بالتزامن مع طوفان الأقصى .. الاحتلال يسعى لتنفيذ مخطط استيطاني تهويدي في الخليل
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
في وقت تتوجه فيه الأنظار نحو العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يفرض الاحتلال تشديداته العسكرية والأمنية على محافظة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، مغلقا مداخل المدنية، والمخيمات بالبوابات الحديدية والسواتر الترابية، مما تسبب في تعطيل حياة الكثيرين من أبناء البلدة، مستغلا الفرصة لتطبيق مخطط استيطاني تهويدي يهدف لسلخ البلدة القديمة في الخليل عن محيطها الجغرافي والاجتماعي الفلسطيني.
حظر تجول و تضييقات على الخليل
لم يغادر عامر القواسمي أحد سكان حي القواسمة في مدينة الخليل، مدينته منذ 24 يوما لسوء الأوضاع، إذ تشهد إغلاقا تاما من قبل قوات الاحتلال، و مداهمات ليلية ومواجهات واعتقالات.
ويقول القواسمي لـ"عربي21 " : "هنالك إغلاقات لكافة مداخل ومخارج المحافظة، وهناك حركة ضمن إطار المدينة لكنها محدودة جدا، والتواصل بين المحافظات صعب وخاصة على الموظفين خارجها، يرافق كل ذلك تدهور الأوضاع الاقتصادية نتيجة الإغلاقات".
الناشط و منسق تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان عماد أبو شمسية الموجود في تل الرميدة قال في حديثه لـ"عربي21" إنه "منذ 7 أكتوبر فرض الاحتلال منع تجول ووضعها تحت قانون الطوارئ، المنطقة مغلقة بالكامل، أغلقت مناطق عدة تماما وهي محيط الحرم الابراهيمي و تل الرميدة وشارع الشهداء وحي السلايمة وحارة جابة ووادي حصين وصولا لمستوطنة غريات".
ويضيف: "في أول عشرة أيام كان يمنع الخروج من المنزل ويمنع فتح النوافذ، ولكن بعدها أعلن الاحتلال عن برنامج بحيث تفتح الحواجز كل أحد وثلاثاء وخميس، من السابعة صباحا للساعة الثامنة صباحا يسمح بالخروج من المنطقة، أما العودة فتنحصر فقط في الساعة السادسة مساء إلى السابعة، وما بين الأوقات الصباحية والمسائية حظر تجول تام".
ويشرح أبو شميسة أن أوضاع العائلات أصبحت سيئة وخاصا لمن لديه مريض إذ يضطر للخروج صباحا والانتظار حتى السادسة مساء ليتمكن من الدخول إلى مدينته، أما عن الصلاة فهي مغلقة تماما.
وفيما يتعلق بالمدراس، فهي مغلقة وبالتالي لا يذهب الطلاب للمدارس منذ 24 يوم، أما الطلاب ممن يدرسون في الخارج فلا يستطيعون الرجوع إلا في الموعد المسائي، لذا لا تتمكن العائلات من إرسال أبنائها للمدارس والانتظار حتى المساء، وفق أبو شميسة.
تتزامن مع تلك الأحداث موسم قطف الزيتون والذي يشكل مصدر رزق للكثير من العائلات، يقول القواسمي: "موسم الزيتون ضاع لهذا العام، لا نستطيع الذهاب لأراضينا نتيجة الإغلاقات، والمستوطنين استولوا على كثير من المزارع، و يستولون أيضا على ممتلكات العائلات وبيوتها".
تهديدات لأهالي المنطقة
وشهدت محافظة الخليل حالة من الردع التي يحاول الاحتلال فرضها بالقوة، من خلال الاعتقالات الضخمة وأوامر القتل الفوري.
ويقول أبو شميسة أن الاحتلال زاد من عدد النقاط العسكرية إلى 15 نقطة، ويتابع: "بيتي أمامه نقطة عسكرية و بعد 6 متر نقطة العسكرية وتواجد أمني مكثف، المنطقة تحولت لثكنة عسكرية".
وتداول ناشطون عبر منصة أكس "تويتر سابقا"، صورة لورقة يقولون أن الاحتلال وزعها على أبناء المنطقة كتب فيها "لكل سكان الخليل في حال لم تسلموا أسلحتكم وتتوقفوا عن إطلاق النار، أبواب جهنم ستفتح عليكم كما هو الحال في غزة، اعقلوا وتوكلوا".
ويتم تنفيذ عمليات إطلاق نار شبه يومية تجاه المستوطنات في مدينة الخليل ومحيطها، رغم أن الإعلام لا يذكر أكثرها.
