د. زاهي حواس يكتب: حلم الملك زوسر.. نبوءة سيدنا يوسف على نقش لوحة المجاعة ذات الشهرة الواسعة بين علماء المصريات
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
علماء الآثار يعثرون على تفسير رؤية النبى يوسف عن السنوات العجاف والرخاء لمصر
هل تذكرون الحلم العجيب الذى رواه ملك مصر لسيدنا يوسف عليه السلام؟: {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّى أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِى فِى رُؤْيَايَ إن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} يوسف ٤٣.
لقد تحققت نبوءة يوسف فيما يبدو.. بعد أن عثر العلماء على ضفاف نهر النيل ووسط جزيرة سهيل التى تقع إلى الجنوب من محافظة أسوان آخر محافظات مصر الجنوبية على نقش فرعونى على صخرة كبيرة، وقد حاز هذا النقش على شهرة واسعة بين علماء المصريات لأكثر من سبب، ويعرف فى كتب المصريات باسم لوحة المجاعة.
وقد كشف عن هذه اللوحة ويلبور، ويتألف النص الموجود عليها من اثنين وثلاثين سطرًا كتابيًا عموديًا يقرأ من أعلى إلى أسفل، ويؤرخ النص المكتوب بعصر الملك بطليموس الثاني، ثانى ملوك البطالمة الذين حكموا بعد دخول الإسكندر الأكبر مصر ٣٣٢ ق.م.
وتحكى قصة مجاعة حدثت فى عهد الملك زوسر، أول ملوك الأسرة الثالثة من الدولة القديمة «٢٦٤٩ ق.م»، وقد حدثت هذه المجاعة نتيجة انخفاض مياه النيل وانحسار الفيضان لمدة سبع سنوات متتالية فاشتد الضيق بالملك وساءت أحوال البلاد، وأرسل الملك يطلب من رئيس الكهنة أن يتقص الأمر لعله يجد حلًا لهذه المشكلة.
بعدها وصل الملك تقرير يؤكد أن قرية أبو، وهى منطقة أسوان حاليًا، هى التى تتحكم فى تدفق مياه النيل، وتروى القصة، أن الملك زوسر، رأى فى منامه الإله خنوم، إله منطقة الفنتين «أسوان» الذى جاءه ليذكره بقوته وسيطرته على مياه النيل ومنابعه، ولما استيقظ الملك زوسر، من نومه أدرك أن خنوم، هو المتحكم فى منابع النيل، وعليه أن يسترضيه فأوقف على عبادته ومعبده مساحات شاسعة من الأراضى الزراعية الخصبة وأمر بتقديم القرابين اللازمة له وأوقف أموالا كثيرة للصرف على كهنته.
وقد اتجه الباحثون فى شأن هذه اللوحة طريقين:
رأى اعتقد أصحابه ومنهم العالم الفرنسى الشهير جاستون ماسبيرو أن القصة بحذافيرها ابتدعها كهنة «خنوم» فى منطقة الفنتين لاستعطاف ملوك البطالمة بعد أن طغت عليهم شهرة المعبودة إيزيس، وانصرفت إليها أنظار هؤلاء الملوك الذين أغدقوا على عبادتها بالقرابين والهدايا.
رأى ثان يرى أصحابه ومنهم علماء آثار معروفين مثل الألمانى كورت زيته الذى يرى أن القصة أصلًا قديمة، وأن الأسلوب الذى كتبت به اللوحة فى عصر البطالمة لا يخلو من تعبيرات الدولة القديمة ذاتها؛ ولذلك يعتقد بل ويؤمن أن للقصة أصل قديم كان مكتوبًا على الحجر أو غير الحجر، ولكنه تعرض للتلف بمرور الزمن.
