"حزب الله" يتخذ إجراءات لتقليل خسائره في مواجهة إسرائيل
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
مع سقوط العشرات من مقاتليه خلال الاشتباكات المستمرة منذ ثلاثة أسابيع على الحدود مع إسرائيل، بدأت ميليشيا حزب الله اللبناني اتخاذ تدابير للحد من خسائرها بينما تستعد لاحتمال إطالة أمد الصراع، حسبما ذكرت ثلاثة مصادر مطلعة على خطط الحزب.
وفقدت الميليشيا الشيعية المدعومة من إيران 47 من مقاتليها في ضربات إسرائيلية على الحدود اللبنانية منذ اندلاع الحرب بين حماس، حليفتها الفلسطينية، وإسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وهو ما يمثل نحو خمس عدد القتلى الذين سقطوا في حرب واسعة النطاق مع إسرائيل عام 2006.
ومع مقتل معظمهم في غارات إسرائيلية بطائرات مسيرة، كشف حزب الله للمرة الأولى عن قدراته الصاروخية أرض-جو وأعلن الأحد أنه أسقط طائرة مسيرة إسرائيلية.
حزب الله يستهدف مواقع إسرائيلية..وميقاتي: #لبنان في "عين العاصفة" https://t.co/leXcUiM2Ua
— 24.ae (@20fourMedia) October 30, 2023ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الواقعة. وقالت إسرائيل يوم السبت إنها تصدت لصاروخ أرض-جو أطلق من لبنان على إحدى طائراتها المسيرة، وإنها ردت بقصف موقع الإطلاق.
وقال أحد المصادر المطلعة لرويترز إن استخدام الصواريخ المضادة للطائرات كان إحدى الخطوات العديدة التي اتخذها "حزب الله" للحد من خسائره والتصدي للطائرات المسيرة الإسرائيلية التي تهاجم مقاتليه في التضاريس الوعرة وبساتين الزيتون على الحدود.
وأضاف المصدر أن "حزب الله" اتخذ "ترتيبات لتقليص عدد الشهداء" دون الخوض في التفاصيل.
ومنذ بداية الحرب بين حماس وإسرائيل، اتسمت هجمات حزب الله بالتوازن لاحتواء الاشتباكات في المنطقة الحدودية، حتى مع الإشارة إلى استعداده لحرب شاملة إذا لزم الأمر، كما تقول المصادر المطلعة.
وقالت إسرائيل، التي تشن حرباً في قطاع غزة بهدف تدمير حماس، إنها لا ترغب في نشوب صراع على جبهتها الشمالية مع لبنان لكنها حذرت من أنها ستلحق الدمار بلبنان في حالة نشوب حرب.
ودأب حزب الله، الحليف الأقوى لطهران في "محور المقاومة" الإيراني على القول إنه عزز ترسانته من الأسلحة منذ عام 2006، وحذر إسرائيل من أن قواته تشكل تهديدًا أقوى من ذي قبل. ويقول إن ترسانته تضم الآن طائرات مسيرة وصواريخ يمكنها ضرب جميع أنحاء إسرائيل.
وأطلق مسلحون آخرون، من بينهم حماس والجماعة الإسلامية السنية اللبنانية، صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
لكن "حزب الله" لم يطلق صواريخ مثل الكاتيوشا وغيرها من التي يمكن أن تصل إلى عمق الأراضي الإسرائيلية لأن هذه الخطوة قد تؤدي إلى التصعيد.
وقالت المصادر الثلاثة إنه بدلاً من ذلك أطلق مقاتلو حزب الله النار على أهداف مرئية عبر الحدود مع إسرائيل، باستخدام أسلحة منها صواريخ كورنيت الموجهة المضادة للدبابات. وقد تم استخدام الكورنيت، الذي طورته روسيا، على نطاق واسع من قبل حزب الله ضد الدبابات الإسرائيلية في عام 2006.
وساعد ذلك في احتواء الاشتباكات لكنه ترك مقاتلي حزب الله أكثر عرضة للخطر لأن مثل هذه الهجمات يجب أن تنفذ من مواقع قريبة من الحدود حيث يتربص مقاتلو "حزب الله" خلف الصخور والأشجار للحصول على فرصة للهجوم.
"شهداء على طريق القدس"
قالت المصادر إن بعض المقاتلين قللوا من شأن تهديد المسيرات بعد سنوات من القتال في سوريا حيث قاتلوا جماعات مسلحة لا تمتلك العتاد الذي يمتلكه الجيش الإسرائيلي.
وقال نبيل بومنصف، نائب رئيس تحرير صحيفة النهار اللبنانية إن "التفوق التكنولوجي بالمسيرات الإسرائيلية هو الذي يؤدي الى سقوط هذا العدد من المقاتلين"، مشيراً إلى أن الحرب تدور ضمن مساحة ضيقة جداً.
