كيف تهدد حرب غزة الاقتصادات الهشة في مصر ولبنان والأردن؟
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
نشرت صحيفة "ذا نيوز أند أدفانس" تقريرًا، سلّطت من خلاله الضوء على "التداعيات الاقتصادية والسياسية للصراع بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحماس على الدول المجاورة".
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأزمات الاقتصادية في الدول المجاورة، وهي مصر والأردن ولبنان، تتفاقم، ممّا يزيد احتمال تدهور الوضع المالي والاستقرار السياسي فيها.
وأوضح التقرير أن "هذا التحذير جاء قبل وقت قليل من إطلاق المقاومة الفلسطينية لعملية "طوفان الأقصى" في تاريخ 7 تشرِين الأول/ أكتوبر الجاري، الذي أدى إلى اندلاع حرب يمكن أن تسبّب فوضى اقتصادية، من المرجح أن يحتاج الرئيس جو بايدن والاتحاد الأوروبي إلى حلّها"، مردفا أن "القادة العالميون والمحللون السياسيون الآن يدركون الأضرار المحتملة لهذا الصراع".
وتابع التقرير نفسه، أن إدارة بايدن، تلتزم بوقف توسيع نطاق الحرب بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحماس، قبل التسبب في تضخيم التوترات الاقتصادية، وربما التسبب في انهيار الحكومات.
وفي هذا السياق، قال المحامي الدولي والمسؤول السابق في وزارة الخزانة الأمريكية، كريستوفر سويفت: "كلما كانت الأمور غير مستقرّة اقتصاديًا كان من الأسهل للجهات المؤذية في المنطقة تأجيج الوضع. وتعتبر فكرة فصل السياسة عن الاقتصاد فكرة قصيرة النظر وسطحية نظرا لأنها جميعها مرتبطة ببعضها. وفي مؤتمر عُقد في المملكة العربية السعودية، هذا الأسبوع، حذّر رئيس البنك الدولي أجاي بانجا من أن الحرب تضع التنمية الاقتصادية في منعطف خطير.
وأردف المصدر نفسه، أن "الوضع المالي خطير لدرجة أن شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، عقد اجتماعا مع مسؤولي صندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي، وأبلغهم بأنهم بحاجة إلى فعل المزيد لدعم حكومة مصر، التي تواجه ضغوطًا بسبب احتمال وصول المهاجرين من غزة التي تسيطر عليها حماس، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يفرّون من الحرب الأهلية في السودان.
وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، الخميس الماضي، إنهم "يراقبون العواقب الاقتصادية بعناية فيما يتعلق بتأثير حرب الاحتلال الإسرائيلي ضد حماس". ومن جهته، رفض رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، استقبال اللاجئين الفلسطينيين خوفًا من سعي دولة الاحتلال الإسرائيلي لفرض تهجير دائم للفلسطينيين، وإلغاء المطالب الفلسطينية بإقامة دولة. مضيفا أن" الهجرة الجماعية قد تشكل خطرًا بجلب المتطرفين إلى شبه جزيرة سيناء".
وأكد المقال أنه "بالفعل، تم تشريد أكثر من مليون شخص داخل غزة، وتظل تهديدات تصاعد الحرب قائمة مع الاشتباكات على الحدود بين لبنان ودولة الاحتلال الإسرائيلي وتحديدا بين قوات جيش الاحتلال وحزب الله". مشيرا إلى أنه "أي ضربة مفاجئة لنظام السيسي من الخارج، سواء كانت ضربة اقتصادية أو هجرة مفاجئة لعدد كبير من الأشخاص من غزة إلى سيناء، قد يكون لها آثار مزعزعة للاستقرار".
وتابع: "حسب سويفت فإن نظام السيسي يعتمد بشكل كبير على المساعدة الاقتصادية والعسكرية الأمريكية، لكن الرأي الشعبي داخل مصر هو الذي يحدد أفعاله وهو درس تعلمه من احتجاجات الربيع العربي التي أسقطت نظام مبارك سنة 2011"؛ مذكرا أنه في في نيسان/ أبريل الماضي، خلص صندوق النقد الدولي إلى أن "احتياجات مصر التمويلية لهذا العام تعادل 35% من إجمالي الناتج المحلي لها. وفي 5 تشرِين الأول/ أكتوبر، خفضت وكالة موديز تصنيف الدين المصري الذي كان بالفعل في وضع غير مستقر".
وأكد أنه "جاء هذا التخفيض في ظل فشل الجهود السابقة في دعم الاقتصاد المصري، الذي كان مثقلًا بديون بلغت حوالي 160 مليار دولار بحلول نهاية العام الماضي". متابعا أنه "وفقا لميريت ف. مبروك، مديرة برنامج دراسات مصر في المعهد الشرق أوسطي، فإن مصر تمر بأسوأ أزمة اقتصادية في خمسة عقود على الأقل، وهذا يعقد فقط الوضع الحالي نتيجة الحرب". وأضافت أنه "إذا كان هناك هذا التصعيد في غزة، فأنت بحاجة إلى أن تكون باقي المنطقة مستقرة حتى يتخذ جميع الإجراءات المناسبة والصحيحة''.
وذكّر المقال أن "أحد أبرز العلامات المبكرة للضغط المتزايد هو أن البنك المركزي المصري فرض في الأسبوع الماضي، قيودًا على العملات الأجنبية للبطاقات المرتبطة بحسابات بنكية محلية". مبرزا أن هذا "نتيجة الحرب الأخيرة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحماس، قد يكون أكبر التداعيات المحتملة على مصر، هو فقدان السياح الراغبين في اكتشاف الأهرامات وتاريخ البلاد القديم، علمًا بأن السياحة تعد من أبرز القطاعات الاقتصادية في مصر. وعلى نحو مماثل، تواجه الأردن صعوبات بسبب النمو الاقتصادي البطيء وقلة الاستثمار الأجنبي، وذلك وفقاً لصندوق النقد الدولي. مع ذلك تظل مؤشّرات ديونها أفضل من مصر، بينما يظل معدل البطالة بنسبة من رقمين وذلك وفقًا "'فاكتسايت".
حسب رئيس المعهد الشرق أوسطي في واشنطن، بول سالم، فإنه "إذا امتدت هذه التوترات إلى الخليج ستكتسب هذه الصراعات القدرة على التأثير بشكل كبير في الأسواق الدولية والاقتصاديات المتعثرة والسكان حول العالم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة مصر غزة لبنان مصر الاردن لبنان غزة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال الإسرائیلی النقد الدولی اقتصادیة فی
إقرأ أيضاً:
غزة تنتصر
فايزة سويلم الكلبانية
faizaalkalbani1@gmail.com
"إنه لجهاد.. نصرٌ أو استشهاد".. بهذه الكلمات الخالدة، يخط الشعب الفلسطيني أروع صفحات التضحية والصمود، متحديًا أعتى آلات الحرب الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر 2023، اليوم الذي شهد انطلاق شرارة الحرب الأشرس في تاريخ القضية الفلسطينية. على مدار أكثر من 100 يوم من العدوان الغاشم، تحملت غزة أقسى أنواع القصف والدمار، ولكنها بقيت شامخة، تُعانق أمل النصر الذي وعدت به المقاومة شعبها.
منذ اليوم الأول لهذه الحرب، أعلن الاحتلال حربًا شاملة على القطاع، مستهدفًا البشر والحجر، وكل مقومات الحياة، ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتفعت حصيلة الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 46,707 شهيداً، بالإضافة إلى 110,265 جريحًا حتى 15 يناير 2025. من بين هؤلاء الشهداء، هناك 17,841 طفلًا و12,298 امرأة، مما يبرز التأثير الكارثي على المدنيين الأبرياء، ومعظمهم من النساء والأطفال.
مشاهد الدمار كانت مروعة؛ أحياء بأكملها محيت من الخريطة، ومستشفيات ومدارس تحولت إلى أنقاض. ومع ذلك، صمد أهل غزة، مؤمنين بوعد الله ووعد المقاومة: "لن تُكسر إرادتنا، ولن نستسلم مهما كان الثمن".
"أبو عبيدة"، الناطق باسم كتائب القسام، أعلن منذ اللحظة الأولى أن هذه المعركة هي معركة التحرير الكبرى، مؤكدًا أن "الاحتلال سيتحمل وزر جرائمه، وأن المقاومة لن تتراجع حتى تحقق أهدافها".
كانت كلمات المقاومة واضحة وصارمة: “إنه لجهاد.. نصرٌ أو استشهاد”، وهو الشعار الذي حمله كل فلسطيني في هذه الحرب، معاهدًا الله والوطن على الصمود حتى النهاية.
وفي تطور محوري، أعطت حركة حماس الضوء الأخضر لتعلن اتفاق وقف إطلاق النَّار بعد فترة طويلة من العدوان، والذي سيتم في القاهرة وتضمن الاتفاق الإفراج عن 1000 أسير فلسطيني في المرحلة الأولى، وهو ما اعتبرته المقاومة إنجازًا كبيرًا وخطوة نحو تحرير كل الأسرى. وكما قال أبو عبيدة: "أسرانا أمانة في أعناقنا، ولن نهنأ حتى ينالوا حريتهم كاملة. هذا النصر هو ثمرة صمود شعبنا وتضحياته".
إن غزة، التي عاشت هذه الأيام العصيبة، قدمت للعالم درسًا جديدًا في معاني الصمود والتضحية. هذه المدينة التي تحولت إلى رمز عالمي للحرية، ترفض أن تستسلم أو تنحني، رغم كل محاولات الاحتلال لكسر إرادتها، الأمهات اللواتي ودعن أبناءهن، والأطفال الذين حُرموا طفولتهم، والشباب الذين عانقوا الشهادة، كلهم يؤمنون بأن الحرية قادمة، وأن هذه الدماء لن تذهب هدرًا.
"دماؤنا هي وقود النصر، وشهداؤنا هم منارات الحرية"، بهذه الكلمات رسم أبو عبيدة ملامح مستقبل قريب يتخلص فيه الفلسطينيون من الاحتلال، ويستعيدون وطنهم المسلوب، وعد المقاومة بالنصر ليس شعارًا أجوف، بل حقيقة تتجسد يومًا بعد يوم في صمود غزة وشعبها.
"نقول لشعبنا إن النصر أقرب مما تظنون، وإن الاحتلال إلى زوال"، بهذه الكلمات ختم أبو عبيدة رسالته، لتبقى غزة بأسرها تردد: "إنه لجهاد.. نصرٌ أو استشهاد".
رابط مختصر