مهاجرُ سوري قاصر يتحدث عن زيّف وعود تجار البشر والحلم الأوروبي
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
أخبار ليبيا 24 – خـــاص
ربما لا تتجاوز فكرة الهجرة غير الشرعية كونها فكرةً واهية، زيّنها تُجار البشر في عيون من ضاقت بهم السبل وتقعطت بهم الدروب في ظل ظروفٍ معيشية قاسية، وحياة تفتقر لأبسط المقومات والحقوق.. وبالفعل، ومن خلال تسليطنا الضوء من خلال قصص ضحايا العنف – الهجرة في أخبار ليبيا 24 منذ أزود من عام، استطعنا إثبات وتوثيق جرائم تجارة البشر التي كان معظمها من الأطفال القصّر والعزل، ومن خلال لقاءاتنا معهم أوضحوا لنا دوافعهم، وأسبابهم، وكيف استطاع مهربو البشر من خداعهم وتزيين فكرة الهجرة ومخاطرها في عيون أولئك الصغار.
قصةٌ جديدة من قصص ضحايا العنف – الهجرة، يحكي تفاصيلها الطفل القاصر حمزة زكور سوري الجنسية عمره 17 عامًا فقط، يقص لنا تفاصيل انطلاقه من سوريا نحو ليبيا، ما هي الدوافع التي اجبرته على خوض غمار هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر، وما هي آلياتُ التنسيق، وكيف وصل به الأمر محتجزصا في مركز الأمن استعدادًا لترحيله طوعيًا إلى بلاده.
يبدأ المهاجر الصغير التعريف بنفسه قائلاً: أن حمزة زكور من سوريا عمري 17 عامًا تركت بلادي سوريا بسبب الحرب المستعرة التي امتدت لـ12 عامًا، تقعتْ بي السلب، حياة معيشية صعبة، علاء في الأسعار، انخفاض قيمة الليرة، انعدام مقومات الحياة.. وغياب الاستقرار، كلها مقومات دفعتني لترك بلادي والهجرة نحو ليبيا طمعًا بالوصول على أوروبا..
وأردف بالقول: توفي أبي منذ فترة، وأن المسؤول الأول عن عائلتي لأنني المعيل الوحيد لهم، فكرت لو أنني جئت إلى ليبيا ومن ثمذ هاجرة إلى أوروبا سأتمكن من العثور على عملٍ وتوفير المال اللازم لإعانتهم وبعد مدة سأتمكن من بناء مستقبلٍ لي ولعائلتي وأخواتي.
وعن تفاصيل الحرلة من سوريا إلى ليبيا يتحدث صديقنا حمزة زكور إلى وكالتنا بالقول: انطلقت رحلتي من سوريا إلى ليبيا عبر الخطوط السورية وصولاً إلى مطار بنينا الدولي بمدينة بنغازي، وهناك كان مندوب في إنتظارنا، أخذنا إلى منطقة بعيدة لا أعرف أين تقع، وقام بتخزيننا في إحدى المخازن لمدة ثلاث شهور.. وكل يومٍ يخبرنا إن الرحلة اقتربت.. ولكنها كانت مجرد وعودٍ واهية، فقد خدعنا وخزّننا في مخزنٍ مظلم ونائي وفي ظل ظروفٍ إنسانية صعبة، تقاسمنا الأكل الشحيح والمياه الملوثة، والمعاناة.. إلى أن انتهى بنا المطاف في قبضت الأجهزة الأمنية في مدينة طبرق.
ويتحدث صديقنا المهاجر لوكالتنا عن التكلفة المادية لهذه الرحلة الخطرة.. من سوريا على ليبيا حوالي 1500 دولار كتكاليف الموافقة الأمنية وتذكرة الطيران، أما عن الرحلة على أوروبا بطريقةٍ غير شرعية فقد كلفتني ثلاثة آلاف ونصف دولار.. وعائلتي قامت باستدانة المبلغ أملاً في أن أهاجر وأتمكن من سداد هذا المبلغ الضخم.
وفي الختام.. عبّر صديقنا المهاجر القاصر عن خيبة الأمل التي يشعر بها بعد كل هذه الطروف والمحن التي مرّ بها بدءً من المعاناة المريرة في سوريا ورحلته إلى ليبيا وصولاً إلى تخزينه في مخزنٍ لمدة 3 أشهر متواصلة وسط ظروفٍ مؤلمة قاس فيها معنى الحرية بعيدًا عن أوهام تجار البشر
المصدر: أخبار ليبيا 24
إقرأ أيضاً:
سوريا.. ضبابية المشهد طاغية ومخيم الهول أحد الأسباب الـ 7 التي تستدعي القلق - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
أكد القيادي في الإطار التنسيقي عصام الكريطي، اليوم الاربعاء (25 كانون الأول 2024)، أن المشهد السوري لا يمكن تقييمه خلال أيام، فيما بيّن أن هناك سبعة أسباب تستدعي القلق، أبرزها، مخيم الهول وتأثيره على أمن العراق.
وقال الكريطي لـ"بغداد اليوم"، إن "الواقع السوري الحقيقي في متغيراته لا ينقل بدقة وهناك اشبه بالفيتو الذي يحاول تغطية حقائق مؤلمة تجري، خاصة للاقليات، من قتل ونهب للممتلكات ونسمع صرخات استغاثة تطلق من منطقة إلى أخرى".
وأضاف، أنه "لا يمكن تقييم المشهد السوري خلال ايام ونعتقد أن الاشهر المقبلة ستكون صعبة ونأمل ان يقرر الشعب ما يريده دون أي ضغوط وأن تراعى حقوق كل المكونات لكن في الوقت الراهن هناك 7 أسباب تدفعنا للقلق وهو مصير مخيم الهول الذي يشكل قنبلة بشرية خطيرة على أمن العراق ودول الجوار وإبعاد الصراعات القائمة في دمشق في ظل اقطاب متنافسة امريكية – تركية وحتى خليجية وكيف سيكون شكل التعامل مع الاقليات ومقدساتهم".
وأشار الى أن "أمن سوريا يهمنا اذا ما عرف بأن هناك أكثر من 600 كم من الحدود معها ناهيك عن الروابط الاخرى"، لافتا الى أن "سوريا أمام تحديات كبيرة، ولكن نأمل أن تحقن الدماء وأن تأخذ النخب السورية الوطنية مسارها في رسم مستقبل هذه البلاد دون الخضوع لأي إرادة خارجية".
مع استمرار الأزمة السياسية والعسكرية في سوريا، وبعد أكثر من عقد من الحرب والدمار في البلاد، تبرز دعوات الى الشعب السوري بضرورة أن يستفيد من دروس الثورات التي اجتاحت المنطقة، مثل تونس التي تمكنت من الانتقال إلى الديمقراطية بشكل سلس، لكن ليبيا انفجرت فيها الأوضاع الأمنية وتفككت الدولة، الامر الذي يوجب التفكير في المستقبل السياسي والاجتماعي لسوريا بعد حكم الأسد.