وتقول مصادر أمنية في لبنان إن القصف الإسرائيلي توسع في الأيام الأخيرة وشمل ذلك شن غارة على جبل الصافي وهي منطقة جبلية بعيدة عن الحدود، يوم السبت وغارات على منازل في الجنوب.
ولم يعلق حزب الله على التقارير المتعلقة بالضربة على جبل الصافي.
وخسر حزب الله 263 مقاتلاً في حرب عام 2006، التي بدأت عندما عبر مقاتلوه الحدود إلى إسرائيل، واختطفوا جنديين إسرائيليين وقتلوا آخرين.
وشكل سقوط هذا العدد من مقاتلي حزب الله صدمة لمؤيديه. ودأبت قناة المنار التابعة للتنظيم على بث جنازات يومية لمقاتلين سقطوا في المعركة ويتم تشييعهم مع مرتبة الشرف العسكرية بعد تغطية نعوشهم براية التنظيم ذات اللونين الأصفر والأخضر.
ونشر حزب الله الأسبوع الماضي رسالة مكتوبة بخط اليد من أمينه العام حسن نصر الله إلى وسائل الإعلام يحثهم فيها على وصف المقاتلين الذين يسقطون في هذه المعركة بعبارة "شهداء على طريق القدس".
ويتهم "حزب الله" إسرائيل بإخفاء عدد قتلاها. وقالت إسرائيل حتى الآن إن سبعة من جنودها قتلوا في أعمال عنف على الحدود اللبنانية منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة لبنان على الحدود حزب الله عام 2006
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تواصل العربدة وتقصف جنوب لبنان.. والوسطاء يتحدثون عن "بعض التقدم" في مفاوضات غزة
◄ استهداف مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت
◄ الرئيس اللبناني يدعو فرنسا وأمريكا إلى إجبار إسرائيل على وقف هجماتها
◄ قطر: محادثات وقف إطلاق النار في غزة أحرزت بعض التقدم
◄ الوسطاء: الاتفاق حول إنهاء الحرب لا يزال صعبا
◄ آل ثاني يشير إلى عدم وجود "هدف مشترك" بين الطرفين
◄ إسرائيل ترفض تقديم رؤية واضحة لإنهاء الحرب
الرؤية- غرفة الأخبار
تواصل إسرائيل ممارستها الإجرامية سواء في غزة أو في الضفة الغربية أو في لبنان، دون الالتفات إلى القوانين الدولية أو الاتفاقيات المبرمة بضمانات أوروبية وأمريكية.
وبالأمس، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه قصف مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، مدعيا أنه يُستخدم لتخزين صواريخ دقيقة التوجيه تابعة لحزب الله اللبناني، وذلك على الرغم من سريان اتفاق وقف إطلاق النار "الهش" بين إسرائيل والحزب.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان إن "صواريخ حزب الله دقيقة التوجيه تشكل تهديدا كبيرا لإسرائيل". ولم يصدر تعليق بعد من حزب الله على هذه الضربة.
ودعا الرئيس اللبناني جوزاف عون الولايات المتحدة وفرنسا، بصفتهما ضامنتين لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر الماضي، إلى إجبار إسرائيل على وقف هجماتها فورا.
وقال: "استمرار إسرائيل في تقويض الاستقرار سيفاقم التوترات ويضع المنطقة أمام مخاطر حقيقية تهدد أمنها واستقرارها".
وفي سياق آخر يتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأحد، إن الجهود المبذولة للتوصل لوقف جديد لإطلاق النار في قطاع غزة أحرزت بعض التقدم، لكن لا يظل الاتفاق بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس صعبا.
وأوضح: "شهدنا يوم الخميس بعض التقدم مقارنة بالاجتماعات الأخرى، لكننا بحاجة إلى إيجاد إجابة للسؤال الأهم: كيف ننهي هذه الحرب؟ هذه هي النقطة المحورية في المفاوضات كلها".
وذكر موقع أكسيوس الأسبوع الماضي أن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" دافيد برنياع توجه إلى الدوحة يوم الخميس للقاء رئيس الوزراء القطري وسط الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار جديد في غزة.
ولم يذكر المسؤول القطري أي جوانب من محادثات وقف إطلاق النار شهدت إحراز تقدم في الأيام القليلة الماضية، لكنه قال إن حماس وإسرائيل لا تزالان على خلاف بشأن الهدف النهائي للمفاوضات.
وقال إن الحركة مستعدة لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين إذا أنهت إسرائيل الحرب في القطاع. لكنه أضاف أن إسرائيل تريد من حماس إطلاق سراح الرهائن دون تقديم رؤية واضحة لإنهاء الحرب.
وأشار في مؤتمر صحفي بالدوحة إلى أنه "عندما لا يكون هناك هدف مشترك بين الأطراف، أعتقد أن فرص إنهاء الحرب تصبح ضئيلة للغاية".