يا جيش الهزائم.. كلمة نارية لـ أبو حمزة حول عمليات المقاومة ضد الاحتلال «فيديو»
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
قال أبو حمزة متحدث كتائب سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي: إنه تم استدراج جنود العدو الإسرائيلي إلى كمائن الرعب والموت في غزة ووقعوا كالأغبياء، وإن الجيش الإسرائيلي يرسم صورا وهمية لمحاولاته التوغل برا.
وأضاف المتحدث العسكري باسم سرايا القدس، في كلمة يثتها سرايا القدس قبل قلبل: تواصل قواتنا برفقة فصائل المقاومة استبسالها ميدانيا عبر التصدي للمناورات البرية البائسة التي ينفذها جيش العدو في ساحات الجحيم، وهناك نتائج كبيرة لمعركة طوفان الأقصى.
وأكمل أبو حمزة: يا جيش الهزائم، وقوافل الجرذان القادمة إلى غزة العزة، أخبروا جالنت، وهاليفي، ما الذي حصل لكم غرب بيت لاهيا وشرق خانيونس وبيت حانون، ويا قوافل الجرذان، أخبروا قادتكم، ماذا حدث لكم في حي الزيتون اليوم وكيف تم استدراجكم كالأغبياء إلى كمائن الموت وحقول الرعب.. تقدّموا إنا والله بكم متربصون.
وقال: إن العدو يرسم صورا وهمية لمحاولاته التوغل برا، والمناورات البرية البائسة للعدو هدفها إعادة الثقة في فرقة غزة، ومقتل عدد من الأسرى الإسرائيليين لدينا من جراء قصف الاحتلال الهمجي، وقيادتكم تخدعكم والعدو يرسم صورا وهمية لمحاولات التوغل برا.
اقرأ أيضاً صدمة.. 5 أنظمة عربية طالبت إسرائيل بالقضاء على حماس وطائراتهم تقصف غزة «فيديو» مشـاهـد قـاسـية.. خروج عـظـام طـفــلـة عن جـسـدها جرّاء الغارات على قطاع غزة عاجل: أمريكا ترفض وقف إطلاق النار في غزة وتشكف عن شروط لحماس وبوتين يدخل على الخط أول صورة للمجندة الإسرائيلية بعد تحريرها من كتائب القسام في قطاع غزة جيش الاحتلال يعلن تحرير جندية إسرائيلية من قبضة حماس والحركة تُعلق ”فيديو” وقف إطلاق النار في غزة.. نتنياهو: مطالبتنا بذلك تعني هذا الأمر «المُهين» السر حماس.. نتنياهو يرد على مطالب الإسرائيليين له بالاستقالة تحرير مجندة إسرائيلية.. هل نجح الاحتلال في مباغتة كتائب القسام؟ هربوا من إسرائيل.. ماذا يحدث في داغستان؟ ومفاجآت صادمة للاحتلال قناة توكل كرمان تحرض على حضرموت واختفاء صوتها تجاه غزة خبير عسكري يمني يسخر من إنطلاق مشاركة عسكرية حاسمة للمليشيا لإسناد غزة دعمًا لمصر وغزة ماجدة الرومي تعيد نشر أغنية ”على باب مصر” من حفلها بـ”قصر القبة”المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
هل اليهود أحفاد القردة والخنازير؟!
بدر بن خميس الظفري
في ظل تصاعد الأحداث في فلسطين، ومع استمرار المعركة التي أُطلق عليها "طوفان الأقصى"، يتجدد الجدل حول طبيعة الخطاب الديني المستخدم في توصيف الصراع، ومدى تأثيره على الرواية الإعلامية للقضية الفلسطينية. بينما تحاول المقاومة الفلسطينية مقاومة الاحتلال الإسرائيلي عسكريًا، تجد نفسها أيضًا في مواجهة إعلامية؛ إذ يُستغلّ كل تصريح وكل عبارة في حرب الدعاية المتبادلة.