وقام جيش الاحتلال بحملة مداهمات واسعة صباح الاثنين، وتفتيش وتنكيل بالمواطنين في المنطقة الجنوبية بالخليل التابعة لسيطرته الأمنية.
كما وزع منشور التهديد والوعيد المرفق pic.twitter.com/NlRaxdYTnd — yaseenizeddeen (@yaseenizeddeen) October 30, 2023
وأكد أبو شميسة أن تلك الورقة وزعها الأحتلال فجرا على سكان المنطقة الجنوبية من الخليل، لأنها تشتهر بوجود السلاح بأيدي العائلات، لعدم وجود سلطة مدنية ما اضطر السكان أن يتسلحوا لحماية أنفسهم ولم يحدث أن استخدمها ضد الاحتلال ولكن و بالتزامن مع الأحداث في غزة بات يخشى من توجيه هذه الأسلحة ضدهم .
مخطط استيطاني تهويدي
وقال مدير عام لجنة إعمار الخليل عماد حمدان لوسائل إعلام فلسطينية أن سلطات الاحتلال ومع بداية العدوان في قطاع غزة سارعت إلى استغلال الفرص لتطبيق مخطط استيطاني تهويدي يهدف لسلخ البلدة القديمة في الخليل عن محيطها الجغرافي والاجتماعي الفلسطيني وفرض أنظمة وأوامر عسكرية تحدد الخروج والدخول منها وإليها وتقيد حركة السكان فيها.
وأشار إلى أن لتنفيذ ذلك المخطط قام الاحتلال بفرض حظر التجوال ما تسبب في عدم قدرة السكان على الذهاب إلى أعمالهم وممارسة حياتهم الاعتيادية، ومنع حتى المنظمات الإنسانية والطواقم الطبية من الوصول إليهم، إذ باتت المنطقة المحاصرة .
ويتواجد نحو 700 مستوطن إسرائيلي في 5 بؤر استيطانية منتشرة في البلدة القديمة من الخليل، بينما يتواجد الفلسطينيون في بعض تلك البلدات، يحلم الاحتلال بتهجيرهم وتحويل تلك المنطقة إلى حي استيطاني كبير.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الخليل المستوطنات مستوطنات الخليل تهجير سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
هل نجح الاحتلال في إلغاء تأثير المصلين والأقصى في شهر رمضان؟
#سواليف
رغم التحذيرات السنوية الصادرة عن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي ” #شاباك “، الذي وصف #المسجد_الأقصى بأنه ” #برميل_بارود ” على وشك #الانفجار، فرضت سلطات #الاحتلال الإسرائيلي قيودًا مشددة على #الاعتكاف في المسجد، ومنعت المكوث فيه طوال شهر #رمضان، باستثناء العشر الأواخر فقط.
وفي هذا السياق، صرّح الشيخ #عكرمة_صبري، خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، بأن “الاحتلال منع الاعتكاف أيام الخميس والجمعة السابقة للعشر الأواخر، وأباحه بصلاحيات محدودة لأهالي الضفة تحت شروط أمنية مشددة”.
وفي خطوة غير مسبوقة منذ عام 1967، حدّد الاحتلال عدد #المصلين القادمين من #الضفة_الغربية لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى بعشرة آلاف فقط. وترافقت هذه الخطوة مع سلسلة من #الإجراءات_القمعية، شملت إجبار المصلين على مغادرة المسجد قبل غروب الشمس لمنع الاعتكاف، وتنفيذ حملات اعتقال واسعة، وتركيب مئات الكاميرات بتقنية 360 درجة في أزقة البلدة القديمة لرصد كل حركة، ومنع دخول الأسرى المحررين وإبعاد العشرات منهم عن القدس.
مقالات ذات صلةكما كشف الخبير في الشأن المقدسي، عبدالله معروف، أن “الشرطة تعمّدت تفتيش المصليات المسقوفة والساحات بعد صلاة التراويح للتأكد من خلوّها من المصلين، لوأد أي محاولة للاعتكاف منذ بداية الشهر، بادّعاء أن هذه العبادة غير مسموح بها سوى في العشر الأواخر من الشهر الفضيل”.
في المقابل، استمرت الدعوات الفلسطينية للرباط وشد الرحال إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، الذي انتهى في فلسطين المحتلة أمس السبت، في محاولة لكسر الحصار المفروض عليه.
وأكدت هذه الدعوات على ضرورة الدفاع عن المسجد الأقصى وحمايته من اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين، والاستمرار في الجهود الشعبية لكسر الحصار المفروض عليه منذ عدة أشهر.
