مذيع بريطاني: بريطانيا في الجانب الخاسر برفض الدعوة لوقف إطلاق النار بغزة
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
تساءل مذيع بريطاني بارز عما إذا كانت بريطانيا تقف في "الجانب الخاسر"، برفضها الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة بخلاف موقف غالبية دول العالم.
وقال المذيع أندرو مار عبر إذاعة "إل بي سي": "هل أدى الغزو البري الإسرائيلي في غزة أخيرا لكشف الميزان الحقيقي للقوة في العالم، وجعل واضحا أن دولا مثل بريطانيا هي في الجانب الخاسر؟".
وأضاف: "خط الانقسام المباشر هو حول من يطلب وقفا فوريا لإطلاق النار، وهو أمر تراه إسرائيل يعادل الاستسلام لحماس".
وأشار إلى دول تؤيد وقف إطلاق النار، مثل "روسيا والصين، وهذا ليس مفاجئا، إضافة إلى غالبية الدول العربية، وهذا مرة أخرى ليس مفاجئا، ثم هناك دولة عضو في الناتو، تركيا، حيث قال الرئيس (رجب طيب) أردوغان إن حماس ليست منظمة إرهابية. ثم الهند، ودول أخرى لديها شكوك قوية حول عملية إسرائيل في غزة؛ من بينها الجزائر وجنوب أفريقيا إضافة إلى الاتحاد الأفريقي.. باكستان وصفت القصف الإسرائيل لغزة بأنه كإبادة جماعية. إلى أقصى الشرق، إندونيسيا وماليزيا كانت منتقدتين بشدة. في أمريكا الجنوبية، دول مثل البرازيل وكولومبيا تحدثتا علنا ضد إسرائيل. في أوروبا، الاتحاد الأوروبي يبقى منقسما، رغم أن أيرلندا وإسبانيا والنرويج جميعها انتقدت الإسرائيليين".
وقال: "هذا الأسبوع رأينا خلافا عنيفا بين الأمين العام للأمم المتحدة (أنتونيو غوتيرش) وإسرائيل حول المسؤولية عن القتل. وأعتقد هناك قائمة طويلة تثير قلقا لأنها تظهر أن بريطانيا والولايات المتحدة تبدوان الآن وحيدتين إلى حد ما، في مقاومة دعوات وقف إطلاق النار".
View this post on Instagram
A post shared by LBC Radio (@lbc)
وترفض الحكومة تبني الدعوة لوقف إطلاق النار، وتتحدث عن هدنة إنسانية لفترة محددة وفي أماكن معينة، وهو موقف تتحدث عنه الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى مثل فرنسا وألمانيا.
كما يتخذ حزب العمال المعارض الموقف ذاته، رغم التحذيرات من الانقسام في الحزب واحتمال أن يشهد استقالات جماعية وخسارة أصوات المسلمين بشكل خاص ومؤيدي فلسطين بشكل عام، على خلفية انحياز قيادة الحزب إلى جانب إسرائيل بشكل كامل، ورفض مطالبات من قيادات في الحزب وفي المجالس المحلية بضرورة الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار. وتبنت هذه الدعوة شخصيات مثل عمدة لندن صادق خان، وعمدة مانشستر أندي بيرنهام، ورئيس حزب العمال في أسكتلندا أنس ساروار، إلى جانب نحو ربع نواب الحزب في البرلمان.
وفي هذا السياق، أقالت الحكومة البريطانية، النائب في البرلمان بول بريستو، من منصبه الحكومي سكرتيرا برلمانيا لوزيرة العلوم والابتكار والتكنولوجيا، وهو أدنى درجات السلم الوزاري في الحكومة، وذلك بسبب دعوته إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وبحسب رئاسة الوزراء، فإن بريستو أدلى بتعليقات لا تمثل "المسؤولية الجماعية"، وهي مصطلح يشير إلى أن جميع أعضاء الحكومة يجب أن يدعموا علنا السياسات الحكومية حتى لو اختلفوا معها.
