حرب غزة في يومها الـ24.. استمرار التصعيد واتساع رُقعة الغارات الإسرائيلية
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
يُواصل "جيش الاحتلال الإسرائيلي"، لليوم الـ 24 على التوالي قصفه المُكثف والعنيف على "قطاع غزة"، من الجو والبر والبحر، مُستهدفًا عددًا كبيرًا من منازل المواطنين، كما ركز الجيش قصفه على مُحيط مستشفى القدس الذي هدد بقصفه مُجددًا، وتُصيب حالة من الهلع والفزع مرضى السرطان والطواقم الطبية جراء تحطيم مستشفى الصداقة التركي لمرضى السرطان في القطاع.
وأعلنت مصادر فلسطينية، فجر الإثنين، انقطاع شبكة الاتصالات والإنترنت مُجددًا في مناطق من شمال قطاع غزة.
وتُمارس "الولايات المتحدة"، ضغوطًا على الاحتلال الإسرائيلي لإعادة الاتصال في "غزة" بعد قطع خدمة الهاتف والإنترنت أوآخر الأسبوع الماضي، حسبما أفاد لمسؤول أمريكي كبير، اليوم الإثنين.
وأضاف المسؤول: "لقد أوضحنا أنه يجب إعادة تشغيلها"، مُوضحًا أن الإسرائيليين لم يُقدموا سببًا لقطع شبكات الاتصالات في غزة.
وأدى انقطاع خدمات الهواتف والإنترنت إلى عزل سكان قطاع غزة عن العالم وعن بعضهم ببعض يوم السبت، وكاد الاتصال يكون مستحيلًا بذويهم أو بسيارات الإسعاف أو الزملاء في أماكن أخرى مع توسيع إسرائيل هجومها الجوي والبري.
وقالت منظمات الإغاثة الدولية إن الانقطاع الذي بدأ مساء الجمعة أدى إلى تفاقم الوضع المتدهور بالفعل من خلال إعاقة عمليات إنقاذ الأرواح ومنع المنظمات من الاتصال بموظفيها على الأرض.
مُظاهرات حاشدة على جسر بروكلين في "نيويورك" تضامنًا مع الفلسطينييناحتشدت أعداد ضخمة على جسر بروكلين في "نيويورك" الأمريكية؛ تضامنًا على الفلسطينيين، ولوحوا بالأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات مُنددة بالحرب على غزة، حسبما أفادت صُحف دولية، الأحد.
واضطرت الشرطة الأمريكية لإغلاق جميع الممرات على جسر بروكلين بشكل مؤقت بعد تزايد أعداد المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين بصورة ضخمة، حيث جرى إغلاق الجسر الذي يربط مانهاتن بالحي في كلا الاتجاهين، وفقًا لتحذير من السلطات المحلية.
وأوردت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية أن تجمعات المتظاهرين بدأت عند متحف بروكلين الساعة 3 مساءً (بالتوقيت الشرقي)، واستمرت أمام ساحة باركليز سنتر حتى الساعة 4 مساءً.
وذكرت إدارة شرطة مدينة نيويورك أن المظاهرة سلمية، ولم تشهد أي حوادث مع المتظاهرين.
اشتباكات عنيفة بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين في نابلسوقعت اشتباكات عنيفة بين"جيش الاحتلال الإسرائيلي"، ومُسلحين فلسطينيين وسط مخيم عسكر شرق مدينة نابلس بالضفة الغربية، حسبما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، في أنباء عاجلة، الأحد.
من ناحية أخرى، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، اعتقلت ثلاثة شبان من بلدة عورتا جنوب نابلس.
ونقلت إذاعة صوت فلسطين عن مصادر قولها إن جرافة عسكرية إسرائيلية جرفت شارع عسكر الرئيسي شرق مدينة نابلس.
الصليب الأحمر يُؤكد: "المستشفيات في غزة مُهددة بالانهيار"أكدت رئيسة الصليب الأحمر الدولي "ميريانا سبولياريتش"، أن المستشفيات التي لا تزال تعمل في قطاع غزة على وشك الانهيار بسبب نفاد الإمدادات الطبية، حسبما أفادت صُحف دولية، الأحد.
