"حزين وخائف ووحيد".. هكذا يشعر المراهقون اليهود بأمريكا بعد اشتعال المدارس والجامعات ضد إسرائيل.. ويرددون: "هناك دول عربية آمان لنا أكثر من هنا"
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
لا يوجد صوت في العالم يعلو على صوت حرب الشرق الأوسط، وربما يظن الكثيرون من العرب أن الجميع في دول العالم يستمدون المعلومات الخاصة بهم من وسائل الإعلام، ولكن بالنظر إلى ما يحدث في أكبر دولة داعمة لإسرائيل، نجد أن طلاب المدارس والجامعات في أمريكا لا يعتمدون على القنوات والصحف الأمريكية لاكتساب معلوماتهم، ولكن اطلاعهم على ما يتم تداوله بالسوشيال ميديا، جعلهم يكونون وجهة نظر مستقلة عن آبائهم والمجتمع، وكان المفاجأة التي تحدثت عنها صحف أمريكا هو موجة الغضب ضد إسرائيل بين شريحة الطلاب الأمريكان.
وفي محاولة لرصد الصورة الحقيقية من داخل الولايات المتحدة الأمريكية، تحدثت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إلى مجموعة من المراهقين اليهود بأمريكا، وكانت المفاجأة أن هؤلاء كان شعورهم ما بين "حزين وخائف ووحيد"، وذلك نتيجة ما يسمعه ويشاهده من دعم فلسطين في محيطه، ووصل الأمر أن أصبحت أحد أشهر النكات بين الشباب التي تردد إلى اليهود، أن حماس لا تقتل الأبرياء، وذلك لأنه لا يوجد بإسرائيل أبرياء، فهم مستعمرون.
الحرب في غزة تشعل الجامعات الأمريكية
أدت الحرب الدائرة في قطاع غزة، والقصف الإسرائيلي المتواصل على المدنيين، إلى تفاقم التوترات في حرم الجامعات والمدارس في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث يتصارع الطلاب والموظفين والإداريين، وشملت المعارك والاشتباكات بين المتظاهرين وإدارة الجامعات تقريبا كافة أرجاء أمريكا، وبالتوازي، هناك معارك على مواقع التواصل الاجتماع على الإنترنت، وسرعان ما تنتقل إلى ساحات الجامعات، وما يتبع ذلك من تصريحات واحتجاجات، وردود فعل قوية من كافة الأطراف.
وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة NPR الأمريكية، فقد كان على سبيل المثال الجدل الدائر في جامعة هارفارد، حيث وقعت العشرات من المجموعات الطلابية على رسالة من لجنة هارفارد للتضامن مع فلسطين في 7 أكتوبر - وهو اليوم الذي شنت فيه حماس طوفان الأقصى على إسرائيل - تحمل إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن كل أعمال العنف التي تتكشف"، وفي المقابل لاقت الرسالة رد فعل عنيفًا واسع النطاق من أعضاء هيئة التدريس والسياسيين وحتى رئيس جامعة هارفارد، وهذا أصبح حال كافة جامعات أمريكا.
نعيش عزلة ويقال لنا لا يوجد أبرياء بإسرائيل لتقتلهم حماس
وفي تقرير تحت عنوان" حزين ووحيد وخائف"، نشرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل تقريرا ينشر شهادات لمراهقين يهود بمدارس وجامعات أمريكا بعد الحرب، وكان منها، ناثان آرست، 17 عامًا، يهودية أمريكية من مدرسة باركواي المركزية الثانوية، سانت لويس، وقالت: "كوني مراهقة يهودية أمريكية، إذا كان هناك شيء واحد أتمنى أن يعرفه الكبار عنا هو أنه في بعض الأحيان قد يكون الأمر صعبًا للغاية، فبالنسبة لي، أنا محظوظ لأنني محاط بمجتمع يهودي قوي في مدرستي وفي معبدي، لذا فإن مجتمعي داعم حقًا، ولكن بعض أصدقائي يذهبون إلى المدارس ذات التجمعات اليهودية الصغيرة ويشعرون بالعزلة الشديدة، ويجب على الناس أن يضعوا ذلك في الاعتبار، فالجميع تخلى عن أشكال التعريف مثل قلادة أو قلنسوة، فلا يمكنك رؤية ذلك دائمًا".
فيما قال آفي أسكينازي، 14 عامًا، بأكاديمية دنفر للتوراة، دنفر: "أسمع من البالغين أن إسرائيل تحاول القيام بأشياء جيدة لمساعدة مواطنيها وتدمير حماس، ولكن المراهقين لا يأخذون الأمر على محمل الجد مثل البالغين، ويعتقدون أن الأمر مجرد مزحة أكثر من مدى جديته حقًا، فبعض النكات تقول إن حماس لا تقتل الأبرياء لأنه لا يوجد إسرائيلي بريء، وهي من النكات المنتشرة بقوة، ويحزنني أن الطلاب يطلقون النكات حول شيء خطير ومحزن للغاية".