وفي رسالة إلى رئيس الوزراء الأسبوع الماضي، قال بريستو إن "وقف إطلاق النار الدائم" من شأنه أن ينقذ الأرواح ويسمح للمساعدات بالوصول إلى من هم في أمس الحاجة إليها.
وبعد إقالته قال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "أتفهم تماما قرار رئيس الوزراء، ومن المؤسف أنني أترك الوظيفة التي استمتعت بها. لكن يمكنني الآن التحدث بصراحة عن قضية يهتم بها الكثير من ناخبي بشدة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية بريطانيا غزة الإسرائيلي وقف إطلاق النار بريطانيا إسرائيل غزة وقف إطلاق النار سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار الدعوة لوقف فی غزة
إقرأ أيضاً:
ما حقيقة موقف حزب الله من مفاوضات وقف إطلاق النار؟!
منذ بدأ الحديث عن مفاوضات "جدية" لوقف إطلاق النار في لبنان، برعاية الوسيط الأميركي آموس هوكستين، ثمّة سؤال أساسي يُطرَح عن الموقف الفعلي والحقيقي لـ"حزب الله" من الاتفاق، حتى لو صحّ أنّ الحزب سبق أن "فوّض" رئيس مجلس النواب نبيه بري، أو "الأخ الأكبر" بإدارة التفاوض، معلنًا القبول بما يقبل به الأخير، استكمالاً للنهج الذي كان قد أرساه الأمين العام السابق للحزب السيد الشهيد حسن نصر الله.ولعلّ الشكوك المثارة حول موقف الحزب، تجد ما تنطلق منه من التسريبات التي صوّرت الاتفاق على أنه يشكّل "تراجعًا" للحزب على أكثر من مستوى، ولا سيما بتخلّيه عن الكثير من الثوابت التي كان نصرالله قد أرساها، وكرّرها الأمين العام الجديد الشيخ نعيم قاسم، بدءًا من "الربط المطلق" بين جبهتي غزة ولبنان، وصولاً إلى رفض النقاش بأيّ تفصيل قبل وقف إطلاق النار، خلافًا لمبدأ "التفاوض بالنار" الذي كرّسته إسرائيل في نهاية المطاف.
وعلى الرغم من أنّ الشيخ قاسم في كلمته التي جاءت متزامنة مع جولة المفاوضات، رفض الدخول في التفاصيل، إلا أنّه كان لافتًا حرصه على "توضيح" هاتين النقطتين بالتحديد، قبل تحديد "سقف" التفاوض بثابتتين هما وقف الحرب بشكل كامل وحفظ السيادة اللبنانية، فهل هذا يعني أنّ "حزب الله" يوافق على التسوية المطروحة، وبالتالي أنّ موقفه إيجابي منها، وأنّه جاهز لوقف إطلاق النار، متى أعلنت إسرائيل سيرها به؟!
موقف الحزب من وقف النار
بعيدًا عن "الجدل" المثار حول موقف "حزب الله" من التسوية، يؤكد العارفون بأدبيّات الحزب أنّ الأخير أبدى "كامل الانفتاح" على مفاوضات وقف إطلاق النار منذ ما قبل اغتيال أمينه العام السابق السيد حسن نصر الله، بدليل الواقعة التي أصبحت معروفة لدى الجميع بأنّ الأخير كان قد أبلغ المفاوضين موافقته على وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701، قبل أن يتبيّن أنّ إسرائيل حينها كانت تخدع العالم بأسره، لتقترف جريمتها باغتيال السيد نصر الله.
