المصرية لاتفاقها مع الحكومة المصرية.

ونوه «الطاهري» بأن الاحتلال لديه خطة لتصفية القضية الفلسطينية، لكنهم فشلوا بسبب الموقف المصري، وهناك ترويج بأن مصر ستبيع القضية الفلسطينية وتم نفيها بشكل فوري، ومصر لن تفرط في أي أرض عربية، الهدف من هذه الشائعات تشتيت الرأي العام في مصر، والمصريين 100مليون يتحدثون نفس لغة الحوار.

وأكد أن هناك حالة ارتباك وفوضى في إسرائيل، في عملية اتخاذ القرار، ونيتنياهو تحدث عن حدود جديدة لمنطقة الشرق الأوسط، لكنه مصيره السجن، وأتخوف من توسيع رقعة الصراع وفتح جبهة لبنان، ومن ظهور دور لشركات الحراسات الخاصة في المنطقة العربية، لتدخل المنطقة في حرب إقليمية كما حذر الرئيس السيسي.

يذكر أن الصالون ناقش كيفية تعامل الإعلام الغربي ومواقع التواصل الاجتماعي مع القضية الفلسطينية، والتضييق في النشر على عدد من منصات التواصل الاجتماعي، كذلك وصف بعض من ينشرون الحقيقة بأنهم إرهابيين، والحد من انتشار الفيديوهات، وعدم السماح بأي منشور يحتوي على كلمة فلسطين عبر منصة «فيسبوك».

أدار الصالون أحمد الحمامصي، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بمشاركة النائب محمود بدر، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، الكاتب الصحفي عزت إبراهيم، رئيس تحرير الأهرام ويكلي، الكاتب الصحفي الدكتور أسامة السعيد، مدير تحرير جريدة الأخبار.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: صالون تنسيقية شباب الاحزاب التنسيقية القضية الفلسطينية صالون التنسيقية أحمد الطاهري قمة القاهرة للسلام القضیة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

ماذا فعلت كندا لدعم القضية الفلسطينية؟.. السفيرة تجيب

قالت سفيرة فلسطين لدى كندا، منى أبو عمار، إن موقف كندا فيما يخص حل الدولتين، يأخذ إطارين أولهما السياسة المعلنة، التي حتى ما قبل العدوان على قطاع غزة كانت متسقة مع كل سياسات الدول الغربية المساندة لحل الدولتين، والثاني الإقدام على تطبيق الحل، الذي دائما يتم عرقلته بسبب عدم اتخاذ أي إجراء قانوني تجاه إسرائيل التي تخالف كافة مقومات هذا الحل.

وأضافت أبو عمار، خلال مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الحكومة الفلسطينية تُحمل المجتمع الدولي مسؤولية الوضع الراهن الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، وخاصة كندا لموقعها الأخلاقي كدولة مُدافعة عن حقوق الإنسان.

أستاذ علم اجتماع: مصر تقف موقفا محايدا في الأزمة السورية أديب ناعيا إيهاب جلال: "مبنعرفش قيمة الناس إلا لما بنفقدهم"

وأوضحت السفيرة الفلسطينية لدى كندا، أن بعد العدوان على غزة اضطرت "أوتاوا" جراء كثير من الأسباب منها الوضع القانوني والأخلاقي الذي تحتله، والضغط الدبلوماسي، والمظاهرات، إلى تغيير جزء من السياسة المُعلنة، وتأخذ خطوات أوضح في التطبيق كـ فرض عقوبات على المستوطنين، أو وقف بيع الأسلحة لإسرائيل، كما قررت كندا أن الاعتراف بدولة فلسطين لا يجب أن يتم بالضرورة بعد حل الدولتين.

وأكدت أن هناك عمل مركزي لوزارة الخارجية الفلسطينية، حتى ما قبل العدوان الإسرائيلي، للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ودفع الدول إلى تحمل مسؤولياتها للتخلص من الاحتلال الإسرائيلي والفصل العنصري وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة.

ونوهت أبو عمار، إلى أن فلسطين لا تمتلك علاقات دبلوماسية مع كندا، وأنها تترأس بعثة تمثل الشعب الفلسطيني، حيث أن أوتاوا لا تعتبرهم بعثة دبلوماسية بل مفوضية متابعة: "وهذا جزء من الحرب اليومية التي نخوضها حيث نعمل على تغيير الوضع القائم والدفع باتجاه الاعتراف بالدولة فلسطينية".

مقالات مشابهة

  • قاليباف يؤكد على أهمية وحدة المسلمين في دعم القضية الفلسطينية
  • لقاء الشويفات اليوم: انهاء الإشكالات والانحياز الكامل للقضية الفلسطينية
  • حركة فتح: مصر هي الداعم الأول للقضية الفلسطينية
  • السفارة الأمريكية:بلادنا لها الحق بالرد على استهداف ميليشيا الحشد للمجمع الدبلوماسي في مطار بغداد الدولي
  • ماذا فعلت كندا لدعم القضية الفلسطينية؟.. السفيرة تجيب
  • عدن.. اختطاف امام جامع في المنصورة لتضامنة مع القضية الفلسطينية
  • بيان مدريد المشترك حول القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين
  • اختطاف امام جامع في عدن لتضامنة مع القضية الفلسطينية
  • الانسحاب الكامل من غزة.. تفاصيل بنود بيان مدريد حول القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية يشارك رئيس الوزراء الإسباني الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية