ناشرون: الشارقة وفرت لنا منصّة فريدة لصناعة الكتاب
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
الشارقة (الاتحاد)
أكد عدد من الناشرين المشاركين في فعاليات الدورة 13 من «مؤتمر الناشرين»، أن المؤتمر يشكل حدثاً مركزياً لقطاع صناعة الكتاب في العالم، مشيرين إلى حجم الفرص التي يتيحها في تجاوز تحديات الطباعة والترجمة وعقود بيع وشراء الحقوق.
واعتبر الناشرون المشاركون للمرة الأولى في المؤتمر أن حضورهم في الشارقة اختصر عليهم سلسلة جهود كبيرة في التواصل مع ناشرين وكتاب ومبدعين من مختلف أنحاء العالم، موضحين أن الشارقة باتت تشكل مركز صناعة الكتاب عالمياً، وجسراً يربط أسواق النشر من الشرق إلى الغرب.
محطّة استراتيجيّة
وقال الدكتور خالد البيلبيسي، مدير عام دار المنهل ناشرون من الأردن: «يعدّ مؤتمر الناشرين بمثابة محطة استراتيجية تُسهم في تطور وتطوير صناعة النشر وتحفيز الناشر العربي في الارتقاء بصناعة الكتاب، إلى جانب كونها فرصة ذهبية للتواصل والاحتكاك مع عدد كبير من كبار ناشري ومنتجي الكتب عربياً وعالمياً. إنّ التنوع الكبير في الحضور يختصر الكثير من المسافات ويقرب الناشر من التعرف بشكل أكبر على منظومة النشر العالمية، وهي خطوة في غاية الأهميّة ونأمل من الجميع استثمار هذه الفرصة».
وأضاف: «من الواضح أن العناوين والمواضيع التي يتم طرحها في هذا المؤتمر مختارة بعناية وتناقش أهمّ القضايا التي تواجه صناعة النشر عالمياً أو عربياً، ويحتاجها كلّ ناشر في مسيرته. وإذا ما نظرنا إلى صناعة النشر بشكل عام فهي تواجه بعض الصعوبات والتحديات التي لا يجب أن تشكّل حجر عثرة في طريقها، بل لابدّ من مُواكبة التطوّر المستمر ونشهد فعلاً المزيد من الإصدارات الجديدة والشاملة، وتنامٍ في الاحتكاك العالمي بين المهتمين، وطرح الجوائز العربيّة والعالميّة، وكلّ هذه العوامل تُعزّز من استدامة تطوير الصناعة. وكدار نشر أرى بالفعل أن حضورنا اليوم لهذا المؤتمر يتيح لنا التفاعل وتبادل الخبرات والتجارب وعقد اتفاقيات وعلاقات جديدة مع أصحاب الشأن، فهذا النوع من اللقاءات يساهم في بلورة ورؤية كل ناشر وينعكس على توجهاته المستقبليّة».
فرصة مثالية لأفريقيا
ومن جهتها، عبّرت جورتي كايميندو من أوغندا عن سعادتها للمشاركة والحضور للمرة الأولى لمؤتمر الناشرين في إمارة الشارقة، مشيرة إلى أنّها ترى حجم الفرص التي يوفّرها المؤتمر على صعيد التواصل والتفاعل مع دور النشر ومحبي صناعة الكتاب من مختلف أنحاء العالم.
وأشارت كايميندو إلى أن صناعة النشر في أفريقيا تواجه تحديات كبيرة على صعيد التواصل بين دور النشر بسبب عوامل عديدة، ومن خلال هذا المؤتمر استطاعت الشارقة أن تجمعهم تحت سقف واحد لمشاركة تطلعاتهم وتبادل فرص حقوق البيع والشراء والملكية الفكرية والترجمة وغير ذلك الكثير، وأكّدت أن الحضور اليوم ما هو إلا البداية لمشاركة مستدامة في المستقبل.
وبدورها، أكّدت هالة عمر، رئيس مجلس إدارة دار هلا للنشر والتوزيع من مصر، أنّ التطوّر الذي يشهده قطاع النشر في المنطقة على مدار السنوات الماضيّة يأتي بفعل هذه الجهود الكبيرة التي تقودها إمارة الشارقة، مشيرة إلى أنّها تشارك في هذا المؤتمر ومعرض الشارقة الدولي للكتاب عموماً منذ عام 1992.
وقالت: «نحن أمام مورد هائل من البرامج واللقاءات التي تشكّل إضافة نوعيّة لنا كناشرين من خلال التفاعل مع دور نشر من كافة أنحاء العالم، وبالتالي دعم جهود تحول نهجنا من الأساليب التقليدية إلى أساليب حديثة ومتطورة».
وأضافت: «لم يسبق لي أن أحظى بالمشاركة في جلسة نقاشية واحدة تجمع ناشرين من قارات العالم المختلفة، وهو ما وجدته هنا بالفعل، لنطرح التحديات ونتبادل الحلول المختلفة ونكتسب الخبرات العديدة التي تفسح لنا المجال لتطوير صناعتنا وأدائنا. لا شك أن هذه التجربة ثرية بالفرص العملية والتعليمية كذلك، وأتطلع لاستثمارها».
موضوعات شاملة
وقالت بروكي أودونيل، نائب رئيس مجموعة «إندبندنت ببلشر جورب»: «إن مؤتمر الناشرين أحد المؤتمرات المفضّلة لديّ كمتخصّصة في مجال النشر، وقد حظيت بفرصة المشاركة فيه مرتين، ولمست حجم الفائدة الكبيرة التي يقدّمها، فهو يتيح فرصاً هائلة للتواصل ولقاء أشخاص لديهم ذات الاهتمامات».
وأكدت «أرى في الشارقة مركزاً ديناميكياً جديداً أجد فيه الكثير من الفرص كالتفاعل مع ثقافات أخرى والتعلّم من تجارب جديدة. لقد طرح المؤتمر موضوعات متنوّعة وشاملة وذات أهميّة كبيرة، سواء في الجلسات الرئيسيّة أو على صعيد النقاشات الفردية والجماعيّة مع مختلف دور النشر المشاركة».
وقال جونغ هوا بارك من كوريا: «هذه المرة الأولى لي هنا في الشارقة، وأنا سعيد بهذه الفرصة المهمة بالنسبة لي، والتي تتيح التواصل مع المهتمين بصناعة الكتاب والناشرين، والتركيز على الجوانب المختلفة في هذه الصناعة، وبالتالي فنحن أمام إمكانيات كبيرة لعقد الاتفاقيات والشراكات مع الناشرين والمترجمين من كلّ مكان».
وأضاف: «أدعو كل من لديه الفرصة للمشاركة في قادم الدورات من هذا المؤتمر للتعرف على أحدث اتجاهات النشر وتبادل الخبرات والتجارب»، مشيراً إلى أنّ هذه المشاركة له التي جاءت بالتزامن مع اختيار كوريا ضيف شرف معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023، ستكون مقدّمة لخطوات قادمة في هذا الإطار، متطلّعاً لتحقيق الاستفادة القصوى طيلة أيام المشاركة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: النشر مؤتمر الناشرين الشارقة معرض الشارقة الدولي للكتاب مؤتمر الناشرین صناعة الکتاب هذا المؤتمر صناعة النشر إلى أن
إقرأ أيضاً:
معرض الكتاب يستقبل 2 مليون زائر خلال 5 أيام.. أنشطة للتثقيف والتوعية والترفيه
استمر معرض القاهرة الدولى للكتاب فى استقبال الجمهور لليوم السادس أمس، وسط إقبال جماهيرى كبير على فعاليات المعرض فى دورته الـ56، حيث بلغ عدد الزوار على مدار 5 أيام، منذ افتتاح المعرض للجمهور، نحو 2 مليون زائر، من بينهم 356 ألفاً و144 زائراً فى اليوم الخامس (الثلاثاء).
وقال الدكتور أحمد بهى الدين، رئيس الهيئة العامة للكتاب، إن هذا الإقبال الكبير، الذى يشهده معرض الكتاب، يأتى تتويجاً لتضافر جهود مؤسسات وزارة الثقافة فى إرساء دعائم الفكر والثقافة، كما يُمثل هذا الإقبال علامة مبشّرة بأن هذه الدورة «استثنائية» فى تاريخ المعرض، على صعيد الأهمية والمردود والمحتوى الثقافى والفنى الذى يقدّمه المعرض للجمهور. وأشاد باهتمام الكثير من الأسر المصرية وحرصها على زيارة المعرض، إدراكاً منها لقيمة المعرفة فى بناء المجتمعات.
ويسعى المعرض من خلال الأنشطة الفكرية والفنية إلى تقديم باقة متنوعة من التثقيف والتوعية والترفيه لرواده، كما يسعى للارتقاء بصناعة النشر، على المستوى المحلى والإقليمى.
وعقد المعرض عدداً من الفعاليات لتحقيق هذا الهدف، حيث تشهد الصالة رقم 5 إقبالاً كبيراً على الأنشطة والفعاليات التى يقدّمها المركز، وأعرب الباحث أحمد عبدالعليم، رئيس المركز القومى للطفل، لـ«الوطن»، عن سعادته بإقبال الأسر والأطفال على المعرض فى العموم، ومعرض الأطفال بصفة خاصة، وقال إن «المعرض يُمثل لنا دائماً تظاهرة نعرض فيها أنشطتنا، وإصداراتنا على مدار العام، ولدينا فى هذه الدورة مجموعة متنوعة من الأنشطة المهمة والمتنوعة، التى يُقبل عليها الأطفال». وأضاف أن المركز القومى للطفل أصدر هذا العام مجموعة متنوعة من الروايات، مُعرباً عن تفاؤله بمستوى الحضور والإقبال الكبير على المعرض. وتابع: «كل عام نُجرى استطلاع رأى للأطفال، لأن الاستماع للأطفال مهم جداً، ونحاول تلبية رغباتهم عند تنفيذ أى نشاط، وبالتالى كل نشاط يخص الأطفال نجد له مردوداً إيجابياً من الأطفال». ولفت إلى أن التنظيم الجيد للمعرض يحقّق سهولة فى تنفيذ هذه الأنشطة، سواء كانت ندوات أو حفلات توقيع أو فنون تشكيلية أو ورشاً.
ودعا «عبدالعليم» أطفال مصر إلى زيارة المعرض للتعرّف والاستفادة بما يقدّمه جناح الطفل هذا العام، وليحصلوا على الهدايا التى يقدّمها المركز القومى لثقافة الطفل لزواره، وهيئة الكتاب وهيئة قصور الثقافة وغيرها من الهيئات المشاركة هذا العام فى المعرض، مشيراً إلى أن القطاعات ودور النشر المشاركة فى معرض كتاب الطفل تتزايد عاماً بعد آخر، وتقدم أسعاراً فى متناول الجميع، وتشجّع على تنمية الخيال.
وأضاف أنه يجرى حالياً استطلاع رأى على تطبيق «تحوت» للذكاء الاصطناعى، خلال تجريبه فى هذه الفترة، على أن تطلقه بشكل كامل بعد أخذ ملاحظات الأطفال فى الاعتبار، كما أطلقنا مسابقة «قارئ الشهر» للأطفال، وسوف تستمر بعد المعرض، بهدف التشجيع على القراءة، وتتضمّن تقديم جوائز مالية وعينية، ومن ضمن الفعاليات أيضاً فى جناح الطفل، حفلات توقيع الكتب الفائزة بجائزة المبدع الصغير، المقدّمة من وزارة الثقافة، وهى من الفعاليات التى تشجّع الأطفال على إبداء الرأى، وتشجيع باقى الأطفال على المشاركة فى الجائزة المهمة التى أطلقت تحت رعاية قرينة الرئيس عبدالفتاح السيسى.
ويسعى المعرض لدعم صناعة النشر، حيث اختتم أمس، فعاليات البرنامج المهنى «برديات 4: القاهرة تنادى»، التى تُعقد للعام الثامن على التوالى، بالتعاون مع الهيئة العامة المصرية للكتاب. وقال الناشر شريف بكر، منسق الفعالية، إن البرنامج يمثل فرصة للناشرين المصريين والعرب للتواصل والتفاعل مع الناشرين الأجانب، موضحاً أن البرنامج هذا العام يضم نحو 34 ناشراً أجنبياً من مختلف أنحاء العالم.
وأضاف فى تصريحات لـ«الوطن» أن الضيوف الأجانب كانوا سعداء بالمشاركة، خاصة أن معظمهم يزور مصر للمرة الأولى، لافتاً إلى أنهم انبهروا بالمعرض، وحجم الإقبال الجماهيرى عليه، وعدد الكتب والعارضين، وكانت أمامنا تحديات بسبب اللغة والتفاهم، إلا أن الشباب المتطوعين تمكنوا من حل هذه الإشكالية من خلال الترجمة، كما قدّم المتطوعون من طلاب الجامعات نموذجاً متميزاً فى الترجمة والتواصل وحُسن التعامل وتعريف الضيوف بملامح وثقافة هذا البلد، مشيراً إلى أن هذا الاستقبال الطيب نقل إليهم صورة جميلة عن الروح المصرية التى تتميز بالدفء والكرم.