وحتى بعد اغتيال السيد نصر الله، وانتخاب الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًا للحزب خلفًا له، حرص الحزب أكثر من مرّة على تأكيد انفتاحه على مفاوضات وقف إطلاق النار، وهو ما أكّده الشيخ قاسم في أكثر من مناسبة، حين كان يحرص على التأكيد أنّ الحزب منفتح على أيّ اتفاق إذا كان يلبّي تطلعاته، ولكنه لن "يستجدي" مثل هذا الاتفاق، تحت أيّ ظرف من الظروف، وهو ما ثبّته بتأكيد جاهزيته لكل السيناريوهات، بما في ذلك "حرب استنزاف طويلة".
وإذا كان صحيحًا أنّ الاتفاق قد يناقض في مكانٍ ما، الثوابت التي كان الحزب يكرّرها، وأهمّها أنّ وقف إطلاق النار لن يحصل قبل إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، بل أنّ أيّ نقاش بهذا المعنى مؤجّل لما بعد انتهاء الحرب، فإنّ العارفين بأدبيّات الحزب يشدّدون على أنّ هذه الثابتة كانت قائمة في "زمن" جبهة الإسناد، إلا أنّ الحزب سبق أن أعلن أنّ "حرب الإسناد" تحوّلت إلى "التصدّي للعدوان"، ما يعني أنّ العناوين والظروف اختلفت أيضًا.
ما يرفضه "حزب الله"..
بهذا المعنى، لا يعتبر "حزب الله" التوصل إلى اتفاق من حيث المبدأ، "تراجعًا أو هزيمة"، فما كان يسري في السابق على "جبهة الإسناد" لم يعد ساريًا اليوم، بما في ذلك حتى الحديث عن "التفاوض بالنار" الذي كان الحزب يرفضه سابقًا، لكنه اليوم يمضي به، ولكن بالاتجاهَين، كما أوضح الشيخ قاسم في كلمته الأخيرة، حين قال إنّ الحزب يفاوض اليوم بشأن التسوية، "وإسرائيل تحت النار"، بمعنى أنّ عملياته مستمرّة، ولم تتأثّر بالمفاوضات القائمة.
لا يعني ما تقدّم أنّ "حزب الله" يقبل بأيّ اتفاق وبأيّ تسوية، فسقف الاتفاق واضح، وقد اختصره الشيخ قاسم أيضًا ببندين أساسيّين هما حفظ السيادة اللبنانية ووقف الحرب بشكل كامل، وهما يحملان الكثير من الدلالات، إذ يتضمّنان "البوصلة" التي يسير الحزب بموجبها، وفي صلبها رفض كلّ ما يُثار من اجتهادات حول احتفاظ إسرائيل بـ"حرية الحركة" في الداخل اللبناني بعد الاتفاق، أو ربما "استنساخ" النموذج الجاري في سوريا بشكل أو بآخر لبنانيًا.
تحت هذا السقف فقط، يصبح الاتفاق مقبولاً، بحسب ما يقول العارفون بأدبيّات "حزب الله"، الذين يؤكدون وجود تناغم كامل بهذا المعنى بينه وبين المفاوض اللبناني الرسمي، ممثلاً برئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، علمًا أنّ الأساس يبقى في الموقف الإسرائيلي برأي هؤلاء، فالأخير هو الذي اعتاد التنصّل من الاتفاقات، أو حتى الانقلاب عليها، وما جرى في مفاوضات من غزة، مرارًا وتكرارًا، خير دليل على ذلك.
الكرة في ملعب إسرائيل، لا "حزب الله"، يقول العارفون ردًا على محاولات "التشكيك" بموقف الأخير من المفاوضات. على العكس، يقول هؤلاء إن الخطاب الأخير للأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، يمكن أن يُفهَم بوصفه "تهيئة للجمهور" لمثل هذا الاتفاق، خصوصًا بحديثه عن "مفهوم الانتصار"، المرتبط بالأهداف المُعلَنة من الحرب، منعًا لأيّ تأويلات أو استفسارات أو استنتاجات قد تأخذ منحى آخر ومختلفًا... المصدر: خاص لبنان 24