الوحدة تحاصرنا والخوف يملأنا من الداخل
وهنا تتحدث أليسا بارنهولتز، 17 عامًا، من مدرسة باركواي المركزية الثانوية، سانت لويس، وتقول: "من الصعب فهم مدى تعقيد الوضع على وسائل التواصل الاجتماعي. إن القول بأنه انتقام، وهو المنتشر بقوة، هو بمثابة تبرير لحماس، ولا يصدق المراهقون بأمريكا أن حماس معادية للسامية هدفهم هو قتل الناس واليهود، لذلك فقد حذفت Instagram لأنه كان هناك الكثير لرؤيته لمثل هذا الحديث".
فيما تقول إلسي كوهين، 17 عامًا، مدرسة شيكاغو اللاتينية، شيكاغو: "معظم الناس من حولي لا يناقشون الحرب، الأمر الذي يجعلني أشعر بالوحدة حقًا، أدرك أن الحديث عن هذا الموضوع صعب، ولكن لا بد من مناقشته، وتجاهل مناقشته معنا لأننا يهود وهم غاضبون منا يجعلني وزملائي اليهود نشعر بالوحدة، ولم أشعر أبدًا بالسوء تجاه كوني يهوديًا ظاهريًا في الماضي، خاصة وأنني التحقت بمدرسة يهودية حتى المدرسة الثانوية، ولكن في الأسابيع الأخيرة، شعرت بعدم الارتياح في إظهار هويتي، وعدم الراحة في التحدث عن الوضع مع أولئك الذين يعارضون ديني وشعبي علنًا، وأشعر بالخوف من التجول وأنا أرتدي قلادة نجمة داود وأشعر بالحرج كوني واحدًا من اليهود القلائل في مدرستي الصغيرة".
يروننا مستعمرن ويهتفون فلسطين حرة
وهنا راشيل كاتزكي، 18 عامًا، مدرسة الماجستير، أردسلي، نيويورك، وتقول: "أنا أرفض أن أخجل من يهوديتي، فمرة أخرى، هذا الصراع معقد وصعب ومحبط للغاية، نعم، هناك بعض الأشياء التي لا أستطيع الدفاع عنها تمامًا، مثل مقاطع الفيديو لجنود جيش الدفاع الإسرائيلي وهم يضعون الأسمنت في أنابيب المياه في الضفة الغربية، ولكن هناك حالات أخرى لا يستطيع الناس فيها الدفاع عنها، أعرف السياق وأنني أستطيع الدفاع عنه".
وتابع: "أشعر على وسائل التواصل الاجتماعي أن كلمات "المستعمرين" و"السجون في الهواء الطلق" مجرد تحريض للناس، فعندما يكون هناك رسم بياني يوضح كيف أننا "مستعمرون"، فإن الجميع في التعليقات يقولون "فلسطين حرة"، فهذا يغذي المنظور القائل بأننا مستعمرون وأننا لم نعيش أبدًا في هذه الأرض".
وتقول آفا شيرمان، 17 عامًا، مدرسة ماركيت الثانوية، تشيسترفيلد، ميسوري: "المصدر الرئيسي للحديث هو ما يتم نشره من معلومات ودعاية كاذبة على شبكة الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، والتي يلجأ إليها المراهقون المتواجدون دائمًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وأفضل شيء يمكنك القيام به هو تثقيف الناس حول الحقائق الصحيحة، لذلك أطالب زملائي اليهود بأن يكونوا مستعدين لشخص ما ليطرح عليك سؤالاً أو يأتي إليك بوجهة نظر معارضة، وأفضل شيء يمكنك القيام به هو الدفاع عن نفسك مع الحفاظ على الحياد أيضًا، فلا توجد جوانب إنه هل تريد السلام أم أنك تدعم الإرهاب؟"
السعودية أكثر أمانًا لليهود الأمريكيين من الجامعات الأمريكية
ووصل الجدل داخل أمريكا ليصرح المستشار السابق لدونالد ترامب لشبكة فوكس نيوز، إن الاحتجاجات ضد إسرائيل في جميع أنحاء العالم في أعقاب الحرب في غزة جعلت الأجواء في الولايات المتحدة معادية لليهود، وشهد جاريد كوشنر، الصهر والمستشار السابق للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أمس (الأحد)، أن السعودية "أكثر أمانًا" ليهود الولايات المتحدة، من الجامعات الأمريكية، عقب التظاهرات ضد إسرائيل في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وقال كوشنر لشبكة فوكس نيوز: "من المثير للسخرية أنك كيهودي أمريكي تشعر بأمان أكبر في المملكة العربية السعودية الآن مقارنة بحرم جامعي مثل جامعة كولومبيا، لقد تحدثت في مؤتمر في المملكة العربية السعودية لقد سمحوا لي بالتحدث بحرية".
