مع سقوط العشرات من مقاتليه خلال الاشتباكات المستمرة منذ ثلاثة أسابيع على الحدود مع إسرائيل، بدأت ميليشيا حزب الله اللبناني اتخاذ تدابير للحد من خسائرها بينما تستعد لاحتمال إطالة أمد الصراع، حسبما ذكرت ثلاثة مصادر مطلعة على خطط الحزب.

وفقدت الميليشيا الشيعية المدعومة من إيران 47 من مقاتليها في ضربات إسرائيلية على الحدود اللبنانية منذ اندلاع الحرب بين حماس، حليفتها الفلسطينية، وإسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وهو ما يمثل نحو خمس عدد القتلى الذين سقطوا في حرب واسعة النطاق مع إسرائيل عام 2006.


ومع مقتل معظمهم في غارات إسرائيلية بطائرات مسيرة، كشف حزب الله للمرة الأولى عن قدراته الصاروخية أرض-جو وأعلن الأحد أنه أسقط طائرة مسيرة إسرائيلية.

حزب الله يستهدف مواقع إسرائيلية..وميقاتي: #لبنان في "عين العاصفة" https://t.co/leXcUiM2Ua

— 24.ae (@20fourMedia) October 30, 2023

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الواقعة. وقالت إسرائيل يوم السبت إنها تصدت لصاروخ أرض-جو أطلق من لبنان على إحدى طائراتها المسيرة، وإنها ردت بقصف موقع الإطلاق.
وقال أحد المصادر المطلعة لرويترز إن استخدام الصواريخ المضادة للطائرات كان إحدى الخطوات العديدة التي اتخذها "حزب الله" للحد من خسائره والتصدي للطائرات المسيرة الإسرائيلية التي تهاجم مقاتليه في التضاريس الوعرة وبساتين الزيتون على الحدود.
وأضاف المصدر أن "حزب الله" اتخذ "ترتيبات لتقليص عدد الشهداء" دون الخوض في التفاصيل.
ومنذ بداية الحرب بين حماس وإسرائيل، اتسمت هجمات حزب الله بالتوازن لاحتواء الاشتباكات في المنطقة الحدودية، حتى مع الإشارة إلى استعداده لحرب شاملة إذا لزم الأمر، كما تقول المصادر المطلعة.
وقالت إسرائيل، التي تشن حرباً في قطاع غزة بهدف تدمير حماس، إنها لا ترغب في نشوب صراع على جبهتها الشمالية مع لبنان لكنها حذرت من أنها ستلحق الدمار بلبنان في حالة نشوب حرب.
ودأب حزب الله، الحليف الأقوى لطهران في "محور المقاومة" الإيراني على القول إنه عزز ترسانته من الأسلحة منذ عام 2006، وحذر إسرائيل من أن قواته تشكل تهديدًا أقوى من ذي قبل. ويقول إن ترسانته تضم الآن طائرات مسيرة وصواريخ يمكنها ضرب جميع أنحاء إسرائيل.
وأطلق مسلحون آخرون، من بينهم حماس والجماعة الإسلامية السنية اللبنانية، صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
لكن "حزب الله" لم يطلق صواريخ مثل الكاتيوشا وغيرها من التي يمكن أن تصل إلى عمق الأراضي الإسرائيلية لأن هذه الخطوة قد تؤدي إلى التصعيد.
وقالت المصادر الثلاثة إنه بدلاً من ذلك أطلق مقاتلو حزب الله النار على أهداف مرئية عبر الحدود مع إسرائيل، باستخدام أسلحة منها صواريخ كورنيت الموجهة المضادة للدبابات. وقد تم استخدام الكورنيت، الذي طورته روسيا، على نطاق واسع من قبل حزب الله ضد الدبابات الإسرائيلية في عام 2006.


وساعد ذلك في احتواء الاشتباكات لكنه ترك مقاتلي حزب الله أكثر عرضة للخطر لأن مثل هذه الهجمات يجب أن تنفذ من مواقع قريبة من الحدود حيث يتربص مقاتلو "حزب الله" خلف الصخور والأشجار للحصول على فرصة للهجوم.
"شهداء على طريق القدس"
قالت المصادر إن بعض المقاتلين قللوا من شأن تهديد المسيرات بعد سنوات من القتال في سوريا حيث قاتلوا جماعات مسلحة لا تمتلك العتاد الذي يمتلكه الجيش الإسرائيلي.
وقال نبيل بومنصف، نائب رئيس تحرير صحيفة النهار اللبنانية إن "التفوق التكنولوجي بالمسيرات الإسرائيلية هو الذي يؤدي الى سقوط هذا العدد من المقاتلين"، مشيراً إلى أن الحرب تدور ضمن مساحة ضيقة جداً.
وتقول مصادر أمنية في لبنان إن القصف الإسرائيلي توسع في الأيام الأخيرة وشمل ذلك شن غارة على جبل الصافي وهي منطقة جبلية بعيدة عن الحدود، يوم السبت وغارات على منازل في الجنوب.
ولم يعلق حزب الله على التقارير المتعلقة بالضربة على جبل الصافي.
وخسر حزب الله 263 مقاتلاً في حرب عام 2006، التي بدأت عندما عبر مقاتلوه الحدود إلى إسرائيل، واختطفوا جنديين إسرائيليين وقتلوا آخرين.
وشكل سقوط هذا العدد من مقاتلي حزب الله صدمة لمؤيديه. ودأبت قناة المنار التابعة للتنظيم على بث جنازات يومية لمقاتلين سقطوا في المعركة ويتم تشييعهم مع مرتبة الشرف العسكرية بعد تغطية نعوشهم براية التنظيم ذات اللونين الأصفر والأخضر.
ونشر حزب الله الأسبوع الماضي رسالة مكتوبة بخط اليد من أمينه العام حسن نصر الله إلى وسائل الإعلام يحثهم فيها على وصف المقاتلين الذين يسقطون في هذه المعركة بعبارة "شهداء على طريق القدس".