واعتبرت سبولياريتش أن العجز عن تقديم مساعدات إنسانية في غزة فشل كارثي.
الصليب الأحمر يُناشد العالم بعدم التسامح مع الوضع في غزةناشدت رئيسة اللّجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش، العالم بعدم التسامح مع الوضع "الكارثي" في غزة، حسبما أفادت صُحف دولية، الأحد.
وأكدت سبولياريتش أن العجز عن تقديم مساعدات إنسانية كافية في غزة يعد "فشل كارثي"، مُشيرة إلى أن المستشفيات التي لا تزال تعمل في القطاع على وشك الانهيار.
وطلبت الإمارات، أمس السبت، عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن في أقرب وقت ممكن، وذلك في ضوء إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن "توسيع عملياته البرية" في غزة.
وكانت الإمارات أدانت العمليات البرية التي يقوم بها الكيان الصهيوني في قطاع غزة، معربة عن قلقها البالغ جراء التصعيد العسكري الإسرائيلي وتفاقم الأزمة الإنسانية والتي تهدد بوقوع المزيد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين.
وشددت الخارجية الإماراتية على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع سفك الدماء، وعدم استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية، مؤكدة أهمية أن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي الإنساني، والمعاهدات الدولية التي تضمن حمايتهم وحقوق الإنسان وضرورة ألا يكونوا هدفاً للصراع.
وأكدت الوزارة أهمية قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة والذي يدعو إلى "هدنة إنسانية" ووقف الأعمال العدائية في غزة، باعتباره خطوة هامة لوقف التصعيد والتهدئة وحماية المدنيين والحفاظ على أرواحهم.
ولفتت الوزارة إلى أن الأولوية العاجلة هي إنهاء عمليات التصعيد العسكري وحماية المدنيين، وتأمين فتح ممرات إنسانية والسماح بإيصال المساعدات إلى قطاع غزة بشكلٍ آمن وعاجل ومستدام ودون عوائق.
فلسطين تُصدر بيانًا عاجلاً بشأن استهداف مستشفى الصداقة للسرطان بغزةذكرت "وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة"، أن هناك إلحاق أضرار بليغة في مستشفى الصداقة التركي الوحيد لـ مرضى السرطان نتيجة استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمحيطها بشكل متكرر، حسبما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، اليوم الإثنين.
وأوضحت الوزارة، أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكتف بحرمان مرضى السرطان من الأدوية والسفر للعلاج، بل بات يعرض حياتهم للخطر باستهدافه المستشفى التركي.
وأفادت مصادر إعلامية، أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها في محيط مستشفى الصداقة التركي المتخصصة في علاج مرضى السرطان بـ قطاع غزة.
من جانبه، قال مدير مستشفى الصداقة التركي بـ غزة، إن أضرار كبيرة لحقت بـ مبنى المستشفى مع تجدد قصف قوات الاحتلال إسرائيلي لمحيطه مرات عدة.
اشتباكات عنيفة بين فصائل المُقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في جنينأعلنت "كتائب القسام"، أن فصائل المُقاومة في مدينة جنين يخوضون اشتباكات عنيفة مع "قوات الاحتلال الإسرائيلي" المقتحمة للمدينة على عدة محاور، حسبما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، اليوم الإثنين.
وقالت كتائب القسام، في بيان لها، إنه تم استهدف القوات الإسرائيلية التي اقتحمت جنين بعبوات ناسفة محلية الصنع شديدة الانفجار، وتم تفجير آلية عسكرية.
وعلى جانب آخر، أفادت وسائل إعلام فلسطينية، أن طائرات الاستطلاع التابعة للاحتلال الإسرائيلي تحليق بشكل منخفض فوق جنين، وجيش الاحتلال يفجر مركبة بعد مصادرتها خلال محاولة الاقتحام في جنين.
وأعلنت حركة سرايا القدس كتيبة جنين، اليوم الأثنين، تنفذ عملية تعطيل وإعطاب لآليات الاحتلال الإسرائيلي المصفحة على أطراف مخيم جنين بسلسلة مركزة من العبوات المتفجرة.
يأتي ذلك في وقت اقتحمت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين ووقع اشتباكات عنيفة مع عناصر المقاومة في أحياء متفرقة في جنين وفي محيط مستتشفي ابن سينا.