وقال «بكر» إن البرنامج تضمّن الكثير من اللقاءات مع الناشرين، بأنشطتهم المختلفة، سواء متخصصين فى كتب الأطفال، أو الروايات وغيرها، كما أبدى الضيوف الأجانب اهتمامهم بالترجمة عن اللغة العربية خصوصاً، وبالأصوات النسائية العربية المتميزة، ليتم ترجمتها إلى الهولندية والإيطالية والأذربيجانية، والإنجليزية، كما أتيح للناشرين الضيوف الخروج خارج المعرض ليتعرّفوا على المكتبات، والشوارع ليتعرّفوا على روح المدينة بأنفسهم، وآخر يوم تضمن البرنامج زيارات ترفيهية للناشرين الأجانب، بالتعاون مع وزارة الثقافة إلى المعالم السياحية مثل منطقة الحسين وشارع المعز والقاهرة القديمة، وكذلك أهرامات الجيزة والمتحف المصرى. وأضاف أن هذه الزيارات تُمثل بدايات تعارف واحتكاك وعلاقات بين الناشرين من دول وثقافات مختلفة، تمهيداً لتبادل حقوق الترجمة والنشر فى أطراف مختلفة، فهى تعتبر بدايات مشروع ستؤتى ثمارها مع الوقت، وهو هدف البرنامج الأساسى، وسيكون من نتاج هذه الفعاليات تعاقدات على الترجمة من العربية والعكس، وهو ما يمثل إضافة وتطويراً لصناعة النشر والثقافة فى العموم.
وفى سياق الاهتمام بإصدارات الأطفال، نظم الملتقى العربى لناشرى كتب الأطفال دورة تدريبية متقدّمة للناشرين، وذلك ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب 2025، وذلك على مدار يومين، حيث تم طرح الكثير من المحاور المتصلة بتعزيز المهارات ومواكبة التطورات ومواجهة تحديات قطاع النشر الذى يُعتبر ضمن أكثر القطاعات الحيوية فى إطار الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، وشهدت الندوة مشاركة واسعة من ناشرين مؤثرين من عدد من الدول العربية، أشادوا فيها بالدورة وبطرحها الكثير من القضايا الحيوية والواقعية التى لامست اهتمامات ناشرى كتب الأطفال، مثل استراتيجيات التسويق والتوزيع والابتكار فى تصميم المحتوى، بجانب أهمية التكنولوجيا الرقمية فى صناعة النشر وتحديات حماية حقوق الملكية الفكرية.
وقد ناقش برنامج اليوم الأول علاقات المؤلف وسيناريوهات لعب الأدوار، لممارسة إدارة علاقات المؤلف، تحدث فيه وتناوله بالشرح والتفصيل الدكتور محمد فتحى، كما تناول الدكتور حسام لطفى الجانب القانونى المتمثل فى إدارة عقود النشر والحقوق.
أما فى ما يتعلق بمحور الكتب الصوتية، فقد تحدّث المهندس على عبدالمنعم عن كيفية بناء البيانات الوصفية للكتب الصوتية واستخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعى فى التوزيع الرقمى، كما قدّم خالد البلبيسى استعراضاً لكيفية تصميم الكتاب وسير عملية الإنتاج، أما برنامج اليوم الثانى فقد خصّص لتناول أحد أهم الجوانب الحيوية فى مجال النشر، وهو التسويق والتوزيع، حيث قدّمت داليا إبراهيم نظرة عامة على صناعة النشر والاتجاهات المستقبلية. كما استعرض بشار شبارو الاستراتيجيات الخاصة بالتسويق والتوزيع، كما طرح جمال حافظ الكثير من الأفكار التطويرية عن النشر الرقمى والذكاء الاصطناعى واستخداماته فى كتب الأطفال. هذا بجانب الخطة التسويقية المتكاملة للمشاركة فى معرض بولونيا الدولى لكتب الأطفال، التى طرحت للمناقشة من قِبل خالد البلبيسى.
وقال محمد شعبان، عضو مجلس إدارة الملتقى ورئيس لجنة المعارض، إن هذه الدورة التدريبية تأتى ضمن حزمة من الفعاليات والأطر التطويرية التى ينظمها الملتقى، بهدف دعم الأعضاء ورفدهم بالخبرات اللازمة. كما أشار «شعبان» الذى قام بالتنسيق والإشراف على مشاركة الملتقى فى معرض القاهرة للكتاب، إلى أن هذه الدورة تُعتبر استثنائية، وهى تأتى فى إطار المساهمة فى تحقيق أهداف الملتقى العربى لناشرى كتب الأطفال والمتمثلة فى دعم الناشرين ومساعدتهم على مواكبة المستجدات والتطورات المتسارعة من خلال آلية وأساليب التدريب الذكى الذى يُعتبر الطريق الأمثل لتحقيق القفزات النوعية فى صناعة الكتاب.