ومن بين العبارات التي تثير الجدل وتتكرر في بعض الأوساط، يأتي القول بأن اليهود " أحفاد القردة والخنازير"، أو وصفهم بأنهم "إخوان القردة والخنازير"، وهي عبارات تستدعي نقاشًا جادًا حول مدى صحتها دينيًا، ومدى تأثيرها على الرأي العام العالمي في دعم القضية الفلسطينية.
القرآن الكريم تحدث عن مسخ بعض بني إسرائيل إلى قردة وخنازير نتيجة تجاوزهم لأوامر الله، خاصة في قصة اعتدائهم على حرمة السبت، كما في قوله تعالى: "وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلَّذِينَ ٱعْتَدَوا۟ مِنكُمْ فِى ٱلسَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا۟ قِرَدَةً خَاسِٔينَ" (البقرة: 65)، وقوله: "فَلَمَّا عَتَوا۟ عَن مَّا نُهُوا۟ عَنهُ قُلنَا لَهُم كُونُوا۟ قِرَدَةً خَاسِٔينَ" (الأعراف: 166). ومع ذلك، فإن السؤال الأهم ليس حول وقوع المسخ كعقوبة إلهية، فهذه حقيقة لا جدال فيها، بل حول استمرارية هذا النسخ وتأثيره على الأجيال اللاحقة.
وهناك رواية منسوبة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم توضح هذه المسألة بشكل قاطع، يقول فيها: "إن الله لم يهلك قومًا أو يمسخ قومًا فيجعل لهم نسلًا ولا عاقبة، وإن القردة والخنازير كانوا قبل ذلك". هذا الحديث يحسم الجدل تمامًا، إذ يؤكد أن الممسوخين لم يكن لهم نسل، وبالتالي فإن أي ادعاء بأن اليهود اليوم هم "أحفاد القردة والخنازير" هو قول لا يستند إلى أساس ديني صحيح، بل يتناقض مع الحديث النبوي الصريح.
أما وصف اليهود بأنهم "إخوان القردة والخنازير"، فهو تعبير ورد على لسان السيدة عائشة رضي الله عنها عندما دخل بعض اليهود على النبي ﷺ وقالوا له "السّام عليكم"، أي الدعاء عليه بالموت بدلًا من السلام، ففهمت مقصدهم وردّت بغضب قائلة: "عليك السام والغضب يا إخوان القردة والخنازير". لكن اللافت في هذه الحادثة أن النبي ﷺ لم يُقرّها على هذا التعبير، بل قال لها: "مه يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق"، وبيّن لها أنه اكتفى برد التحية عليهم بنفس طريقتهم دون الدخول في جدل أو سباب. هذا الموقف يعكس بوضوح نهج النبي ﷺ في التعامل حتى مع من أساء إليه، وهو نهج قائم على الحكمة وضبط الانفعالات، وليس على الخطاب العاطفي المتشنج.
لم يكن النبي ﷺ سبّابًا أو لعّانًا، بل كان نموذجًا للأخلاق حتى في أصعب المواقف. فقد وصفه الله تعالى بقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، كما أنه نهى عن الفحش في القول، قائلاً: "ليس المؤمن بالطعّان، ولا اللعّان، ولا الفاحش، ولا البذيء". ولم يكن منهجه قائمًا على إثارة العداوات من خلال الألفاظ، بل على إدارة الصراع بحكمة وعدل، حتى مع أعدائه، فعندما جاءه رجل يهودي يطالبه بدين عليه بغلظة، فغضب الصحابة، قال النبي ﷺ: "دعوه، فإن لصاحب الحق مقالًا". هذه المواقف ترسم صورة واضحة عن أسلوبه في التعامل، وتؤكد أن الإسلام ليس دين الكراهية العشوائية، بل دين العدل والإنصاف، حتى مع المخالفين.
وفي ظل ما يحدث اليوم من عدوان إسرائيلي على غزة، وفي خضم التغطية الإعلامية العالمية للأحداث، تبرز أهمية إدارة الخطاب الإسلامي بطريقة ذكية ومدروسة، بحيث يخدم القضية الفلسطينية ولا يسيء إليها.