واشنطن تُعلّق على تقارير حول إرسال قوات أمريكية إلى غزةأعلنت "كامالا هاريس" نائبة الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، أن واشنطن ليس لها خطط لإرسال قوات إلى إسرائيل أو قطاع غزة، حسبما أفادت وسائل إعلام أمريكية، اليوم الإثنين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاحتلال جيش الإحتلال الإسرائيلي غزة قصف بوابة الوفد حسبما أفادت وسائل إعلام مستشفى الصداقة الترکی الاحتلال الإسرائیلی اشتباکات عنیفة الیوم الإثنین قوات الاحتلال مرضى السرطان قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
استهداف الأطباء والمستشفيات.. قتل الحياة في حاضر ومستقبل غزة
الثورة /
بعد مرور أكثر من 14 شهراً من العدوان على غزة، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف الطواقم الطبية الفلسطينية، في سلسلة من عمليات القتل والاعتقالات والتعذيب والتغييب التي طالت العديد من الأطباء والممرضين.
وكان آخر هذه الحوادث استشهاد ثبات إبراهيم محمد سليم (31 عامًا)، وهي طبيبة متطوعة في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ظهر 5 يناير 2025.
ومنذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة قبل أكثر من 14 شهرًا، يستهدف الجيش الإسرائيلي المستشفيات الفلسطينية بشكل متواصل، ما أدى إلى تعطيل العديد منها عن تقديم الرعاية الصحية الأساسية للمرضى والجرحى.
ولم تقتصر هجمات الاحتلال الإسرائيلية على المنشآت الصحية فحسب، بل شملت أيضًا الطواقم الطبية التي تعرضت للاعتقال والتعذيب، حيث راح عدد من الأطباء والممرضين ضحايا لهذه الاعتداءات، ولعل الطبيب حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان المٌغيب قسرياً منذ 27 ديسمبر 2024، خير شاهد على ذلك بعدما رفض الاستجابة لدعوات الإخلاء القسري للمستشفى، في خطوة عكست تصاعد الضغوط على القطاع الصحي المنهار في غزة.
وهاجم طيران الاحتلال مساء أمس الأول الأحد، منزل عائلة أبو جربوع في بلوك 1 بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وأسفر الهجوم عن استشهاد أربع سيدات من بينهم الطبيبة ثبات سليم، التي نعاها زملاؤها بحزن شديد.
وشارك الطبيب محمد حلس صورة للطبيبة ثبات وهي تعمل في قسم الخداج، وأرفقها بتعليق عن مدى تفاني الطبيبة الراحلة: “في الصورة الدكتورة غزة ثبات سليم، عملت بدون راتب وبدون كلل، عانت الجوع والخوف والبرد والأمل. ثبات طبيبة حقيقية لدرجة الشهادة”.
ونعى المدير العام لوزارة الصحة بغزة د. منير البرش، الطبيبة الشهيدة، قائلا على منصة إكس: “د. ثبات سليم من مواليد عام 1994، طبيبة حضانة متميزة أتقنت مهارات وإجراءات الخداج وسط ظروف الحرب القاسية. عملت بإخلاص لما يقارب عامًا، قبل أن تُستشهد قبل قليل جراء قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمنزل في مخيم النصيرات”.
وكتبت الصحفي وائل أبو عمر: “ثبات سليم، طبيبة وحافظة لكتاب الله، درست الطب في الخارج، وتتقن ثلاث لغات الروسية والأوكرانية والإنجليزية. ساقها قدرها لمنزل صديقتها عد انتهاء عملها في مستشفى العودة، وأثناء تناولها طعام الغذاء تم استهداف المنزل من الطائرات الحربي.. تم التعرف عليها من يدها فقط”.
وتوضح سلسلة الهجمات المركّزة على القطاع الصحي وكوادره في أثناء الحرب أن المقصود هو تفكيك هذا القطاع وتدميره برمته كجزء مركزي للاستراتيجية العسكرية في الحرب، وذلك في إطار قتل الحياة في الحاضر والمستقبل في قطاع غزة.