ويتهم "حزب الله" إسرائيل بإخفاء عدد قتلاها. وقالت إسرائيل حتى الآن إن سبعة من جنودها قتلوا في أعمال عنف على الحدود اللبنانية منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة لبنان على الحدود حزب الله عام 2006

إقرأ أيضاً:

هوكشتاين يقترح تسوية تستبعد إلحاق الـنقطة-ب والمزارع بلبنان

التفاؤل الحذر باحتمال التوصل إلى اتفاق لوقف النار على الجبهة الغزاوية من شأنه أن يتلازم مع تقدُّم التهدئة في جنوب لبنان على انتخاب رئيس للجمهورية الذي لا يزال يدور في حلقة مفرغة، هذا في حال أن المواجهة المشتعلة بين «حزب الله» وإسرائيل بقيت تحت السيطرة ولن تتدحرج نحو توسعة الحرب، وهذا ما يتيح للوسيط الأميركي أموس هوكشتاين أن يعاود تشغيل محركاته بين بيروت وتل أبيب، ليس لخفض منسوب التوتر على الجبهة الشمالية فحسب، وإنما لتعبيد الطريق لإبرام تسوية تعيد إليها الهدوء وتسمح بعودة النازحين إلى أماكن سكنهم على جانبي الحدود بين البلدين.

ونقلت «الشرق الأوسط» من مصادر مواكبة لسير المفاوضات الجارية بين الرئيس نبيه بري وهوكشتاين، أن الأخير يبدي تفاؤله، وإن بحذر، ليس لمنع توسعة الحرب، وإنما للتوصل إلى تسوية تعيد الهدوء على جانبي الحدود اللبنانية - الإسرائيلية كمدخل لتطبيق القرار «1701».
ونقلت المصادر المواكبة عن الذين يتواصلون باستمرار مع هوكشتاين ارتياحه لسير المفاوضات التي يجريها مع بري والتي قطعت شوطاً على طريق التوافق على خريطة الطريق لإعادة الهدوء على جانبي الحدود، ويُفترض أن تُستكمل للتوصل إلى اتفاق الإطار، على غرار ما أنجزه بالتواصل معه وكان وراء الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
وكشفت عن أن هوكشتاين توصل في اجتماعاته المتنقلة ما بين بيروت وتل أبيب إلى تسوية الخلاف حول 7 نقاط كان تحفّظ عنها لبنان؛ كونها تخضع لسيادته الكاملة على أراضيه، وقالت إن الخلاف يكمن حالياً حول 3 نقاط ترفض إسرائيل الانسحاب منها، أبرزها «نقطة ب-1» الواقعة في رأس الناقورة الحدودية، وسبق للبنان أن طالب باستعادتها أثناء مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين البلدين بوساطة هوكستين، مع أن إسرائيل كانت سوّتها بالأرض لموقعها الاستراتيجي المطل على منطقة الشمال الحيوية.
كما كشفت أن إسرائيل ترفض إخلاء نقطتين تقعان في المنطقة الحدودية المتداخلة وتخضعان للسيادة اللبنانية، بذريعة أنهما نقطتان استراتيجيتان وتقترح مبادلتهما بمساحات تقع ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا ما يرفضه لبنان؛ لأنها تعطي ما لا تملكه وتعود ملكيته للسكان الأصليين.
ولفتت المصادر نفسها إلى أن هوكشتاين يعترف بسيادة لبنان على الشق اللبناني من بلدة الغجر المحتلة، لكن المشكلة تتعلق بأن سكانها من اللبنانيين يرفضون إلحاقهم ببلدهم ويتمسكون بضمهم إلى إسرائيل بعد أن استحصلوا على الجنسية الإسرائيلية، وقالت إن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ليستا مدرجتين على جدول أعماله بخلاف إصرار بري على إلحاقهما بلبنان، وهو - أي هوكستين - يتذرّع بأنهما ملحقتان بالقرارين «242» و«338»، وتقعان ضمن الأراضي السورية المحتلة، وتخضعان لسيطرة قوات الفصل «إندوف» بين إسرائيل وسوريا، ولا يمكن إعادتهما إلا بانتزاع وثيقة من الحكومة السورية تؤكد لبنانيتهما.

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية لبنان الأسبق: سيناريوهات خطرة وأهداف إسرائيلية على الحدود اللبنانية
  • تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.. و10 فرق لإطفاء حرائق الجليل الأسفل
  • مهمة بحرية أوروبية تدمر مسيرتين في خليج عدن
  • «يوتيوب» يتخذ إجراءات لحماية مستخدميه من «الذكاء الاصطناعي»
  • لبنان يُرعب منطقة إسرائيلية.. تقريرٌ لـجيروزاليم بوست: لا ملاجئ!
  • هجومٌ على الحدود.. عشرات الصواريخ من لبنان تضربُ إسرائيل!
  • إجراءات الكهرباء لتقليل نسبة الفقد والقضاء على سرقات التيار
  • غارات وقتال في غزة وتصعيد على الحدود مع لبنان
  • غوتيريش يحذر من حرب واسعة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية
  • هوكشتاين يقترح تسوية تستبعد إلحاق الـنقطة-ب والمزارع بلبنان