وقد رصدت “قدس برس” عشرات الحراكات المقدسية التي دعت إلى الحشد والمشاركة المستمرة طيلة أيام رمضان، لإعمار المسجد وإحياء جميع الصلوات فيه، والتصدي لاقتحامات المستوطنين، مشددة على أهمية كسر الطوق الإسرائيلي المفروض على المسجد من خلال توافد المصلين إليه، لا سيما من كافة مناطق القدس.
ودعا “الحراك الشبابي المقدسي” إلى النفير العام، مطالبًا بإغلاق مساجد القدس كافة والتوجه للصلاة في المسجد الأقصى طيلة أيام الشهر المبارك.
كما طالب الأردن، بصفته صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس المحتلة، بالرد على هذه الإجراءات الاستفزازية، في حين دعت جهات فلسطينية المجتمع الدولي إلى التحرّك العاجل لوقف هذه الانتهاكات وضمان حرية المسلمين في ممارسة شعائرهم داخل المسجد الأقصى.
من جهتها، دعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الفلسطينيين إلى شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط والاعتكاف فيه، في ظل تضييقات الاحتلال المتزايدة خلال شهر رمضان. وقالت الحركة في بيان صدر مع بداية الشهر: “ندعو جماهير شعبنا في عموم الضفة والقدس والداخل المحتل إلى حشد كلّ الطاقات عبر شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط والاعتكاف فيه”.
كما دعت حماس الفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم حول العالم إلى إطلاق أوسع المبادرات والفعاليات التضامنية مع أهلهم في غزة والضفة والقدس.
ويحذّر الباحث الفلسطيني المختص في شؤون القدس، زياد ابحيص، من خطورة محاولات الاحتلال فصل القدس عن الضفة الغربية باستخدام الحواجز والقيود، بهدف السيطرة على المدينة والتحكم بها، ومحاولة إلغاء حقيقة أن القدس تقع في قلب الضفة الغربية.
إلغاء تأثير المصلين في الأقصى على مشاريع تهويده
يقول هشام يعقوب، رئيس قسم الأبحاث والمعلومات في “مؤسسة القدس الدولية” (مقرها بيروت)، إن أخطر ما في قيود الاحتلال على الوصول إلى الأقصى هو “تحويله إلى مكان غير ملهم للفلسطينيين لإطلاق الثورات، ويُمنع فيه التعبير عن المواقف أو التضامن أو الهتاف لأهل غزة، بحيث يُفقد الآلاف من الموجودين في الأقصى أي تأثير”.
في السياق ذاته، أشار الباحث في شؤون القدس، علي إبراهيم، إلى أن قوات الاحتلال “تعمّدت التجول بين صفوف المصلين أثناء الصلوات، خصوصًا صلاة التراويح، من دون أن تقابل بردة فعل جماهيرية”.
وفي خضم ذلك، نشرت “جماعات المعبد” الصهيونية المتطرفة رسالة وجهها عدد من وزراء الاحتلال وأعضاء الكنيست (برلمان الاحتلال) إلى نظرائهم في الكونغرس الأمريكي، طالبوا فيها بإقرار تشريع يعترف بما أسموه “الحق الأبدي في جبل المعبد”، في إشارة إلى المسجد الأقصى المبارك.
وعلّق الدكتور عبدالله معروف على ذلك قائلًا: “خلال الحرب على قطاع غزة، يرى أتباع تيار الصهيونية الدينية أن الفرصة التاريخية سانحة لانتزاع اعتراف أمريكي رسمي بحقوق دينية لليهود في المسجد الأقصى المبارك”.
وأضاف: “يخطط الاحتلال منذ سنوات لتحويل المُرابط الفلسطيني في الأقصى إلى مجرد سائح ديني، وتحويل المسجد من رمز للأمة إلى مسجد حارة عادي”.
وفي ظل هذه التحديات، دعت حركة “حماس” في بيان صدر بتاريخ 25 آذار/مارس، جماهير الشعب الفلسطيني وأبناء الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى “النفير العام والشامل”.
وقالت الحركة: “في ظل تصعيد الاحتلال لعدوانه الهمجي وارتكابه المجازر بحق شعبنا في قطاع غزة، واستمراره في جرائمه في الضفة الغربية والقدس والمسجد الأقصى، بدعم أميركي كامل وصمت دولي مطبق، فإننا ندعو لتصعيد المسيرات والفعاليات التضامنية في كل المدن والعواصم، وجعل هذه الأيام المباركة من رمضان أيامًا للنفير الشامل”.
كما ناشد الشيخ عكرمة صبري الدول العربية والإسلامية لتكثيف جهودها، وتعزيز مواقفها، وتوحيد صفوفها لحماية المسجد الأقصى من الأخطار المحدقة به.