ويقود الطبيب الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة عبر مؤسسة الدراسات الفلسطينية، مشروعاً لتوثيق عملية استهداف وتدمير القطاع الصحي بغزة. وتوضح المنصة أن استهداف القطاع الصحي شكل عاموداً رئيسياً للخطة الفاشلة لتهجير سكان قطاع غزة بصورة نهائية، ابتداءً بالشمال، مروراً ببقية المناطق. وتبني أن استهداف الاحتلال القطاعات الحيوية كافة، وعدم اقتصار التدمير على مرافق القطاع الصحي أو الطبي، يوضح أن الاحتلال يهدف إلى إنشاء محيط حيوي للحرب، يسعى عن طريقه إلى تدمير الحياة برمتها، وليس فقط القطاع الصحي.
ادعاء عسكرة المستشفيات
ومنذ الأيام الأولى لحرب الإبادة هدفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى ممارسة الإبادة والمحو بحق السكان الفلسطينيين من قطاع غزة عبر جعْله منطقة غير صالحة للحياة، ولذلك استهدف القطاع الصحي كأحد القطاعات الحيوية بصورة ممنهجة وبالكامل.
ففي 9 أكتوبر 2023، أي في اليوم الثالث من الحرب، قصف الاحتلال مستشفى بيت حانون شمالي قطاع غزة، وهو ما عرّضه لأضرار فادحة، ليكون هذا الاستهداف فاتحة لسلسلة استهدافات مباشرة لمرافق القطاع الصحي منذ أن بدأ الاحتلال الإسرائيلي حربه في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وبعد 5 أيام من قصف مستشفى بيت حانون، قصف جيش الاحتلال مركز تشخيص الأورام في المستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة، وعبر اتصالات هاتفية بمديري 22 مستشفى في شمال القطاع، أعطى الاحتلال “أوامر” بإخلاء هذه المستشفيات، وقد رفض الجميع، مع الطواقم العاملة، الامتثال لأمر الإخلاء، وأصرّوا على إبقاء القطاع الصحي قائماً في ظل الحرب كضرورة مهنية وأخلاقية ووطنية.
وتشدد المنصة على أن ما يحدث في قطاع غزة، من استهداف للكوادر الطبية وتدمير ممنهج للصحة وقطاعها، ليس سابقة تاريخية بل حدث ويحدث منذ سنوات في سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، “لكن السابقة فعلاً هي في شكل التدمير ومداه”.
وتشير إلى أن العامل المشترك بين كل اقتحام لمخيم أو قرية أو بلدة فلسطينية هو قطع الطريق أمام سيارات الإسعاف والمسعفين، ومنْعهم من الوصول إلى الجرحى، وقطْع الطرق بين منطقة الاقتحام والمراكز الصحية، وهو ما يؤدي إلى زيادة في حصيلة الشهداء.
وتقول، إن الاطلاع على سيرورة استهداف بعض المستشفيات يكشف بوضوح النيّةَ الممنهجة لتدمير الصحة برمتها، إذ اتّبع جيش الاحتلال منهجية مشابهة في كل مستشفى، تبدأ بادعاءات عسكرة المستشفى من جانب المقاومة الفلسطينية، وتتبعها تهديدات لإدارة المستشفى بالإخلاء، تتزامن مع قصْف محيط المستشفى، ومن ثم القصف المباشر، فالحصار المحكم، فالاقتحام، فالمجازر والتدمير.
وتلفت المنصة إلى أن الاحتلال اختصر في بعض الحالات مرحلة الحصار، واتجه مباشرة إلى التدمير، كما فعل في مستشفيات بيت حانون والجزائري التخصصي والعيون الدولي، بل ذهب أبعد من ذلك في عمليات التصفية المباشرة للأطباء واختطافهم وإخفاءهم قسرياً.
1000 كادر طبي
ووفق معطيات نشرتها وزارة الصحة في سبتمبر الماضي، فقدت فلسطين زهاء 1000 شخص من العاملين في القطاع الصحي ما بين أطباء أخصائيين وفنيي عمليات وتخدير وممرضين وعلاج طبيعي ومسعفين، وفنيي أشعة وتحاليل طبية، إلى جانب إداريين خبراء في مجال إدارة القطاع الصحي. كما توضح المعطيات أن قوات الاحتلال اعتقلت وأخفت قسرياً أكثر من 300 شخص أيضاً.