فلما زار أحد ملوك البطالمة المنطقة، ويعتقد أنه الملك بطليموس الثانى «سوتير» قص كاهن المنطقة القصة عليه كاملة فأمر بنقشها من جديد وتخليدها، بل وأمر كذلك تجديد معبد الإله خنوم، فى جزيرة سهيل، وأوقف عليه الإقطاعات ونفذ الملك كل ما جاء فى قصة الحُلم لصالح «خنوم» وكهنته.
ولايزال هذا التفسير هو المقبول حتى الآن بين علماء المصريات.. فأسلوب الكتابة يؤكد وجود متن قديم ربما من عصر الملك زوسر، لهذه اللوحة، وما يهمنا هنا هو أن البعض حاول التقريب بين قصة المجاعة التى استمرت سبع سنوات أيام الملك زوسر، وبين قصة سيدنا يوسف «عليه السلام»، والذى شهد فى مصر سبع أعوام من الخير والفيض أعقبتها سبع عجاف، واستطاع أن يعبر بالبلاد بر الأمان بما أخذه من احتياطات وترتيبات.
د. زاهى حواس: من أهم الأثاريين المصريين، وزير سابق للآثار، يحاضر فى العديد من الدول الغربية حول الآثار الفرعونية وتاريخ قدماء المصريين. له مؤلفات بالعربية والإنجليزية فى هذا المجال.. يكتب عن نبوءة سيدنا يوسف وارتباطها بنقش عثر عليه العلماء على ضفاف نهر النيل وسط جزيرة سهيل التى تقع إلى الجنوب من محافظة أسوان.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: علماء الاثار النبي يوسف سیدنا یوسف
إقرأ أيضاً:
«7» قتلى في قصف على مخيم أبوشوك بدارفور غرب السودان
أعلن مسعفون متطوعون سودانيون مقتل سبعة أشخاص وإصابة 11 آخرين بجروح جراء قصف لقوات الدعم السريع على مخيم للنازحين يشهد مجاعة قرب مدينة الفاشر المحاصرة عاصمة ولاية شمال دارفور.
الفاشر ــ التغيير
واستهدفت قوات الدعم السريع، التي تخوض حربا مع الجيش منذ أبريل 2023، مخيم أبو شوك للنازحين وسوقاً قريباً “بقصف مدفعي”، وفق غرفة الطوارئ في المخيم، وهي جزء من شبكة منقذين متطوعين منتشرة في كل أنحاء السودان.
ونُفّذ الهجوم في خضم مواصلة قوات الدعم السريع حصار مدينة الفاشر منذ أشهر، وهي آخر عاصمة ولاية في إقليم دارفور الشاسع في غرب البلاد ما زالت تحت سيطرة الجيش.
وفي أحدث محاولاتها للسيطرة على المدينة، أصدرت قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي إنذاراً يطالب الجيش وحلفاءه بالانسحاب.
والجمعة، استهدف هجوم بمسيّرة المستشفى الوحيد الذي بقي قيد الخدمة في الفاشر، نسبه مراقبون محلّيون إلى قوّات الدعم السريع وأودى بحياة 70 شخصاً، بينهم مرضى كانوا في حالة حرجة.
وصد الجيش وحلفاؤه هجمات متكررة شنتها قوات الدعم السريع في محيط المدينة في حين يرزح المدنيون تحت وطأة القصف المتواصل.
وفي ولاية شمال دارفور وحدها، نزح 1.7 مليون شخص بحسب الأمم المتحدة ويقدّر أن نحو مليوني شخص يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي و320 ألفا من المجاعة.
وفي المنطقة المحيطة بالفاشر، تسود المجاعة في 3 مخيمات للنازحين هي زمزم وأبو شوك والسلام. ويتوقع أن تتوسّع رقعة المجاعة لتشمل خمس مناطق أخرى بما فيها المدينة نفسها بحلول مايو، بحسب تقييم مدعوم من الأمم المتحدة.
وأدّى النزاع في السودان إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص فيما الملايين على حافة المجاعة.
الوسومالدعم السريع الفاشر مجاعة مخيم أبو شوك هجوم