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
هل هناك تعاون عسكري بين مصر و إسرائيل؟
سرايا - أثار بيان “هيئة قناة السويس” في مصر في خصوص عبور سفينة حربية ترفع العلم الإسرائيلي في القناة جدلا داخل مصر وخارجها.
قالت الهيئة إن عبور السفن الحربية “يخضع لإجراءات خاصة” وأن مرور الفرقاطة جاء “تماشيا مع بنود اتفاقية القسطنطينية” التي تسمح بحرية الملاحة للسفن العابرة لقناة السويس، من دون تمييز على أساس جنسية السفينة.
جاءت الواقعة بعد أيام من جدل آخر أثارته الأنباء عن رسوّ سفينة ألمانية متوجهة نحو ميناء تل أبيب لتفريغ حمولة.
حققت حركة مقاطعة "إسرائيل" في نوع حمولة هذه السفينة وحركتها منذ انطلاقها قرابة 3 أشهر من ميناء فيتنامي فتبين أنها عبارة عن مواد متفجرة ومواد لتصنيع الأسلحة فأطلقت حملة لمنعها من الرسو في الموانئ العالمية ولإعاقة وصولها إلى وجهتها.
ساهمت عمليات “أنصار الله” (الحوثيون) في اليمن في تجنّب هذه السفينة للمرور من مضيق باب المندب فدارت حول القارة الأفريقية ومرّت بمضيق جبل طارق نحو البحر المتوسط، ونجحت حركة المقاطعة في كشف محاولتها التمويه برفع علم برتغالي فراسلت الدول المارّة بها، فاستجابت جنوب افريقيا وناميبيا والبرتغال وأنغولا والجبل الأسود ومالطا، فأصدرت الشركة المالكة بيانا تنفي توجهها نحو "إسرائيل" وأعادت رفع العلم الألماني بعد فشل التمويه.
إضافة إلى سماح السلطات المصرية برسوّ السفينة (المسمّاة إم في كاثرين) في ميناء الإسكندرية، فقد أظهرت بيانات الموقع الرسمي للميناء دخولها وإجراءها عمليات تفريغ حربي في 28 تشرين أول/أكتوبر، مع توقع مغادرتها اليوم الإثنين. خطة مالكي السفينة، حسب حركة المقاطعة، هو نقل الحمولة لسفن أصغر ومن ثم شحنها إلى ميناء حيفا، أو نقلها برا عبر شاحنات مصرية، وهو ما دفع الحركة لإصدار بيان تقول فيه إن المواثيق الدولية تلزم مصر تجنّب أي شراكة غير مباشرة في دعم جرائم الإبادة الإسرائيلية، بالتزامن مع رفع دعاوى قضائية في ألمانيا لمنع وصول هذه الشحنات، التي يبلغ وزنها أكثر من 150 طنا إلى "إسرائيل".
أنتجت هذه الأحداث تضاربا ملحوظا في تصريحات السلطات المصرية، فأطلق أحد المتحدثين باسم الجيش المصري بيانا نفى فيه “أي تعاون عسكري مصري إسرائيلي”، وهو تصريح مطّاط لا ينفي بشكل مباشر حادثة السفينة الآنفة، ثم تدخّلت وزارة النقل المصرية بدورها وأعلنت أن الشحنة موجهة لوزارة الإنتاج الحربي المصرية، ثم حذف موقع ميناء الإسكندرية سجلات دخول السفينة، وهو أمر يثير الشكوك في التصريحات السابقة بدل أن يدعمها.
ينسحب التناقض أيضا على فكرة الالتزام باتفاقية القسطنطينية وحدها وتجاهل المواثيق الدولية التي أشارت إليها حركة المقاطعة، وكذلك تجاهل معاهدة الدفاع العربي المشترك مع لبنان، التي ذكرها النشطاء، أو لاتفاقية السلام مع "إسرائيل" التي انتهكتها تل أبيب باحتلالها محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وعلى حد قول أحد هؤلاء النشطاء فكيف تستخدم السلطات المصرية اتفاقية احتلال لم تكن شريكة فيها في سياق تبرير سماح حكومتها “بعبور سفن العدو لحرب أهلنا”؟
القدس العربي