وجاءت عملية قتل الطبيبة ثبات سليم في إطار من سلسلة من الهجمات المتواصلة منذ بدء حرب الإبادة. ففي أبريل 2024، تعرض الدكتور عدنان البرش، أحد أبرز جراحي غزة ورئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء، للاعتقال من قبل القوات الإسرائيلية. تم نقله إلى سجن عوفر حيث تعرض لتعذيب قاسٍ أدى إلى استشهاده داخل السجن.
أما الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مستشفى الشفاء وأحد أبرز الأطباء في غزة، فقد تم اعتقاله من قبل القوات الإسرائيلية في 23 نوفمبر 2023 أثناء الحرب على غزة. وقضى أبو سلمية أكثر من سبعة أشهر في السجون الإسرائيلية حيث تعرض لظروف قاسية. بعد الإفراج عنه في يوليو 2024، تحدث عن معاناته داخل السجون واصفًا الظروف بأنها الأسوأ منذ عام 1948، مطالبًا بتحرك دولي جاد لتحرير الأسرى الفلسطينيين.
وفي أكتوبر 2023، استشهد الطبيب عمر صالح فروانة في قصف إسرائيلي استهدف منزله، ما أسفر عن مقتل 16 من أفراد أسرته، وهو عميد كلية الطب في الجامعة الإسلامية، ولديه خبرة تزيد عن 30 عاما في علاج العقم وأطفال الأنابيب.
قبلها بيوم واحد أي في 14 أكتوبر الماضي، غادر طبيب الحروق والجراح في مجمع الشفاء الطبي الدكتور مدحت صيدم، بعد دوام في المجمع استمر 7 أيام متواصلة، لتفقد عائلته، حسب بيان لوزارة الصحة. وبعيد وصوله سقط صاروخ إسرائيلي على منزل العائلة، ليستشهد الطبيب المعروف مع جميع أفرادها تحت ركام منزلهم.
وفي 12 نوفمبر 2023، استشهد الدكتور همام اللوح، اختصاصي الأمراض الباطنية وزراعة الكلى، في قصف طال منزله، حيث كان برفقته والده.
وفي ظروف مشابهة لأداة الجريمة ومسرحها وضحاياها، فقد القطاع الطبي في 18 نوفمبر 2023، مدير مستشفى الباطنة في مجمع الشفاء رأفت لبد، الذي يعد من أبرز أطباء الباطنة والأمراض المناعية في قطاع غزة.
واستمر حصاد آلة الحرب الإسرائيلية ليشمل رئيس قسم علم الأمراض في الجامعة الإسلامية ومستشفى دار الشفاء الدكتور علي دبور، الذي استشهد في منزله مع والدته وابنه، والدكتور همام الديب جراح العظام المميز في العيادة التخصصية بالمستشفى العربي الخاص.
شبهة اغتيال
ويرجح المدير العام لوزارة الصحة بقطاع غزة منير البرش شبهة اغتيال الأطباء خلال حرب الإبادة المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023 على القطاع. ويقول إن “أهم مقوم من مقومات الحياة في قطاع غزة الجوانب الصحية، والاحتلال أراد إفقاد غزة عنصر أمان، وهو الصحة العامة، من خلال استهداف الأطباء وقتل الأمل في نفوس الناس ودفعهم إلى الهجرة والنزوح”. ويبين أن قطاع غزة “يحتاج من أجل تعويض الأطباء الذين استشهدوا خاصة أصحاب التخصصات النوعية إلى 35 عامًا”.
ويشار إلى أن اتفاقية جنيف الرابعة والبروتوكولين الإضافيين منها، وفرت الحماية للفريق الطبي والعاملين فيه حتى سائقي سيارات الإسعاف وكل من يساعد الجرحى وقت الحرب. وذهبت الاتفاقية إلى أن الطرفين المتنازعين عليهما إعلام بعضهما قبل بدء القتال بالأماكن التي توجد بها المستشفيات. في حين نص القانون الدولي الإنساني على عدم انتهاك الوحدات الطبية بل حمايتها وفقاً للمادة 2 من بروتوكول عام 1977، وهو ما لم تلتزم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء احتلال فلسطين عام 1948م.
*المركز الفلسطيني للإعلام