تحاول إسرائيل، التي تدير حربًا إعلامية متوازية مع الحرب العسكرية، تصوير الصراع على أنه حرب دينية بين المسلمين واليهود، مستغلة أي تصريحات أو شعارات غير دقيقة لصالحها في تقديم نفسها كضحية. وعندما تستعملُ مصطلحات مثل "أحفاد القردة والخنازير"، فإن ذلك يمنح الاحتلال فرصة ذهبية لتوجيه الأنظار بعيدًا عن جرائمه ضد الفلسطينيين، والتركيز بدلًا من ذلك على ما يُقدَّم باعتباره "خطاب كراهية دينية". هنا، يفقد الفلسطينيون بعض الدعم الدولي، وتتحول القضية في الإعلام الغربي إلى "مسألة عداء ديني"، بدلًا من كونها قضية شعب يقاوم الاحتلال.
إن المقاومة الفلسطينية، التي تخوض اليوم واحدة من أعنف معاركها ضد الاحتلال، تدرك أن النضال ليس فقط بالسلاح، بل بالكلمة أيضًا، وهذا ما بدا واضحًا في تعاملها مع الأسرى الإسرائيليين الذين وقعوا في قبضتها خلال "طوفان الأقصى". وعلى عكس الصورة النمطية التي يروجها الإعلام الإسرائيلي عن المقاومة، أظهرت تقارير إعلامية ومقاطع مرئيّة أن المقاومة التزمت بحسن معاملة الأسرى الإسرائيليين، وحافظت على حياتهم رغم الظروف الصعبة والقصف المستمر، في مشهد يناقض تمامًا ما تفعله إسرائيل بأسرى الفلسطينيين، الذين يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة في سجون الاحتلال.
هذا السلوك لم يكن مجرد تصرف عفوي، بقدر ما كان رسالة إعلامية قوية للعالم، مفادها أن الفلسطينيين لا يقاتلون بدافع الحقد أو الكراهية العرقية، بل يقاتلون لأجل حريتهم وكرامتهم. هذه المشاهد صنعت حالة من الجدل داخل إسرائيل نفسها، حيث تساءل بعض الإسرائيليين: كيف يعاملنا الفلسطينيون بهذه الرحمة بينما نقتلهم بلا رحمة؟
إن الحرب الحديثة لا تقتصر على الميدان العسكري؛ بل تشمل أيضًا ساحة الإعلام والرأي العام العالمي، والمقاومة التي تدير معركتها بحكمة، لا تكتفي بإطلاق الصواريخ؛ بل تسعى أيضًا إلى إيصال رسائل سياسية وأخلاقية، تؤكد من خلالها أنها تقاتل من أجل الحرية، لا من أجل الانتقام العشوائي. وإذا كانت إسرائيل تعتمد على سلاح الدعاية لتحويل نفسها إلى "ضحية"، فإن أفضل رد عليها ليس الانجرار إلى خطاب قد يُستخدم ضد المقاومة، بل تقديم نموذج أخلاقي، كما فعل النبي ﷺ عندما قال لأهل مكة بعد فتحها: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، رغم أنهم كانوا قد آذوه وأخرجوه من بلده.
إذن، المعركة اليوم ليست فقط معركة صواريخ، بل معركة كلمات وصور ومقاطع فيديو، ومن يديرها بذكاء هو من سيكسبها. القضية الفلسطينية ليست ضد اليهود كديانة؛ بل ضد الاحتلال كمشروع استعماري، وهذا ما يجب أن يكون واضحًا في كل خطاب يصدر عن المقاومة، وكل من يؤيدها.
ومن أراد أن يكون نصيرًا حقيقيًا لفلسطين، فعليه أن يدرك أن الخطاب الإسلامي ليس مجرد شعارات عاطفية؛ بل استراتيجية محسوبة، تمامًا كما أن العمليات العسكرية ليست تحركات عشوائية، بل تخطيط دقيق.
وإذا أدركنا ذلك، فهمنا أن معركة التحرير لا تدور فقط في ميادين القتال؛ بل في ساحات الإعلام والسياسة أيضًا، ومن يفوز في هذه المعركة، هو من يعرف كيف يستخدم سلاح الكلمة بقدر إتقانه لاستخدام البندقية.